إقالــــة

 بقلم : مبارك محمد المبارك

 

 

طالعت كغيري الأحداث المتسارعة في نادي الاتحاد والتي عصفت بإستقرار النادي الذي بدأ هذا الموسم أكثر إستقراراً من ذي قبل ... بسرعة إنهار كل شيء وكان آخر ذلك الهزيمة المذلة أمام فريق لم يحقق الفوز على الاتحاد خلال ( 21) عاماً بالكمال والتمام في أي الملاعب والميادين على مستوى المباريات التنافسية والحبية وغيرها فخسر الرومان تلك المباراة أمام القراقير 3/1 وفي ود مدني في ملعبه ووسط جماهيره .

عرفنا فيما بعد أن السبب يكمن في ذلك الصراع القائم بين رئيس النادي سعادة اللواء التاي والكوتش محمد الطيب علي الذي بدأ مع الاتحاد كمنقذ بعد هروب المدرب المصري السوداني عبد التام لفريق أهلي عطبرة .....تصدى الكوتش للمهمة بروح الولاء للمدينة وللنادي الذي يمثلها في أكبر منافسات البلاد على المستوى القومي وفي البدء حقق نتائج جيدة بحكم خبرته الحديثة في الدوري السوداني .

تسارعت الأحداث وبدلاً من لم الشمل ظهرت تحركات تنذر بعصف جديد لذلك الإستقرار حيث كلف المدرب الفاتح ( رنقو ) للعمل مساعداً للكوتش الجديد فرفض ( رنقو ) التكليف ... ولكن سرعان ما أعيد ترتيب التدريب مجدداً عندما جيء ( برنقو ) مدرباً على أن يكون الكوتش الجديد مديراً فنياً ... ولكن يبدو أن إختلاف وجهات النظر بين المدرب والمدير الفني كانت كبيرة مما أنعكس سلباً على فريق كرة القدم .

وفي رأينا مهما كان الخلاف بين المدرب والرئيس كان بالإمكان حسمه قبل وقت كافئ حتى لا يكون الضحية فريق كرة القدم الذي إهتز موقفه كثيراً بعد أن تراجع ترتيبه من المرتبة السادسة إلى المرتبة التاسعة في مسابقة الدوري الممتاز .

ولأهمية ربط المواضيع مع بعضها البعض نُطلع القارئ عن سيرة هذا الكوتش الذي شغل القاعدة الرياضية في ود مدني هذه الأيام حيث لبى نداء الرومان عندما هرب منه الآخرين وكان جزاءه الإقالة ، بدأ حياته حارساً للمرمى بفريق نجوم بانت بروابط الناشئين ثم إنتقل لنادي الثوار حارس مرمى ، عمل مدرباً للعديد من الأندية في فترات سابقة منها الثوار ، النهضة ، الإتحاد ، أم دوم بعبع أندية الخرطوم في ذلك الوقت .

إغترب فترة طويلة من الزمن في السعودية حيث عمل في المجال الرياضي مع مدربيين عالميين أمثال هنري ميشيل ( مدرب ساحل العاج الحالي ) و عمل في أندية الشباب ، النصر ، ظهران الجنوب ، الحرس الوطني ، وشارك أيضاً في العمل الرياضي السوداني في مدينة الرياض ويعتبر من المؤسسين الأوائل وكانت داره في ( منفوحة بالرياض ) مركز تجمع كل ألوان الطيف الكروي بالسودان والجزء العلوى من ملحق داره كان مقراً لرابطة السودانيين بالخارج ، كما عمل مدرباً لفريق الجزيرة وأسس فريق الشهيد تخليداً لذكرى شقيقه الشهيد د. مصطفى الطيب علي ، و كان هذا الفريق رائعاً في كل شيء ، جمع في صفوفه أبناء المغتربين بعد إن كانت فرق الرابطة الرياضية تعتمد على اللاعبين المخضرمين السابقين مما أدى لتغيير خارطة النشاط الرياضي حيث أصبحت معظم الفرق تعتمد على عنصر الشباب المدعوم بالخبرات السابقة .

يتمتع هذا المدرب بإمكانيات تدريبية كبيرة و خبرة طويلة في الميادين مكنته أن يحقق نتائج طيبة مع الأندية التي دربها خاصة الرومان في هذه الفترة والفترات السابقة فهو مكتشف درة العميد ( نزار حسون ) الذي زج به في أصعب المباريات في ديربي المدينة ضد سيد الأتيام في نهائي كأس الإنقاذ وإستطاع أن يكسب الرهان و النتيجة ، وأكتشف لاعب فنان برز بصورة لافته وسطر إسمه من ضمن كوكبة الإتحاد اللامعة عبر تاريخها العريض ، هذا المدرب كثير الإطلاع يجيد العمل في كل الظروف ويقدم الحلول المناسبة لكل الحالات ويضع اللاعب المناسب في المكان المناسب ويفهم نفسيات اللاعبين ويعمل على توفير المناخ المناسب بالمعسكرات والمباريات الودية ومنازلة الخصوم الأقوياء ليعرف مقدرة فريقه ومنح الثقة لهم ، له جمل تدريبية في الإحماء واللياقة واللعب بالكرة وبدونها في غاية الجاذبية تدخل البهجة في نفوس اللاعبين وتجعلهم أكثر شوقاً لأداء التمارين والحضور لها مبكراً ، يجيد الحديث المرتب المنظم الهادف ويحسن توصيل المعلومة والخطة .... يستطيع أن يقوم بمهام عديدة بجانب التدريب فهو إداري من الطراز النادر ومتحدث لبق ومناظر فطن ومحلل فني رائع وما يعاب عليه إنتقاداته الإدارية وإعتماده على الشباب أكثر من أصحاب الخبرات وإشغال نفسه بأعمال إدارية أخرى بجانب عمله الأساسي التدريب ، ومن أهم الإنجازات التي تنسب له مساهمته الفعالة في إنجاح مشروع السودان في قلوبنا بمشاركة قطبي القمة السودانية الهلال والمريخ في دورة رياضية بالرياض خصصت عائداتها لمتضرري السيول والأمطار في السودان عام 1988 ، كما ساهم في دعم العديد من أندية ود مدني بتقديم المساعدات المادية و الرياضية في شكل معدات وهدايا .

أمنياتنا لهذا المدرب بالتوفيق في مجال عمله في السودان بعد أن طاب له المقام فيه بعد سنوات من الإغتراب ، كما نتمنى للرومان تحسين وضعه ، وأن يضع الخبير سيد سليم يده على موطن الخلل وعلاجه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الأوان .






 

مبارك محمد المبارك
جدة في 30/4/2006مم

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه