تأهل المنتخب الوطني .. افراح ممتدة فمن هو ابوه
تابعت جماهير الكرة السودانية باهتمام كبير مباراة منتخبنا الوطني ضد المنتخب السيشلي وهي ترنو بقلوبها خفاقة نحو نهائيات غانا ، وكلها أمل ان يحقق المنتخب المعجزة ويحقق الفوز الغالي الذي يضعه على اعتاب نهائيات افريقيا بعد اكثر من ثلاثة عقود على آخر مشاركة باسم الوطن في النهائيات التي كان السودان بطلها القوي قبل ان يتحول الى رجلها المريض بسبب التدهور الذي اصاب الكرة السودانية في السنين الاخيرة.
لم يخيب نجوم السودان أمل الملايين التي تابعتهم وهى تكثر من الدعاء أن ينصر الوطن فكانوا قدر التحدي ورجالاً ابطالاً استطاعوا بقوة البأس والعزيمة ان يحققوا الفوز الغالي ويصعدوا الى النهائيات بجدارة بغض النظر عن نتيجة مباراتهم الاخيرة امام تونس بالخرطوم والتي نؤقن ان نجومنا سيكونون في انتظارها على احر من الجمر ليعيدوا كتابة التاريخ ويؤكدوا عودة السودان القوية مرة اخرى الى لعب ادوار البطولة في كل المحافل الافريقية والاقليمية .
مباراة السودان وسيشل التي شاهدناها عصر أمس تؤكد ان العودة لن تكون صعبة ، وان الطريق قد اصبح ممهداً امام ابطال السودان للعودة الى دائرة الضوء بعد ان عاشوا في ظلام دامس طيلة سنين طويلة، وعودة المنتخب هذه المرة لن تكون للمشاركة فقط وانما من اجل انتزاع البطولة وتقديم مباريات خالدة تعيد رسم الكرة السودانية وتصنع عصراً ذهبياً جديداً ابطاله هم ابناء هذا الجيل من اللاعبين الذين استطاعوا قهر الصعاب وصنعوا مجداً خالداً يتوقع له ان يكون مخاض عهد جديد لكرتنا التي اقعدتها السنوات ، وهبط بها اليأس والغنوط من تقديم شئ جميل.
العهد القادم ستكون الكلمة فيه للوطن فقط بعيداً عن عصبية الاندية التي كانت السبب الرئيسي في كل ما وصلنا له، ويكفي هؤلاء اللاعبين النجوم انهم قد سطروا اسمائهم بمداد من نور وهم يعلنون انتمائهم للوطن من خلال التربية الصحيحة التي انعم بها عليهم الاتحاد العام وهو يفهمهم ان الانتماء الاول للوطن وان قهر كل الصعاب ممكن باقل التكاليف وكثير من التضحيات ، فقد شهدنا لاعبي المنتخب وهم ينصاعون لكل قرارات الاتحاد العام حتى على حساب راحتهم وهم يرفضون الطائرة الخاصة في احدى المرات ويصبرون ويصابرون من اجل صناعة هذا التاريخ المنير .
ولان الفوز له اكثر من اب فيتوقع ان يعمل الكثيرون من اجل ان ينسب لهم فوز المنتخب والذي لا نظن ان هناك من احق به من اللاعبين والجهاز الفني والاتحاد العام وبعض الخيرين من ابناء الوطن ، ولا عزاء للكثيرين الذين حاولوا عرقلة مسيرة المنتخب ، ولم يقدموا له ما يساعده في مشواره الصعب الذي اجتازه.
















 

معتصم عيدروس

21/06/2007