3  -  2

وتستمر مسيرة أبوعركي نحو القمة

بقلم : صلاح الباشا... الدوحة

كانت أغنية (أخاف أسأل )00في برنامج  أمسيات  هي سر نجاح أبوعركي  المبكر

   كان برنامج (أمسيات)  للنجم اللامع (متوكل كمال) من أنجح برامج السهرات في مسيرة التلفزيون الفنية، والذي كان يتم تقديمه مساء يوم الإثنين من كل إسبوع حيث كان يستضيف فيه عائلة كاملة من عائلات العاصمة المثلثة ويستضيف فيه الفنان الذي تختاره تلك العائلة ، وكانت السهرة في شكل حوار إجتماعي جميل وراقي ، يحكي المدعوون فيه عن مختلف تجاربهم وإهتمامتهم الحياتية ، فكان بذلك يجذب غالبية المشاهدين في ذلك اليوم من كل إسبوع 0 وقد كان ضيف إحدي الحلقات صاحبنا أبوعركي ، فأطل بالأغنية الأولي (أخاف أسال)التي كتب كلماتها الشاعر (حسن السر)0 ولكن هناك موضوع إستجد في قصة هذه الأغنية مؤخراً جداً ، فقد قرأنا حواراً بجريدة الخرطوم في شهر يونيو 2000م مع شقيقة هذا الشاعر وهي الأستاذة( سهام السر) حيث ذكرت بأنها هي التي كتبت تلك الرائعة التي تغني بها أبوعركي في ذلك الزمان ، ، غير أن الظروف لم تكن مواتية آنذاك لأن تذكر إسمها كشاعرة ، فتم نشرها تحت إسم شقيقها(حسن السر) فأصبح بذلك هو والد القصيدة بالتبني0 وعلي أية حال ، فإن الإغنية جميلة وفيها موضوع جديد ، ومفرداتها تحكي الحدث تماماً ، وطارت  تلك الأغنية بأبي عركي نحو القمة بسرعة الصاروخ فما كان حيث وضع لها ذلك اللحن التطريبي الهاديء الذي كان له وقع جميل في نفوس الجمهور ، وكانت الأغنية تستحق أن تفوز في مهرجان دمشق عام 1976م ، كانت تقول:

أخاف أسال 00عليك الناس

وسر الريده00 بينا يذيع

اخاف أكثر 00كمان ياغالي

من إيديّ00إنت تضيع

وأعيش بعدك00حياتي جفاف

مواسم ريده00مافي ربيع

     *********

ثم تتعمق مفردات الأغنية في جوانب أخري ربما كانت في ذلك الزمان تؤطر لمعاناة جيل بأكمله من الجنسين ، حيث كان التعبير عن الأشواق علناً  لا يمكن المجاهرة به ، وكان ضرباً من الخيال ولن يصدقه جيل اليوم الذي يعيش الحدث بطريقة عادية ، مثلما نشاهده اليوم من تنسيق وإندماج (وخلطات) واضحة في كل منحي ومعهد وكلية وركن وسوق و( وبارتيات)0

لذلك كانت الأغنية (بخاف) هي فعلاً إنعكاس حقيقي لظروف بيئة ذلك الزمان 00وسنري:

بخاف00يا إنت لوجيتك

ألملم في خطاوي الشوق

وأزور بيتك00

يقولو عليّ حبيتك

بخاف00لوبرضي غبت عليك

تقول نسيت00وجافيتك

بَهـِم000لو صدفه لاقيتك

درب حِـِلـِّتنا00جابك يوم

تشيل ياروحي00ترمي اللوم00

عليّ00وتزيد همومي هموم

تقال جافيك00وأنا نسيتك ؟؟؟

     ***********

وفي تقديري الشخصي ان هذه الأغنية تكاد تتفجر من كثافة الوجد التي يملأ جوانحها ، فهي تأسر الخيال لأنها تخاطبه بأرق الكلمات التي تتحدث عن الظروف التي تحيط بتلك العلاقة 00فمن جانب ، نجدها تخاف أن تسأل عنه الناس ، ومن جانب آخر تخشي إن لم تسأل عليه ، ربما يعتقد في هذه الحالة أن الجفاء قد حصل ، يعني أصبح الموقف في هذه الحالة كالمثل الذي يتداوله الحريم في لغتنا البلدية (كده ووب000وكده ووبين) ، ذلك تماماً ما تخبرنا به مفردات القصيدة (الحكاية)0 000ونواصل :-

أريت000تعرف

حنيني إليك00ياريتك

كمان تعرف00

لحدة وين بعزك

وفي أعماقي حسيتك

ياريت00إنت تعرف

وبس خايف00إذا جيتك

حكاية الريده00تمشي تذيع

ومن إيديَّ00إنت تضيع

وأعيش بعدك00حياتي جفاف

موسم ريده00مافي ربيع

****************

ونواصل،،،،،،،،،،،.

 

 

الصفحة 3-3 الصفحة 1-3

 

راسل الكاتب

معلومات عن الكاتب