ونواصل ما أنقطع في الحلقة السابقة عن
مشاهير المدينة
ونتناول بالحديث هذه المرة المولد النبوي الشريف ، وهي مناسبة سنوية كانت
لها طلاوة وحلاوة وبهجة في النفوس ، وكان بموقع دار رعاية الشباب ونادي
النجوم الحالي ، تجد في منتصف الميدان صاري طويل عليه علم ( بيرق ) ، وفي
المنتصف أيضاً ولكن من ناحية شمال الميدان وضع على الأرض أكثر من عشرين زير
( من الحجم الكبير ) ، ورُبط مع كل زير كوب ماء من الألمونيوم وهناك خفير
مهمته الأساسية ملء الأزيار ومراقبتها ، والى الشمال من هذا الموقع أنتشر
باعة المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة على امتداد مساحة المولد
الشمالية ، إلى جانب عدد غير قليل من باعة الشاي والمشروبات الباردة
والتسالي ، وهؤلاء لم يكن لهم مكاناً ثابتاً ، وإنما هم في حركة دائبة
وتجوال مستمر ، وفي أقصي الشرق وزعت صيوانات المطاعم ـ إلى جانب جدار
المدرسة الإغريقيةـ ،أما الخيام فكانت بالناحيــة الجنوبية والغربيــة
ووزعت بشكل بديع ، فتجد صيوان الحكومة فالأنصار والختمية وكل الطرق الصوفية
، يقدمون للناس الضيافة اللازمة ( ماء بارد + شاي ) وتزيد الضيافة في ليلة
الختام بتقديم حتى العشاء ( فتة + شاي ). هذه الفرحة والبهجة كان للأطفال
نصيب وافر منها حيث خصصت البلدية أماكن لأصحاب الملاهي والمراجيح والألعاب
.
أما ليلة الختام فكانت ليلة مشهودة يأتيها الناس من أماكن بعيدة ، فأنت ترى
كل المنطقة المحيطة بمكان المولد ، وقد اكتظت بالسيارات والبصات واللواري ،
إذ يحرص على حضورها أهلنا من قرى الجزيرة المختلفة ، وكذلك مختلف أحياء
المدينـة ، وتبدأ هذه الليلة المباركة(بالزفة) والتي تلقى حضوراً وتفاعلاً
جماهيرياً كبيراً ، حُباً لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، فمنذ
الثالثة بعد الظهر يأخذ الناس في التجمع بالشوارع التي تمر بها الزفة
،فيتوافدون من مختلف أحياء المدينة ، ويزداد الزحام كلما أقترب موعد مرور
الزفة ( بعد الرابعة عصراً ) ، وكلما وصلت الزفة لموقع من المواقع
استقبلتها النسوة بالزغاريد .
هذه التظاهرة تشارك فيها مختلف الطرق الصوفية بالمدينة وتتقدمها موسيقى
الشرطة بأنغامها الشجية بقيادة العم كودي بطلعته البهية ، وبزته العسكرية
البيضاء وهو يحرك عصا المايسترو بخفة ورشاقة ، ويتوسط الفرقة نائب القائد
وعازف الطلمبة الشهير ( أبو السباع ) بقامته الممشوقة، وتشارك في الزفة
أيضاً قطاعات رمزية من القوات النظامية ، يتقدمهم قائد الطابور وهو يمتطي
صهوة حصان ، ومن أشهر الوجوه التي كانت تشارك في تلك الزفة من رجال الطرق
الصوفية عمنا المرحوم ( عوض عبده ) ـ والد لأعب نادي الإتحاد الفنان عامر
عوض عبده ـ بحماره الشهير ،وبنوباته الشهيرة هي الأخرى ، وكان رحمه الله
يعتني أيما عناية بهيئته وهندامه وأذكر كذلك شيخ ( علي بخيت ) خليفة الشيخ
عبد السيد بقامته المديدة وشعره رأسه الكثيف ، وهو يلبس فروة جلد النمر فوق
ملابسه ، وكان له ـ رحمه الله ـ حماراً أبيض اللون عالي ( حمار حُر )، يحيط
به الَحيرّان من كل جانب ، وكان الختمية متميزون في مشاركتهم ( كماً ،
ومظهراً ) .. ومن الوجوه المألوفة في الزفة ( عادل ود بهية ) ، وهو من ذلك
النوع الذين نسميهم ( الدراويش ) ، والدته هي الخياطة الشهيرة بحي ود أزرق
( بهية ) ، ووالده سليمان أيوب وهما مسيحيان ، والعجيب في أمر عادل هذا أنه
لا يفوت زفة من الزفات ، تراه يسير ضمن الموكب وهو يوزع الابتسامات يميناً
ويسـاراً ، ويلوح بيديه بالتحية ، وينادي على البعض بأسمائهم ، وهو في غاية
الانبساط ، وعرف عنه كذلك حرصه على متابعة الصلوات الخمس بمسجد شيخ شاطوط
وبخاصة الفجر ، فتراه يقف ، خارج المسجد بالقرب من النافذة يراقب كل حركة
بداخل المسجد ، وعند الفراغ من الصلاة ، وخروج المصلين من المسجد يلقاهم
مبتسماً ، ويمد يده مُحيياً من يعرفهم بالاسم .
وللزفة وقفة (فترة استراحة) أمام منزل عمنا ( شيخ أبو زيد أحمـد ) ، حيث
يحرص هذا الشيخ الجليل هو وأولاده على تقديم الضيافة اللازمة( مشروبات
باردة )، ولا يكون الأمر قاصراً على النظاميين ، بل يمتد ليشمل حتى من سار
مع الزفة ، فالعم شيخ ابوزيد أحمد هو في حقيقته ظاهرة إنسانية فريدة وسحابة
معطاء ، ودوحة مباركة جذوعها الكرم وثمارها حسن الأخلاق ، ثم تتحرك ( الزفة
) بعدها ، ليكون ختام هذا المهرجان عند الساري وسط الميدان ، وقتها يكون
موكب (مدير المديرية) قد وصل لمكان الاحتفال وبصحبته بعض مسئولي الشؤون
الدينية والأوقاف وعمدة المدينـة ، والمشائخ والأعيان وإمام المسجد العتيق
، وضباط المجلس ومدير الشرطة وكبار معاونيه ، ليطوف الجميع أرجاء المولد ،
وتكون نقطة البداية صيوان ( الحكومة ) ، تليه زيارة الخيام الأخرى بالتتابع
، فيمكثون لبعض الوقت في كل صيوان ، وتمتد هذه الليلة حتى أذان الفجر ،
وكان للمكاشفية نوبة قوية ، وكذلك صيوان الشيخ عبد السيد ،وأشهر تلك الخيام
وأكثرها شعبية وازدحاماً بالناس ، كانت خيمة \" شيخ شاطوط \" بزيهم المنتظم
وأنغام مدائحهم الشجية ، وأتباع الشيخ جلهم من الشباب وكان ـ رحمه الله ـ
يخصص مكاناً خاصاً لجلوس النساء .
وأذكر أن اشهر محلات بيع الحلويات في ذلك الوقت كان عبد القادر زائطة ويوسف
ابولبدة وأبو قرط وعبد الودود قدورة الحضري وإخوانه الريح وعبد الوهاب
قدورة وفاروق عوض العبد ، وباردبس وعمك عبد الخالق ( ابوالسر ) والعرضي ،
.. والتجوال بين الصيونات ودكاكين المولد متعة لا تدانيها أي متعة أخرى ،
والمهم ذكره هنا إنك خلال تجولك في أرجاء المولد المختلفة ستلاحظ أن كل من
حولك تعرفهم ويعرفونك ( ناس بلد ) ، ولذلك فالنساء كنََّ في الأماكن
المخصصة لهن لا يتعرضن لأي مضايقات ، بل أن البعض يتجول بين محلات بيع
الحلوى مع عائلته لاختيار ما يرغبون فيه بكل اطمئنان وأمان وهو أمر يختلف
عن ما نراه هذه الأيام .
وبعد هذه اللمحة المؤجزة عن المولد ، نلج بكم إلى داخل أسواق المدينـة ،
لنعطى صورة سريعة عن الباعة في تلك الأيام بمختلف تخصصاتهم ونشاطاتهم ونبدأ
بسوق الخضار ، فكان أشهر باعة الخضار والفاكهة هم في الأصل من حي جزيرة
الفيل وفي مقدمة هؤلاء أصحاب الجنائين آل شقدي (العمدة عبد الله ـ لديه
أربعة جنائن بجزيرة ، وخامسة بحلة عترة ، يشرف عليها: \" عبد الرحمن ،
وطارق ، وصديق ، أما يحيى فقد جعل من الجنينة التي يشرف عليها بالجزيرة
مزرعة كبيرة للأسماك ، أما العمدة صديق شقدي فله ثلاثة بجزيرة الفيل وواحدة
بعترة يشرف عليها ابنه محمد طه \"عمدة \"،وهناك جنائن محي الدين وأحمد
ويوسف والتوم وعبد الرحمن محمد طه شقدي ، وبشرى محي الدين وجميعها بجزيرة
الفيل ) ، هذا طبعاً إلى جانب جنينة عمنا قسم السيد صالح والتي كان يشرف
عليها ابنه أحمد ثم ابنه عبده وكانت لديه أخرى بالشرق ، وهناك جنينة عمنا
عبد المجيد صالح ، وجنينة العم عبد الجبار والتي انتقلت ملكيتها بعد وفأته
لابنه الرياضي المطبوع الطيب عبد الجبار المشجع الشهير لنادي جزيرة الفيل ،
وهناك جنينة الخضر ( والد اللاعب صلاح خضر ) ، وهناك أيضاً جنينة العمدة
إبراهيم السني ، ثم العمدة محمد سعيد ، فالشافعي شمس الدين أما جنينة
الكاشف فتقع على أطراف الجزيرة من جهة حبيب الله ، وإذا اتجهنا للشمال
الغربي من الجزيرة ، وبعد أم بارونا نجد جنينة شيخ أبو زيد أحمـد وهي جنينة
ضخمة ( دخلت مؤخراً ضمن الخطة الإسكانية للمدينة ، ضمن مشروع تخطيط حي
جزيرة الفيل ) ، ثم هناك جنينة عباس شـدو ، وجنينة قطب النيل الكبير شيخ
بله شدو ، ثم جنينة عمنا الخلوق المرحوم عباس مختار ، وكان رجلاً طيب
السيرة نقي السريرة ـ رحمه الله ـ ، بعدها جنينـةالري ، ثم وعلى نفس شريط
النيل غرباً جنينة عمنا أبو زيد مختار عند مشرع حنتوب القديم وبجوارها
جنينة ( كرم ) ، وبشرق مدني نجد جنينة الأمين حاج أحمد ومحمد موسى عبد
الناصر بالعريباب والدناقلة وجنينة دكتور أحمد عبد الحليم بعترة ، وبابكر
سالم ابوسنون ، وإيليا رياض فاخوري بحلة حسن ، وبحلة حسن أيضاً كانت للأخ
معاز محمد أحمد كعورة جنينة ( تُحفة ) ، وكان يهتم كثيراً بتنسيق الزهور ،
وله مسطبة مطلة على البحر ، تحيط بها الأشجار والزهور والطيور من كل جانب ،
كانت بحق في منتهى الجمال والروعة ـ أذكر أنني زرت هذه المزرعة الجميلة في
معية وفد من رابطة الجامعات البريطانية وكنت وقتها أعمل بعمادة الطلاب
جامعة الجزيرة ـ أيام طيب الذكر دكتور محمود عبد الله إبراهيم ـ فأعجب بها
الضيوف أيما إعجاب ، وفي حفل الوداع نهاية الزيارة أفرد رئيس الوفد جانباً
من خطابه لهذه المزرعة ذات الحديقة الغناء ـ ، ولعباس كنين مزرعة ضخمة
بشارع بركات بجوار مزرعة مشروع الجزيرة ، وهنالك جنينة المرحوم محمد الأمين
يوسف إبراهيم وأخيه عباس والمرحوم محجوب البخيت بقنب ، وبأم سنط تجمع ضخم
من الجنائن ، فعلى الشريط الموازي للبحر من حلة حسن ، تمتد هذه الجنائن حتى
ما بعد الحلة ، ومن أشهر أصحاب تلك الجنائن : ( عبد الباسط أبو زيد المقاول
وعباس كنين ( مزرعة أبقار + جنينة ) وودعدلان وأبو الحسن وسليمان حاج مختار
وعبد الله الشايقي ومحمد حكيم وعبد الوهاب الريح \"ود العمدة\" ، وعصام عبد
الرحيم الريح ، وأبو الحسن حاج محمد ، وأبو الحسن بابكر وعلي زكريا وأحمد
الفكي وبشير شكرت الله ، ودكتور يحيى شمس الدين ، وهناك جنينة الزين أحمد
الفكي مفتش المخازن الأسبق برئاسة مشروع الجزيرة ، وكانت أبوابها مفتوحة
للعاملين بمشروع الجزيرة ، وبخاصة ورش العربات ، فلا يمضي شهر إلاَّ وتراهم
وقد اكتمل نصابهم بها ، فيمضون فيها أجمل وأمتع الأوقات ، وكذلك كان لا
يمانع من استقبال أي جهة أخرى ( أفراداً أو مؤسسات ) ، والرجل كان كريماً
سمحاً جواداً ، فإلى جانب من يتناوله الزائر من ثمار إثناء الرحلة ، يحضر
العمال كميات كبيرة منها توزع مجاناً عليهم نهاية الرحلة ، وكانت لأحمد أبو
قرط مزرعة كبيرة بموقع سباق الخيل الحالي ، وغير بعيد منها كانت مزرعة
مصطفى خالد ( شقيق الأستاذ أحمد خالد المدير الأسبق لوزارة التربية
والتعليم )، وهو مفتش سابق بمشروع الجزيرة ومن كبار الاتحاديين بالمدينة ،
ويعود لهذا الرجل الفضل من بعد المولى الكريم ـ بمعاونة بعض الخيرين ـ في
متابعة بناء مسجد ( البخاري ) بحي الدرجة ، وهناك جنينة المرحوم عبد الله
أبو عاقلة خوجلي والمرحوم محمد عثمان أبو عاقلة خوجلي ، أما بحنتوب فنجد
جنينة برعي عبد العزيز ، وعبد الباقي الليثي وعلي عبد الغني وسيد أحمد حماد
، وجنينة اللواء ، هذا طبعاً إلى جانب جنينة مدرسة حنتوب الثانوية ،
ولأولاد حسن محمد طه\"البصير\" جنائن بحلة حسن على ضفاف النيل ، تغذي
المدينة بأجود الثمار والخضروات ، وهناك جنينة عمنا ( عبد الجليل ) شمال
الجامع العتيق وجوار مركز صحي صادق ابوعاقلة بشارع النيل .
وقد أنشاء الأخ الدكتور تاج السر محجوب مؤخراً منتجعاً فخماً وضخماً بأم
سنط ( 23 فدان ) على طريق مدني / سنار ،على اليسار بعد بنشر أم سنط ، هذا
الموقع كان فيما مضى مزرعة لعلي لطفي الموظف السابق بمشروع الجزيرة والذي
اشتراها بدوره من العمدة الريح بابكر ، وقد أخذ الأخ الوزير تاج السر فكرة
هذا المنتجع من كينيا إبان مشاركته في مباحثات السلام في نفاشا ، إذ بدأ
التنفيذ فور عودته من هناك ، ويضم المنتجع شاليهات سياحية خمسة نجوم ،
وحديقة حيوانات صغيرة ، وصالة أفراح ضخمة وقاعة اجتماعات وملاعب تنس
وكافتيريا ، ومطعم سياحي ، والخدمات فيه على مستوى ، هذا المنتجع لا يبعد
عن وسط المدينة أكثر من ثماني كيلومترات ، وقد وجد إقبالاً كبيراً وتهافت
عليه الناس ( سودانيين وأجانب ) ، وفيه أيضاً دواء لمتاعب الحياة وملاذاً
للترويح عن النفس لأهل المدينـة ، ويعتبر إضافة ولا شك لمدينة ودمدني ،
ونقله نسعد بها ونفرح .
تجدر الإشارة هنا أن دكتور تاج السر محجوب صاحب هذا المنتجع كان أستاذاً
للغة الإنجليزية بمدني الثانوية ، وفي مرحلة لاحقة صار مديراً لمصنع نسيج
الهدى ، و نائباً لرئيس اتحاد الكرة بمدني ، ثم شغل منصب وزير دولة بوزارة
المالية وحالياً أمين صندوق دعم الولايات ) .
ومن أشهر أصحاب الثلاجات المرحوم / الفاضل سعيد وميرغني بابكر ضلع ويوسف
النور وقطب نادي الزهرة الكبير محجوب طه وأحمد محمد عثمان ، ومن التجار
المرحوم الحاج بشير الريح والمرحوم بخيت النور وعنكاظ ومن أشهر تجار البذور
يوسف النور والذي وضع لافتة أمام متجره تقول ( محل الفواكه والبذور لصاحبها
يوسف النور ) ومن تجار البذور أيضاً حسن عبد القادر وحاج جعفر وحاج عربي ،
وهناك صلاح عيسى والذي تخصص في الليمون ، أما العم \" بشير \" فقد تخصص في
بيع البطيخ في الجنوب الغربي لوزارة التربية والتعليم ( ومن طريف من يحكى
عنه ـ أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ـ أنك حين تسأل عن قيمة
البطيخة التي اخترتها لا ينظر لما اخترت !! ، وإنما ينظر للسيارة التي نزلت
منها ولمظهرك العام ، وعلى ضوء ذلك يتم التقييم وتعطى السعر الذي يناسب
دخلك ) ، وهناك المرحوم محمد ود العقاب وأشتهر ببيع الفواكه المستوردة من
لبنان مثل العنب والبرتقال أبو صُرَة والتفاح والكمثرى ، أما خوجلي
أبوالجاز مشجع النادي الأهلي الكبير ، فقد تخصص في بيع الفواكه للموظفين في
مواقع عملهم ، فتراه يجوب المكاتب وهو يحمل عينات منها ، والحساب آخر الشهر
، والعجيب في أمره أنه لم تكن له دفاتر يسجل عليها مشتريات الآخرين (
أُميِّ )، ولكن له ذاكرة حديدية ، وفي يوم الماهية تجده مرابطاً بجوار شباك
الصراف ، فيتناول منهم مستحقاته أولاً بأول ، فهو يحفظ بدقة تثير الدهشة
تفاصيل مشترياتهم على مدار الشهر !! .. ومن باعة الفواكه بمنطقة الأكشاك
القديمة أيضاً الرشيد يعقوب .
وأشهر بائعي الخضار أبريد ، وعمنا مصطفى حسن جزم ، وحاج مساعد أحمـد وعمنا
خرصاني ، وعمنا الطيب وبخيت علي سعيد و عبد الرسول وقطب النادي الأهلي
الكبير حامد أبو زيد مختار وأذكر أن هناك امرأة تسمى فاطمة كانت تلبس
كالرجال ، كانت لها بسطة للخضار تبيع الورقيات مثل الخُضرة والورق والشمار
والخص والجرجير والبقدونس وغيرها ، وهناك العليقي ، والعم الطاهر وابنه
الفاتح وعبد العزيز أب مطوه ، ورابحة وحليمة بابكر نقد ومرحومة ، وبحي ود
أزرق أشتهر بابكر محمد صالح وبسوق المزاد ( أبُكر ) وبالمزاد أيضا وأمام
جزارة عبد المجيد أحمـد كانت الحاجة / فاطمة بت أحمـد تبيع الخضروات
الطازجة ، في مسطبة عالية ، وكانت تهتم كثيراً بطريقة العرض ، ويعتبر الحاج
عبد الودود قدورة الحضري ملك البصل بالمدينة ، فهو من أكبر تجار البصل
بملجة الخضار .
وأشهر الجزارين شيخ أبو زيد أحمد ـ لم يكن يقف على تربيزة ، ولكنه شيخاً
للجزارين ، فهو المورد الرئيس للحوم للجزارين ـ وهناك أولاد أخيه ( عثمان
ومبارك وعمر وعباس ) ، وسيد مكرنجة وأولاده ، وأولاد النور البشير والتوري
والعم علي طاشين ، وبانقا الجعلي وإخوانه محمد وموسى ومختار ، ومحمد علي
الشايقي ومحي الدين البوب والعم السني وابنه يوسف ومحجوب عثمان وعوض سعد
،وعبدالساوي بالدباغة ، وبسوق بانت العم أحمد البله \"شورة\" وعثمان سعد
وهناك البسام الذي تخصص في الكمونية ، وعبد المجيد أحمد بسوق المزاد
وبالسوق الجديد مبارك الشيخ وإخوانه (إبراهيم والمرحوم الشاذلي) ، والحاج
آدم والطيب موسى ومنصور الجعلي وابنه الناجي والطيب ود أمدرمان وأخيه محجوب
، وبالحلة الجديدة عثمان موسى الجعلي ، وبود أزرق حاتم ، وبحي المزاد عبد
المجيد أحمـد وبجزارة عثمان بدوي بشارع سنكات جبرونا (العاقب) ، وبجزيرة
الفيل ( بشارة ، وعبد اللطيف قسم السيد ) ، وبالمسلخ الكبير أشهر الجزارين
مصطفى ومحمد أحمد الجعلي .
وسوق السمك بود مدني كان ذاخراً بأنواع مختلفة من الأسماك فيها من يأتي به
الصيادون من النيل ، ومنها ما يأتي محملاً على السيارات من مواقع بعيدة مثل
كوستي ، أو جنوب النيل الأزرق ، وشـيخ السـوق كان محمد حسن دوكه يعاونه
أبناءه ( عبده وناصر ومعتز ) ، ثم كان عمنا يونس ، وهو رجل هادئ غاية في
التهذيب ، فهو من قلب ود أزرق ـ رحل مؤخراً لدردق ـ يعرف الناس ويعرفونه ،
لذلك فأنه يحسن التعامل معهم ، وهناك يوسف الأخرس ( أبن الشيخ علي ود دوكة
) ، وهو في الأصل غطاس ، وهو أول غطاس نزل مواسير الكهرباء عن طريق النهر ،
لتوصيل إمداد التيار الكهربائي لحنتوب من شبكة المدينة ... هذا الرجل
غالباً ما كان يبيع للناس السمك على ضفة النيل ، ويكون السمك مربوطاً
وموضوعاً بداخل النيل ، تمتد يده بخفة وخبرة ليخرج لك ما تريد ويحدد السعر
، فأن دفعت أخذت ما تريد ، وإلاَّ فأنه يعيدها بسرعة لمكانها ويلتفت لغيرك
، فهو لا يحب الفصال ، وهناك شيخ إدريس ود الحلفاية وهو في الأصل جزار ،
تحول لبيع الأسماك ، وهو مثله مثل الأخرس ، صارم في البيع ومتشددَّ ، ومن
اشهر المراكبية في ذلك الوقت المرحوم / طه بابكر نقد \" كرورو \" ، والذي
أشتهر بالقوة وصلابة العود ، فهو مثلاً إذا أمسك بيدك ، لن تستطيع الفكاك
من قبضته ، ولو استعنت بآخرين ، وذلك رغم كبر سنه ـ كان وقتها قد تجاوز
الستين ـ وعرف عنه حبه وولعه الشديد بسمك ( القرقور ) ، إذ يعتقد جازماً
أنه سر الفحولة والرجولة ـ رحمه الله ـ .
من البريد
حمل إلينا البريد عدة رسائل من أخوة أفاضل .. نختار منها لضيق المجال رسالة
بالبريد الالكتروني من الدوحة للإخوان محمد مصطفى (رجبه ) ومحمد عثمان
إدريس ، وفي الرسالة مشاركة مقدرة ، إذ ذكرت الرسالة اسم الحاجة ( أمنة )
بحي الدباغة والتي اشتهرت بعمل ساندويتشات السلطة والطعمية إلى جانب
الكوارع ، ونحن نشكر لهم هذه المشاركة ، وبالمناسبة فالأخ محمد مصطفى هو
أبن عمنا مصطفى ( رجبه ) رئيس عنبر العيون الذي سبق لنا الإشارة إليه في
مشاهير ، والأخ محمد عثمان هو أبن المرحوم ( إدريس عبد الله محمد نور \"
كشونة \" ) والذي عمل لفترة طويلة بدار الرياضة بود مدني ، ورواد دار
الرياضة في ذلك الوقت يذكرون أنه كان ينوب عن عمنا محمود برميل في الطواف
بالمدرجات ( بالجرس ) للإعلان عن مباريات الأسبوع ، وهو شقيق للمرحوم
الهادي والمرحوم وقيع الله مراقب الصحة بود مدني في السبعينات ، وأستاذ
الأجيال عوض السيد عبد الله ، وشقيق أيضاً للأعب النادي الأهلي الفذ
والمريخ العاصمي \"الشبر \"( أ.عوض الله عبد الله محمد نور ) ،ولهم أخت
واحدة هي ( فاطمة عبد الله ) بحي الدرجة، وهي زوج محمد ابوالقاسم التاجر
بشارع اتجاه واحد .
ونواصل في الحلقة
القادمة إن شاء الله .
|