صفحة 3 من 7 الأولىالأولى 12345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 75 من 159

الموضوع: فضفضة علي الهواء

     
  1. #51
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    الصديق الكريم محجوب
    كل قارئ جيد هو في الحقيقة ناقد وكاتب جيد لم يكتشف بعد
    ندين لك بالكثير ياصديقي
    يعنى آن لابو حنيفة أن يمد رجليه

  2.  
  3. #52
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    وهو كذلك يامحجوب
    في انتظار ابداعك قريبا

  4.  
  5. #53
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436


    في الحياة علاقات كثيرة اوسع مدي من الحب بين الجنسين وأرق وأصدق من الصداقة، هي علاقات يصنعها النضج وعصير التجارب، علاقات يدرك طرفاها أن التواصل وتعرية الأفكار وتبادل التجارب والمتاعب والمسرات مع شخص تثق فيه ويثق بك هو أسمي المراتب التي يمكن ان تبلغها علاقة الجنسين في الحقيقة، تحتاج المرأة كثيرا الي رجل عركته التجارب وعركها وصنعت منه الحياة بطريقة أو أخري نهرا متدفقا بالمعارف والأسرار والتجارب والأفكار، رجلا أدمن مشاهدة عروض مسرح الحياة وحفظ الممثلين وكلماتهم المتشابهة في المواقف المشابهة وتوقيت انحدار الدموع من مآقيهم وتوقيت خروج الضحكات ومستوي الصوت الذي تخرج به ويحفظ تدرجات الأضاءة وكيفية التحكم فيها اثناء العرض ومتي تغطي وجه الممثل ومتي تعرض عنه، ان مثل هذا الرجل القادر علي التنبوء بالاحزان القادمة والافراح المخبوءة والحيل الصغيرة هو مهم جدا في حياة الأنثي وقد يجنبها احزانا بلاجدوي ودموعا سدي وخسائر لاضرورة لها، تحتاج المرأة دوما للتلصص علي عالم الرجال ومعرفة كيف يفكرون وكيف يتصرفون في هذا الموقف او ذاك ومتي يكون حزنهم مستلفا من دراما تركية ومتي يكون صمتهم منذرا بالثبور، تحتاج المرأة العاشقة الي استعارة ذاكرة رجل لتري كيف كان طفلها الكبير يتصرف في طفولته حتي تعرف كيف تتعامل معه، وربما تحتاج لمعرفة غزواته النسائية السابقة حتي تعرف البرق الكاذب من الفجر الصادق،وقبل ذلك كله تحتاج المرأة دوما الي واحة خضراء لاتفرض شروطا علي من يستظل بظلها من الهجير.

  6.  
  7. #54
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية bit madani
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    481

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة

    في الحياة علاقات كثيرة اوسع مدي من الحب بين الجنسين وأرق وأصدق من الصداقة، هي علاقات يصنعها النضج وعصير التجارب، علاقات يدرك طرفاها أن التواصل وتعرية الأفكار وتبادل التجارب والمتاعب والمسرات مع شخص تثق فيه ويثق بك هو أسمي المراتب التي يمكن ان تبلغها علاقة الجنسين في الحقيقة، تحتاج المرأة كثيرا الي رجل عركته التجارب وعركها وصنعت منه الحياة بطريقة أو أخري نهرا متدفقا بالمعارف والأسرار والتجارب والأفكار، رجلا أدمن مشاهدة عروض مسرح الحياة وحفظ الممثلين وكلماتهم المتشابهة في المواقف المشابهة وتوقيت انحدار الدموع من مآقيهم وتوقيت خروج الضحكات ومستوي الصوت الذي تخرج به ويحفظ تدرجات الأضاءة وكيفية التحكم فيها اثناء العرض ومتي تغطي وجه الممثل ومتي تعرض عنه، ان مثل هذا الرجل القادر علي التنبوء بالاحزان القادمة والافراح المخبوءة والحيل الصغيرة هو مهم جدا في حياة الأنثي وقد يجنبها احزانا بلاجدوي ودموعا سدي وخسائر لاضرورة لها، تحتاج المرأة دوما للتلصص علي عالم الرجال ومعرفة كيف يفكرون وكيف يتصرفون في هذا الموقف او ذاك ومتي يكون حزنهم مستلفا من دراما تركية ومتي يكون صمتهم منذرا بالثبور، تحتاج المرأة العاشقة الي استعارة ذاكرة رجل لتري كيف كان طفلها الكبير يتصرف في طفولته حتي تعرف كيف تتعامل معه، وربما تحتاج لمعرفة غزواته النسائية السابقة حتي تعرف البرق الكاذب من الفجر الصادق،وقبل ذلك كله تحتاج المرأة دوما الي واحة خضراء لاتفرض شروطا علي من يستظل بظلها من الهجير.


    تصوير بديع لقدرة ذاك الرجل الذي تعني ... سلم قلمك صديقي ...

    ربما أتفق معك ان تلك العلاقات مثيرة و رائعة و ربما عميقة لحدما لا و لكني اتسائل إن سمحت لي في كل ما سطرت هنا يدور سؤال عن ما تحتاجه المراة اهو رجل محنك يقرا المواقف فحسب و يجيد تحليلها ... فللقدر يد طائلة ...لا ينفع معها حنكة و لا تحليل ... سيفاجئ في منعطفات كثيرة دون توقع كلا الطرفين بتغيير مساره حسبما يريد ...

    ما تحتاج المراة : أهو الحب أم غيره ... و ما هو ما تحتاج : ليس مجرد الفهم ... فكم من أدعوا فهم الحياة هزمتهم ... و لا مجرد الظل الظليل الغير مشروط فالمراة تسعد بان تقنع بشروط الرجل لا بدونها لا تريد المعزة و لا الرفقة و لا الأنس و لا التعود و لا العشرة و لا كثير مستهلك و مادي أقحم في إطار هذه العاطفة بين الأثنين ...

    لبعض النساء تلك البصيرة و الحاسة السادسة التي تلتقط كل ما هو صادق دونما وسيط ...تعلم من هو من يثير فيها كل الطاقة الإيجابية للأنثى للتواصل و العطاء ...

    ليس هناك أجمل من إحساس الإنجذاب الفطري لشخص معين في كل الكون وحده يعني لك كل الوجود بما فيه و يصبح وجودك في الحياة متعلق بوجود هذا الشخص و حركتك و سكونك مرهونة بدقات قلبه ... و طمأنيتك تعتمد على عافيته ... حتى ذكرك و شكرك من نعم التواصل معه ...و تحصينك له يصبح ملهم لخشوعك في كل آن ... حين يدق قلب المراة بهذه الكيفية يدق مرة واحدة ... بهذه الكيفية ... دونما وسيط ..و هذا اروع الأحاسيس و أعمقها ...
    مهما كانت روعة التواصل مع عديدين ... تحتاج المراة لرجل يختذل انوثتها في نظرة مطمئنة ممتنة لما بينهما ... مفعمة بالفهم العميق ... فلأنوثة ليست مرتبطة بالكيف بل بالنوعية ... وتحتاج لرجل تكون له أما أختا و حبيبة و جارية كل من هذا أحيانا وصديقة صدوق دائما ... تحتاج لرجل إن رات ظل شئ يتعلق به إرتجف قلبها دون أن تملك ان توقفه .. و أرتعشت تلك الرعشة النادرة لمجرد سماع ضحكته معها ...
    لا ذاكرة الصغر المقروءة بغير عيناها يمكن ان تأصل إحساسها ... قلب المرأة و انا منهم يحيريني كيف يظل أخضرا لذات العشق رغم السنين و كأنما خلق ليعشق ذات الرجل الرائع وحده دون غيره لأن هذا يظل قدر لا يمكن رده ... و للحديث بقية ...
    شكرا يمتد إلى حناياك الغارقة في تبجيل تلك الأنثى و الزود عنها و محاولة قراءتها ...

    [عُدْ طفلاً ثانية / عَلِّمني الشعر / وعلِّمني إيقاع البحر /
    وخُذْ بيدي / كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً /
    ومعاً نتعلَّم أُولى الكلمات / وأَرجعْ للكلمات براءتها الأولى / لِدْني من حبة قمح، لا من جرح، لِدْني / وأَعدني، لأضمَّك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى / هل تسمعني: قبل المعنى / عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك / هل أنت أنا / وأنا أنت؟ /... درويش ...
  8.  
  9. #55
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    ليس هناك أجمل من إحساس الإنجذاب الفطري لشخص معين في كل الكون وحده يعني لك كل الوجود بما فيه و يصبح وجودك في الحياة متعلق بوجود هذا الشخص و حركتك و سكونك مرهونة بدقات قلبه ... و طمأنيتك تعتمد على عافيته ... حتى ذكرك و شكرك من نعم التواصل معه ...و تحصينك له يصبح ملهم لخشوعك في كل آن ... حين يدق قلب المراة بهذه الكيفية يدق مرة واحدة ... بهذه الكيفية ... دونما وسيط ..و هذا اروع الأحاسيس و أعمقها ...

    اقتبس هذه الكلمات الرائعة
    وأقول انها تلخيص بديع
    ليس لدي عليه ما ازيد
    شكرا علي مرورك هنا

  10.  
  11. #56
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية bit madani
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    481

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    ليس هناك أجمل من إحساس الإنجذاب الفطري لشخص معين في كل الكون وحده يعني لك كل الوجود بما فيه و يصبح وجودك في الحياة متعلق بوجود هذا الشخص و حركتك و سكونك مرهونة بدقات قلبه ... و طمأنيتك تعتمد على عافيته ... حتى ذكرك و شكرك من نعم التواصل معه ...و تحصينك له يصبح ملهم لخشوعك في كل آن ... حين يدق قلب المراة بهذه الكيفية يدق مرة واحدة ... بهذه الكيفية ... دونما وسيط ..و هذا اروع الأحاسيس و أعمقها ...

    اقتبس هذه الكلمات الرائعة
    وأقول انها تلخيص بديع
    ليس لدي عليه ما ازيد
    شكرا علي مرورك هنا
    أنت تلهم جمال الحديث و تثير شجون خلناها إنطفأت فأوقدت جذوة نيرانها فإذا بها تلتهم ما تبقى من جلد القلب ...ننتظرك ...

    [عُدْ طفلاً ثانية / عَلِّمني الشعر / وعلِّمني إيقاع البحر /
    وخُذْ بيدي / كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً /
    ومعاً نتعلَّم أُولى الكلمات / وأَرجعْ للكلمات براءتها الأولى / لِدْني من حبة قمح، لا من جرح، لِدْني / وأَعدني، لأضمَّك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى / هل تسمعني: قبل المعنى / عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك / هل أنت أنا / وأنا أنت؟ /... درويش ...
  12.  
  13. #57
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    شكرا بت مدني علي لطفك
    وعودا علي بدء
    تذكرت تلك التي كانت تعبر بفريقنا نهارا في كل يوم بزيها المدرسي الأنيق، في ذلك الزمان كانت زي بنات الثانوي العام فستانا بنيا غامقا أو فاتحا أيهما شاءت واكمامه قصيرة ( نصف كم) وتكون الأكمام بيضاء في وهناك كولا بيضاء دائرية تنسدل فوق الرقبة والصدر، الشعر يكون طليقا وفي الغالب يكون بتسريحة ذيل الحصان،اتذكر انها كانت تسرح شعرها آفرو فيعطيها ألقا خاصا مع لونها(الاخدر ) بلغة السودانيين وهو تعبير دقيق لان هناك مسافة لونية تقع في المنتصف بين اللون الأسمر والأسود هي مانسميه في السودان الاخدر والخدرة الدقاقة،كانت تمشي وحدها عائدة الي بيت اسرتها في حي المزاد ويتحتم عليها ان تعبر حي 114 (حينا) في طريق عودتها من المدرسة الواقعة بحي الدرجة، كنت امارس هجرة عكسية من حي المزاد حيث تقع مدرسة فريني العامة حيث ادرس الي حي 114 حيث نسكن، فنلتقي يوميا بلا ميعاد في نقطة التقاء دائمة نصلها في نفس الوقت هي طابونة مكرنجة في نهاية 114 وبداية المزاد، كنت انظر اليها بفضول واعجاب ، اما هي فلا تلقي بالا لذلك الصبي ابو تفة ووجه عريض الذي يرتدي زي الثانوي العام المكون من رداء كاكي وقميص مثله،كانت موضة تلك الايام هي الشعر الكثيف تأثرا بموضة الهيبز التي وفدت من بلاد الغرب ، كانت السبعينات تحتضر، وكان شعري كثيفا وكنت مفتونا بالشعر وبقصص الحب الرومانسية التي تعج بها قصص جرجي زيدان التاريخية وقصة ماجدولين واستيفن للمنفلوطي و اشعار نزار التي كانت متداولة سرا مثل الممنوعات لجرأة الطرح الذي تحتويه،حسبتها ماجدولين وظننتني متيما، تبسمت في وجهها فكشرت في وجهي، همست لها بكلمات اعجاب ساذجة وهربت من وجهها،في الايام التالية تناقصت شجاعتي بفعل ازدياد التكشيرة علي وجهها وتجنبها النظر ناحيتي، ثم حدث ما جعلني اترك لها الشارع طائعا لتهنأ به وحدها، مكره اخاكم لابطل، فقد نادتني اختي الكبري ولامتني علي كوني عاكست صديقة لها، استمعت مطرقا نحو الارض الي محاضرة طويلة عن السلوك الواجب اتباعه ، لم أقل شيئا، تركت لها الشارع تماما وغيرت مساري، وحين التقينا مرة بالصدفة نظرت في وجهي بجرأة وتبسمت، اسرعت لا ألوي علي شئ وغبت عن كل مكان تعبر فيه.... كانت ولاتزال تبتسم كلما رأتني وأطرق اطراقة المقر بذنبه الكبير....

  14.  
  15. #58
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الدرجة الأولي
    المشاركات
    3,426

    لتعلم استاذ صلاح اننا من المتابعين لكل ما تكتب ..
    احيانا لا نقوي علي التعليق لكننا اكيد نستمتع بما تكتب ..
    مرور قوي وتسجيل متابعة ..

    لا تقف كثيرا عند أخطــــــاء ماضيك ..
    لأنها ستحيل حاضرك جحيمــا ومستقبلك حطامــا ..
    يكفيك منها وقفة اعتبـــار تعطيك دفعة جديــدة
    في طريــــق الحق والصواب ..
  16.  
  17. #59
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    قصص المدينة تتشابه لتشابه الزمان والمكان مولانا ،، حينها كان الإطراق على الأرض يعني الإنتماء لمدينة كأنها تنتمي لأب واحد .. وتشكلنا لا نعرف التجاوز ونرتمي في جمال الخلق والمثالية التي تديرنا بكل اتقان ، لا نعرف نتعدى على أعراض الغير ولا نرضى غيرنا أن يتعدى عليها ..

    يحكي أحد الأصحاب بأنه عندما يخفق قلبك أو تُريد لجسدك أن يتخذ من طبيعته درباً فأحذر فلان فإنه سيقول لك بأن تلك الجميلة أخت فلان وبنت خالة علان ووالدها ذلك الرجل المحترم .. عندها لا تجد غير درباً واحداً هو الإطراق عاشقاً الأرض وعاشقاً لتربية المدينة التي نعتز بها ..

    التعديل الأخير تم بواسطة Isam Hussien H ; 28-04-2013 الساعة 09:15 PM
  18.  
  19. #60
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية bit madani
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    481

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    شكرا بت مدني علي لطفك
    وعودا علي بدء
    تذكرت تلك التي كانت تعبر بفريقنا نهارا في كل يوم بزيها المدرسي الأنيق، في ذلك الزمان كانت زي بنات الثانوي العام فستانا بنيا غامقا أو فاتحا أيهما شاءت واكمامه قصيرة ( نصف كم) وتكون الأكمام بيضاء في وهناك كولا بيضاء دائرية تنسدل فوق الرقبة والصدر، الشعر يكون طليقا وفي الغالب يكون بتسريحة ذيل الحصان،اتذكر انها كانت تسرح شعرها آفرو فيعطيها ألقا خاصا مع لونها(الاخدر ) بلغة السودانيين وهو تعبير دقيق لان هناك مسافة لونية تقع في المنتصف بين اللون الأسمر والأسود هي مانسميه في السودان الاخدر والخدرة الدقاقة،كانت تمشي وحدها عائدة الي بيت اسرتها في حي المزاد ويتحتم عليها ان تعبر حي 114 (حينا) في طريق عودتها من المدرسة الواقعة بحي الدرجة، كنت امارس هجرة عكسية من حي المزاد حيث تقع مدرسة فريني العامة حيث ادرس الي حي 114 حيث نسكن، فنلتقي يوميا بلا ميعاد في نقطة التقاء دائمة نصلها في نفس الوقت هي طابونة مكرنجة في نهاية 114 وبداية المزاد، كنت انظر اليها بفضول واعجاب ، اما هي فلا تلقي بالا لذلك الصبي ابو تفة ووجه عريض الذي يرتدي زي الثانوي العام المكون من رداء كاكي وقميص مثله،كانت موضة تلك الايام هي الشعر الكثيف تأثرا بموضة الهيبز التي وفدت من بلاد الغرب ، كانت السبعينات تحتضر، وكان شعري كثيفا وكنت مفتونا بالشعر وبقصص الحب الرومانسية التي تعج بها قصص جرجي زيدان التاريخية وقصة ماجدولين واستيفن للمنفلوطي و اشعار نزار التي كانت متداولة سرا مثل الممنوعات لجرأة الطرح الذي تحتويه،حسبتها ماجدولين وظننتني متيما، تبسمت في وجهها فكشرت في وجهي، همست لها بكلمات اعجاب ساذجة وهربت من وجهها،في الايام التالية تناقصت شجاعتي بفعل ازدياد التكشيرة علي وجهها وتجنبها النظر ناحيتي، ثم حدث ما جعلني اترك لها الشارع طائعا لتهنأ به وحدها، مكره اخاكم لابطل، فقد نادتني اختي الكبري ولامتني علي كوني عاكست صديقة لها، استمعت مطرقا نحو الارض الي محاضرة طويلة عن السلوك الواجب اتباعه ، لم أقل شيئا، تركت لها الشارع تماما وغيرت مساري، وحين التقينا مرة بالصدفة نظرت في وجهي بجرأة وتبسمت، اسرعت لا ألوي علي شئ وغبت عن كل مكان تعبر فيه.... كانت ولاتزال تبتسم كلما رأتني وأطرق اطراقة المقر بذنبه الكبير....

    يخيل إلي أن حادثتك أكثر من مرة مولاي بأن ما أحب في طرحك تلك البراءة التي لا زلت على ثقة بانك تحملها و ذاك النبل الذي يشكلك منذ وجدت و تلك العلاقة العذرية مع الأنثى هي جزء من فطرتك ... مع أني موقنة بأن عندك حنكة قانوني ضليع وحساسية فنان مفرطة تجعلك تستشف أجمل معاني التواصل مع العالم برغم حياءك المحبب الذي يتجلى في كل كتابتك .. انت رجل لا يتكرر في إحساسه بلأنثى و تفرده في سمو الخلق ...
    بارك الله فيك و بارك لك في أهلك ...

    [عُدْ طفلاً ثانية / عَلِّمني الشعر / وعلِّمني إيقاع البحر /
    وخُذْ بيدي / كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً /
    ومعاً نتعلَّم أُولى الكلمات / وأَرجعْ للكلمات براءتها الأولى / لِدْني من حبة قمح، لا من جرح، لِدْني / وأَعدني، لأضمَّك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى / هل تسمعني: قبل المعنى / عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك / هل أنت أنا / وأنا أنت؟ /... درويش ...
  20.  
  21. #61
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمون مشاهدة المشاركة
    لتعلم استاذ صلاح اننا من المتابعين لكل ما تكتب ..
    احيانا لا نقوي علي التعليق لكننا اكيد نستمتع بما تكتب ..
    مرور قوي وتسجيل متابعة ..
    شكرا الاستاذة ريمون
    والله سال دمعي حين طالعت تعليقك وتعليق الاستاذ عصام حسين و الاستاذةبت مدني

    فكم هو جميل ان تبلغ كلماتك وعالم الذي ترسمه افئدة وقلوبا تتفاعل بحماس وصدق

    كانت فكرة فضفضة التعبير عن النفس باكبر قدر ممكن من الشفافية
    والتجول في ذاكرتي وقلبي وحياتي وتقديم جوانب منها للاحباب والاصدقاء الراهنين والقادمين
    وكم كانت دهشتي كبيرة وانا اري الفضفضة تمسي حوارا جماعيا شفيفا تتناوب فيه قلوب وعقول واقلام متعددة تزرع مساحتي الصغيرة بألق وبهاء ورونق لامثيل له.... قلت لنفسي اظنني لامست هذه القلوب الرحبة وفتحت النوافذ فيها للريح فجادت بنسيم عليل وروائح زكية طيبة
    والله يا ريمون عندما اكتب لا أعرف ابدا قيمة ما اكتبه واكون وجلا خائفا حتي تطالع عيني أثر ما كتبت في الآخرين عبر تفاعلهم الشفيف
    لذلك أخشي الصمت ولا أحب القراءة الصامتة مع أني امارسها احيانا عملا بقاعدة الطيب صالح الذهبية التي تقول انك اذا قرأت شيئا لم يعجبك فاترك التعليق عليه لمن اعجب به واكتب عما اعجبك

    شكرا ريمون علي لطفك

  22.  
  23. #62
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Isam Hussien H مشاهدة المشاركة
    قصص المدينة تتشابه لتشابه الزمان والمكان مولانا ،، حينها كان الإطراق على الأرض يعني الإنتماء لمدينة كأنها تنتمي لأب واحد .. وتشكلنا لا نعرف التجاوز ونرتمي في جمال الخلق والمثالية التي تديرنا بكل اتقان ، لا نعرف نتعدى على أعراض الغير ولا نرضى غيرنا أن يتعدى عليها ..

    يحكي أحد الأصحاب بأنه عندما يخفق قلبك أو تُريد لجسدك أن يتخذ من طبيعته درباً فأحذر فلان فإنه سيقول لك بأن تلك الجميلة أخت فلان وبنت خالة علان ووالدها ذلك الرجل المحترم .. عندها لا تجد غير درباً واحداً هو الإطراق عاشقاً الأرض وعاشقاً لتربية المدينة التي نعتز بها ..
    هي فعلا انفاس مدينة مسكونة بالجمال والأدب الصوفي الباحث عن التشبه بالجمال ياصديقي
    مدني مدينة تشبه بيتا كبيرا يكتظ بعائلات ممتدة من الجدة الي الحفيدة والجد الي الحفيد
    لكنني اسأل نفسي دوما هل تدوم تلك المدينة بتلك الملامح الفريدة؟
    هل هي ممتدة في المكان والزمان كما نشتهي ونرغب؟ أم ان القبح الزاحف مثل رمال تعشق القضاء علي الخضرة حيثما وجدت قد أدرك مدينتنا وجعلها عجوزا شمطاء تنكر بنيها وتشويهم فوق نار حامية مثل تلك السعلوة في حجوات حبوباتنا التي ارادات ان تلتهم ابناء الغير فكان نصيبها ان شوت عن جهل ابنائها هي وحصدت الندم وظلت تصرخ كما تقول جدتي: واسجمي انا الضبح بنياتي!!!
    شكرا عصام كونك شاركت في جعل الفضفضة حوارا لاضفاف له...

  24.  
  25. #63
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bit madani مشاهدة المشاركة

    يخيل إلي أن حادثتك أكثر من مرة مولاي بأن ما أحب في طرحك تلك البراءة التي لا زلت على ثقة بانك تحملها و ذاك النبل الذي يشكلك منذ وجدت و تلك العلاقة العذرية مع الأنثى هي جزء من فطرتك ... مع أني موقنة بأن عندك حنكة قانوني ضليع وحساسية فنان مفرطة تجعلك تستشف أجمل معاني التواصل مع العالم برغم حياءك المحبب الذي يتجلى في كل كتابتك .. انت رجل لا يتكرر في إحساسه بلأنثى و تفرده في سمو الخلق ...
    بارك الله فيك و بارك لك في أهلك ...

    كم انا ممتن لهذه الصورة الزاهية لشخصي التي ترسمها كلماتك الكريمة اختي بت مدني
    وصدقا كلما كتبت عن الانثي كان وجه امي آمنة بنت وهب وملامحها الجميلة وصورتها وهي تكد وتكدح عمرها كله لتطعم صغارها وتنظف دارها وتجمل دواخل من حولها أمامي وورائي...اسمع كلماتها ترن في دواخلي طفلا وصبيا ورجلا ، اري دموع قلقها وحيرتها وصمتها النبيل حين تستأسد الحياة علي واحد فينا، واسمع صوت ضحكتها الجميلة والمح سنها الذهبية تلمع بالفرحة واسمعها ولسانها يلهج بالشكر والحمد لرب العالمين وهي تصلي وهي تكابد حر العواسة والطبيخ وهي تحمل طفلا وتلوليه وهي تتأنق في دارها الصغيرة كأنها أميرة وكأن الدار قصر، ذلك الكبرياء وذلك الشموخ وذلك الاكتفاء بالمحبة عما سواها وبالرضا عن السخط وبالحمد عن التبرم ...تلك المحبة التي تدثرت بها طوال حياتها تركتها بعد رحيلهامن الفانية فوانيسا مضيئة بداخل كل من عرفها ونعم بقربها، وان كانت بي وسامة دواخل فهي بعض انفاسها في داخلي وبعض فيض الكرم الإلهي الذي حباني بها أما، وان كان بي قبح فهو قبحي وحدي ولاعلاقة لها به من قريب أو بعيد......هنا يتوقف القلم لندعو لها بان تنال العفو والغفران وتفوز بالجنان وشفاعة سيد الخلق والأنام سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ..اللهم أرحم آمنة بنت وهب واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وتجاوز واصفح عنها وتقبل منها من صالح اعمالها ماتعلم ولانعلم....آمين

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 29-04-2013 الساعة 03:55 AM
  26.  
  27. #64
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    الدرجة الأولي
    المشاركات
    3,426

    ربنا يشملها برحمتو ويشمل كل الامهات ..
    قمة الرقي والاحترام في التعامل مع المرأة اسقاطها علي صورة الام ..
    يسعدني كثيرا التفاعل مع اشخاص بعمقك .. والريس والاخت بت مدني ..

    لا تقف كثيرا عند أخطــــــاء ماضيك ..
    لأنها ستحيل حاضرك جحيمــا ومستقبلك حطامــا ..
    يكفيك منها وقفة اعتبـــار تعطيك دفعة جديــدة
    في طريــــق الحق والصواب ..
  28.  
  29. #65
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمون مشاهدة المشاركة
    ربنا يشملها برحمتو ويشمل كل الامهات ..
    قمة الرقي والاحترام في التعامل مع المرأة اسقاطها علي صورة الام ..
    يسعدني كثيرا التفاعل مع اشخاص بعمقك .. والريس والاخت بت مدني ..

    شكرا ريمون ...شكرا علي دعمك ولطفك

  30.  
  31. #66
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    كانت ولاتزال تبتسم كلما رأتني وأطرق اطراقة المقر بذنبه الكبير

    تدفعنا اهواءنا وقلوبنا
    الى ذلك الحب العزرى
    فنموج فيه ونمرح
    ولكن فى اغلب الاوقات
    تأتى الرياح بما لا نشتهى

  32.  
  33. #67
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اخي محجوب
    احيانا تأتي الرياح بما تشتهي السفن كذلك

  34.  
  35. #68
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح سر الختم علي مشاهدة المشاركة
    كم انا ممتن لهذه الصورة الزاهية لشخصي التي ترسمها كلماتك الكريمة اختي بت مدني
    وصدقا كلما كتبت عن الانثي كان وجه امي آمنة بنت وهب وملامحها الجميلة وصورتها وهي تكد وتكدح عمرها كله لتطعم صغارها وتنظف دارها وتجمل دواخل من حولها أمامي وورائي...اسمع كلماتها ترن في دواخلي طفلا وصبيا ورجلا ، اري دموع قلقها وحيرتها وصمتها النبيل حين تستأسد الحياة علي واحد فينا، واسمع صوت ضحكتها الجميلة والمح سنها الذهبية تلمع بالفرحة واسمعها ولسانها يلهج بالشكر والحمد لرب العالمين وهي تصلي وهي تكابد حر العواسة والطبيخ وهي تحمل طفلا وتلوليه وهي تتأنق في دارها الصغيرة كأنها أميرة وكأن الدار قصر، ذلك الكبرياء وذلك الشموخ وذلك الاكتفاء بالمحبة عما سواها وبالرضا عن السخط وبالحمد عن التبرم ...تلك المحبة التي تدثرت بها طوال حياتها تركتها بعد رحيلهامن الفانية فوانيسا مضيئة بداخل كل من عرفها ونعم بقربها، وان كانت بي وسامة دواخل فهي بعض انفاسها في داخلي وبعض فيض الكرم الإلهي الذي حباني بها أما، وان كان بي قبح فهو قبحي وحدي ولاعلاقة لها به من قريب أو بعيد......هنا يتوقف القلم لندعو لها بان تنال العفو والغفران وتفوز بالجنان وشفاعة سيد الخلق والأنام سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ..اللهم أرحم آمنة بنت وهب واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وتجاوز واصفح عنها وتقبل منها من صالح اعمالها ماتعلم ولانعلم....آمين
    بنت وهب تلك المرأة التي عرفتها من خلالك ومحمد والبقية .. ياريت أن الجميع يعرف ما تركته بنت وهب من الجمال .. أنتم أسرة صُقلت بالكدح وبالقيم النبيلة أين ما حللت بأي ممن تركت .. لو أردت أن أسرد حتى الصباح الجمال هذا الذي فيني منكم لما تمكنت على الإطلاق ..
    يا الله تولى برحمتك بنت وهب وليتها الآن تنعم بجناتك فهي قد عملت لها بطيبها وجمال خلقها وإحسانها لتربية أبنائها .. أللهم آمين ..

    التعديل الأخير تم بواسطة Isam Hussien H ; 30-04-2013 الساعة 08:26 AM
  36.  
  37. #69
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Isam Hussien H مشاهدة المشاركة
    بنت وهب تلك المرأة التي عرفتها من خلالك ومحمد والبقية .. ياريت أن الجميع يعرف ما تركته بنت وهب من الجمال .. أنتم أسرة صُقلت بالكدح وبالقيم النبيلة أين ما حللت بأي ممن تركت .. لو أردت أن أسرد حتى الصباح الجمال هذا الذي فيني منكم لما تمكنت على الإطلاق ..
    يا الله تولى برحمتك بنت وهب وليتها الآن تنعم بجناتك فهي قد عملت لها بطيبها وجمال خلقها وإحسانها لتربية أبنائها .. أللهم آمين ..
    اخي عصام
    كلماتك نزلت بردا وسلاما ولا اعرف كيف اشكرك علي كل حرف وكلمة ودعوة طيبة
    اللهم ارحم امي وكل الامهات من رحلن منهن ومن لازلن يكدحن ويعلمن الناس فن الحياة والقيم النبيلة

  38.  
  39. #70
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    قلت لها : وحين يأتي الحب يتوهج المحبون، يمسون كائنات نورانية لاتكف عن التوهج
    قالت: الحب زهوة قصيرة العمر ، وردة تتأنق وهي تجود بانفاسها الآخرة.
    قلت:الحب ليس عابر سبيل لايترك الا جرحا في القلوب، ثمة شئ جميل يبقي حتي لو انتهت الرحلة،الحب يغسل القلوب بماء الورد، يحي فينا كل أرض موات.
    قالت:الحب عملة واحدة تصدر عن بنك واحد وتتعدد أغراض من يستخدمونها مابين انبل الاغراض وأكثرها خسة، العملة هي العملة نفسها لكن المشكلة دوما في كيفية الأستخدام.بعض الرجال يودع عملته بمصرف وينسي رمزه السري حين ياتي الي نوافذ الصراف الآلي.
    قلت:هل هو التشاؤم ؟
    قالت: بل هي اللدغات الكثيرة المتكررة.
    قلت: تجاربنا الفاشلة لسبب كامن فينا لاتعطينا حق التعميم وإصدار الاحكام.
    قالت:كل ما اكتشفه العلم كان حصيلة تجارب فاشلة وحيرة عظيمة.

    قلت: فلنترك كل شئ خلف ظهرنا ونفتح صفحات جديدة بيضاء.
    قالت: هل هي دعوة لممارسة الكذب علي انفسنا؟ وهل القلب لايزال أبيضاً حتي تكون الصفحات البيضاء ممكنة؟ هل نزور تاريخنا العاطفي مثلما زورنا تاريخنا الوطني وبصقنا عليه؟

  40.  
  41. #71
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    حين يكتب الشاعر عن أمه تنصت الأرض والسماء
    فليس ثمة شخص أصدق من الشاعر حين يكتب عن امه
    تلك حقيقة تؤكدها اشعار محمود درويش الذي كتب عن الأم قصائد رائعة اشتهرت إحداها مع ان هنالك ما هو اجمل منها
    مثل هذه القصيدة وهذه الكلمات:

    تعاليم حورية
    محمود درويش - فلسطين
    فكّرت يومًا بالرحيل، فحطّ حسّونٌ على يدها ونام.
    وكان يكفي أن أداعب غصن داليةٍ على عجلٍ...
    لتدرك أنّ كأس نبيذي امتلأت.
    ويكفي أن أنام مبكّرًا لترى منامي واضحًا،
    فتطيل ليلتها لتحرسه...
    ويكفي أن تجيء رسالةٌ منّي لتعرف أنّ عنواني تغيّر،
    فوق قارعة السجون، وأنّ
    أيّامي تحوّم حولها... وحيالها
    أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ.
    تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ.
    تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ،
    وترفو جوريي المقطوع.
    لم أكبر على يدها كما شئنا:
    أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا،
    ولماعزٍ يرث المكان.
    وأنشأ المنفى لنا لغتين:
    دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى،
    وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها!
    ما زلت حيًّا في خضمّك.
    لم تقولي ما تقول الأمّ للولد المريض.
    مرضت من قمر النحاس على خيام البدو.
    هل تتذكرين طريق هجرتنا إلى لبنان،
    حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز [كان الخبز قمحيًّا].
    ولم أصرخ لئلاّ أوقظ الحرّاس.
    حطّتني على كتفيك رائحة الندى.
    يا ظبيةً فقدت هناك كناسها وغزالها...
    لا وقت حولك للكلام العاطفيّ.
    عجنت بالحبق الظهيرة كلّها.
    وخبزت للسّمّاق عرف الديك.
    أعرف ما يخرّب قلبك المثقوب بالطاووس،
    منذ طردت ثانيةً من الفردوس.
    عالمنا تغيّر كلّه، فتغيّرت أصواتنا.
    حتّى التحيّة بيننا وقعت كزرّ الثوب فوق الرمل،
    لم تسمع صدًى.
    قولي: صباح الخير!
    قولي أيّ شيء لي لتمنحني الحياة دلالها.
    هي أخت هاجر.
    أختها من أمّها.
    تبكي مع النايات موتى لم يموتوا.
    لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء،
    ولا ترى الصحراء خلف أصابعي لترى حديقتها على وجه السراب،
    فيركض الزّمن القديم
    بها إلى عبثٍ ضروريٍّ:
    أبوها طار مثل الشركسيّ على حصان العرس.
    أمّا أمّها فلقد أعدّت،
    دون أن تبكي، لزوجة زوجها حنّاءها،
    وتفحّصت خلخالها...
    لا نلتقي إلاّ وداعًا عند مفترق الحديث.
    تقول لي مثلاً: تزوّج أيّة امرأة من
    الغرباء، أجمل من بنات الحيّ.
    لكن، لا تصدّق أيّة امرأة سواي.
    ولا تصدّق ذكرياتك دائمًا.
    لا تحترق لتضيء أمّك، تلك مهنتها الجميلة.
    لا تحنّ إلى مواعيد الندى.
    كن واقعيًّا كالسماء.
    ولا تحنّ إلى عباءة جدّك السوداء،
    أو رشوات جدّتك الكثيرة،
    وانطلق كالمهر في الدنيا. وكن من أنت حيث تكون.
    واحمل عبء قلبك وحده...
    وارجع إذا اتّسعت بلادك للبلاد وغيّرت أحوالها...
    أمّي تضيء نجوم كنعان الأخيرة،
    حول مرآتي،
    وترمي، في قصيدتي الأخيرة، شالها!

    الله ما أعذب هذا النشيد وهذا النشيج المر

    (أمّي تعدّ أصابعي العشرين عن بعدٍ.
    تمشّطني بخصلة شعرها الذهبيّ.
    تبحث في ثيابي الداخليّة عن نساءٍ أجنبيّاتٍ،
    وترفو جوريي المقطوع.
    لم أكبر على يدها كما شئنا:
    أنا وهي، افترقنا عند منحدر الرّخام... ولوّحت سحبٌ لنا،
    ولماعزٍ يرث المكان.
    وأنشأ المنفى لنا لغتين:
    دارجةً... ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى،
    وفصحى... كي أفسّر للظلال ظلالها! )

    وما أروع تلك القصيدة التي اشتهرت لدرويش
    خاصة حين غناها مارسيل

    أحنُّ إلى خبزِ أمّي
    وقهوةِ أمّي
    ولمسةِ أمّي
    وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
    يوماً على صدرِ يومِ
    وأعشقُ عمري لأنّي
    إذا متُّ
    أخجلُ من دمعِ أمّي

    خذيني، إذا عدتُ يوماً
    وشاحاً لهُدبكْ
    وغطّي عظامي بعشبِ
    تعمّد من طُهرِ كعبكْ
    وشدّي وثاقي..
    بخصلةِ شَعر..
    بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
    عساني أصيرُ إلهاً
    إلهاً أصير..
    إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

    ضعيني، إذا ما رجعتُ
    وقوداً بتنّورِ ناركْ
    وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
    لأني فقدتُ الوقوفَ
    بدونِ صلاةِ نهارِكْ
    هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
    حتّى أُشارِكْ
    صغارَ العصافيرِ
    دربَ الرجوع..
    لعشِّ انتظاركْ..

    هذه القصيدة جابت العالم وصارت نشيدا عالميا للأم وترجمت الي لغات عديدة منها الانجليزية هكذا

    My Mother
    By Mahmoud Darwish

    I long for my mother's bread
    My mother's coffee
    Her touch
    Childhood memories grow up in me
    Day after day
    I must be worth my life
    At the hour of my death
    Worth the tears of my mother.
    And if I come back one day
    Take me as a veil to your eyelashes
    Cover my bones with the grass
    Blessed by your footsteps
    Bind us together
    With a lock of your hair
    With a thread that trails from the back of your dress
    I might become immortal
    Become a God
    If I touch the depths of your heart.
    If I come back
    Use me as wood to feed your fire
    As the clothesline on the roof of your house
    Without your blessing
    I am too weak to stand.
    I am old
    Give me back the star maps of childhood
    So that I
    Along with the swallows
    Can chart the path
    Back to your waiting nest.

    ولايكف الشاعر عن الحنين الي أمه فيكتب

    في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ
    ولا تكفُّ عن السؤالِ:
    أأنت، يا ضيفي، أنا؟
    هل كنتَ في العشرين من عُمري،
    بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،
    وبلا حقائب؟
    كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي
    كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق
    في الأبديِّ...
    (ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي)
    ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟
    فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟
    أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ
    أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو
    وسيمَ الشكل في الكاميرا؟
    أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ
    بالناي القديم وريشة العنقاء؟
    أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟
    قلت: يا هذا، أنا هو أنت
    لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى
    ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ
    من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً...
    ربّما ألقى السلام، وقال لي:
    عُدْ سالماً...
    وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
    ما لا يُرى
    وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ

    ويعود الشاعر فيذكر امه مجددا ولحظة ميلاده

    (وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
    وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
    أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
    غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...)
    ويعود فيجعل القصيدة ذاتها أما
    (كلُّ قصيدة أُمٌّ
    تفتش للسحابة عن أخيها
    قرب بئر الماء:
    "يا ولدي! سأعطيك البديلَ
    فإنني حُبْلى..."/)



    وفي حواره مع صديقه المفكر الفلسطيني الراحل ادوارد سعيدفي قصيدة طباق كانت الأمومة حاضرة بشكل ساحر
    (وأما أنا فحنيني صراع على حاضر
    يمسك الغد من خصيتيه
    ألم تتسلل إلى الأمس
    حين ذهبت إلى البيت
    بيتك في القدس
    في حارة الطالبية؟
    هيأت نفسي لأن أتمدد في تخت أمي
    كما يفعل الطفل حين يخاف أباه
    وحاولت أن أستعيد ولادة نفسي
    وحاولت أن أتحسس جلد الغياب
    ورائحة الصيف من ياسمين الحديقة
    لكنّ ضبع الحقيقة فرّقني
    عن حنين تلفت كاللص حولي
    أخفت؟
    وماذا أخذت؟
    لا أستطيع لقاء الخسارة وجها لوجه
    وقفت على الباب كالمتسوّل
    هل أطلب الإذن من غرباء
    ينامون فوق سريري أنا في زيارة نفسي
    لخمس دقائق
    هل أنحني باحترام
    لسكان حلمي الطفولي
    هل يسألون:
    من السائل الأجنبي الفضولي
    هل أستطيع الكلام عن السلم والحرب
    بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا
    بلا كلمات إضافية
    وبلا جملة اعتراضية
    هل يقولون لي:
    لا مكان لحلمين في مخدع واحد
    لا أنا أو هو
    ولكنه قارئ يتساءل
    عما يقول لنا الشعر في زمن الكارثة
    دم
    ودم
    ودم في بلادك
    باسمي وباسمك
    في زهرة اللوز
    في قشرة الموز
    في لبن الطفل
    في اللون
    في الظل
    في حبة القمح
    في علبة الملح
    قناصة بارعون
    يصيبون أهدافهم بامتياز
    دما
    ودما
    ودما
    هذه الأرض أصغر من دم أبنائها الواقفين
    على عتبات القيامة مثل القرابين
    هل هذه الأرض حقا مباركة
    أم معمّدة بدم
    ودم
    ودم لا تجففه الصلوات
    ولا الرمل
    لا عدّ في صفحات الكتاب المقدس
    يكفي لكي يفرح الشهداء
    بحرية المشي فوق الغمام
    دم في النهار
    دم في الظلام
    دم في الكلام
    يقول: القصيدة قد تستضيف الخسارة
    خيطا من الضوء يلمع في قلب غيتارة
    أو مسيحا على فرس مثخن بالمجاز الجميل
    فليس الجمالي إلا حضور الحقيقي في الشكل.
    في عالم لا سماء له
    تصبح الأرض هاوية
    والقصيدة إحدى هِبات العزاء
    وإحدى صفات الرياح
    جنوبية أو شمالية
    لا تصف ما ترى الكاميرا من جروحك
    واصرخ لتسمع نفسك
    واصرخ لكي تعلم
    أن الحياة على هذه الأرض ممكنة
    فاخترع أملا للكلام
    ابتكر جهة أو سرابا
    يطيل الرجاء
    وغنّ
    فإن الجمالي حرية
    أقول:
    الحياة التي لا تعرّف
    إلا بضد هو الموت
    ليست حياة
    يقول:
    سنحيا
    ولو تركتنا الحياة إلى شأننا
    فلنكن سادة الكلمات
    التي سوف تجعل قراءها خالدين
    على حد تعبير صاحبك الفذ ريتسوس
    وقال: إذا متّ قبلكَ
    أوصيك بالمستحيل)

    والأم حاضرة علي امتداد ديوان درويش بقوة ظاهرة تؤكد فعلا ان من لم يعرف قدر أمه لايمكن ان يعرف قدره أحد

  42.  
  43. #72
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    والأم حاضرة علي امتداد ديوان درويش بقوة ظاهرة تؤكد فعلا ان من لم يعرف قدر أمه لايمكن ان يعرف قدره أحد ..
    سلمت يا صلاح ..

  44.  
  45. #73
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Isam Hussien H مشاهدة المشاركة
    والأم حاضرة علي امتداد ديوان درويش بقوة ظاهرة تؤكد فعلا ان من لم يعرف قدر أمه لايمكن ان يعرف قدره أحد ..
    سلمت يا صلاح ..
    سلم بنانك
    اخي عصام
    توقفت كثيرا عند صورة الأم في شعر درويش والبحث طويل اقتطفت منه ما هو منشور
    وفي جزء لاحق سوف اتحدث عن الأم في شعر امل دنقل
    ايضا

  46.  
  47. #74
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    أمل دنقل جعل الأم شاهدة علي الجريمة وملاذا آمنا للصغار ضد سيوف القتلة في قصيدته ( من أوراق ابو نواس) حيث استعار كعادته من التاريخ شخصية ابو نواس وأمه ليرمز عبرهما لما يريد قوله:

    (نائماً كنتُ جانبَه; وسمعتُ الحرسْ

    يوقظون أبي!..

    - خارجيٌّ؟.

    - أنا.. ؟!

    - مارقٌ؟

    - منْ؟ أنا!!

    صرخَ الطفلُ في صدر أمّي..

    (وأمّيَ محلولةُ الشَّعر واقفةٌ.. في ملابِسها المنزليه)

    - إخرَسوا

    واختبأنا وراءَ الجدارِ،

    - إخرَسوا


    وتسللَ في الحلقِ خيطٌ من الدمِ.
    (كان أبي يُمسكُ الجرحَ،
    يمسكُ قامته.. ومَهابَتَه العائليه!)
    - يا أبي
    - اخرسوا
    وتواريتُ في ثوب أمِّيَ،
    والطِّفلُ في صدرها ما نَبَسْ
    ومَضوا بأبي
    تاركين لنا اليُتم.. متَّشِحاً بالخرَس!!)

    ثم يصور موت والدة ابو نواس في صورة تمزق نياط القلوب بين يدي طفلها

    (... وأمّي خادمةٌ فارسيَّه
    يَتَنَاقَلُ سادتُها قهوةَ الجِنسِ وهي تدير الحَطبْ
    يتبادلُ سادتُها النظراتِ لأردافِها..
    عندما تَنْحني لتُضيءَ اللَّهبْ
    يتندَّر سادتُها الطيِّبون بلهجتِها الأعجميَّه!
    نائماً كنتُ جانبَه، ورأيتُ ملاكَ القُدُسْ
    ينحني، ويُرَبِّتَ وجنَتَها
    وتراخى الذراعانِ عني قليلاً
    قليلا..
    وسارتْ بقلبي قُشَعْريرةُ الصمتِ:
    - أمِّي;
    وعادَ لي الصوتُ!
    - أمِّي;
    وجاوبني الموتُ!
    - أمِّي;
    وعانقتُها.. وبكيتْ!
    وغامَ بي الدَّمعُ حتى احتَبَسْ!!)

    ثم يبحر امل دنقل في ذاكرته فيستخرج واقعة موت اخته وأثرها عليه وعلي امه الحاضرة للوعته التي جعلت فقدها مضاعفا ليصور لنا عذاب الامهات في هذه اللوحة
    (شقيقتي " رجاء " ماتت و هي دون الثالثة .

    ماتت و ما يزال في دولاب أمّي السّري

    صندلها الفضّيّ!

    دارها المشغول ، قرطها ، غطاء رأسها الصّوفيّ

    أرنبها القطنيّ !

    و عندما أدخل بهو بيتنا الصامت

    فلا أراها تمسك الحائط .. علّها تقف !

    أنسى بأنّها ماتت ..

    أقول . ربّما نامت ..

    أدور في الغرف .

    و عندما تسألني أمّي بصوتها الخافت

    أرى الأسى في وجهها الممتقع الباهت

    و أستبين الكارثة !)

  48.  
  49. #75
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    الموت حاضر دوما في قصيدة امل دنقل حتي انه له قصيدة اسمها الموت في لوحات

    مصفوفة حقائبي على رفوف الذاكرة
    و السفر الطويل ..
    يبدأ دون أن تسير القاطرة !
    رسائلي للشمس ..
    تعود دون أن تمسّ !
    رسائلي للأرض ..
    تردّ دون أن تفضّ !
    يميل ظلّي في الغروب دون أن أميل !
    و ها أنا في مقعدي القانط .
    وريقة .. و ريقة .. يسقط عمري من نتيجة الحائط
    و الورق الساقط
    يطفو على بحيرة الذكرى ، فتلتوي دوائرا
    و تختفي .. دائرة .. فدائرة !
    (3)

    عرفتها في عامها الخامس و العشرين

    و الزمن العنّين ..

    ينشب في أحشائها أظفاره الملويّة

    صلّت إلى العذراء ، طوفّت بكلّ صيدليّة

    تقلّبت بين الرجال الخشنين !

    .. و ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !

    .. ما تزال تشتري اللّفائف القطنيّة !

    ... ... ... .. .. ...

    و حين ضاجعت أباها ليلة الرعد

    تفجّرت بالخصب و الوعد

    و اختلجت في طينها بشارة التكوين !

    لكنّها نادت أباها في الصباح ..

    فظلّ صامتا !

    هزّته .. كان ميّتا !!

    (4)

    من شرفتي كنت أراها في صباح العطلة الهاديء

    تنشر في شرفتها على خيوط النور و الغناء

    ثياب طفبيها ، ثياب زوجها الرسميّة الصفراء

    قمصانه المغسولة البيضاء

    تنشر حولها نقاء قلبها الهانيء

    و هي تروح و تجيء

    ... ... ... ... ... ... ...

    و الآن بعد أشهر الصيف الرديء

    رأيتها .. ذابلة العينين و الأعضاء

    تنشر في شرفتها على حبال الصّمت و البكاء

    ثيابها السوداء !
    (5)

    حبيبتي في لحظة الظلام ؛ لحظة التوهّج العذبة

    تصبح بين ساعديّ جثّة رطبه !

    ينكسر الشوق بداخلي ، و تخفت الرغبة

    أموء فوق خدّها

    أضرع فوق نهدها

    أودّ لو أنفذ في مسامّ جلدها

    لكن .. يظلّ بيننا الزجاج .. و الغياب .. و الغربة !

    .. ... ... ... ... .... .. ...

    وذات ليلة ، تكسّرت ما بيننا حواجز الرّهبة

    فاحتضنتني .. بينما نحن نغوص في قرار التربة

    تبعثرت في رأسها شرائح الصورة و النجوم

    و اختلطت في قلبها الأزمنة الهشيم

    لكنّها و هي تناجى

    سمعتها تناديني

    باسم حبيبها الذي قد حطّم اللّعبة

    مخلّفا في قلبها .. ندبة !!

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid