آل شقدي  ( الجزء الثاني )

 

بقلم / محمد عطا علي

 

امتدت هذه الأسرة العريقة وكان عطائها الغير منتهي جزاء من امتدادها وواجباً على عنق كل فرداً منها فكانت جزء من هذا الوطن ومن هذه الدرة الغالية مدينتنا الحبيبة فكان بعد وفاة المرحوم محمد طه عبدالله ود شقدي أول عمدة ومؤسس القرية الصغيرة التي تقع في الطرف الشرقي لمدينة ودمدني  ( والتي كانت تتبع لمجلس ريفي المدينة عرب كما ذكرت ) أن تولى ذمام هذه القرية الصغيرة وزمام أسرة شقدي بجزيرة الفيل العمدة عبدالله محمد طه عبدالله ود شقدي والذي كان من ابرز الشخصيات في مدينة ودمدني بلا ومن ابرز الشخصيات في السودان حيث تكلم عنه الرحالة خالد عشرية ـ رحمة الله ـ في أحدى مؤلفاته عن الإدارية الأهلية في السودان بلا كان احد ضيوفه الدائمين الذين لا ينقطعون عن مجلسه وعن عند حضوره لمدينة ودمدني حيث كان العمدة عبدالله محمد طه عبدالله ودشقدي من أوائل خريجي كلية غرودن التذكارية لم يبحث عن وظيفة ليكون تحت ظل الحكم الإنجليزي بلا أثار أن يخدم قريته ومجتمعه الصغير فعمل في إدارة تلك القرية كعمدة لها وقدم لها كثيراً ما يزال حتى ألان شاهداً على ذلك داعين الله أن يتقبل أحسن أعماله في ميزان حسناته ونذكر جزء منها حتى نذكره بالدعاء والرحمة ( اللهم ارحمه واجزيه خير الجزء ) .

حيث بناء ذلك المسجد الذي يعرف اليوم بمسجد الأنصار بجزيرة الفيل وان عرف بين أبناء جزيرة الفيل بمسجد شقدي .. وعمل على إنشاء المدارس الابتدائية ( الأولية سابقاً ) للينين والبنات وقد بناء استراحة المعلمين ( توجد ألان وتعرف بدار القران الكريم خلف مدرسة شقدي للأساس ) ام المعلمات الأتي يوفدن لقرية جزيرة الفيل فقد كن يقمن مع بناته في منزل واحد .. ام مجمع صحي جـزيرة الفيل والـذي يوجد ألان وقد افتتحه الرئيس عمر البشير في بداية

عهد الإنقاذ ( وقد ساعد في في تطويره لمجمعي صحي الدعم الكبير الذي قدمته اللجنة الخيرية لأبناء جزيرة الفيل بالرياض في السابق ) وقد كان هذا المجمع الصحي في بدايته عبارة عن وحدة صحية صغيرة ساهم في إنشائها العمدة عبدالله ود شقدي وكان أول مساعد طبي لها ود الاحيمر وهو من أبناء جزيرة الفيل .. ، قدم عبدالله محمد طه عبدالله ود شقدي الكثير لهذه القرية حتى تقدمت به السنين وعجزت الصحة عن مساعدته في تقديم خدماته لأهل قريته الصغيرة .. فترك العمودية قبل وفاته بسنين لأخيه العمدة صديق محمد طه عبدالله شقدي وجلس يقاوم المرض حتى وافته المنية داعين له بالرحمة والمغفرة وان يجزيه الله خير الجزء بقدر عطاءه لأهله وأهل منطقته .

 

كان العمدة صديق خلفاً لأخيه ومن قبله والده العمدة عبدالله ود شقدي واستمر في تقديم العطاء وإدارة عمودية جزيرة الفيل حتى جاءت السبعينات فتم تحويل قرية جزيرة الفيل لحي من إحياء ود مدني وأصبح الحي الشرقي لمدينة ود مدني بل وأصبح مركز لجميع إحياء ودمدني شرق فكان فيها أول مجلس بلدي لمدني شرق برئاسة صديق شقدي وبعد ذلك تتطور ذلك الحي ليصبح ذلك الحي الدفيء الذي يحضنه النيل ويضمه بحنناً وعطاء ، وتواصل ذلك الكرم والعطاء  الذي توارثه أبناء هذه العائلة حتى بعد أن أضحي ذلك الحي جزاء من المدينة فكانت اليد المعطاء لصديق شقدي تتواصل ولم تجف حتى ألان لم يبخل لأهل جزيرة الفيل سواء من ماله وصحته وكان عنواناً لعطاء دفق وليس لنا سواء أن ندعو له بالصحة والعافية .

 

الشخصية الثالثة التي أود أن اسرد قليل من تفاصيلها والتي اعتبرها رمزاً مـن رموز جزيرة الفيل وقمة من العطاء فلم يبخل بماله على أهل جزيرة الفيل ولا بجهده او مجهود يساعد أهل هذا الحي وأهل مدينتا العامرة وكان قمة العطاء في ثورة خالدة ونقطة مضيئة في تاريخ الوطن الكبير هو العقيد معاش عطا على عبدالله احد أفراد تلك الأسرة العريقة تخرج من الكلية الحربية مـن أول الدفعات

وكان من دفعته رموزاً كثيرة عرفها الوطن منهم ( هاشم العطا ، ابو القاسم هاشم ، وابو القاسم محمد ابراهيم ) احد أفراد هذه الدفعة  اخذ مع الكلية العسكرية معاني الواجب والانضباط الذي لازمه حتى ألان فكان عسكرياً بمعني الكلمة في تصرف من تصرفاته ـ متعه الله بالصحة والعافية ـ لا أقول إلا ما قاله عنه احد زملائه في تنظيم الضباط الأحرار الذي انهي معانة الشعب السوداني في ثورة أكتوبر حينما قرر التنظيم مساندة الشعب وإنهاء الحكم العسكري والعمل على تنحي الرئيس عبود من الحكم ، فقد قال اللواء معاش مزمل سليمان غندور في حديثة لمجلة الدستور في مذكراته الجيش والسلطة في السودان ( من ضمن اخطر المهام التي أوكلت إلي تنظيم الضباط الأحرار المهمة الخاصة بوقف الدبابات والقوه التي تحركت لقمع المظاهرات في الشوارع بأمر الرئيس وقد كلف في هذه المهمة ضابط من اصغر الضباط في التنظيم وهو عطا علي عبدالله شقدي ) تدرج في صفوف القوات المسلحة مشحوناً بقدسية الواجب والعطاء واستمر في عطاءه بعد ثورة أكتوبر حتى جاء انقلاب مايو ومعها كانت ضربة الجزيرة أباء والتي قبلها بعدت اشهر عمل الرئيس نميري حينها إلى تصفية كل زملائه في تنظيم الضباط الأحرار وتجريدهم من السلك العسكري وخاصة من من يشك في ولائهم لطائفة الأنصار ولو بنسب أو المعرفة فكان منهم العقيد معاش عطا علي عبدالله ـ متعة الله بالصحة والعافية .  

       استمر في عطائه لأهل جزيرة الفيل والي أهل مدينة ودمدني فكان يقدم لهم ويبادر بكل ما يملك في سبيل أهل جزيرة الفيل ومدينة ودمدني فكان رئيساً لنادي جزيرة الفيل الرياضي في فترة وقد بزل في فتره كل طاقته لصعود نادي جزيرة الفيل من الثانية لدوري الأولي ، كان رئيساً للجنة التي عملت على تطوير حي جـزيرة الفيل وعملة على توسيع المساجد بجزيرة الفيل وصيانة المدارس ومركز صحي جزيرة الفيل والتي قامت بكل إعمالها بمساعدة التبرعات التي قدمتها رابطة أبناء جزيرة الفيل بالرياض والتي كانت تساهم كثيراً وقدمت دون بخل ( أتمنى أن تعود إلي الحياة مرة أخرى ) . متعه الله بالصحة والعافية بقدر عطاءه لأهله ووطنه.

 

إلا يستحق هؤلاء الرجال منا الدعوة لهم والشكر على عطائهم وان نذكر لهم صنيعهم لنا وبجزيرة الفيل وبدرتنا الحبية ودمدني بوطننا السودان ... .

 

والي اللقاء في الجزء الثالث ( جزيرة الفيل قرية ام حي من مدينة )

 

ولكم خالص الشكر والتقدير

ود العطا

 

راسل الكاتب