من قلب الجزيرة سفراً بلا عودة |
سفراً بلا عودة
خيم الحزن على مدينة ودمدني ليلة تعادل فريقها
الأهلي مع نظيره أهلي عطبرة ولبست ثوب الحداد الذي تطول فترته والتي سوف تزيد عن
الأربعين يوماً ونحسب ان تكون سنين وسنين والتي سوف تشهد بإذن الله ركوداً ما بعده
ركود في المجال الرياضي ، فقد بعثت الفرق المشاركة ببرقية عزاء لزميلها أثر خروجه
المبكر كأول فريق يغادر المجموعة التي ظن الكثيرون أو معظم أهالي السودان المحبين
للرياضة أن متصدرها هو سيد الاتيام بلا محالة والذي أصبح ذكرى فقط لمن يتذكر تلك
الأيام الخوالد ، خروج نتاجه كان عمل مشترك بين الجميع ، أبداها بالإدارة التي سعت
بكل اجتهاد لتطوير منشآت النادي وتوفير كل ما يلزم وتجاهلت أهم عمل وهو عدم
الالتفات لما يحدث من نتائج الفريق ومعالجة العلل الموجودة فيه ومحاسبة كل مقصر من
اللاعبين ، وعمدت على الاعتماد على العناصر الخارج المدينة التي لا تعلم شيئاً عن
هذا الفريق فقد اتضح جلياً عدم جدية بعض اللاعبين في المباريات وعدم الغيرة على هذا
الشعار . وضاع الحلم يامدنى
منذ ان ولد الحلم طفلا قبل اكثر من عام---قلنا
انها فرصة تاريخية ان يصعد فريقان من مدنى لتلحق الجزيرة بالعاصمة وتسترد هيبتها
القديمة ويعود بريقها الاخاذ--وظللنا ندفع جهد المخلصين بالداخل عبر كل ساحة وباحة
ونافذة ننادى بعدم اضاعة الحلم وتبديد العشم وذلك بالاعداد الجيد والاستعداد الجاد
القادر على قطع المسافة بين الحلم والواقع--وقلنا يومها حذارى ان يصرفنا الصراع عن
الهدف الاكبر والاتحاد والادارات مشغولة بتصفية الحسابات ورتق الثقوب فى الثياب
الممزقة--- ولما ضجت محابس صيرنا ناشدنا الوالى الفريق ان يلملم الاطراف ويقود
المجتمع الرياضى ---لكن هلال امدرمان اخذه من اهتمامنا وبدد جل وقته فيه--وقلنا له
وهو الرياضى المطبوع ان الدخول لمجتمع وادمدنى يمر عبر انعاش حالتها الرياضية ومن
ثم اعادة صياغة مجتمعها والتوجه به صوب المناحى الاقتصادية والاجتماعية لان سكان
مدنى والجزيرة شانهم شان سكان الارض مفتونون بجنون لكرة القدم ومن يملك كلمة السر
يستطيع ان يقود الولاية انى شاء وكيفما اراد-كنا فى سباق مع الزمن لان الولايات
استنفرت قدراتها واطلقت نفيرها باكرا--فدفعتنا الغيرة ان نعاود الصراخ والاستجداء
لاهل مدنى لتدارك مايمكن تداركه --ولكن ضاع نصف الحلم بخروج عووضه المشرف والتصقنا
بباقى الحلم عسى ان سيصعد الاهلى الذى كان سيد الاتيام---فيطفى بعض اشواقنا ويتيح
صعوده فرصة اخرى لعووضه ان تعيد المحاوله --وايضا لكن --فقد مات الحلم وانتهى
الماتم بصافرة التعادل ففقدنا كل الحلم وقد لا يتكرر قريبا باتاحة الفرصة
لفريقين---ولا يجدى البكاء على الاحلام الضائعة---والتاريخ لم يكتب نهايته
فوكمايا--- |
معتصم عيدروس |