طُرف و مواقف

 بقلم : مبارك محمد المبارك

 

 

مجتمع الرياضة عامة به العديد من الظرفاء اللطفاء وخفيفي الدم ... والنوادر كثيرة قد تحدث في مناسبات خاصة أو عامة ونسجل جزء منها ونترك الباب مفتوحاً لكل الرياضيين لتسجيل تلك النوادر علها تخفف ما أصابنا به سيد الأتيام أثر نكسته الأخيرة وعجزه عن بلوغ دوري النخبة الممتاز مما أصاب عشاق المستديرة في مقتل ....

* في مباراة تصنيف الدرجات أولى وثانية تقابل فريق الجزيرة مع فريق كوستي ضمن منافسات رابطة الرياضيين السودانيين بالرياض ( ملعب خنشليلة ) ، وفي كرة معكوسة بالمقاس على رأس مهاجم الجزيرة سعد عبد الخالق وبدلاً من معالجتها برأسه وإيداعها المرمى الخالي من الحارس ، رفع رجله وسدد خارج الخشبات .... هنا صاح بصوت عالي المدافع الأنيق ( حلومي ) يا سعد ( الفن ) ما تدخل راسك ده في الكورة دي .... أصلو راسك ده فيهو كيمياء ..... ضحك جميع الحضور بما فيهم الحكم .

* في منافسة دوري رابطة مدني وسط للناشئين كانت لفريقنا ( نجوم بانت ) مباراة هامة مع أحد فرق الرابطة ويوجد أفضل لاعبي الفريق بقرية ( مهلة ) خالد مهلة اللاعب الحريف الذي أنضم للنيل فيما بعد ، ومدافع جسور اسمه ( حافظ ) أرسلنا مندوبنا يوم المباراة لإحضار اللاعبين و عندما ذهب وجد خالد ولم يجد حافظ وأقترح خالد بأن يذهب معه شقيق حافظ ( توأمه ) لأداء هذه المباراة الهامة وأهو بيلعب كويس وبيشبه حافظ لدرجة لا تستطيع فرزهم من بعض وفعلاً حضر خالد و ( توم حافظ ) وتعامل الجميع معهم على هذا الأساس حتى لاعبي فريقنا آخر سلام وإحترام (للتوم) بإعتباره حافظ وظل هذا الأمر هكذا حتى الإنتهاء من المباراة التي فزنا بها لعب ونتيجة ومشى الموضوع على الجميع بما فيهم الحكم والفريق الخصم والجمهور.

* أحد أندية بانت التي تتخذ من ميدان ( السرابات ) بالأبحاث الزراعية ملعباً للتمارين ، في أحدى التمارين كان اللاعب ( ... ) الساخر قد دخل في مشادة كلامية مع أحد اللاعبين إثر لعبة خشنة فقال له أحد اللاعبين ( أنت ما شايف الإدارة بره ) رد عليه : دي إدارة كل أعضائها يملكون عجلات لو الواحد جاو مغص هنا في الخلاء ده ما بلقى سيارة توديهو المستشفى بالله خلينا من العجلاتية ديل .

* المشاحنات بين الأندية شيء طبيعي وفي مدني تعاني الأندية المتجاورة أكثر من غيرها من هذه الظاهرة ... إداري بنادي شعاره أحمر مجاور لنادي آخر شعاره أخضر ، أمر بطلاء تربيزة البينج بونج باللون الأحمر بدلاً عن لونها الأخضر المتعارف عليه عالمياً ، وإداري آخر ذهبنا لعيادته من المرض رأينا العجب حيث طُليت أبواب وشبابيك منزلة باللون الأسود والأصفر شعار نادية وكانت المفاجأة لون مروحة السقف بنفس الألوان ... ويا له من عجب.

* لعشقه دخول دار الرياضة يومياً وعدم توفر السيولة عمل تذكرجي بالدار على أن يضمن مشاهدة الشوط الثاني مجاناً ويكون ضرب عصفورين بحجر واحد شاهد المباراة شوط واحد وإستلم مخصصاته كاملة لقاء عمله .

* إحدى مباريات الإتحاد في ذاك الزمن الجميل ( الدوري المحلي ) كان الجمهور في سكون إثر هجمة ضد الإتحاد ... صاح مشجع الإتحاد المعروف محجوب التوم ( بيرتو ) مردداً على منوال مقطع الأنشودة الفلسطينية ... الشعب العربي فين ، وحرفها الإتحاد العربي فين .....وبعد الحس الوطني الرفيع يقلب الموجة 180 درجة لمقطع أغنية أحمد المصطفى .. يابت النيل النيل بحب النيل يا جميل .. وينفجر جمهور المساطب الشعبية بالضحك .

*كان مسؤولاً عن حراسة بوابة الملعب الداخلي بإستاد مدني العسكري ( الشفيع ) رحمه الله ، وهو ضخم الجسم قوي البنية وبمجرد وطء قدمه سلالم المقصورة إستعداداً لدخول الملعب لزوم عمله يبدأ الجمهور في المساطب الشعبية بالصياح والتصفيق وتريد كلمة ( أوبه ... أوبه في كل خطوة يخطوها ) وعندما يصل كرسيه وقبل الجلوس النهائي تنطلق عبارة أوبااااااه كبيرة وهي دليل الجلوس النهائي .





** وقفات ..

وصلتني العديد من الرسائل عبر البريد الإلكتروني من أخوة أعتز بهم وليد عثمان الزبير كوارتي ( القاهرة ) أسامة عبد الرحمن ( جدة ) وليد عمر حسين ( مسقط ) ، وأعدهم بزيادة الكتابة مع صعوبة ذلك حالياً لظروف العمل ، كما أذكر الأخوة بأن البعد عن أرض الوطن يجعل المواكبة الرياضية في غاية الصعوبة وأهو نحاول وما نكتبه جزء مما تختزنه الذاكرة الخربة ، والدعوة نوجهها لكل أبناء مدني أصحاب الأقلام الجريئة والخبرات الرياضية وهم كثر والحمد لله لمشاركتنا في التوثيق عن الحركة الرياضية في مدينتنا الحبيبة .








 

مبارك محمد المبارك
جدة في 15/2/2006م

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه