النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: لغز اختفاء عوض حلاوة

     
  1. #1
    عضو مجتهد
    Array الصورة الرمزية ياسر ود النعمة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    113

    لغز اختفاء عوض حلاوة

    القصة الكاملة لإختفاء عوض حلاوة عن الإنظار بود مدني
    يرويها / ياسر ود النعمة

    • عزيزي القارئ أرجو أن لا تستغرب لهذه الجرائم التي وقعت بالفعل بمدينة مدني راح ضحيتها ثلاثة رجال وآخر هو (عوض حلاوة) الأكثر شهرة والمعروف لدى كل الناس في مقدمتهم الراحل الرئيس الأسبق / جعفر نميري والذي زامله كلاعب كرة قدم بنادي الإتحاد مدني وهذه حكاية طويلة سنسردها لكم ضمن قصة لغز إختفاء (عوض حلاوة) الذي لا نعرف حتى كتابة هذه القصة أين هو ؟ .. هل مات مقتولاً كما قالت الشائعات في تلك الفترة ؟ .. وما هي حكايته مع الرئيس الأسبق جعفر نميري عليه رحمة الله ... كانت هناك شائعات كثيرة تقول بأن (عوض حلاوة) مات مقتولاً ودفن (بالأنادي) المعروفة زمان بود مدني .. هناك أقاويل كثيرة عن لغز إختفاء (عوض حلاوة) وإن لم نستطع معرفة مصيره تبقى مصيبتنا أكبر .. من تلك الأقاويل إن الحاجة (زُهرة) صاحبة الدكان الشهير بالقسم الأول جوار منزل الفنان / محمد الأمين قالت إنها شاهدت (عوض حلاوة) في الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة ثم أردفت إنه طايبها وسالمها وقالدها وترورقت عيناه في تلك اللحظة وقالت كنت أريد أن أوجه له أسئلةً كثيرةً لكنه وفي عجالةٍ مقصودةٍ طايبني وقال لي حألتقيك يا حاجة (زُهره) إن شاء الله .. وقد وصل هذا الحديث لأولاده من حاجه (زُهره) شخصيا عليها رحمة الله ورضوانه ... ومن تلك الشائعات أن سمعنا بأن الدكتور الراحل / عمر بليل شاهده وقابله بالحرم النبوي الشريف نفسه وعندما أراد أن ينهض من مكانه لمصافحة (عوض حلاوه) باغته عوض بأنه على عجل من أمره فربّت على كتف الدكتور / عمر بليل وهو جالس ووعده بأن يلتقيه في ذات المكان ثم أختفى من أنظاره وتأسف دكتور / عمر بليل على إنه لم يستطع الحديث معه خاصةً والبلد كلها تسأل عنه وعن لغز إختفائه ... هذه أقاويل وغيرها كثير شاع بمدينة مدني آنذاك فالعم (التوم النمر) صديق عمره ورفيق دربه أكد لنا أن آخر مرة شاهد فيها (عوض حلاوه) عندما جاءه بمكان عمله بالسوق الكبير ومعه شخص أقل منه عمراً عرّف عليه التوم النمر بانه من (رفاعة) وطلب عوض حلاوه من زميله التوم النمر (واحد جنيه فقط) وغادر المكان ... عموماً نحن الآن سنزودكم بلغز إختفاء (عوض حلاوه) وجرائم القتل الثلاثة التي شهدتها مدينة مدني في منتصف السبعينات والثمانينات والتسعينات وهي أخطر جرائم قتل حدثت بالمدينة ولم تعرف الشرطة بكل أقسامها وهيئتها وهيبتها من الذي قتل (علي قريش) ومن الذي قتل (بابكر حاج يوسف أبو الروس) بضاحية الكريبة داخل منزله ليلاً ؟ ومن الذي قتل إبن مدني المعروف (سامي صابون) لم يكن هدفنا نبش الماضي بقدر ما إننا ننظر لإستتباب أمننا ولهيبة شرطتنا ومباحثنا وطمأنينة شعبنا السوداني حتى لا يفقد الثقة فيما بينه وبين الجهات المسئولة عن الأمن الداخلي ... أرجو أن يفهم رجال الشرطة والمباحث الذين ستقع بين راحتيهم هذه القصص أو هذه الجرائم التي وقعت سابقاً بود مدني إن المسألة تهمهم وتفيدهم أكثر من غيرهم طالما إنهم المسؤولون عن أمن المواطن داخل المدن وبالولايات والقرى والكنابي والأسواق وغير ذلك .. أتمنى أن تكون هذه المادة للدراسة بأروقة الأقسام أو الإدارات المختصة ... هذه الجرائم التي وقعت في السنين الماضية المذكورة كانت قد هزّت مدينة ود مدني وتم فيها القبض على الكثير من الشباب خاصةً قصة مقتل (علي قريش) الوافد لمدينة مدني من مدينة (بارا) والذي كان يعمل موظفاً بالسكة الحديد بالإضافة إلى إنتمائه (للإتحاد الإشتراكي) أيام حكومة نميري وأيضاً عمله الفعّال بهيئة الناشئين من أوائل السبعينات .. لقد تم القبض على عددٍ كبيرٍ من شباب مدني خاصةً الذين تربطه بهم علاقات وصداقات وبالأخص الشباب الذين كانوا قد أخذوا معه لقطات مصّورة كانت معلّقة بعنايةٍ في غرفته التي قُتل بها وسط حي الدرجة بود مدني .... إن مقتل (علي قريش) كان قد شغل الناس بصورةٍ مدهشةٍ خاصةً عندما غاب عن العمل ليومين أو ثلاثة وهذه ليست من عاداته حيث كان شغوفاً جداً وهميماً بعمله بالثلاث جهات التي ذكرناها ... هذا الغياب عن العمل لفت أنظار زملائه بالعمل الذين بلّغوا الجهات الرسمية والتي سارعت بإقتحام غرفته التي كان يسكن بها بحي الدرجة فوجدته جثةً هامدة ملقي على سريره وفوق جثته (مخدّات) و(بدرة) ومبالغ مالية من فئة (العشر جنيهات) نثروها على جثته في إشارةٍ واضحةٍ بأنهم قتلوه ما محتاجين لأموال أو يستهدفون سرقة مقره أو غرفته ... بالإضافة إلى ذلك بأن الشرطة وعندما دخلت للغرفة كانت تصدر منها رائحة كريهة أي إن عملية قتله وترك جثته إلى أن تحللت قد مّر عليها يومين تقريباً لكنهم دخلوا إلى الغرفة وبصحبتهم طيب الذكر المرحوم (احمد الطيب شيخ العرب) الذي بادر بالدخول وهذه قصة طويلةً عريضةً وجريمة إكتنفها غموض غريب وراح ضحيتها وسيم الطلعة (علي قريش) دون معرفة القاتل !
    سنحكي لكم عن الأمطار التي هطلت بعد إرتكاب الجريمة والتي أزالت آثار الجناه وكانت أمطار غزيرة وصلت لـ17ملي
    أما قصة مقتل (بابكر حاج يوسف أبو الروس) بضاحية الكريبة فهذه قصة غريبة الأطوار حيث كان الراحل بابكر داخل منزله يغط في نومٍ عميقٍ هو وأسرته وأولاده آمنين فإذا بعدد من الرجال ملثمّين على حد قول مقربين للأسرة أيام الحادثة قفزوا جدار المنزل مقتحمينه وكأنّهم يعرفون الأوضاع داخل المنزل ثم باغتوه بضرباتٍ قاتلةٍ فارق على إثرها الحياة .. ومن يصدق ذلك إن الجناة لازالوا في علم الغيب ولازلنا نتساءل من الذي قتل المرحوم/ بابكر حاج يوسف ابو الروس الذي كان ولفترةٍ طويلةٍ يشغل رئاسة (نادي الرابطة) مدني وهو رجل معروف بمداعباته للناس وليست لديه أي عداوات تصل لحد أن يقتلونه داخل منزله وسط أسرته لكن هذا ما حدث بالفعل أن راح ضحيةً لجناةٍ مجهولين إلى كتابة هذه القصص وبإذن الله نتناول أحداث قتله ضمن هذه السلسلة من جرائم القتل التي كانت أخرها جريمة قتل (سامي صابون) الذي راح هو الآخر قتيل بلا قاتل أو مجني عليه بلا جاني وهي جرائم قتل أشبه بالخيال ولولا ذلك لما فشلت الجهات الأمنية بشرطتها ومباحثها بود مدني بعدم معرفة الجناة لأخطر جرائم قتل كلها حدثت داخل المنازل وفي أكبر الأحياء ..
    ( نحن في منتدى ود مدنى أردنا أن نحّدث الشرطة بهذه الجرائم التي وقعت بود مدني ونريد منهم إجابة واضحة وصريحة هل يُعقل أن يُقتل عدد من المواطنين داخل غرفهم وتفشل الشرطة بكل أدواتها ورجالها بعدم معرفة من الذي قتل هؤلاء ؟
    السلسلة مستمرة ونهدف من خلال سردنا لهذه القصص أن يستفيد الجميع من مثل هذه الحوادث في مقدمة المستفيدين الشرطة بصفةٍ عامةٍ .
    وبإذن الله وبعددنا الإسبوعي القادم سنتناول قصة لغز إختفاء (عوض حلاوه) على حلقات متسلسلة ثم نبدأ بمشيئة الله سرد بقية هذه الجرائم التي إهتّزت على إثرها مدينة مدني ليغرف جيل اليوم حوادث الأمس البعيد . فأبقوا معنا لمطالعة قصة لغز إحتفاء (عوض حلاوه) منذ الثمانينات ألى يومنا هذا وسط حيرة الناس ودهشتهم بود مدني .




    الحلقة الأولى
    • أين المواطن / عوض حلاوه .. هل مات مقتولاً ؟
    • أم مازال بالمدينة المنورة مجاوراً بالحرم على حد قولهم ؟
    • لغز إختفاء (عوض حلاوه) منذ الثمانينات .. من ورائه وهل هذا يُعقل ؟



    يرويها / ياسر ود النعمة
    • في ثمانينات القرن المنصرم كانت الحياة هادئة وجميلة وكان بود مدني مجتمعٍ راقٍ ومتماسكٍ يشّكل نسيج إجتماعي تُضرب به الأمثال .. كانت الجرائم محدودة وفي ذات الوقت غريبة على مجتمع المدينة .. كان الناس يدهشهم لصوص الليل وتخضّهم فرامل العربات الشديدة وعندما يخرجون لمشاهدة ما حدث يجدون إن عربة تاكسي فرملت في (عتود) صغير فيعودون إلى منازلهم وهم في حالة (خُلعّة) من تلك الفرامل ... لم يحسبون في حسبانهم بأن مدينة مدني مقبلة على أنواع مختلفة من الجرائم ..إلى أن بلغنا عام 2010م فتصّدرنا الجريمة بأنواعها ... ماذا حدث في هذا المجتمع السوداني المتماسك ...هل قامت الجهات الحكومية المسئولة عن هذه الرعّية بدراسة هذه الجرائم ... ما هي الأسباب التي أدت لإرتكابها .. هل سألوا أنفسهم عن كيفية وقوع هذه الجرائم التي باتت تتحدث عنها الصحافة كل صباح جديد جريمة جديدة وغريبة ... ماذا دهانا وماذا دهى شرطتنا ومباحثنا وأمننا ؟ متى نتدارس هذه الأمور لمعرفة أسباب وقوع الجرائم وبهذه البشاعة نتحدث بصورةٍ عامةٍ عن مثل هذه الحوادث التي كثرت هذه الأيام وهي جرائم غريبة جداً على مجتمعنا السوداني لذا رأينا أن نلفت أنظار الجهات المسئولة من الأمن الداخلي بالبلاد لنتدارس الأمور لمعرفة الأسباب التي تؤدي لمثل هذه الجرائم من إغتيالات وإغتصابات وغيرها .. هل هي تقع في دائرة الظروف الإقتصادية الراهنة أم إن هناك أسباب أخرى تفشت داخل أوساط المجتمعات أم إنها وافدة من خارج البلاد ؟ .. هناك جرائم إغتصاب حدثت بالفعل بين أبناء عمومة من الجنسين وهذه ظاهرة غريبة وخطيرة حيث كنا في السبعينات يأتمنونا على بنات الجيران في حالة سفر ذووهم خارج المدينة وهذا شيء يسألني عنه الله سبحانه وتعالى أن نادتنا إمرأة جارتنا (ومعي إبن خالي وحدثتنا على أنها مسافرة للخرطوم وتريدنا أن نحرس إبنتها ذات الثمانية عشر عام وقد قبلنا هذه المهمة وهذا التحدي وكنّا ننام خارج الديوان وهي نائمة داخل غرفتها ولم نفكر مجرد تفكير أو سبق أن راودتنا أنفسنا على التعدي عليها لإيماننا القاطع بأن من خان الأمانة أودت به الخيانة ..والحمد لله وإلى أن عادت والدتها كنا في قمّة المسؤولية .
    هكذا كان حالنا فما الذي دهانا وما هي المستجدات .. أدرسوا المشكلة من كل جوانبها حتى نصل لمكمن الخلل .
    • ندخل معكم في الحلقة الأولى لقصة لغز إختفاء (عوض حلاوه) وقبل ذلك كان لابد لنا من أن نحدثكم عن من هو (عوض حلاوه) ... هو رجل وطني في المقام الأول ... ينتمي للحزب الوطني الإتحادي أيام الزعيم الراحل / إسماعيل الأزهري .. قاد المظاهرات كثيراً وإشتهر بإحداث البلبلة في أوساط طلاب المدارس الثانوية خاصةً مدرسة حنتوب الثانوية كان يقصد أن يذهب إلى هناك هو ومجموعته ليحركوا طلاب حنتوب للخروج للشارع العام عندما يستدعي الأمر ذلك .. كان (عوض حلاوة) مشهوراً جداً لدرجة إن الزعيم الأزهري يذكره في خطاباته الرسمية بميدان الحرية .. وعند مؤتمر الخريجين المعروف حَمل (عوض حلاوة) الراحل / أحمد خير المحامي على ظهره وطاف به أرجاء السوق الكبير لساعاتٍ طويلة وشهد له بذلك الكثيرين .. وأذكر ذات مرة حدثني العم إبراهيم سعيد الإتحادي الديمقراطي المعروف بمشاكساته وتصديه لكل ما يمس حزبه .. حدثني عن وطنية (عوض حلاوة) وحدثني عن قوته الخارقة ومناصرته للضعفاء أيام الفتونة ... وحدّثني أيضاً عن ذاك المشهد الذي لايزال بخاطره وعوض حلاوة يحمل (أحمد خير المحامي) على كتفه ويطوف به السوق من أقصاه لأدناه على مرأى الجميع وهذا في حد ذاته دليل واضح يؤكد عظمته وروحه الوطنية الحقة ... وبالرغم من أنه كان يؤرق الشرطة بود مدني كثيراً لكنه وفي ذات الوقت صاحب مواقف مشرفة جداً ... ذات مرة جاء إلى مدينة ود مدني الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وكان يخاطب الناس من ميدان الحرية وكان لابد له من ذكر (عوض حلاوة) متحدثاً عن وطنيته وأدواره التي يلعبها بتحريك الشارع السياسي وعندما ختم الراحل الأزهري خطابه جاءه (عوض حلاوة) وصافحه وحّدثه بأنه يريد أن يعمل بأي وظيفةٍ حكوميةٍ فأصدر الأزهري تعليماته لمسؤول الري آنذاك بأن يلتحق (عوض حلاوة) بوزارة الري فقد كان ذلك وتم تعيينه بالري ونقل إلى الماطوري تقريباً وإستمر في عمله ردحاً من الزمان لكنه لم ينقطع عن مدينة مدني ولا يستطيع الإبتعاد عنها لفتراتٍ طوال .. صديقه ورفيق دربه التوم النمر قال عنه الكثير وعن شهامته فقد حكى لنا بأنهم ذهبوا ذات يوم إلى مدينة أم درمان لمناسبة زواج لعزيزٍ عليهم وبعد أن أدّوا هذا الواجب عادوا من منزل المناسبة في الثالثة صباحاً يقصدون منزل أحد أصدقاء (عوض حلاوة) ليناموا معه ويعودوا اليوم الثاني لود مدني ... فقد جاءوا عن طريق (جامع أم درمان الكبير) وكان خارج سور الجامع عدد من المساكين يغطون في نومٍ عميق وكان البرد قارس فشاهد (عوض حلاوه) أحد هؤلاء قد أتعبه البرد لدرجة أنه (يتراجف ويصيح) فأوقف جماعته بالقرب من هذا المسكين فخلع بدلته وغطاه بها وقال لهم هيّا فقال له التوم النمر : يا عوض فلوسك بالبدلة ... فردّ عليه (عوض حلاوة) قائلا نعم فلوسي بالبدلة لكنني رأيت أن أتركها له حتى يصبح الصباح يشتري بها (شاي ولقيمات ويفطر منها) هكذا كانت طريقة أقوى وأشرس رجل عرفته مدينة مدني منذ الأربعينات حيث كان أشهر من يمشي على المدينة ..
    • (عوض حلاوة) متزوج وله أبناء وبنات لازالوا يتمتعون بعلاقاتٍ طيبةٍ وسط سكان مدينة مدني.
    ومن مغامراته الكثيرة نحكي لكم هذه القصة الحقيقية التي وقعت أحداثها بقهوة الزئبق بالخرطوم... ذات مرة قادته ظروفه للخرطوم وهو يعرفها تماماً ويعرف فتوّاتها واحداً واحداً وكان هذا عُرفاً سائداً في تلك الفترة أن يعرف الفتّوات بعضهم البعض ، ذهب (عوض حلاوة) ناحية (قهوة الزيبق) وجلس على أحد كراسي القهوة وطلب لنفسه شاي .. أثناء جلوسه عرفه بعض الفتوات وقال لزملائه الذين لا يعرفون عوض حلاوة قال لهم هذا الرجل الذي ترونه يُعد أقوى وأشرس فتّوات ود مدني .. فلم يعجبهم الحديث حيث إنهم يعتقدون بأنهم فتّوات لا بعدهم فتّوة فحاولوا ان يدبروا له مكيدة وقد كان ذلك فاتفقوا على أن يلقنونه درساً في الفتونة والقوة لن ينساه فاجتمع عليه عدد من فتوات (قهوة الزيبق) فاشتبكوا معه وتكالبوا عليه وأبرحوه ضرباً بالرغم من مقاومته لهم وبعنفٍ شديدٍ لكن كما يقول المثل (الكثرة غلبت الشجاعة) .. إنتهت هذه المشكلة وعاد عوض حلاوه لود مدني بعد أن وصل خبر هذه المشكلة لكمندان شرطة مديرية الخرطوم (أبارو) الذي اتصل هاتفياً بكمندان شرطة مديرية النيل الأزرق (حامد الفيل) يداعبه بأن فتّوات الخرطوم (بقهوة الزيبق) أثبتوا جدارتهم فهزموا لكم أكبر فتوة بود مدني تتفاخر به المدينة في إشارةٍ واضحةٍ لـ(عوض حلاوة) ... غضب (حامد الفيل) غضباً شديداً وذهب فوراً إلى (مقهى الإستقلال بود مدني) معقل الفتوات فوجدهم كلهم هناك وقال لهم وصلني هاتف من كمندان شرطة مديرية الخرطوم (أبّارو) ... حّدثني بان أخوكم الشرس والقوي (عوض حلاوة) ضُرب (بقهوة الزيبق) بالخرطوم وبتكالبٍ من فتّوات الخرطوم ... وكان عوض حلاوة جالساً معهم يستمع ... وبغضبةٍ شديدةٍ ولهجةٍ حادةٍ قال لهم الكمندان (حامد الفيل) إن لم تذهبوا للخرطوم وتأخذوا ثأركم وتردون إعتباركم من ذات القهوة فسأحّرم عليكم الجلوس بقهوة الإستقلال وأردف لهم بأنه سوف يرسل سيارة بطريقةٍ سريةٍ لتعود بهم من الخرطوم بعد رد الإعتبار مباشرةً ولا مناص من ذلك .. هاجت القهوة التي كان بها (عبد الجبار جبرة) وهو من الأقوياء و(عوض محمد الحسن) أيضاً أحد فتّوات المدينة وعوض حلاوة زعيم الفتوات و(عوض باصبيص) وعبد الوهاب ود سالم الرجل الشرس ونخبةٌ مميزةٌ من فتوات المدينة ... أعلنوا هذا التحدي وهيأوا أنفسهم وأسقوا رواحلهم وتعاهدوا على أن يلحقوا بفتوات الخرطوم هزيمة نكراء ترضي كمندان شرطة مديرية النيل الأزرق (حامد الفيل) الذي ينام ويصحى على تلك الغضبة التي أحدثها فيه زميله (أبّارو) كمندان شرطة مديرية الخرطوم الذي أعدّه إستفزازاً له ... كانت الغيرة على المديريات وعلى مواطنيها بالرغم من إنها مجرد مداعبة لكنها أغضبت (حامد الفيل) كثيراً .... بدأت الإستعدادات للسفر وكان جميع الفتّوات يجلسون بالقهوة وفجأةً دخل عليهم التوم النمر أحد الفتوات والصديق المقّرب من (عوض حلاوة) .. لم يك (التوم النمر) ملماً بما حدث ولم يك يعرف إن الكمندان (حامد الفيل) قد جاءهم بالقهوة لكنه قرأ في وجوههم أمر غير عادي فسرعان ما قال له (عوض حلاوة) : التوم أخوي نحنا ماشين الخرطوم لمناسبة وكل هذه الشلة مسافرة للخرطوم فهيّا معنا ... سأله التوم النمر عن المناسبة وعن صاحب المناسبة حتى يكون على علم ... فرد عليه عوض حلاوة قائلاً له دعك من المناسبة وصاحبها فلابد من أن تسافر معنا وهناك ستعرف كل شيء ... شمّر التوم النمر سواعده ووافق على السفر معهم فركبوا جميعهم في (البص السريع) وذهبوا إلى العاصمة الخرطوم وفور وصولهم إتجهوا ناحية (قهوة الزيبق) وإقتحموا القهوة وطلبوا الشاي والقهوة في إنتظار أوجه مألوفة يعرفها تماماً (عوض حلاوة) .. هنا عرف (التوم النمر) بأن هناك معركة ستدور بعد قليل هكذا حدّثه قلبه ... ثم سرعان ما قال له عوض حلاوة أريدك أن تنهض ناحية ذاك الرجل وتبدأ معه الوهمة وتصفعه صفعةً شديدة على خده وتنسحب سريعاً وتترك الأمر لنا ... كان عوض حلاوة يقصد أحد فتوات (الزيبق) الذي شارك مع المجموعة في الإعتداء والتكالب عليه .
    كان التوم النمر لا يرفض طلباً لصديقه (عوض حلاوة) فنهض ناحية (الفتوه) وقال له : لماذا تناظرني بهذه الطريقة الوقحة ؟ إستغرب الرجل الفتوة على مباغتة التوم النمر له فنهض من مقعده وقال للتوم النمر يا ولد أنا ما ناظرتك ولا أعرفك ولا تعرفني فصفعه (التوم النمر) صفعةً شديدةً وانسحب حسب تعليمات (عوض حلاوة) فطارده الرجل ليصطدم بالفتوه (عبد الجبار جبرة) فنشبت معركة حامية الوطيس بين فتوات (قهوة الزيبق) وفتوات مدني تبادلوا من خلالها اللكمات فتارةً يضرب (عوض حلاوة) وتارةً ثانيةً (عوض محمد الحسن) ثم (عبد الجبار جبرة) ثم (عوض باصبيص) إلى أن ألحقوهم بهزيمةٍ كبيرةٍ ... في هذه الأثناء وصل (كومر البوليس) لمكان المشكلة (بقهوة الزيبق) وكان هناك ضابطاً ضمن قوة الشرطة أجبر عوض حلاوة وفتواته للركوب بالكومر وعندما تأكد من أن الجميع داخل الكومر أمر الشرطي السائق وقال له بالحرف الواحد (مدني طويل) حسب ما أتفق معهم (حامد الفيل) بارسال عربة تقلهم من الخرطوم بعد أخذ الثأر ورد الإعتبار فعادوا إلى مدني وذهبوا لمقهى الإستقلال ووصل الخبر لكمندان شرطة النيل الازرق (حامد الفيل) الذي جاءهم مهنئاً على إسترداد الإعتبار وحفّزهم ثم ذهب إلى مكتبه وإتصل بكمندان مديرية الخرطوم (أبارو) وقال له إذهب (لقهوة الزيبق) لتسعف فتوّات الخرطوم للمستشفى ... إستغرب (أبارو) لحديث (حامد الفيل) لكنه عرف بأن فتوّات مدني قد ألحقوا بفتوات (قهوة الزيبق) هزيمةً نكراء ... هكذا كانت الغيرة على الأوطان الصغيرة حتى من الكمندانات وإن كان فيها نوع من المداعبة . وللأمانة والتاريخ وعلى حد قول الذين عاصروا تلك الفترة إن هناك (فتوّة) من أولاد الجريف غرب ويدعى (النادر) كان هذا النادر قوياً جداً ولا يهاب (الشيطان) ومستعد لمنازلة أكبر عدد من الفتوّات ناهيك عن الرجال العاديين ... ولأن عوض حلاوه قصصه كثيرة ومغامراته مثيرةً ... نشبت بينه وبين (النادر) معركةً خطيرةً في ليلة المولد الأخيرة آنذاك ، هذه المعركة إستمرت لأكثر من ساعتين لكمةً من هنا وأخرى من هناك وصفها (التوم النمر) بمعركة بين (ثورين هاجين) وقال لم يستطع جمعٌ من الناس الحضور أن يفضوا هذه المشكلة خوفاً من أن تصلهم ضربةً قويةً من عوض حلاوه أو من خصمه (النادر) ولما إشتدت المعركة بينهما ولم يتمكن أحدهما من التغّلب على الآخر ولم يتمكن واحداً منهما أن يرمى الثاني على الأرض وبدأ عليهما الإرهاق الشديد فانفضوا لوحدهما وكلٍ ذهب إلى حال سبيله ومن يومها آمن (عوض حلاوه) إيماناً قاطعاً بقوة وشدة فتوّة الجريف (النادر) الذي كان أبيض اللون فارع الطول له بنيةً جثمانيةً قويةً شهد له بها كل فتّوات مدني آنذاك .
    • الحقيقة (عوض حلاوه) كان رجلاً وطنياً حقاً ينتمي للحزب الوطني الإتحادي بزعاماته القديمة وكان له دوره في تلك الحقبة لكنه إبتلى بالمشاكسة والشراسة وهكذا كان حال الفتّوات بود مدني ... وأكثر ما أشتهر به (عوض حلاوه) آنذاك تصديه لقيادة المظاهرات بالشارع العام وكان يدخل في تحدٍ مع قوات الشرطة عندما كانت تقذف المتظاهرين بالهراوات وعلب الغاز المسيّل للدموع فكان (عوض حلاوة) ومن شدة قوته يصبّها بيديه ويعيدها مرةً ثانيةً في وجه الشرطة على حد قول من شاهدوه زمان .. وكان متخصصاً في تحريك طلاب مدرسة حنتوب الثانوية أيام كان طلابها (جعفر نميري) والدكتور (حسن الترابي) وزمرةً من خيرة أبناء الوطن ... يذهب إلى هناك حينما يشعر بأن هناك مظاهرات كبيرة تحّرك فيها الشارع فكان (عوض حلاوة) يذهب إلى حنتوب ويناديهم بإستفزازٍ هكذا (أخرجوا للشارع يا بنات حنتوب) !! فيرتّج المكان وتخرج المدرسة عن بكرة أبيها وتخوض المظاهرات مع بقية الشارع ... كان هذا دور عوض حلاوة الأساسي في تحريك الشارع بود مدني .
    • أمّا قصته مع الرئيس الراحل / جعفر نميري فقد بدأت من نادي الإتحاد الرياضي لكرة القدم بود مدني حيث كانا يلعبان لنفس النادي بداية الخمسينات وكان نميري وللأمانة يتمتع بفنيات ممتازة عكس عوض حلاوة الذي مضى في كشوفات نادي الإتحاد (رجالةً) وعنوةً وليس له فنيات غير إن طريقة لعبه كانت عنيفة جداً ... أستمرا بهذا النادي لعدد من المواسم ... كان (نميري) لاعباً أساسياً بفرقة الإتحاد هذا ماكان لا يرضي عوض حلاوة ويرى إنه الأحق والأجدر بالتيم الأول الذي كان يضم / التوم السيد / مصطفى كرار / إبراهيم كرار / محمد كرار / أحمد عبد الله / ابرهومه الكبير / الرشيد محمد علي / عبده سانتو وعدد مقدّر من نجوم تلك الفترة ... كان مدرب النادي يضع التيم الأول ويكتب على السبورة كالآتي .... أولاد كرار .. التوم السيد / عبده سانتو / جعفر محمد نميري / ابراهومه الكبير إلى آخر القائمة ... ثم يأتي (عوض حلاوه) وكأنه قد ضمن إسمه بقائمة اللاعبين الذين يشكلون التيم الأول الذي سيخوض المباراة المعلنة فيطالع السبورة جيدّاً وعندما لا يجد إسمه بالقائمة يقوم بمسح إسم (جعفر نميري) (بالبشاورة) ويكتب مكانه (عوض حلاوه) ويرتدي الشعار بالقوة ويلعب تلك المباراة المعلنة .. هكذا بدأ العداء بين (جعفر نميري) و(عوض حلاوه) من داخل أروقة نادي الإتحاد ثم أكمل نميري فترته بحنتوب الثانوية بعد إمتحانات الشهادة السودانية وذهب إلى الخرطوم فالتحق بالكلية الحربية وأيضاً لعب لنادي المريخ العاصمي وبعدها تخرّج ضابطاً بالقوات المسلحة وإنقطعت سيرته عن مدينة مدني نهائياً بالرغم من إن والده ووالدته كانا بود مدني (بحي ود أزرق) ولازال منزلهم بحي دردق كما هو ... ويقال إنه ورثة لأبناء محمد نميري ... بعد هذا الغياب الطويل للضابط جعفر نميري عن مدينة مدني لم تسمع المدينة عن أخباره ومضى مثله مثل أي إنسان عادي إلى أن جاء إنقلاب (25) مايو الذي كان بقيادته فاستلم السلطة وقد سجل زياراته لود مدني والتقى بأصدقائه وزملاء كرة القدم وكان ملّماً بكل صغيرةٍ وكبيرةٍ عن أهالي مدني في مقدمتهم عدوّه اللدود (عوض حلاوه) الذي ظل في ذاكرته منذ فترة لعبه بنادي الإتحاد .... في إحدى زياراته لود مدني يقال والعهدة على القائل بأن نميري إلتقاه بإستاد الكرة بود مدني ومنحه (كُشك) جوار مستشفى مدني ليتعايش منه وقد يكون هذا الحديث صحيحاً جداً .. لكن هناك أقاويل كثيرة متداولة بين الناس أيام حكم نميري بأن (عوض حلاوه) كان ضد حكم نميري وكان يعايره علناً إلى أن وصل هذا الحديث لمسامع نميري عن طريق (جهاز الأمن القومي) لكنه فضّل الصمت ولم يتخذ نميري إي إجراء ضد (عوض حلاوه) وهذه حكاية طويلة عريضة ستطالعونها في الحلقة الثانية .


    يتبع ....












    التعديل الأخير تم بواسطة moh_alnour ; 12-10-2011 الساعة 02:24 AM
    اتحزموا السبح الطوال .. اللوح درق .. أرجونا فوق طرف الجبال مٌشهادنا نفزع مجدنا
  2.  
  3. #2
    فخر المنتديات
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    مدني مواليد ودزرق السكن حالياً مايوطرف قرب مظلة خالده
    المشاركات
    7,533

    ياسر ودالنعمه متعك الله بالصحة والعافية سرد جميل ونحن متابعين لك ولي علاقه قوية باسرة عوض حلاوة هم جيراني بحي مايو كما معي الان بمدينة الرياض الاخ عثمان محمد احمد ونطلق عليه عثمان حلاوه واشقاه امين حلاوه والهادي حلاوه وحتى ابنه نطلق عليه احمد حلاوه وللمعلومية بان حلاوه هي جدتهم وكما زكر استاذنا عمر سعيد النور في كتاباته عن مشاهير المدينة بان الحاجه حلاوه من اشهر النساء بزنك النسوان في مدني وحكى لي الاخ عثمان بان ابناء الحاجه حلاوه يوم خلقو مشكله مع ااولاد احد الاشخاص ومشى يشتكي لوالدهم بان قال له يا عم حلاوه اولادك عملوا وعملوا وفي تلك اللحظه غضب والدهم وامر اولاده بضرب الرجل مره ثانية بسبب مناداته بعم حلاوه ظانا منه انه يريد ان يستهزاء ......... كنت دائما امر علي العم التوم نمر ومعه العم عباس كبوش وكنت عندما امر بالبرنده التي يجلس فيها العم التوم النمر وهو معلق تلك الكتابات الجميلة

    التي يكتبها ومنها مقولته الشهيره
    الدنيا مدرسه .... واستاذها الظروف
    وفصولها المجتمع ... وقلمها الامل
    وحبرها الدموع .... وكتابها حياة الانسان

    اخي الكريم كما زكرت بان كان الزمان غير الزمان حيث كانت بنات الجيران تحت حماية ابناء الجيران فلك التحية اخي الكريم وواصل دون انقطاع واحب افيدك بان خالي الفاضل ادريس عليه رحمة الله كان من ضمن الفتوات الذين خاضوا معركة قهوة الزيبق وهو معروف حيث كان يقود عربة السينما القديمة في القسم الاول وكان يضع قلاده حديدية علي يديه كانها علامة القوه وكان صديقا لكل من المرحومين حسن وحسين توته نعم مدني ثره برجالاتها وبقصصها الجميلة

    اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
    احذر مقاربة اللئام فإنه****ينبيك عنهم في الأمور مجرب
    قوم إذا أيسرت كانوا إخوة****وإذا تربت تفرقوا وتجنبوا

    اصبر على ريب الزمان فإنه****بالصبر تدرك كل ما تتطلب
    ***********************************
    إني صحبت الناس ما لهـم عـدد --- وكنت أحسب إني قد ملأت يـدي
    لمـا بلـوت أخلائـي وجدتـهـم ---- كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد


  4.  
  5. #3
    عضو فضي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    جنب الماوس
    المشاركات
    2,569

    أحييك أخى ود النعمة على حلاوة السرد وتلقائيته

    سنتابع بشغف ما تروى لنا من أحداث فهذا تاريخ لا بد من معرفته ومعرفة اسباب ماحدث من جرائم قتل مروعة.

    سنغوص معك فى التفاصيل والملابسات التى لازمت تلك الأحداث وسنسأل ونستنتج دون ان نحدث خللاً فى تسلسل السرد.

    واصل ..

    رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ


  6.  
  7. #4
    عضو ذهبي
    Array
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    ام درمان
    المشاركات
    5,100

    سرد شيق ورائع اخي ياسر
    بانتظار الحلقة الثانية
    ومتابعين ان شاءالله

    أيقنت مؤخراً بأن القلق لن يمنع عني ما سيحمله الغد ...
    لكنه سيسرق بجرأة " راحة اليوم"
    فاجتهدت أن أحاربه بكل ما أوتيت من قوة
    و الله المستعااااان
  8.  
  9. #5
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية بدر الدين محمد
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    ود مدني حي المدنيين الجامع
    المشاركات
    3,210

    عاصرت فترة علي قريش وكنا نراه دائما على موتر منطلق في شارع الجامع وفجأة سمعنا بالخبر الذي اثر فينا كثيرا
    سردك جميل ويجعل القارئ يتابع بشغف
    والمعلومات جديدة على الكثير مننا

    واصل

    أحببت ذا الخلق العظيم
    نورا وعلما وصراطا مستقيم
    وهو تياري وحزبي وإمامي والزعيم
    فله التعصب (كله) والانحياز
  10.  
  11. #6
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية zahid
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,026

    أخي الكريم أرجو منك أن تكبر الخط حتى نستطيع القراءة ...لقد لمست فينا وتراً حساساً فعوض حلاوة هو جدي.

  12.  
  13. #7
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية بابكر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    الدولة
    مدنى
    المشاركات
    2,431

    لقد كنا صغارا , وسمعنا عن عوض حلاوه كثيرا !!!

    التعديل الأخير تم بواسطة بابكر ; 10-10-2011 الساعة 09:09 AM
    [/COLOR][/SIZE][/B][/I]
  14.  
  15. #8
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية عنكوليب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ام درمان - حي الروضي
    المشاركات
    2,376

    تحياتي
    في العام 1990 م كنا في زيارة للقاهرة برفقة الوالد للعلاج
    وكان والدنا من أصدقاء الراحل المقيم / جعفر نميري ( رحمه الله ) ،، وفي
    يوم كنا برفقة الريس ومعنا الوالد ( رحمه الله ) والوالدة وكلهم من أصل ودمدني
    فاذا بي اسمع الريس والوالدة وهم يقولون : داك مش عوض حلاوة ؟
    فنادوا عليه بصوت مرتفع ،، فالتفت الى مصدر الصوت وتأكد من انه
    هو المقصود ،،، ورأى من ينادونه ،، وتوارى عن انظارنا في لمحة
    بصر ،،، وضربتنا الدهشة ،،، ولكن كان هناك من يفهم ماحدث ،،!!!

  16.  
  17. #9
    عضو مجتهد
    Array الصورة الرمزية ياسر ود النعمة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    113

    • قصة لغز إختفاء عوض حلاوة ... بود مدني من وراء ذلك ؟
    • وهل لجهاز الأمن القومي أيام حكم نميري ضلعاً في ذلك ؟
    الحلقة الثانية
    يرويها / ياسر ود النعمة
    • ولأن عوض حلاوة كان قد عُرف وأشتهر بمشاكساته الكثيرة في مدينة مدني (بالأنادي) وبالحلة الجديدة ومقاهي السوق الكبير وهي الأماكن التي إعتاد أن يترّدد عليها فكلّما حدثت مشكلة طرفها (عوض) يصل الخبر إلى شرطة مديرية النيل الأزرق فتتكون قوة من الشرطة بها ثمانية إلى عشر عساكر مفتولي العضلات يعرفهم (عوض حلاوة) جيداً .. فعندما يداهمون المكان ويراهم (حلاوة) يلتفت ناحيتهم ويقول لهم : (إنتو الشرطة بتاعت مدني دي مافيها عساكر غيركم ؟؟ طواالي إنتو جايين تقبضوني ... أنا هرقل ... ما عوض حلاوه) !! يضحك رجال الشرطة لحديث عوض ثم يذهب معهم بدون أي مقاومة أو عنف وبعد أن يتّخذون معه الإجراء اللازم يطلقون سراحه وهذا المشهد يتكرر إسبوعياً إن لم يكن يومياً !!
    هذه ملامح مبسطة عن مسيرة أقوى وأشرس رجل عرفته مدينة مدني منذ بداية الخمسينات وأيضاً يُعد من الوطنيين الذين يُشار اليهم بخطابات زعامات الحزب الوطني الإتحادي آنذاك .
    *****
    • لغز إختفاء عوض حلاوة عن المدينة *
    • في الثمانينات ... وفجأةً إختفى (عوض حلاوه) عن الأنظار وعن أسرته التي بحثت عنه كثيراً فلم تجده وكثرت الأقاويل وتعددت الأراء .. فهناك من يقول إن عوض حلاوة مات مقتولاً ودُفن بالأنادى الشئ الذي إستدعى الشرطة بأن تقوم بآلياتها بحفر المكان في مساحةٍ واسعةٍ لكنهم لم يجدوا جثته .. أقاويل كثيرة قد تضاربت .. فهناك من يقول إن أمن نميري وراء لغز إختفائه وتصفيته جسدياً وهذه قد تكون الأرجح لهذه الأسباب : في بداية (نميري) وبعد تنفيذ إنقلاب عام 1969م (25مايو) بشهور حضر نميري إلى ود مدني وبرفقته كل مجلس قيادة إنقلاب مايو وأقاموا لقاءاً جماهيرياً بميدان الحرية وكان لقاءاً حاشداً من حيث الجمهرة وكانت الجماهير شغوفة برؤية منفذي الإنقلاب في مقدمتهم (جعفر محمد نميري) وكان هناك أمناً كبيراً يغطي هذه الرحلة ثم بدأ الإحتفال بكلماتٍ من المسؤولين بود مدني يهنئون فيها كل مجلس قيادة إنقلاب مايو في مقدمتهم (جعفر نميري) في هذا الأثناء وصل (عوض حلاوة) إلى ميدان الحرية ونظر ناحية قيادات مايو وألحقهم بإساءاتٍ بالغةٍ خاصةً ما لحق بالرئيس الأسبق المرحوم (جعفر محمد نميري) وقبل أن يواصل (عوض حلاوة) الكيل بالمكيال الكبير لأعضاء مجلس قيادة إنقلاب (25) مايو تصدى له رجال أمن الدولة للقبض عليه فبدأ في مصارعتهم بتحدٍ وهو في حالة هيجان شديد لكنهم وبأسلحتهم التي أشهروها في وجهه إستطاعوا أن يمسكونه ويدخلونه في إحدى سيارات جهاز الأمن وهو لازال يصيح ويسئ فأمرهم نميري بأن يتركوه لحال سبيله بشرط أن يخرج من ميدان الحرية مكان الإحتفال فخرج غاضباً وكأنه يعيد في شريطٍ قديمٍ مع زميله نميري أبان تلك الفترة بنادي الإتحاد مدني ... إنتهى لقاء مجلس قيادة إنقلاب مايو وغادروا إلى الخرطوم وفي نفس نميري شيء من تصرفات (عوض حلاوة) ... لكنه عندما عاود للزيارة لمدينة ود مدني سأل أقرب الناس إليه عن أخبار (عوض حلاوة) وعن ظروفه المعيشية فأجابوه بأنه في حاجةٍ إلى مساعدة سيادتكم ... كان نميري في إحتفال بإستاد ود مدني وأصدر أوامره لأحد رجال الأمن الكبار بأن يأتوه بـ(عوض حلاوة) فوراً ... ذهبوا وبسرعةٍ تفوق حد الوصف وجاءوا به للرئيس نميري فصافحه وطايبه وقال له : يا أخي (عوض) نريد أن نقّدم لك أي مساعدة تعينك على مسيرة حياتك المعيشية اليومية فطلب عوض من الرئيس نميري بأنه بحاجةٍ إلى (كُشك) يترّزق منه فسرعان ما أصدر أوامره بمنحه (الكُشك) فوراً وقد كان ذلك أن تسّلم تصديق لكُشك جوار مستشفى ود مدني وأعتقد إن هناك مبلغ مالي منحه له الرئيس نميري لإقامة هذا الكُشك .
    • مرت الأيام والشهور والسنين وكانت حياته تسير بطريقةٍ عاديةٍ بعد ذلك الحافز الذي ناله من رئيس الجمهورية آنذاك لكنه وبعد إن إختفى فجأةً وفي ظروفٍ يكتنفها غموض غريب بمرور سنوات كثيرة من هدية نميري بدأ الناس يعيدون شريط عداءاته لنميري وكلٍ يفسر مسألة منحه (الكُشك) بأنها كانت للتغطية ليس إلاّ !! ثم بدأ الحديث يتناقل ... والكل يسأل أين (عوض حلاوة) ؟ كيف غاب الرجل الدهشة عن أنظار الناس وهو الذي يجوب شوارع مدني يقف مع هذا ويتحدّث لذاك وهكذا ... كان إختفاءه في الثمانينات ونميري على قمة السلطة شيء غريب أزعج أسرته ثم شغل سكان مدني الذين كانوا يتحدثّون عنه وعن قوتّه وشهامته وكان أغلب الناس يرمون التهمة في (الأمن القومي) الذي كان أمناً قوياً وخطيراً !! ودائماً ما يربطون قصة لغز إختفاءه بمعاداته لنميري منذ أن تزاملا بفريق كرة القدم بنادي الإتحاد بود مدني أيام كان نميري طالباً بمدرسة حنتوب الثانوية وتارةً يتذكرون الإساءة والسباب والشتيمة التي قذف بها كل مجلس قيادة مايو وكان يقصد (جعفر نميري) مباشرةً ... عموماً حدثت البلاغات من أسرته بمركز الشرطة بود مدني على أمل أن يجدوا خيطاً يدلهم على مكان والدهم ... لكن إتهام ناس مدني للأمن القومي كان قائماً وكانوا يرجّحون ذلك ... لكنهم وفي ذات الوقت تتغير آراءهم ومفاهيمهم عندما تتوالى الأخبار ... فالعم (التوم النمر) يقول آخر مرةً شاهدت فيها (عوض حلاوة) في الثمانينات فقد جاءني بمحل عملي ومعه شاب من رفاعه عرّفني به وبمدينته وطلب مني (واحد جنيه فقط) فأعطيته ثم غادرا المكان دون أن يوضحون لي وجهتهم تلك كانت آخر مرةً أشاهد فيها صديقي (عوض حلاوة) ... وتارةً نسمع بأن حاجه (زُهره) صاحبة أشهر بقالة بود مدني بالقسم اللأول تقول إنها قابلت (عوض حلاوة) بالحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة وقالدها وسالمها وطايبها وفرح بمقابلتها حتى ترورقت عيناه بالدموع وكأنه قد عاد لود مدني ... ثم كادت أن توجه له أسئلةً كثيرةً تدور في خلدها .. كادت أن تقول له بأن إختفاءك شغل مدينة مدني وأسرتك لكنه باغتها سريعاً ووعدها وعداً قاطعاً أن يقابلها مرةً ثانيةً داخل الحرم ومضى لحال سبيله وهي في حالة دهشة إلى أن غادرت المملكة العربية السعودية عائدةً إلى مدني فعند وصولها أكدّت بأنها قابلته وسالمته وحدّثت أهله وعّم الخبر كل مدينة مدني رحم الله (الحاجة زُهره) وأسكنها فسيح جناته ... تمر الشهور والسنين ولازال لغز إختفاء (عوض حلاوة) يحّير الناس ويزيدهم حيرةً ودهشةً ... ذات مرةٍ جاء الدكتور (عمر بليل) إختصاصي أمراض وجراحة الكلى إلى ود مدني عائداً من الأراضي المقدسة وقد ذكر لمقربين إليه بأنه شاهد بأم عينه (عوض حلاوة) داخل الحرم النبوي الشريف وناداه ... وقال حاولت أن أنهض لمصافحته فسندني بيده على أن لا أنهض واقفاً وتسالمنا كثيراً ولم يمهلني بأن أواصل معه الحديث والأسئلة عن فترة غيابه ثم مضى وقال لي سنتقابل هنا بإذن الله يا دكتور وكأنه وعلى حد قول دكتور (عمر بليل) لا يريد أو يرغب في مقابلة أي إنسان وينتابك إحساس بإنه إنسان يريد أن يجاور الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
    • أقاويل متضاربة وكأنها مرتبةً من جهةٍ ما للتضليل ويشعر الإنسان بأن هناك عمل أمني معقد في تقديرنا ومدروساً تماماً في تقدير الجهات ناشرت الأقاويل والله يعلم !!
    • ومن ضمن هذه الأقاويل كان حديث الشارع أيضاً يقول بأن (عوض حلاوة) مات مقتولاً وغدروا به ودفنوه في أحد بيوت الحلة الجديدة بود مدني ... ولا ندري من نصدق ولا ندري أين مكمن الحقيقة ... ولا ندري من وراء لغز إختفائه من أنظار ناس مدني ... لكن هناك من أجزموا إنه ضحية (أمن حكومة نميري القومي) وفي الحلقة الثالثة سنتناول حكايته مع الأمن القومي .

    اتحزموا السبح الطوال .. اللوح درق .. أرجونا فوق طرف الجبال مٌشهادنا نفزع مجدنا
  18.  
  19. #10
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية moh_alnour
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    جدة - السعودية
    المشاركات
    7,687

    الأستاذ : ياسر ود النعمة
    مرحب بك في بيتك و الذي تأخر دخولك إليه و أنت تملك هذه المَلكة من السرد القصصي
    الممزوج بالتشويق و عبق التاريخ لشخوص ظلت حاضرة بقوة في أذهان أهل ود مدني
    حقيقي شدني عنوان البوست فدخلت سريعا ً و ذلك لأن العنوان حمل أسم شخص ظلت حياته
    كلها حكايات و أساطير سمعنا بها منذ أن وعت عقولنا معرفة الأسماء و الأعلام و المعالم
    و أيضا ً ما شدني للبوست هو اللغز الذي ظل محيرا ً للجميع عن أختفاء ذلك الرجل الأسطوري
    و بحكم أني أحد الذين أنتسبوا لوزارة الري العتيقة لقرابة العشر سنوات فقد كانت حكاية العم
    عوض حلاوة تثير في نفسي الكثير من الفضول
    و كغيري من الأشخاص فقد رسخت في ذهني سابقا ً حكاية أن جهاز الأمن في عهد الرئيس ( جعفر نميري )
    ( طيب الله ثراه ) كان وراء إغتيال ( عوض حلاوة ) و قد كُنت في حاجة لسماع الروايات التي تتعلق بهذه الحكاية
    و أرجو أن تعذرني فقبل أن أقرأ مشاركة الأخ ( زاهد ) قمت بتعديل حجم الخط للبوست
    حتى أتمكن من قراءة البوست بإرتياح فلك العُتبى حتى ترضى
    واصل السرد و ستجدنا إن شاء الله من المداومين على هذا البوست

    إننا نحب الورد رغم الأشواك التي تعانقه وهكذا الحياة
    abu ze yazan

    جزيرة الفيل الأصالة و العراقة
  20.  
  21. #11
    عضو مجتهد
    Array الصورة الرمزية ياسر ود النعمة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    113

    الحلقة الثالثة والأخيرة
    حكاية عوض حلاوة مع أمن نميري القومي
    يرويها / ياسر ود النعمة
    * قلنا في الحلقة السابقة إن لغز إختفاء (عوض حلاوة) كان وراءه تقريباً (الأمن القومي بحكومة نميري) للأسباب التالية :
    أولاً : العداء الذي كان قد إفتعله (عوض حلاوه) أيام كان لاعباً وزميلاً للرئيس الراحل (جعفر نميري) بفريق كرة القدم بنادي الإتحاد ود مدني وبالرغم من إختلاف خاناتهم داخل الملعب حدث العداء الشديد فنميري كان يلعب في وسط الملعب و (عوض حلاوة) جناح أيمن حافي القدمين كعادته ولكن حظوظه في تشكيلة الفريق كانت الأضعف حيث كان نادي الإتحاد يضم في تشكيلة الفريق الأول ... التوم السيد / مصطفى كرار / إبراهيم كرار / محمد كرار / هاشم ضيف الله / عصمت معني / عابدين عبد الرحمن(جلد) / ابرهومة / أحمد العباس المحامي / (عابدين حاج مختار وهو حارس المرمى الأول بنادي الإتحاد) .. ثم أحمد عبد الله اللاّعب الفذ / وكابتن دقشم
    لكن وعندما يتم إختيار الفريق الأول لأي مباراةٍ معلنةٍ من قبل المدرب تُكتب التشكيلةُ في (السبورة) داخل مباني النادي .. ذات مرةٍ جاء عوض حلاوة ليطالع الفريق الأول الذي سيخوض مباراةً معلنةً فتابع ومرّ على كل الأسماء فلم يجد إسمه وكان نميري من ضمن التشكيلة التي ستبدأ نلك المباراة فسرعان ما ذهب عوض حلاوه وأمسك (بالبشاورةِِ) ومسح إسم (جعفر نميري) وكتب مكانه (عوض حلاوه) وإرتدى فانلة الإتحاد عنوةً ولعب تلك المباراة وأصبح نميري خارج التشكيلة ومن هنا إشتد وطيس العداء فيما بينهما ... دار الزمان دورته وغادر (نميري) مدينة مدني للإتحاق بالكلية الحربية وقد كان ذلك أن إلتحق بالكلية الحربية وفي ذات الوقت تم تسجيله (بنادي المريخ العاصمي) لفنياته العالية وغاب عن (مدينة ود مدني) كثيراً وتدرّج في الرتب العسكرية إلى أن أصبح عقيداً .. ثم كان ضمن قائمة الضباط الأحرار الذين إستولوا على السلطة بالبلاد في (25) مايو 1969م وتقلدوا زمام الأمور .

    عباس باركليز
    ذات مرةٍ جاء الرئيس الراحل / جعفر نميري إلى مدينة مدني فور الإنقلاب بثلاث أو أربع أشهر ويصحبه مجلس قيادة إنقلاب مايو بأكمله وكان له لقاءاً حاشداً بميدان الحرية وسط السوق الكبير .. بدأ هذا الإحتفال وسط جمهرةً كبيرةً من أبناء مدني الذين توافدوا صوب هذا الميدان يريدون مشاهدة (جعفر نميري) ومجلس قيادة مايو ... بدأ الحفل وبدأت كلمات الترحيب والتأييد للقائد الملهم كما كانوا يقولون لنميري آنذاك .. في غمرة هذا الفرح داخل ميدان الحرية وصل (عوض حلاوة) هائجاً فارتّج المكان ولفت الأنظار .. ووقف يتأمل في الرئيس نميري ومجلس قيادة مايو بعدها رمقهم بنظرةٍ حادةٍ وبدأ صوته يعلو بالسباب للرئيس نميري ولأعضاء مجلسه فاندهش الحضور لجرأة (عوض حلاوة) الذي (شتم الرئيس نميري) ومن معه على مسامع تلك الجماهير فسرعان ما إنقّض عليه رجال (أمن نميري) ليقبضونه فدخل معهم في صراعٍ شديدٍ لفت نظر الرئيس الراحل نميري الذي أمر رجال الأمن بأن لا يمسونه بسوءٍ وأن يطلقون سراحه بشرط أن لا يدخل (ميدان الحرية) إلى نهاية ذاك اللقاء الجماهيري الذي كاد (عوض حلاوة) أن يفسده ... كان نميري مستغرباً في (عوض حلاوة) زميله بنادي الإتحاد وتربطهم علائق كبيرة ... إنتهى هذا الحفل وعاد نميري ومجلس قيادته للخرطوم وبعد فترةٍ طويلة عاد نميري لود مدني لإحتفالٍ كبيرٍ بإستاد ود مدني .. وصل نميري للإستاد بصحبة وفدٍ حكوميٍ وأمنيٍ كبيرٍ وعندما صعدوا في المقصورة وجلس الرئيس ثم جلس الوفد المصاحب له ثم رجال الأمن الذين كانوا يشكلون كثرةً بالوفد المرافق لنميري وبعد أن تمت ضيافتهم دعا نميري أحد رجال أمنه وقال له : أريدك وعلى جناح السرعة أن تأتيني بالأخ (عوض حلاوة) ضروري جداً .. بعد هذه الأوامر إستعان رجل الأمن بأحد رجال الأمن بود مدني وذهبا إلى عدة أماكن إلى أن إستطاعا إلتقائه وحدّثاه بأن نميري يريد أن يلتقيه داخل الإٍستاد فذهب معهم وصعد إلى المقصورة فنهض نميري لمصافحته وأجلسه بجانبه وتحدث إليه ثم قال له (يا عوض حلاوة) يا أخي أريد أن أقدم لك مساعدة لتسيير حياتك المعيشية للعشرة التي كانت بيننا .. فرح (عوض حلاوة) وشكر نميري على هذا الشئ فسأله نميري ماذا تحتاج يا عوض ؟ فأجابه بأنه يحتاج لمنزل يسكنه ولكشك يترزّق منه فأوفى له نميري في أقرب وقت ممكن لكل مطلوباته ... كان الرئيس الراحل نميري يريد أن يؤكد لـ(عوض حلاوة) قيمة العلاقة الكروية التي ربطت بينهما بنادي الإتحاد مدني وفي ذات الوقت يريد أن يتكافى شروره وهو يعرفه جيدّاً .. وهذا لا يعني أن نميري كان يهاب (عوض حلاوة) بل العكس فنميري كان قوياً وشجاعاً لا يهاب أي إنسان أيام كان طالباً بمدرسة حنتوب الثانوية ولا يهاب أياً من فتّوات مدني آنذاك ... أما فيما يختص بلغز إختفاء (عوض حلاوة) على أن ورائه (الأمن القومي بحكومة نميري) فقد يستبعدها الكثيرين لما كان يقدمه نميري لزميله (عوض حلاوة) حتى وبعد أن حدثت الإنتفاضة وغادر نميري السلطة ومكث بمصر وعاد للسودان سأله نفرٌ كريمٌ من مدينة مدني عن لغز إختفاء (عوض حلاوة) ووجهوا له هذه التهمة بأن وراءها الأمن القومي ووراءها (أنت شخصياً) هذا هو حديث الناس الذي يدور بود مدني فنفى نميري هذه التهمة وقال ليس له علاقة ولا أمنه بهذا اللغز ولو كنت أريد أن أمسّه بسوءٍ كنت قد قبضت عليه عندما أساءني وأساء كل المجلس بميدان الحرية فأمرت الأمن بأن يطلق سراحه لعلائق كبيرة تربطني به بنادي الإتحاد مدني وفي السوق الكبير وفي ود أزرق الحي الذي سكنت فيه وهو ليس ببعيدٍ من سكن (عوض حلاوة) الذي كان يسكن بمربع (11) عموماً كان هذا إتهام كبير لأمن نميري الذي نفاه جملةً وتفصيلاً .


    ازهري عوض حلاوة - شبل من اسد
    • من يصدق بأن (عوض حلاوة) حيٌ يرزق وهذا ما أكدته الحاجة (زُهره) والراحل دكتور (عمر بليل) وآخر ... شاهدوه بالحرم النبوي الشريف وسالمهم و طايبهم وعندما أرادوا أن يسألونه عن سر وجوده بالحرم وإختفاءه عن مدينة مدني وأهله تحايل عليهم ووعدهم بأن يلتقيهم بذات الحرم وكأنه أراد أن يجاور الرسول عليه الصلاة والسلام .
    وإذا كان (عوض حلاوة) قد مات فعلاً فقبره سيكون بالمدينة المنورة التي شُوهد فيها كثيراً ولو عاد للسودان من هناك لكان قد إلتقى أولاً بأهل بيته وأولاده .
    اللهم أرحم عوض حلاوة إن كان حياً أو ميتاً .
    ونؤكد للقراء خاصةً ناس مدني الذين يعرفونه تماماً وقد تابعوا لغز إختفاءه منذ الثمانينات إلى كتابة هذه السلسلة بأن عوض حلاوة شُوهد بالمدينة المنورة داخل الحرم النبوي الشريف من الذين ذكرناهم آنفاً وقد قالوا ذلك قبل أن يرحلوا عن هذه الدنيا ... إذاً عوض حلاوة إما حيٌ يرزق هناك إما توفي بالمدينة المنورة في مجاورته لأفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالحرم النبوي الشريف .. وإن كان هناك رجل أمن عمل بجهاز أمن نميري وعاصر تلك الفترة ويعرف شيء من هذا القبيل فاليترجل ويحدثنا إن كان عوض حلاوة قد تمت تصفيته من قبل هذا الجهاز خاصةً ونميري قد سلم الوديعة لصاحب الودائع ورحل عن هذه الدنيا الفانية عليه رحمة الله وغفرانه.
    وإنتهت حكاية لغز إختفاء عوض حلاوة ،،،
    اعزائي اعضاء المنتدي (لن يتطور السودان الا بثقافة الانسان)



    ملحوظة :
    في كتاباتنا المستمرة عبر المنتدى سنتناول أخطر قصص إغتيال حدثت بمدينة ود مدني في سنينٍ مضت وفي ظروف يكتنفها شئ من الغموض وهي لبعض الاشخاص المشاهيرفي مقدمتهم لغز إغتيال (علي قريش) فمن الذي قتله ... تابع معنا في كتابنا القادم قصة أخطر ثلاثة جرائم قتل شهدتها مدينة ود مدني وراح ضحيتها نفرٌكريم من أبنائها الاوفياء



    التوم نمر

    التعديل الأخير تم بواسطة ياسر ود النعمة ; 18-10-2011 الساعة 01:07 AM
    اتحزموا السبح الطوال .. اللوح درق .. أرجونا فوق طرف الجبال مٌشهادنا نفزع مجدنا
  22.  
  23. #12
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية moh_alnour
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    جدة - السعودية
    المشاركات
    7,687

    الأستاذ : ياسر ود النعمة
    تحياتي
    كُنت في أشد الإشتياق لكي أراك و أن تواصل من جديد في الكتابة في هذا البوست و من ثم
    فك طلاسم قضية العم ( عوض حلاوة ) و لكن خاب ظني لأن الحلقة الثالثة لم تأتي بجديد يُذكر
    فكل ما ورد فيها كان قد ذُكر آنفا ً
    و نترحم معك على العم ( عوض حلاوة ) إن كان حيا ً أو ميتا ً فالرحمة تجوز على الحي و الميت
    و أتفق مع ما ذهبت إليه بخصوص الرئيس الراحل ( جعفر محمد نميري ) و الذي لم يُعرف عنه
    الخوف أو الجبن حتى مع خصومه السياسيين و الذي أعدمهم على مرى و مسمع من الجميع
    و الرجل ( أي نميري ) يشهد له الجميع بتحليه بأخلاق الفُرسان و أخلاق مصنع الرجال و عرين الأبطال
    فلا أعتقد بأن العم ( عوض حلاوة ) كان يُشكل مصدر قلق للرئيس ( نميري )
    خاصة بعد أن إجتمعت له السُلطة مع قوة الشخصية و الإقدام لكي يقوم بتصفيته بهذه الطريقة
    و قد ذكر الرئيس نميري قبل وفاته عبر برنامج ( مراجعات ) بفضائية النيل الأزرق بأنه غير نادم
    على إعدام الأستاذ ( محمود محمد طه ) و لو كان حيا ً لأعدمه مرة أخرى
    و في هذا تأكيد على أن أخلاق نميري لن تسمح له بتصفية العم ( عوض حلاوة ) بهذه الطريقة
    و لا أعتقد بأن أخلاق العسكر ( خاصة في عهد نميري ) تحمل الحقد و الضغائن للمواطنين العُزل
    لكي يحمل الرئيس ( نميري ) على العم ( عوض حلاوة ) كل هذه الضغائن على مدار هذه السنوات من أجل مباراة في كرة القدم
    فأن أميل للرواية التي تقول بأن العم ( عوض حلاوة ) أختار مجاورة الرسول الكريم علية أفضل الصلاة و التسليم
    خاصة و أن أحد الروايات وردت على لسان دكتور الكُلى ( عمر بليل ) و الذي يشهد الجميع على حُسن أخلاقه العامة و المهنية
    تحياتي مجددا ً أستاذ ياسر و د النعمة و نحن في إنتظار بقية الحكايات عن الجرائم التي هزت المدينة
    و أعتقد بأن من أشهرها قصة ( عباس باركليز ) و التي عُرفت بقضية بنك باركليز ( بنك الخرطوم اليوم )
    نتمنى ألا تطول الغيبة مرة أخرى

    إننا نحب الورد رغم الأشواك التي تعانقه وهكذا الحياة
    abu ze yazan

    جزيرة الفيل الأصالة و العراقة

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid