ما بين عطبرة ومدنى

خاطرة بقلم : عادل عبد العاطى

 

مالو اعياه النضال بدنى

وروحى ليه مشتاقة لى مدنى !!

 

مدنى ؛ وما ادراك ما مدنى ؛ لمن ولد ونشأ وترعرع فى  عطبرة ؛ ولم  يزر هذه المدينة الجميلة والرائعة  فى حياته الى الآن – كشخصى - ؛ وان كان فى الروح شوق لا ينضب لهذه المدينة ؛ ذات الوجود المركزى فى حاضر وقلب وشعور كل سودانى ؛ وان لم يسعفه الحظ بزيارتها .

 فى عطبره لنا احساس خاص بمدنى ؛ واذا كان فى كلامى الكثير من العمومية او روح المبالغة –حيث يختلف الناس فى مشاعرهم -؛ فعلى الاقل فان هذا احساسى واحساس الكثيرين من اصدقائى .. اننا نعشق هذ المدينة ونفخر بها . قد لا نعرفها الكفاية ؛ لا نعرف مثلا حى دردق ؛ او لا نعرف شخصياتها الفولكلورية المتارجحة ما بين الحقيقة والاسطورة  – لكل مدينة فى السودان مثل هذه الشخصيات ؛ عطبرة لها مكلية وابو جنزير- محمد عوارة - ؛ او غيرها من التفاصيل. ولكننا نعرف انها بحق عاصمة للابداع والثقافة والفكر ؛ منها خرجت فكرة مؤتمر الخريجين ؛ ومنها خرج ابو عركى ومحمد الامين ؛ ومن تلفزيونها "الريفى " ترعرعنا ونحن نشْ لم نشب عن الطوق ؛ على واحد من انجح وارقى البرامج الثقافية  حينها ؛ "فى محراب الآداب والفنون" .

 

وهكذا ؛ بالنسبة لنا نحن ابناء مدن " الاقاليم " ؛ لا تشكل لنا مدنى منافسا ؛ وانما هى بمثابة الاخت النديدة لنا . وفى الحقيقة ما بين عطبرة ومدنى الكثير من اوجه الشبه ؛ من الاسهام فى التاريخ الوطنى ؛ ومن سكانها ذوى الجاذبية والتفرد ؛ ومن المبادرة فى النشاط الفكرى والثقافى ؛ ومن المنافسة ؛ الناجحة مرات والفاشلة مرات ؛ مع العاصمة الخرطومية بكل بهرجها وامكانياتها ؛ والتى غيبت فى الكثير من المجالات ؛  ليس فقط الآلاف من قرى وحواضر السودان ؛ بل وسعت – بسياسة رسمية – الى طمس معالم مدننا الرئيسية . فى ذلك اقول بحق وفخر ؛ ان مدنى قد مثلتنا ولا تزال تمثلنا خير تمثيل ؛ نحن ابناء المدن اللا عاصمية .

 

فى عطبرة نسمع الكثير عن تعصب بنات وابناء مدنى لمدينتهم ؛ وان كنا نرى فى هذا القول الكثير من المبالغة . وذلك لاننا نؤمن بان من لا يعشق مكان ميلاده ونشئته ؛ لا يمكن ان يعشق وطنه الكبير . اننا نرحب من كل قلبنا بهذه الروح من الوطنية المحلية ؛ ونرى فيها عاملا ايجابيا ؛ طالما لم تحجب الافق عن معرفة وحب الوطن فى مجمله ؛ والشعب فى عمومه ؛ والانسانية فى كليتها ؛ والكون فى تفرده وتعدده .

 

اننى فى نهاية هذه الخاطرة ؛ لا املك الا ان اشكر القائمين على موقع مدنى بالشبكة العالمية ؛ على جهدهم المتميز والمقدر ؛ لتقريب صورة هذه المدينة الجميلة والانيقة والفتية ؛ ليس لابنائها فى المهجر فقط ؛ او لعموم السودانيين ؛ وانما لكل من يملك منفذا على شبكة الانترنت ؛ فلهم منا الشكر العميق ؛ وعلى راسهم الاخ العزيز بكرى ؛ ولا املك فى النهاية الا ان اردد التساؤل مع العملاقين ؛ خليل فرح وود الامين :

 مالو اعياه النضال بدنى

وروحى ليه مشتاقة لى مدنى !!

 

عادل محمد عبد العاطى

مؤسس موقع عطبرة بالشبكة العالمية

http://www.atbara.net