(2_3)

عندما صدح مصطفي سيد أحمد بأجمل القصائد

 

       بدأنا هذه المقالات بوصف أحداث  إستقبال وتشييع جثمان الفقيد الراحل مصطفي سيد احمد بالسودان ، وهانحن ندخل في سياحة غير متعمقة في بعض أعماله التي كان يصدح بها طوال مسيرة حياته الفنية التي إنتهت بآلام عديدة كان يعاني منها الراحل ولكنها لم تثنه عن تنفيذ العديد من الاعمال الغنائية التي إحتلت مساحات واسعة في عقول وقلوب الجماهير حتي اللحظة  وربما تستمر أضواؤها ساطعة لفترة طويلة من الزمان ، فهي لاتحتوي علي الكلام المبتذل ، وشعراء تلك القصائد عرفوا بإلتزامهم الشديد لجانب الصدق في التعبير والإرتفاع بالذوق العام والخاص للمستمع في أي مكان، وقد كتبوا من أجل مصطفي العديد  من روائع الشعر الغنائي 0

  وكنت خلال إستماعي من وقت لآخرلأعمال مصطفي سيد أحمد أعجب لدرجة عالية بكلمات

الشاعر يحي فضل الله حين قال:

ياضـُلنا000المرسوم علي رمل المسافه

وشاكي من طول الطريق

قول للبنيه000الخايفه من نار الحروف

تحرق000 بويتات الفريق

قول ليها000ماتتخوفي

دي النسمه000بتجيب الأمل

والأمل000يصبح رفيق

والأصلو000في الخوف إندفن

لابنتهي000منـُّو الحريق000ياضُلنا0

كما تغني الراحل بأغنيه وضع لها إيقاعات خفيفة 000رشيقه000تبعث في النفس هدوءاً وإنسجاماً وراحة تامة ، لأنها تخاطب فينا أشياء جميله ، وهي قصيدة قاسم أبوزيد (قولي الكلمه) ويصاحبها في الأداء كورال ناعم بترددات صوتيه  منسجمه وهادئه :_

وادي الفرح000 إمتد مساحه

نادَي الأمل000 الجوه عيونا

شوق الشوقن000جدّد تاني

باقي أحلامنا000جدار من كونا

نار الإلفه 000البينـّا سنين

صحّت فينا000 أحلام يوم باكر

غيم الأمل000الشارد يوصل

وإنتي معانا000في عمق الخاطر

إيد مبسوطه000تقابل الحناء

نغم الليل000السال شـبّال

نخله تغازل000 في عيون طفله

طفله 00وحفله00ورقصة فال

وهذه كما نرياها ، لغة جديده ولون جديد في ميدان الشعر الغنائي بالسودان، ترتفع بالذوق وتقتحم مساحات ضخمه جداً وضع لبناتها كل مبدعينا في شتي الحقب الأدبية بالسودان ، وكان مصطفي  سيد احمد مرفأً واسعاً يسع أفقهُ  تفريغ كل هذه الشحنات الكبيرة من الشعر في ميناء خياله الرحب0 ولذلك فقد أحبه الناس لقبوله التحدي في توصيله لرسالة الفن الراقي لجماهير شعبنا الفنان بطبعه0

    ثم يأتي الشاعر(خطاب حسن احمد) في البنت الحديقه تلك القصيده الجميله التي تتوسط أعمال الراحل مصطفي وقد قال فيها:_

حتجي000 البنت الحديقه

فارده أنسام000في طريقا

وشايله ألوان

حتجي000 المن بدري جات

من ظلامات السكات

شايله000قمرين في عيونا

وفاتحه000ليلين بجنونا

وطاويه000ساحات الزمن لي فجر فات

وتنتمي لعصور جديده

حتجي000البنت البريده

ضاحكه000منتصره وعنيده

عامله000مزدهره وجديده

ناقشه000في الزول أغنيات

حتجي000المن بدري جات

ناسفه000أزمان الثبات

واصفه000للناس الطريقه

وللعصافير000الجهات

وعند رجوعنا إلي أعمال مصطفي التي تغني بها في سنواته الأولي بالخرطوم ولازالت مسجله بالتلفزيون كانت أغنية الشاعر (أباذر الغفاري 00أين هو ياتري؟؟؟) حين كتب:_

في عيونك000 ضجة الموج والهواجس

وريحة الموج البنحلم000فيهو بي حاجة نوارس

وأيضاً من الأعمال الغنائية الأولي التي يقال أنها قد كتبها شاعرها (حافظ عباس) عند وقوع أحداث الجفاف والتصحر الذي ضرب أجزاء واسعة من مناطق غربنا الحبيب في السودان ، ووقتها أشيع أن السلطه في بداية الثمانينات قامت بالتعتيم وبمنع المتأثرين بالمجاعات من النزوح إلي النيل في الخرطوم، حيث وصف النازحين (الغلابه) :_

بنبقي نحن 000مع الطيور00المابتعرف ليها خرطه

ولا في إيدا000جواز سفر

نحن باكر ياحليوه000لمان أولادنا السُّمر

يبقوا أفراحنا000البنهزم بيها000أحزان الزمن

نمشي في كل الدروب 000الواسعه ديك

والرواكيب الصغيره000تبقي أكبر000من مدن

فالراحل مصطفي سيد احمد تغني للعديد من الشعراء ، فهناك صلاح حاج سعيد حيث نجد (الحزن النبيل، المسافه، وقمر الزمان) فكانت روائع ممتازة ،  وبخاصة أغنية قمر الزمان التي أعاد بها الشاعر صلاح حاج سعيد شريط من الذكريات يكتنز في داخله لمحات من الماضي الذي يشتاق إليه كل إنسان ، وكانت مفرداتها تقول:

كتبت ليك00لا بيني بينك ريده

لا قصة غرام

إخترت ليك 00أجمل حروف

وسط الفواصل00نادره في لغة الكلام

لا قصدي ألهو معاكِ 00بكلمات غـُنا

لا شِعري ليك 00مرجيحة من شَعر الغمام

كتبت ليك00والله ياقمر الزمان

شان جيتي 00بزمن المحنّـه

وشفت بعينيكِ00حِس أهلي القـُدام

     ***********

كتبت ليك000وأنا جايي من زمن الشقا

المرسوم علي وش السواقي مِظللا

تتمدد الساعات سنين

تتفتح الأحزان 000غريبه ومذهله

وأشتاق أفتش نسمه00في الزمن العذاب

وأيامي000من كـُتر الأسي

وكـُتر العزوف000والإغتراب

صارت حروف 00مترهله

لحظات أسيفه000ومُهمله

وهنا بلاشك نشاهد لغه جديدة تماماً ، لغه تتفجر عطاءً ثراُ ، وقد تمكن الراحل مصطفي سيد احمد من توصيل هذا الكلام الجديد للناس بحسِّه الراقي وبأُفقه الموسيقي المتمدد الرحب الذي لولاه لكانت مثل هذه المفردات الجديدة مكانها أرفف المكتبات في بيوت الشعراء ، ورحم الله مصطفي ، فقد كان بحق يعكس مدي العمق الفكري الإبداعي الذي إكتسبه من مهنته الأولي كمعلم ومربي للأجيال ، ومن تجربته الثانية كدارس للموسيقي من الناحية الأكاديمية ، ومن جهة أخري نجده قد إستصحب كل قراءاته الخاصة وإطلاعاته المتعدة في إخضاع هذا الشعر لتجربة ألحان أتت وهي تمتليء بدفقات كثيفة من الإبداع الذي يجبرنا أن نستوعب دقائق تفاصيله0

    كما تغني برائعة هاشم صديق (حاجه فيك ) وأيضاً لمحمد الحسن سالم بأغنية  طيبه وأيضاً من الواسوق التي تعبر عن مجاهدات المزارعين عندنا ومصطفي من نفس البيئة0 و أغنية محمد المهدي بشري :- جوه المركب يغنوا يغنوا00شويه شويه سكت المركبتلقي الناس إثنين00إثنين000وتتواصل أعمال مصطفي وللحديث بقية0

الصفحة 3-3 الصفحة 1-3

 

راسل الكاتب

معلومات عن الكاتب