جمر الهوى                                    مظفر النواب

لاتسل عنى لماذا جنتى فى النار .. جنتى فى النار .. فالهوى أسرار

والذى يقضى على جمر الهوى أسرار .. يا الذى تخفى الهوى بالصبر

يا بالله .. كيف النار تخفى النار .. إنها أقدار

كل ما فى الكون مقدار وأيام له

إلا الهوى ما يومه يوم .. ولا مقدار

لم يجد فيما قطار العمر يدنو .. فى بقايا الدرب من ضوء

على شىء و قد ضج الهوى أسرار

كنت تدعونا فأسرعنا

وجدنا هذه الدنيا محطات بلا ركاب

ثم سافرنا على أيامنا أغراب

لم يودعنا بها إلا الصدى .. أو نخلة تبكى على الأحباب

ياغريبا يطرق الأبواب والهوى أبواب

نحن فى باب الشجر للزخرف الرمزى

والألغاز والمغزى .. وما نحن على أزماره زرياب

كلنا قد تاب يوما .. ثم الفى نفسه قد تاب عما تاب

كلما فى الكون أصحاب وأيام له

إلا الهوى ما يومه من يوم ولا أصحابه أصحاب

نخلة فى الزاب

كان يأتى العمر يقضى صبوة فيها

ويصغى للأقاصيص التى فى آخر الدنيا

وفى عمر وفى أحباب

هاهنا ينهال فى صمت رماد الموت

يخفى ملعب الأتراب

كم طرقنا بابك السرى فى وجد

لم تجبنا .. وابتعدنا فرسخا

فألفيناك سكرانا .. فلم تغفر ولم نغفر

كلانا مدع كذاب

لاتسل لماذا ألف مفتاح ومفتاح

لهذا الباب

لاتسل من عادة أن تكثر الأقوال فيمن ذاق

جمر الخمر فى المحراب