من قلب الجزيرة

فلتتفجر براكين الغضب

بقلم : معتصم عيدروس

 

الأخ الفاضل / معتصم عيدروس
تحية خاصة لك ولزملائك القائمين على أمر هذه النافذة الوهاجة في عتمة الليل العسيس ـ
فبالاشارة الى حديث الاخ / صلاح حاج بخيت أود أن أضيف إن الحرث في البحر لايجدي نفعاً ،فاتحاد الكرة المحلي بمدني لم يعي الدروس السابقة ولم يترك قديمه ولازال سادراً في غيه رغم مرور سنوات وسنوات على الفواجع والتقصير واللامبالاة التي وئدت بمستوى كرة القدم بمدني وأدت بالتالي الى أنهيار أندية المدينة الواحد تلو الأخر كانها كانت تخوض حرباً ضروس وشعواء ضد عدو لايرحم ، لم يتعظ الاتحاد ولم يؤنبه ضمير ولاحتى مجرد صحوة ولو عابرة حتى يترك ـ أوينسى ولو موقتاً ـ هذا الغي السافر ، سنوات عجاف مرت كانت تكفي أن توقظ في داخله صحوة ضمير ، لكن يظهر أنه لاحياة لمن تنادي .
أنتم ونحن والأغلبية الصامتة من أبناء المدينة في الداخل والخارج والذين يرفضون كل هذا الهرج والمرج الذي أدى الى عزوف شريحة كبيرة منهم عن متابعة الشأن الرياضي بالمدينة حتى ولو بالأخبار ، هذه الأغلبية الصامتة تضم في ثناياها خيرة أبناء المدينة من المتعلمين الذين يتبوؤن الأن وظائف عليا ومتوسطة ومنهم التجار الذين يعملون في مجال الـ (Business) بأرقام فلكية ومنهم الحرفيين العاملين في شتي بقاع الدنيا وكلهم يحملون في قلوبهم ويحلمون بإزدهار وتطور الرياضة في مدينتهم ، كان يمكن تفعيل وتنشيط هذه الشرائح وتوظيفها لخدمة الرياضة والرياضين بالمدينة ولكن لهذه الأسباب وغيرها فضلوا الصمت والإنزواء بعيدا عن المشاركة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ، لنا الله ولكم وللرياضة والرياضين بمدني بعد عودة الحليمة مرة أخرى فمهما قلنا وكتبنا وحتى لو نبحنا فإننا لامحال حارثون في البحر ونافخون على قِرب مقدودة لولا فسحة الأمل التي أفسحتها لنا وهذا ماقصدته من جملة (الفرح تارة اخرى) المذكورة أعلاه ، فهذا قدرنا وقدركم .

، نحن جيل عاصر وعايش كرة القدم بمدني منذ مطلع السبعينيات تلكم العصور الذهبية لكرة القدم بالمدينة من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها فهؤلا الذين أطلوا علينا مرة اخري والذين يحاولون الإطلال علينا بين الفينة والأخرى هم المرض الذي نخر جسد الكرة في ود مدني ، فهؤلا وأمثالهم ظلوا لعشرات السنيين يسرحون ويمرحون في إتحاد مدني المحلي دون وعي وإدراك لأهمية هذا النوع من أنواع الرياضة وماتمثله في نفوس أبناء هذه المدينة العاشعة والمتيمة بكرة القدم حيث كرسوا جل جهدهم في القضايا الإنصرافية دون حسيب عليهم ولا رقيب الى أن آل الحال الى ماهو عليه الأن ، أتحاد فقير لايملك قوت يومه على الرغم من أنه يملك موارد يمكن ـ أذا صحا إستثمارها ـ أن تكون مورداً لدخل معقول يفي بغرض حاجة ملحة في الوقت الراهن كدعم أندية المدينة المؤهلة لخوض منافسات الصعود الى الممتاز مثلاً ، أندية متهالكة ومنهارة حتى التي قاتلت بمجهودها الذاتي ووصلت الى الممتاز والعام يعوزها الدعم وشد الأزر وشحذ الهمم من قبل هذا الإتحاد ، لاعبين يفتقرون الغيرة في حالتي النصر أو الهزيمة تحت ظل غياب تام لبرامج وخطط هذا الاتحاد التوعوية لغرس روح المنافسة وتأجيج لهيب الغيرة في نفوس هؤلا اللاعبين الذين يجهلون تاريخ ولاعبي كرة القدم بالمدينة ، لاتوجد خطط أو برامج قصيرة المدى أو طويلة أومتوسطة الأجل لإنقاذ مايمكن إنقاذه ولا دورات ولاسمنارات رياضية لمحاولة إصلاح ما إقترفته نفس الفئة من أخطأ في الماضي القريب والبعيد في حق كرة القدم بالمدينة ، دمار وخراب في كل مكان ولهيج حال يشكو وينذز ـ اذا ما استمر الحال هكذا ـ بخطورة وضع كرة القدم بالمدينة بحيث لا يمكن تداركه في الستقبل القريب أو البعيد. نفس أخطاء وشخصيات الماضي مع إختلاف نوعية اللاعبين الذين كانوا في السابق هم شيالين الشيلة ولاحاجة لهم في الاتحاد لو كان مقصراً أم لا ولاحاجة لهم أيضاً في إدارات أنديتهم لو كانت مهتمة أم لا فقط يلعب ويدير ويتحمل كل الأخطأ الإدارية وغيرها وهمه الوحيد النصر أو عدم العودة الى المنزل في حالة الهزيمة كما ذكر اللاعب القدير/ جمال سليمان (الجاموس) في احد صفحاتكم.
في الماضي والحاضر كل هذا الأخطاء شكلت في مجملها التدهور المريع الذي فتك بكرة القدم بالمدينة والذي نشهد أثاره وتداعياته إلى يومنا هذا ، منذ أن أصبح سيد الأتيام ـ الاهلي ـ فائزاً مهزوماً 0/1 عقب تلك المباراة الشهيرة حيث خفت جماهيرالكرة بمدني منذ ساعات الصباح الأولى وأفترشت الأرض وألتحفت السماء حول وداخل أستاد الخرطوم فكانت بحق هبة جماهيرية مدناوية شرسة حتى إرتعشت فرائص خصمهم ـ والمتربصين خلفهم ـ خوفاً من هذه الجماهير الوفية ودخل سيد الأتيام وأكمل عزف السيمفونية الكروية فأبدع لاعبو الأهلي أنذاك وأعطوا هذا الهلال درساً كروياً لم يسبق له مثيل في تاريخ الكرة الأفريقية والسودانية مما دفع بأحد أداريي الهلال الكبار وأطلق قولته الشهيرة والتي لازال صداها يملأ أذن كل حاضر (النقطتين في جيبنا لو تنقطوا تنقيط ) أطلق هذا الاداري هذه الجملة بعد إنتهاء المباراة مباشرة أمام باب الاستاد الخارجي بعد الأحداث المؤسفة التي صاحبت تلك المباراة بعد أن قذف أحد هدافي الهلال الكرة وبيده الى جماهير الهلال الغاضبة حيث مزقوا الكرة بالسكين إرباً إربا وقذفوا لاعبي الأهلي بالحجارة وفتح لهم هذا الهداف وبعض لاعبي الهلال الابواب الجانبية للملعب وكان سيد الأتيام أنذاك متقدم 2/صفر على الهلال وتبقي لانتهاء المباراة دقائق . بعد ذلك أُعتبر الاهلي مهزوماً !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟ وكان قد تبقى للأهلي مباراة واحد فقط مع حي العرب ـ بورتسودان ليُنصب الأهلي بطلاً لدوري السودان بعد أن تعادل مع المريخ في أرضه ووسط جمهوره 2/2 وكان الأهلي حتي الدقائق الأخيرة من المباراة متقدماً 2/صفر ، كانت هذه الفرصة الذهبية التي لاحت لأحد فرق المدينة لكي يصبح بطلاً لأندية السودان وتسجل لتاريخ الرياضة في المدينة بأحرف من نور.... لكن لأخطاء إدارية وغيرها ضاعت هذه السانحة ومش كدي وبس جاء ترتيب الأهلي الرابع في ذيل قائمة الفرق المتنافسة أنذاك !!!!!!!!! بعد أن أصاب لاعبي الأهلي إحباط تام ولعب الأهلي بالفريق الثاني مباراته الأخيرة مع حي العرب وأنهزم 4/صفر .
ذكرت هذ الحادثة لأن التاريخ لايرحم ، فقد ضاعت فرصة غالية وثمينة كان يمكن أن تكون نقطة تحول كبيرة في تاريخ الكرة بالمدينة ، وغيرها كُثُر ، لكن في إعتقادي وإعتقاد الأغلبية الصامتة نعتبر إن هذه الحادثة قلبت وضع كرة القدم في المدينة راساً على عقب ولم تقم لها قائمة منذ ذلك الوقت ، بعدها هجر الكثير من اللاعبين الأفذاذ أندية المدينة وتوجهوا الى أندية العاصمة كأنه كانت هناك خطة مدروسة ومرسومة لتحطيم الكرة بمدني وحينها لم يتحرك المسؤولين في إتحاد الكرة قيد أنملة وكأن الأمر كان لايعنيهم في شئ . ماذا تنتظرون يابخيت وياعيدروس ؟ ماذا تتوقعون أكثر من ذلك ؟ الاجابة بالتأكيد أفعال مثل هذه وذاك وماشابه وكما قلت من ترك عادتو قلت سعادتو . قد تخرج الينا بعض الأبواق ذات المصلحة وتقول أن الكرة في عهدهم كانت أقوي وأحسن من الأن ، يعلم الكثيرون ـ بما فيهم الاتحاد ـ إن الكرة في مدني كانت بصحة وعافية منذ الخمسينيات والستينيات وكانت في تقدم وأزدهار مستمرين فكان كل جيل يسلم الجيل الأخر دون حاجة الى إتحاد أو غيره لدرجة أن أندية الخرطوم كانت ترفض الحضور الى مدني واللعب مع أنديتها خوفاً من الهزيمة المتوقعة لدرجة أن الهلال والمريخ عشرة سنوات القرعة ماجابتهم مدني !!!!!!!!! ، كان لاعبي مدني أنفسهم اداريين ومدربين ولاعبين فكان الواحد منهم بيلعب بحب تام للمدينة وللنادي وكان المشجعين الى الماضي القريب جداً يؤمون الاستاد ذرافات ووحدانا عصراً ومساءاً لمشاهدة مباريات فرق المدينة ولم يكن بينهم العوض أو دخيل ليس له إنتماء لغير فرق المدينة ، فمجهود وجدية اللاعبين هي التي حافظت على مستوى الكرة في المدينة وليس أتحاد الكرة . فلم نسمع يوماً بأن أحد مسؤولي هذا الإتحاد قد زار نادي الإصلاح أو حتى نادي الرابطة العريق ـ الذي إنهار وتفكك تحت سمع وبصر الجميع ـ وهي أقرب الأندية موقعاً من مكاتب الاتحاد المحلي ، لم يأتوا لمباركة أو لتقديم نصح أو توجيه إرشاد ولم يكن لديهم الوقت لوضع برامج تفقدية لأندية المدينة القريبة من مكاتب الاتحاد ناهيك عن البعيدة كجريزة الفيل أو عووضة أو حنتوب وغيرها . دعونا نؤذن في مالطا .... ياجماعة أعتقد أن كل الناس دي كفاها أكثر من ثلاثون عاماً في هذا المجال ولم يعطوا الكثير المبتغاة بل أضاعو الكثير والنفيس الذي لايعوض ، فلو هدفنا الى إصلاح حقيقي لكرة القدم بالمدينة ويمكن ـ إذا خلصت النوايا ـ أن نحصد من ورائه نتيجة ولو مرضية الى حين أفسحوا المجال للشباب الطامحين والوجوه الجديدة المتعلمة والمستنيرة حتى لو أخطأ الواحد فيهم الاولي والثانية في النهاية سوق ينصلح الحال شيئاً فشيأ وبالتأكيد لم تنضب بطن المدينة بعد من هؤلاء المخلصين ، وحتى الخطأ المفترض ـ أذا ماحدث لهم ـ فلن يكون مثل ضياع بطولة السودان من أيدي المدينة وإحتمال كانت أفريقيا . وجوه جديدة لاتحمل في داخلها غير المصلحة العامة والعمل من أجل رفعة وتقدم كرة القدم بالمدينة بعيداً عن الأهواء والمطامع الشخصية وحب الذات والركض وراء المناصب بإي ثمن كان .
أخوكم
ياسر البدري
المحامي
المملكة العربية السعودية
الرياض












 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه