فجر التاسع من سبتمبر يفرك جبين السماء في خمول لتشرق شمسه فاترة مرهقة التفاصيل .. وكأنها
آتية من رحم غيب سحيق.. "هـــــــــاهـ .. توبــــــــــــاه" أول صوت فجراوي تكاد أن تفلت أطرافه من
مسامعنا لولاء الهدوء الذي يسود المكان وقلة عمرانه وانعدام الحيوان فندرك أنه طابور العساكر لرفع
تمام الصباح .. المكان قصي جداً والرياح لا تحمل سوى أصوات جوفاء تعج بخوائها المتداخل ..
قاتمة هذه الزنزانة التي زججنا فيها كأي تالف متاع، متعفنة رائحة هوائها، رغم متانة بنيانها إلا أن
به الكثير من النشاز وكأن الذي بناها كان في حالة عدم رضا عن الذات .. بؤس ملامح العساكر يدعو
أحياناً للشفقة، ملابسهم رثة باهتة اللون يتثاءبون في فتور أعمق من فتور شروق شمس يومهم ..
((يتـبــــع...))
المفضلات