سُعدت بلقائه أول مرة في مباراة دورية جمعت النيل والربيع في دوري الدرجة الأولى بمدني هذا العام ... فوجدته رجل بسيط حيث استقبلني بترحاب كبير ووقتها طلبت منه تحديد موعد مناسب لنوثق له مسيرته الرياضية وقد أبدي شعوراً طيباً لهذه المقابلة وأخذ زمام المبادرة لتأكيد الموعد . حينها أدركت عظمة هذا الرجل الذي يعمل في صمت وفي ظروف صعبة لمتابعة أعمال مُتشعبة ومتداخلة بدون أي تسهيلات أو إنتظار مكاسب ... إنطلقت في طريقي لمنزله العامر بحي الدرجة وهذا الحي لي فيه ذكريات جميلة خلال المرحلة الثانوية في مدرسة مدني وهي من أجمل المراحل على الإطلاق وأكاد لم أزر هذا الحي قرابة الـ 15عاماً وذلك بسبب إبتعادي ألا إرادي عن عروس المدائن "مدني " ... نرجع لموضوعنا.. وصلت الحيّ و وجدت الشوارع كما هي نظيفة جميلة ومنازل الدرجة الكبيرة الواسعة البناء ذات الحدائق الغناء التي تنبعث منها أجمل الروائح .. تنفست أريج تلك الزهور الفائحة من هذه البيوت وأنا أعبر شارع مدرسة مدني الثانوية خلف الميدان القديم الذي تغول عليه البناء الفاخر من فلل وعمائر شاهقة بشكل غريب ومستفز ...... وبعد دقائق وصلت منزل الكوتش " حكيم " حيث وجدته بإنتظاري على باب المنزل مستقبلني بإبتسامة صادقة .. وجدت كل شيء مُرتب بشكل رائع فأصيص الزهور وضع بشكل يحكي عن نظام وروعة وعناية فائقة وفي مجلسه العديد من اللوحات والمناظر التاريخية والشهادات التقديرية والأوسمة والوشاحات التي سرقت نظري كثيراً وكانت مصدر سعادتي أما صاحب البيت الكوتش " حكيم " فقد كان في كامل حيويته مرتدياً ملابس رياضية أنيقة ... وإليك أيها الرياضي الفاضل ما دار في هذه المساجلة .

الاسم : حكيم على مرجان

البداية الرياضية :

بدأت اللعب مع فريق سانتوس بروابط 114 بمدني وهو فريق أنشأناه وأسسناه منذ " الكُتاب " وكان أسمه الأخوة لأن معظم لاعبيه كانوا أشقاء منهم حكيم علي مرجان وحليم علي مرجان ، عبد الله سر الختم ، عبد الرحمن سر الختم ( الوالي المدهش ) وعبد الحليم سر الختم ، عوض أدم بخيت ، عبد القوي آدم بخيت ، عبد القادر آدم بخيت ، ومن اللاعبين الآخرين عثمان بحر ، حسن الحاج ، الصادق عبد الله ، ناصر عبد الله ، حسن عبد الله ، وبعد ذلك ظهرت البرازيل وعلا كعبها في كرة القدم وتأثر الناس بفنونها وكان فريق سانتوس البرازيلي في قمة عطائه و يضم ألمع نجوم كرة القدم في العالم مما دفعنا ذلك لتغيير اسم الفريق من الأخوة إلى " سانتوس " وأتذكر لعبنا مباريات كثيرة وحققنا إنتصارات عديدة . وكنا إجتماعياً مترابطين مع بعض أرتباط كبير ، بعد ذلك التاريخ إنشق فريق سانتوس لقسمين وثاني رجعنا وكونا فريق " التضامن " وصعدنا من الدرجة الثالثة إلى الثانية ثم إلى الأولى ولولا الدراسة والجامعات لما إبتعدنا عن الدرجة الأولى نهائياً لكننا فقدنا أكثر من عشرة لاعبين بسبب الدراسة .

بعد جيلنا جاء لاعبون جيدون أمثال سامي عز الدين الذي بدأ اللعب في خانة حارس مرمى ، عوض شحاته ، عادل الريح ، عادل عثمان ، محمد محمود ، عبد الحليم محجوب ، عادل حسن عثمان ، عادل الشفيع ، ناجي عبد الحميد (الآن في السعودية ) ، حسين عبد الحميد مرسال ، نادر عبد الحميد مرسال ، د. مصطفى إدريس الجراح المشهور ، مبارك عثمان ، د. سليم طه سليم ، د. سمير طه سليم ناجي حسن .

*الإنضمام لنادي النيل :

بحكم إنتماء الوالد لهذا النادي العريق والذي يعتبر من مؤسـسيه ومن لاعبيه المخضرمين فقد كان طبيعي إنضمامي له في عام 1963 م ولعبت فيه حتى إعتزالي في عام 1972م بعد تعرضي لإصابة في الركبة ، وكانت تلك الفترة ثرة وجميلة وشاركنا أفذاذ من اللاعبين وكانت الكورة في قمتها والفرق مستواها ممتاز وكنا نلعب لنستمتع بلعب بعض والتفرج على إخواننا اللاعبين القدامى وإسعاد الجماهير الوفية وكانت مدني رائدة في هذه اللعبة ... زاملنا في تلك الفترة اللاعبين بابكر سانتو ، الفاضل سانتو ، حموري الكبير ، الأسيد ، عبد الغفار عبد الغني ، الريح محمد الحسن ، الجيلي يونس ، عصام محجوب ، صلاح كتيشه .

*مشاركات مع منتخب الجزيرة :

المنتخب كان شيء جميل وهو نواة للفريق القومي السوداني وإختيار الفريق القومي يكون ساهل لأن كل المديريات ( الولايات ) لديها منتخبات تضم أفضل العناصر وبعد الرياضة الجماهيرية إنحصرت كل النشاطات في الخرطوم وبالذات في أندية هلال /مريخ وده مشكلة وكان يدرب منتخب الجزيرة مدربين محليين جيدين وكذلك مدربين عالميين أمثال " فابيرا" .

من زملائي في منتخب الجزيرة الأسيد ، الجيلي يونس ، الريح محمد الحسن ، حموري الكبير ، بابكر سانتو ، أبكر ، خضر الكوري ، فيصل الكوري ، محجوب الله جابو ، عمر النور ، الدقيل ، غالب .

*هل شاركت خارجياً مع المنتخب ؟

لم أشارك خارجياً وذلك بسبب الإصابة ، وسبق أن أخترت للفريق القومي لكن لم أشارك دولياً .

*حدثنا عن لاعبي ذلك الزمان ؟

طبعا نحن وجدنا قبلنا جيل ممتاز من اللاعبين على مستوى عالي من الكفاءة مثل سيد مصطفى ، حكيم الجاك ، أحمد عبد الله ، إبراهومة ، حمد النيل ، عمر النور ، جلال محمد سعيد .

إستفدنا كثيراً من هؤلاء النجوم بالذات أخونا سيد مصطفى هذا اللاعب الفذ برغم أنه كان في آخر أيام إعتزاله لكننا إستفدنا منه وعرفنا من خلاله طريقة اللعب والتمرير والحركة والتوجيه من خلال النظر والمشاهدة وقد كان يلعب ضدنا في فريق الأهلي وبرغم عن ذلك إستفدنا منه كثيراً لهذه الخصال التي يتميز بها ... وهو رجل قائد ومهاراته عالية .... وتلاقحت خبرات ذاك الجيل مع موهبتنا .

وهناك لاعب آخر حريف هو خضر الكوري وكان مستواه عالي للغاية وهو مدافع جسور كذلك سمير صالح وصالح يي وجلال من الخرطوم يلعب مهاجم ، وعمر آدم ، كما لا أنسى أخي وصديقي صالح عبد الله اللاعب الممتاز وقد شكلنا مع بعض ثنائي متفاهم في فريق النيل في وسط الميدان لن يتكرر وأنا بحيه من هنا .

*مقارنة كرة القدم في السابق واليوم ؟

كنا نتمنى أن يكون في ذلك الزمان توثيق حتى يشاهد الناس اليوم لعب زمان وبرغم أن التدريب حديث في هذه الأيام والإمكانيات أفضل إلا أن مستوى كرة زمان كان أفضل وذلك للفهم العالي لدى اللاعب في السابق مثلاً كنا في فريق النيل نتعامل جيداً مع مهارات الأسيد وحموري الكبير ونتعامل جيداً مع سرعة محمد علي جوكي .. ولدينا مقاتلين في وسط الملعب عبد الغفار وعبد الغني .. وقد كنا محتاجين لكل أصناف اللاعبين كاللاعب القوي والمبدع والحريف والمقاتل حتى نحقق نتائج جيدة لصالح الفريق ، وهذه النوعية من اللاعبين كانت متوفرة في كل أندية مدني في ذلك الوقت .

*صف لنا مباراة الأهلي ضد النيل ؟

ولا مباراة برشلونة ضد ريال مدريد الآن .. تتمتع بمستوى راقي ومهارات اللاعبين عالية والمجموعات متجانسة وتتفرج وتستمتع بالأداء الراقي والنتيجة ... وإذا لم تكسب المباراة تكون مقتنع بأنك قدمت مباراة كبيرة وجميلة والنتيجة غاية مطلوبة ولكنها ليست شيء أساسي وأهم شيء الأداء وإرضاء الجمهور . ..

*لماذا لم ينتقل حكيم لأندية القمة في الخرطوم ؟

أندية الهلال والمريخ لم تكن شيء مُغري بالنسبة لنا لأن مستوى أنديتنا وإداراتنا في مدني لا تقل بأي حال من الأحوال عنها وكان الوضع المادي جيد ولا توجد أي إمتيازات إضافية يمكن أن نحصل عليها في الخرطوم فمن ودمدني يمكن أن يتم إختيارنا للفريق القومي السوداني وعبر أنديتها نستطيع الوصول إلى نهائيات كأس السودان وقد كان لفريق النيل شرف الحصول على المرتبة الثانية في كأس السودان ثلاثة مرات أعوام1970م-1972م-1974م وعلى الصعيد الدولي كانت أندية مدني ومنتخباتها تؤدي المباريات الودية والتنافسية ضد الفرق الأجنبية الزائرة وقد أثبتوا علو كعبهم في كثير من المباريات على الفرق الزائرة ، كما أن مشاركة منتخب الجزيرة في رحلاته الخارجية في ليبيا وتنزانيا والصين وكوريا الجنوبية وإحرازه نتائج إيجابية تؤكد صدق حديثي .

*لماذا إعتزلت كرة القدم مبكراً ؟

في 1972م تعرضت لإصابة في الركبة في مباراة الغريمين التقليديين النيل والإتحاد في الدوري وقد أدار هذه المباراة إمبراطور الملاعب الحكم عابدين عبد الرحمن وأتذكر بعد دقيقتين من بداية المباراة وقد كنت في إتجاه المرمى الجنوبي حيث لعب لي الإسيد باص جميل وقبل أن أصل الكرة نزلت رجلي في حفرة مما عرض ركبتي للإصابة ، و بعدها مباشرة طلبت من الحكم الخروج وكانت هذه الإصابة سبب أعتزالي كرة القدم .

*كيف بدأت مسيرتك التدريبية ؟

في الستينات الميلادية كنت لاعباً في فريق النيل وفي نفس الوقت مدرب لفريق سانتوس للروابط وكانت هذه أول خطواتي التدريبية غير الرسمية ثم بدأت التدريب الرسمي في 10/1976م بعد حصولي على شهادة التدريب الأولية بمدني على يد الخبير سيد سليم وقد دربت في بداية حياتي فريق الحي نادي التضامن ، وفي عام 1980م حضرت كورس عالي من الإتحاد الدولي في الخرطوم ومنه إنطلقت في تدريب فريق النيل وبعد هذا التاريخ أصبحت أعمل مساعد محاضر في الإتحاد العام وأشرفت على كورسات كثيرة في الكاملين مع الأستاذ عبد العال ساتي وكورس في رفاعة مع الأستاذ سعد الطيب وكانت هذه بداية عملي محاضراً .

وفي عام 1985م أصبحت مُحاضراً مُعتمداً وأشرفت على كورسات داخلية في مدينة حلفا الجديدة ثم الدمازين مرتين والسوكي وسنار والدندر .

وفي عام 1987م أُبتعثت لإنجلترا لحضور كورس من قبل الإتحاد الإنجليزي ، وفي عام 2004م حضرت كورس عالي ثاني في الخرطوم للمحاضرين تحت إشراف الإتحاد الدولي .

وفي عام 2006م أشرفت على كورس داخلي في مدينة أم روابة . ومؤخراً شاركت قبل شهر تقريباً أنا والأخ محمد عبد الله مازدا في كورس المحاضرين الأفارقة الذي إنعقد بدولة ساحل العاج .

*ما هي الفرق التي دربتها ؟

أكثر الفرق التي دربتها فريق النيل وقد أعددت فريق قوي بمستوى عالي جداً لكنني فشلت في تصعيد الفريق للدوري الممتاز وذلك لعدة عوامل . ثم دربت فريق التضامن ثم فريق الرابطة ، وخارج مدني دربت نادي هلال بورتسودان عام 1986 لمدة موسم واحد وجاء ترتيبنا الثاني بعد حي العرب بفارق نقطة واحدة في آخر مباراة فاصلة بين الفريقين ، وأخيراً دربت فريق الميرغني في عام 2007م .

*صف لنا فترة عملك مدرباً لفريق الميرغني كسلا في بداية هذا الموسم ؟

لم أمكث في تدريب فريق الميرغني أكثر من شهر ونصف حيث حضر لمدني وفد إداري من فريق الميرغني باحثاً عن مدرب مُنقذ لوضع الفريق وإنتشاله من الهاوية ، وكان مع الوفد أبناء مدني الأخوين عبد الله سر الختم ومحي الدين الحوري اللذان أوصيا الوفد بضرورة التعاقد مع شخصي ، وقد كنت مُتردداً في قبول العرض لأن ترتيب الفريق منذ البداية كان مُتأخراً وهناك ظروف كثيرة جعلت وضع الفريق متأزم من ضمنها المشاكل الإدارية واللاعبون أنفسهم حيث لم يسجل لاعبين جيدين أو لاعبي خطوط وبالعكس غادر كشف الفريق بعض اللاعبين الجيدين أمثال الطاهر حماد وغيره.... ولم يسجلوا مهاجم صريح يحرز الأهداف ومستوى لاعبي إريتريا الإثنين لم يكن جيداً لحل مشكلة الهجوم والتهديف .. وأصبحت أعيد توليف اللاعبين ليكملوا نقص الخانات وجعلت توماس الذي كان يلعب مساك شمال ليلعب رأس حربة وعنده إمكانيات تهديف جيدة لكن كان هذا يحتاج لزمن طويل .. أما النيجيري ( أبا ) مجهوده كبير وحركته دائمة لكن ما عنده حاسة التهديف وعندهم لاعب وسط إريتري جيد مشكلته الأساسية لم ينسجم مع الفريق وكما هو معروف أن الكرة الإريترية مشهورة بالسرعة وكان لابد أن يجد نفسه بل أصبح مستواه أقل مما كان عليه وفي النهاية هبطوا بمستواه بدلاً من يرفع مستوياتهم وذلك لصعوبة المسايرة .

أما المهاجم الإريتري الآخر سليمان فهو لاعب قصير القامة ويلعب جيد لكن تهديفه ضعيف وهو مهاجم غير مهاب وهذا يوضح أن الفريق لا يملك مهاجم قناص ....... ودفاع الفريق جيد به أحمد تيتا ، توماس ، وفي الوسط يوجد لاعبين جيدين أمثال فيصل ، والمشكلة في الهداف ..... ومشكلة فريق الميرغني مشاكل مجموعات والضحية الفريق ومع ذلك إجتهدت وحاولت المستحيل في صناعة فريق متجانس لحد ما ودخلنا مباريات على طول بدون إعداد مُبكر ولعبنا المباراة الأولى ضد فريق الهلال العاصمي في الخرطوم وأظهرنا مستوى جيد وهُزمنا بصعوبة بالغة وكنا الأفضل ، أما المباراة الثانية كانت ضد الموردة إنهزمنا فيها 2/1 وكنا أيضاً الأفضل وأضعنا أهداف بالجملة . وهذه كانت أول تجربة تدريبية لي مع فرق الممتاز .

*هل دربت أندية أخرى بالممتاز ؟

لم يحدث وأنا أسمع من الناس برغبة هذا الفريق وذاك للتقاعد معي لكن كعروض مباشرة لا توجد ... ومشكلتي في مدني أن الناس والأندية تعتبرني أفضل تدريب فريق النيل على بقية الفرق وذلك بحكم تدريبي له فترة طويلة وهذا خطأ كبير فأنا مدرب قومي أستطيع العمل مع كل الأندية وبنفس الهمة التي أدرب بها فريق النيل .. وأنا عندما أدرب فريق النيل إنما أدربه بدوافع معينة فهو الفريق الذي لعبت له طوال حياتي كما أن والدي من مؤسـسي النادي ، ولقد كنت أعيد تسجيلي له في كل فترة مما إرتبط في ذهن الناس بأنني لا أستطيع تدريب أي فريق آخر خلاف النيل .

*مباريات في الذاكرة ؟

النيل مدني ضد الأهلي القاهري وإنتهت المباراة بفوز النيل 3/1 كأكبر هزيمة تلحق بالأهلي القاهري خارج مصر وقد كان فريق النيل في هذه المباراة حزيناً على وفاة لاعبه صالح الليح أثر رصاصة طائشة أردته قتيلاً في مناسبة زواج ( آل أبو الروس بحي ودازرق ) وفي هذه المباراة أفرغ اللاعبين شحنات حزنهم في الأهلي المصري ، وكانت هذه الهزيمة تاريخية ، وقد كان الأهلي المصري قد فاز على الهلال والمريخ في نفس الفترة .

*أفضل المدافعين في الذاكرة ؟

خضر الكوري ، سمير صالح ، سنطة ، جعفر ود النوبة ، التتر ، الريح محمد الحسن ، الجيلي يونس.

*أفضل المهاجمين في الذاكرة ؟

بابكر سانتو ، حموري ، الأسيد ، عمر النور .

*أفضل حراس المرمى في الذاكرة ؟

إبراهيم بدوي الحارس الذي لم يتكرر وهو أفضل من سمير محمد علي ، سبت دودو وهؤلاء لا شك حراس مميزين لكن في نظري كان إبراهيم بدوي أفضلهم بأشياء كثيرة وهو رجل فلته في الحراسة لعبنا ضده ولعبنا معه وبعده جاء أخوه السر بنفس المستوى والفهلوة . ومن الحراس الجيدين أيضاً عصام محجوب ، صلاح ( الزهرة ) صلاح الكتيشه ، الرشيد ، خانجي ( الأهلي ) .

*افضل لاعبي الوسط في الذاكرة ؟

صالح عبد الله الذي لعب كرة حلوة في فريق النيل لم يلعب مثلها عندما إنتقل لفريق الأهلي وأنا دائماً بقول له هذا الكلام عندما أقابله ، الفاضل سانتو ، عوض شحادته كأفضل إرتكاز ولو كان يلعب حتى اليوم للعب في برشلونة وذلك لمستواه الجيد وهو سريع وتفكيره عالي ومبدع .

*مدربين تعلمت منهم الكثير ؟

سيد سليم ، معاوية محمد عبد الله ، سليمان جيبتي ، " فابيرا" .

*إداريين في الذاكرة ؟

شيخ بله شدو إداري وأب روحي ، عبد الكريم عساكر ، المهندس حسين عبد الرحمن ، الزبير تميم الدار .

*طرائف ومواقف ؟

كنت في بداية إنضمامي لفريق النيل قد تقدمت للإلتحاق بوظيفة محاسب بمشروع الجزيرة ووقتها كان أمين عبد الله الفكي رئيس نادي الأهلي مدني يشغل وظيفة ضابط شؤون الخدمة في إدارة مشروع الجزيرة وأتذكر ظهرت قائمة بأسماء المرشحين للجلوس للإمتحانات وقد قابلت أمين عبد الله الفكي وقال لي : لا تمتحن للحسابات ولكن بكرة في إمتحانات أمناء مخازن تعال إمتحن للمخازن وأنا سوف أوضح لك السبب ، وفعلاً عملت بنصيحته وحضرت ثاني يوم ووجدت المرحوم كودي وجلست لإمتحان أمناء المخازن وقابلت بعدها " أمين عبد الله الفكي " قال لي أكيد عاوز تعرف السبب وهو بسيط حيث أن وظيفة محاسب إذا نجحت فيها يتطلب أن يكون عملك خارج مدني وأنت لاعب موهوب سوف يفتقدك فريق " النيل " وكذلك منتخب الجزيرة ومدني عامة والسودان ، ووظيفة أمين مخازن تجعلك موظفاً داخل مدني وبالتالي يستفيد فريق النيل من خدماتك .. لاحظ هذا التوجيه يصدر من أداري فريق منافس لفريق النيل كان من الممكن أن يتصرف غير ذلك لولا فكره العالي وغيرته الشديدة على مدني وهؤلاء إداريون كبار لا يوجد مثيل لهم في هذا الزمان ويصعب تكرارهم .

*مما تتكون لجنة التدريب الحالية بود مدني ؟

حكيم علي مرجان رئيس اللجنة ، الحاج الأمين سكرتيراً ، زهير أحمد عبد القيوم أمين الخزينة ، عبد الحليم محجوب ، محجوب فضل ، ربيع سالم وممثلين للمجلس مهدي عابدين ، د. محمد كمال والإثنين مدربين .

وهي لجنة مُتجانسة وتحتاج فقط لإمكانيات لتمارس عملها بصورة جيدة ، وشغلها الأساسي تأهيل مدربين على الرغم من أنها مستشار فني للإتحاد المحلي ، وتأهيل المدربين يحتاج لوسائل تطوير كمبيوتر ، إنترنت ، برجيكتور وغيرها ، وقد وعدنا الوالي / عبد الرحمن سر الختم بالدعم لهذه اللجنة لتقوم بعملها خير قيام كما توجد لدينا خطة لتوفير مدرب لكل نادي خاصة لأندية الدرجتين الثانية والثالثة وأيضاً هذه الخطوة تحتاج لدعم لإنجاحها خاصة إذا عرفنا إمكانية الأندية ضعيفة لا تستطيع دفع أي رواتب للمدربين .

*كم عدد المدربين المسجلين والعاملين بود مدني حالياً ؟

عدد المسجلين 75 ، وعدد العاملين قليل لأن إمكانيات الأندية ضعيفة في الدرجتين الثانية والثالثة ولهذا طرحنا برنامج مدرب لكل نادي ، والإتحاد المحلي وافق على دعم هذا المشروع ومحتاجين دعم أكبر و النادي يدفع شيء قليل والباقي يأتي من الإتحاد .

والمدرب في مدني يعاني بسبب نتائج المباريات ، والناس لا تنظر في العمل والتدريب عملية مُستمرة وعطاء المدرب يظهر بعد فترة من العمل والإستقرار مهم في التدريب .

*يظل خبراء التدريب في مدني( 4) سعد الطيب ، سيد سليم ، عبد العال ساتي ، حكيم علي مرجان لماذا هذا العدد القليل في مدينة كبيرة ؟

هذا العدد يعتبر الأكبر في السودان حتى في الخرطوم لا يتوفر هذا العدد ، وهذا العدد لا كثير ولا قليل ونحن في خططنا أن نزيد عدد الخبراء خاصة من حملة الشهادات العليا في التدريب وهذا ما نخطط ونسعى لتحقيقه في برامجنا .

*كيف تُقيم لجنة التدريب شهادات المدربين الممنوحة لهم من خارج السودان ؟

في الحقيقة أي مدرب يحضر أي كورس أولي يسجل في منطقته التابع لها وده ما فيها مشكلة ، أما الكورسات المتوسطة والعليا تتم حسب المؤهلات والشهادات ، وعندنا مشكلة في الشهادات الخارجية وهي شهادات تكون غير مرصودة وقد تكون مُنحت للمدرب في أي مكان آخر ، ولجنة التدريب المركزية تنظر في أي شهادة صادرة من الخارج لأي مدرب وتدقق في هذه الشهادات حسب الضوابط والنظام ، ونحن في لجنة التدريب المحلية إذا تقدم لنا أي مدرب حاملاً شهادات من الخارج نرسلها للجنة التدريب المركزية في الخرطوم للفحص والتقييم و من ثم نعتمدها ، وفي هذه الحالة لا توجد مشكلة ويستطيع المدرب ممارسة عمله التدريبي بشكل طبيعي .

*لماذا هجر جمهور ود مدني الملاعب والميادين هذه الأيام ؟

الناس في ودمدني دلوقت عزفت عن دخول المباريات والسبب المستوى المتدهور وكمان الناس شاهدت في السابق مستوى مغايراً تماماً عما تشاهده اليوم .... والآن لا يوجد جمهور يصفق للاعب ويشجعه .. ويعتبر غياب الجمهور مؤشر واضح لتدهور الكرة ... وأنا كلاعب إذا لم أجد من يشجعني وينتقدني فسوف يتأثر بالتالي مستواي .

*زاملت سعادة الوالي المدهش عبد الرحمن سر الختم في فريق الأخوة بروابط الناشئين منذ الصغر حدثنا عنه لاعباً ؟

طبعاً نحن تربينا وقمنا في حي 114 ومنذ الصغر كان الوالي يعشق كرة القدم لدرجة لا توصف و قد كان يلعب مدافع ومستواه جيد ، وما يمتاز به أيضاً حماقته الشديدة خاصة عقب خسارة " القسمات "والمباريات الحبية ، حيث يذهب هو وأخيه عبد الحليم ( لتخريب ) القسمة وأخذ جائرة الفريق الفائز وفي الغالب تكون الجائزة حلاوة .

*أسرة حكيم قدمت العديد من النجوم ؟

نحن أسرة رياضية تعشق كرة القدم لدرجة كبيرة فالوالد لعب لفريق النيل ويعتبر من المؤسـسين له ، أخي حليم لعب لنادي الإتحاد .

*ماذا قدمت لك كرة القدم ؟

أعطتني الاسم والشهرة وهذا شيء جميل وإجتماعياً أصبحت مُرتبط بهذه المدينة " ود مدني " منذ النشأة وكرة القدم مرحلة ولكن ما بعد كرة القدم هو الأهم ... والرياضة عموماً تحقق للإنسان أسلوب حياة والحمد لله خرجت بسمعة جميلة وعلاقات جيدة وإنضباط في الحياة والرياضة تربية عموماً.

*كلمة أخيرة :

ختم هذا اللقاء بإشادة كبيرة للصفحة وما تقدمه من معلومات قيمة وما حققته من نقله صحفية كبيرة وأوصى بالإلتزام بالرسالة المهنية وقال الصحافة مرآة صادقة لنقل الحقائق شرط عدم المبالغة في نقل الأحداث والصدق في كل ما يكتب ... ورسالتكم وصلت للجميع ونحن على إستعداد لدعمكم متى طلبتم منا ذلك ...



مبارك محمد المبارك