من قلب الجزيرة

أيام في دوحة العرب

بقلم : معتصم عيدروس

 

أيام في دوحة العرب
مسخرة.. وبدل برد

هذا الطفل كان يشاهد في مباراة الاهلي والخور وهو سوداني الجنسية جلست بجانبه وسألته اي الفرق في السودان يشجع فنظر الي باستغراب وقال بانه لا يشاهد اي كرة سودانية ولو على التلفزيون واختصر رأيه بقوله (الكورة السودانية دي ماكورة دي مسخرة)
اما الطفلة في الصورة الثانية فقد وجدناه ترتجف من البرد .. تنتظر السحب على جوائز مباراة الريان والوحدة الاماراتي في دوري ابطال اسيا وهي تمني نفسها بفوز شقيقها الذي يظهر خلفها في الصورة باحدى جوائز المباراة المؤلفة من سيارتين و6 دراجات نارية لا يقل ثمن احدها عن ما يعادل 9 ملايين جنيه سوداني.. وكان ان عوضها الله عن هذا البرد بدراجة نارية من التذكرة التي يتمعن شقيقها فيها جعلتهما يتقافزان من الفرحة .
معتصم عيدروس
aiddrous@hotmail.com


ملاعب الاندية القطرية..
المقارنة ممنوعة والدهشة تلجم اللسان
في الدوحة كانت اول زياراتنا العملية في جريدة الشرق لملعب النادي العربي لتغطية مباراة في دوري الدرجة الثانية .. وقد اندهش الزملاء من الاعجاب الذي بدأ علينا من جمال الاستاد ،واندهشنا نحن اكثر عندما علمنا أن استاد العربي اقل جمالاً وامكانيات من الاستادات التي سنراها لاحقاً وانه بمقياسهم متواضع الامكانيات ، وفوراً مرت بخاطري صورة استاداتنا وايقنت ان المقارنة غير واردة على الاطلاق فملعب العربي اجمل بكثير من كل استاداتنا بما فيها استاد المريخ المعروف (بالرد كاسل) والذي يتغني به كتاب المريخ صباحاً ومساء وتشيد به كل الوفود الزائرة بما فيها رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم .
نعم المقارنة معدومة وان كان المريخ هو الافضل فكيف الحال لبقية ملاعبنا التي نسميها مجازاً استادات .
وفعلاً تبينا الحقيقة بعد زيارتنا لملاعب الغرافة والسد وحمد .. لنخرج من زيارتنا لهذه الاستادات بحقائق كثيرة اهمها ان المقارنة معدومة بين التطور القطري في البنيات الاساسية وفي الاهتمام الذي تجده الرياضة من الجميع خاصة المسئولين في الدولة ويكفي ان تعلم عزيزي القارئ ان كل البنيات التحتية بالنسبة للاندية أو الاتحادات هي جهد خالص تقوم به الدولة التي تتولى مسئولية الصرف علي كل صغيرة وكبيرة عبر قنوات معروفة، والاستادات في قطر تتوفر فيها كل متطلبات اللعبة ابتداء من عربة الاسعاف وغرف اللاعبين الفاخرة واللوحة الالكترونية اضافة الى توفر الكراسي التي لا تجد من يملأها .. فلا مجال هنا لمكان فارغ ليجلس مشجع على الاسمنت كما يحدث عندنا او يشاهد المباراة وهو واقف على رجليه طيلة زمنها ..
الاندية في قطر من خلال ملاحظاتنا وجدنا انها لا تخسر شيئاً ويتم الصرف على كل متطلباتها من الدولة ابتداء من شراء اللاعبين ومروراً بمرتباتهم واحتياجاتهم ومعسكراتهم وتوفير الملاعب لهم للمباريات والتمارين وغيرها .
\\\\\\\\
سودانيون اخجلونا بكرمهم .. وأبناء مدني بقطر تاج فخر على جبين المدينة
اعضاء رابطة ابناء مدني بالدوحة يطول الحديث عنهم فهؤلاء الشباب قدموا الكثير لمدني ولم يقتصر دورهم على الجانب الرياضي والذي بدأوه في الموسم الماضي باحضار ثلاثة مدربين ليشهدوا بداية الاعداد مع الاندية القطرية ولكن دورهم امتد ليشمل الجانب الخدمي باستجلابهم لمعدات طبية لمستشفي ودمدني بملايين الجنيهات.. وان اردنا ان نتحدث عن زيارتنا وانطباعاتنا التي خرجنا بها فمؤكد ان هذه المساحة لن تكفي فقد كانوا في استقبالنا من المطار وعملوا كل استطاعتهم من اجل توفير الجو الملائم لنا لانجاح الفترة التدريبية وخففوا كثيراً من اشواقنا للوطن بوقفتهم الكبيرة ولم يبخلوا علينا بشئ نحتاجه .. وان كنا سنخصص فلابد من كلمة في حق المستشار هيثم عبدالعال سكرتير الرابطة هذا الرجل العملي الهادئ الذي لا يحب الكلام الكثير ولكنه يعمل في صمت عمل كبير كل همه ان ترتقي مدينة ودمدني مثله في ذلك مثل شقيقه مرتضي عبدالعال صاحب السخرية الواضحة والذي كلما رأي شيئاً جميلاً تمناه في مدينة مدني ولا غرو فهما ابني الخبير عبدالعال ساتي الذي عرف بحبه الكبير لمدينته وعمل وضحى من اجلها بالكثير ..
كذلك لابد من كلمة في حق محمد ميرغني حسين (ابوعاصم) فهذا الرجل مهما تحدثنا عنه فلن نوفيه حقه فقد سهر لراحتنا ونظم برامج زيارتنا في صبر وجلد وفتح لنا منزل اسرته حتى اصبحنا جزءاً من هذه الاسرة الكريمة .. ومحمد ميرغني هذا يتمتع في الدوحة بصلات كبيرة .. حتى قال فيه سفير السودان بالدوحة انه لم يأت اليه وفد أو رابطة ولم يكن محمد ميرغني بصحبته فهو عضو في كثير من منظمات المجتمع المدني وفي رابطة اهل الهلال وربما يكون عضواً ايضاً في رابطة مشجعي المريخ بحكم صداقته لرئيس الرابطة الحالي هاشم ... كذلك فالحديث يطول عن الفنان المرهف محمد السني دفع الله هذا الفنان الذي رسم الكثير من البسمات في وجوهنا اضافة الى فهمه الراقي لمهنته التي يحبها ..اما اولاد الفادني صلاح ووليد فيكفي انهما ما ان سمعا بوجودنا في دوحة الخير حتى تقاطرا الينا من خارجها وعملا من اجل راحتنا .. بجانب شقيقهما الرائد شرطة معاوية والذي ما طلبناه الا ووجدناه امامنا وقام بتسهيل الكثير من امورنا في الدوحة .. والحديث ايضاً يطول عن أسامة مهدي والسر محمد خير ومحمد عوض وامير وكل ابناء قرية السوريبة بالدوحة .. ومحمد كيقا و عصام حسين ولقمان همام وامير صديق ومصطفي ود ابراهومة طارق محمد عبدالمجيد وسيف الدين خواجة وربيع كباشي حسونة وعوض عيدابي وحاتم عمر وشمس الدين مصطفى وأحمد سالم والزين الشبلي ومحمد عبدالرحيم محجوب والكوتش حمدان حمد والدكتور الفنان ياسر سليمان مبيوع وهاشم عبدالعزيز الإدريسي والكابتن عامر عوض عبده والكابتن إبراهيم محمد علي (أبرهومة)وكذلك لا يفوتنا ذكر ابن بورتسودان الذي تمدن محمد خليل ساني والذي لم يفارقنا للحظة وكان بجانب علاء الدين تيتاوي ملح الزيارة بمشاغباتهما وغير هؤلاء كثيرون رغم ان زيارتنا لهم لم تمتد الا لساعة زمن الا ان الحزن قد بان عليهم لفراقنا ونحن نغادر منازلهم العامرة والشكر قبل ذلك يمتد للسيد محمد البشير حمزة مالك الأجنحة الملكية للشقق الفندقية والذي قام بتسهيل اجراءات دخولنا لدوحة قطر عن طريق توفير تأشيرات الدخول.
\\\\\\\\\
عزوف الجماهير مشكلة تؤرق الكرة القطرية
في قطر هناك مشكلة حقيقية تتمثل في عزوف الجماهير عن حضور المباريات رغم ان اغلبها يكون الدخول اليه مجاناً وشهدنا هذا في مباراة ابطال اسيا بين الريان والوحدة الاماراتي والتي دخلها المشجعون بالمجان مع امكانية الدخول في السحب على جوائز المباراة من سيارة ودراجات نارية لمن يدفع 10 ريالات قطرية اي ما يعادل 5 ألاف جنيه ..ورغم ذلك فان الاستاد لم يمتلئ ولو لربعه ، ومؤكد ان من يرى منظر الاستاد الجميل المحاط بالكراسي المريحة الخالية يتذكر مباشرة جمهورنا الوفي الذي لا يغيب عن مباراة ولو كانت في دوري الدرجة الثالثة رغم انه يستقطع سعر التذكرة من قوت اولاده ومع ذلك لا يجد ما يجلس عليه سوي مدرجات من الاسمنت الساخن ، وفي احيان كثيرة لا يجد حلاً سوى الوقوف طيلة زمن المباراة .
\\\
وجوه مشرقة في جريدة الشرق

يلاحظ المرء لحظة دخوله لجريدة الشرق ان الاخوة المصريين هم الأكثرية داخل اقسام الصحيفة المختلفة ورغم ان الزملاء السودانيين قليلون في هذه الاقسام الا ان وجودهم متميز ويجدون التقدير وعلى رأس هؤلاء يبرز اسم الدكتور عبدالمطلب صديق سكرتير تحرير الصحيفة والذي يحظي باحترام كبير من كل العاملين بالصحيفة اضافة الى الدكتور يحيي العوض مدير مركز التدريب بالصحيفة و الزملاء في القسم الرياضي برئاسة عامر تيتاوي وصلاح الحاج و(الكوكب) كمال احمد بخيت الذي انتقل للعمل بصحيفة الشرق القطرية من صحيفة قوون واصبح عنواناً للصحفي النشط المتابع المواكب وكذلك هناك الاستاذ حسن البشاري في الشؤون الدولية والزميل المصور الساخر المستاء امير طمل.
\\\
سفارة حقيقية
مما يلفت النظر في دولة قطر هو الترابط الحميمي بين افراد الجالية هناك ،وشهدنا كيف ان ابواب السفارة مفتوحة للجميع للدخول بلا حراس مرئيين .. وفوق كل ذلك فالتعامل الراقي الذي يقابل به افراد السفارة السودانيين فوق حد الوصف خاصة من قبل سعادة السفير ابراهيم عبدالله فقيري ابراهيم والقنصل العام محمد الحسن ابراهيم ونائب رئيس البعثة الوزير المفوض عوض حسين أحمد الذين يقدمون نموذجاً ممتازاً للسفارة خارج البلاد.
________________________________________
\\\\\\\\\\\
الخبير حسين تعديلات جوهرية في لعبة الكرة الطائرة
كما قلنا فان دولة قطر استجلبت العديد من الخبراء في جميع المجالات ومن بين هؤلاء الخبراء وجدنا الخبير حسين امام المعتز بسودانيته والذي يعمل خبير فني بالاتحاد القطري للكرة الطائرة ، واستطاع ان يقدم الكثير لأجل تطوير هذا المنشط بعد ان وجد الجو المناسب له للعمل، بل استطاع الخبير حسين امام ان يحدث ثورة في عالم الكرة الطائرة بالمعادلة الذهبية التي قدمها للاتحاد الدولي للعبة وتم اجازته وستبدأ اختباراتها في يوليو القادم.. وبجانب ذلك فان كثير من السودانيين يعملون في الاندية القطرية كمدربين مثل حمدالنيل محمد علي وحمدان حمد ومنقستو وكدوس ، اضافة الى عدد لا يستهان به من اللاعبين يعطرون ملاعب الكرة القطرية بابداعهم مثل مجيب الرحمن واسعد اكو وايهاب السر.
\\\
اسباير عظمة قطرية في قلب الصحراء
لا يمكن لزائر الدوحة ان تكتمل زيارته دون زيارة اكاديمية التفوق الرياضي (اسباير) والتي تعد اضخم اكاديمية رياضية في العالم ، وقد كانت زيارتنا لها برفقة السوداني عبدالعزيز عبدالكريم الذي يعمل بها مدهشة للحد البعيد فهذه الاكاديمية التي بنيت في قلب الصحراء تجد بداخلها كل ما يخطر ببالك .. وهي مؤهلة بوجود عدد كبير من الخبراء في جميع المجالات الطبية والرياضية والنفسية والاكاديمية .. لم يترك القائمون على امرها شيئاً تحتاجه الا واتوا به ، ويخطط القطريون لاستيعاب 1000 طالب بحلول العام 2020 والعدد الان هو 170 طالب يتم اختيارهم بعد اجتياز عدد من الاختبارات.وتعمل الاكاديمية من اجل تخريج جيل جديد من الرياضيين مسلح بالعلم من خلال المنهج القطري الذي يدرسه الطلاب بهذه الاكاديمية وقد سعدنا ان وجدنا بها (5) طلاب سودانيين من بين المواهب التي تم اختيارها لتكون النواة لهذا العمل الكبير الذي سيثمر نضوجاً في الرياضة القطرية في السنين القادمة.
\\\

زيارة قطر بلا مساحيق
زيارتنا لدولة قطر جاءت فكرتها من الزميل مصطفي على عبدالله (ابو حسن عز الدين) والذي اجتهد كثيراً لترى فكرته النور فكان اتصاله برابطة ابناء مدني بالدوحة والذين تحمسوا لها وعمل الجميع من اجل سفرنا وزميلي عثمان محمد بابكر وتاج الاصفياء عبدالمنعم بعد الاتفاق على الاشياء.. ولم تبخل علينا جمعية الصحفيين السودانية بالموافقة وتسهيل مهمتنا بكتابة بعض الخطابات لدعم الرحلة ، وفعلاً جاء الدعم كبيراً من سعادة الفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم الذي وجه بتوفير مبلغ اعاننا كثيراً في شراء تذاكر السفر وكذلك الاستاذ غازي عثمان جاد الله .. ولم يتوقف الدعم على هذين الرجلين فقط فكان هناك العديدون الذي ساهموا في هذه الرحلة من بعض رموز العمل الرياضي بالمدينة . وقد استغربت كثيراً لمن يقول ان اسمه قد كان موجوداً معنا وتم شطبه بفعل فاعل أو من كتب ينتقد رابطة الاعلاميين الرياضيين بمدني على سفرنا رغم ان الرابطة ليس لها يد في هذا السفر الذي جاء ترتيبه كما هو واضح من الدوحة والى الرابطة الأم بالخرطوم ولم يتعد ذلك قيد انملة الى شارع الخرطوم مدني..
وقد احزنني موقف بعض الزملاء في مدني والذين كان يجب عليهم استثمار هذه الفرصة وتوصيتنا بأن نكون على قدر المسئولية وان نكون نعكس صورة طيبة لمدينتنا حتى يتحمس القائمون على هذا العمل ويعملون على تكراره في العام القادم بمجموعة جديدة .
\\\
القطريون .. زول بعقال!

كنا نحسب ان الطيبة والتواضع هي صفة خاصة بالسودان والسودانيين فقط ولكن رحلتنا الى الدوحة علمتنا ان هناك من يمكن ان يبذ السودانيين في هذه الخصلة التي عرفوا بها فقد كانت الطيبة والتواضع هما عنوان المواطن القطري في اعلى المراكز ، وتمثلت لنا هذه الطيبة كثيراً في الاستاذ جابر الحرمي نائب رئيس تحرير صحيفة الشرق والذي وصلت طيبته حداً جعلت السودانيين بصفونه بالزول وهو الأسم الذي يطلق في دول الخليج علي الانسان السوداني رغم ارتدائه للعقال .... وكذلك كانت الطيبة عنواناً للاستاذ جاسم الرميحي امين سر نادي السد القطري والذي استقبلنا بمكتبه واكد اهتمامه بالسودان والسودانيين واكد لرابطة ابناء مدني بقطر امكانية حضور فريق السد الى مدينة ودمدني في القريب العاجل واللعب امام اندية الاهلي والاتحاد وجزيرة الفيل.وهذه نماذج فقط لتعامل الاخوة في دولة قطر مع السودانيين العاملين معهم.
\\\
النظام والنظافة عنوان للعاصمة القطرية الدوحة
من الاشياء اللافتة للنظر في العاصمة القطرية النظافة والنظام السائدين في المدينة اذ يستحيل ان تجد مكاناً متسخاً أو كيساً طائراً فبراميل النفايات منتشرة في كل مكان ويا ويل من يرمي بشئ على الأرض ولو كان علبة كبريت خالية ..ورغم ان العمران ما زال يعم العاصمة الا ان الجميع يحرصون على نظافة مدينتهم وعلى احترام القانون الذي يعاقب من يتناسى هذا الأمر او يتعامل معه بلا مبالاة .. وكذلك فكل المقيمين في هذه المدينة يحترمون قواعد المرور ولم نجد طيلة فترة تواجدنا بها من يتخطى الاشارة الحمراء أو يقوم بركن عربته في غير المكان المخصص لذلك رغم الزحام الشديد الذي تشهده هذه المدينة وكذلك فمن النادر جداً ان يقوم احد سائقي العربات باطلاق الابواق مثلما نرى هنا الا للضرورة القصوى..









 

معتصم عيدروس

18/04/2007

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه