في الحياة علاقات كثيرة اوسع مدي من الحب بين الجنسين وأرق وأصدق من الصداقة، هي علاقات يصنعها النضج وعصير التجارب، علاقات يدرك طرفاها أن التواصل وتعرية الأفكار وتبادل التجارب والمتاعب والمسرات مع شخص تثق فيه ويثق بك هو أسمي المراتب التي يمكن ان تبلغها علاقة الجنسين في الحقيقة، تحتاج المرأة كثيرا الي رجل عركته التجارب وعركها وصنعت منه الحياة بطريقة أو أخري نهرا متدفقا بالمعارف والأسرار والتجارب والأفكار، رجلا أدمن مشاهدة عروض مسرح الحياة وحفظ الممثلين وكلماتهم المتشابهة في المواقف المشابهة وتوقيت انحدار الدموع من مآقيهم وتوقيت خروج الضحكات ومستوي الصوت الذي تخرج به ويحفظ تدرجات الأضاءة وكيفية التحكم فيها اثناء العرض ومتي تغطي وجه الممثل ومتي تعرض عنه، ان مثل هذا الرجل القادر علي التنبوء بالاحزان القادمة والافراح المخبوءة والحيل الصغيرة هو مهم جدا في حياة الأنثي وقد يجنبها احزانا بلاجدوي ودموعا سدي وخسائر لاضرورة لها، تحتاج المرأة دوما للتلصص علي عالم الرجال ومعرفة كيف يفكرون وكيف يتصرفون في هذا الموقف او ذاك ومتي يكون حزنهم مستلفا من دراما تركية ومتي يكون صمتهم منذرا بالثبور، تحتاج المرأة العاشقة الي استعارة ذاكرة رجل لتري كيف كان طفلها الكبير يتصرف في طفولته حتي تعرف كيف تتعامل معه، وربما تحتاج لمعرفة غزواته النسائية السابقة حتي تعرف البرق الكاذب من الفجر الصادق،وقبل ذلك كله تحتاج المرأة دوما الي واحة خضراء لاتفرض شروطا علي من يستظل بظلها من الهجير.
المفضلات