أفادت أبحاث جديدة أن قضاء أوقات طويلة على الإنترنت له تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية على الأطفال والمراهقين.
وقد خصصت مجلة "علم النفس التطوري" المتخصصة الصادرة عن جمعية علم النفس الأميركية (APA) قسما بعددها الأخير لهذه القضايا ضم عدة دراسات، أصدرت خلاصتها الأسبوع الماضي، ونشرتها شبكات "نيوزوايز" و"يوريك أليرت" وغيرها.
أضرار وفوائد
وتقدر الدراسات أن ما بين 75 و90% من المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون الشبكة الدولية لأغراض متعددة كاستكشاف وتصفح المواقع، أو إرسال وقراءة البريد الإلكتروني، أو تبادل الرسائل اللحظية، أو زيارة غرف الدردشة الإلكترونية, وتتفاوت التأثيرات بين ممارسات تلحق الأذى الذاتي لدى بعض المراهقين والتحسن في الأداء الأكاديمي والوعي الصحي لدى بعض آخر منهم.
وينوه الدكتور باتريشيا غرينفيلد والدكتور زينغ يان، المحرران المشاركان لهذا العدد الخاص من المجلة بأن الهدف الرئيسي للتراكم البحثي –حول الموضوع- هو استكشاف وإظهار الجوانب الجيدة والسيئة للإنترنت فيما يتعلق بالأطفال.
قضايا واهتمامات
وفي سلسلة من ستة مقالات درس باحثون رئيسيون السلوك الاعتيادي في غرف الدردشة الإلكترونية واستخدام لوحات الرسائل (message boards) من قبل المراهقين الذين يوقعون الأذى بأنفسهم، وكذلك استخدامات الإنترنت لتحسين الإنجاز الأكاديمي للمراهقين المحدودي الدخل ولتقديم معلومات صحية في البلاد النامية.
الدكتور زينغ يان الباحث بجامعة ولاية نيويورك يتناول أهمية المرحلة العمرية في فهم الجوانب الاجتماعية والتقنية للإنترنت, أما الدكتور سابرامنيام وزملاؤه فيحاولون تفسير توجه المراهقين إلى الإفصاح عن هوياتهم وتوجهاتهم الجنسية بشكل يختلف في البيئات المراقبة عنه في البيئات غير المراقبة, بينما يبحث الدكتور كاسل وزملاؤه كيف ينبئ استخدام اللغة والأنماط اللغوية للمراهقين على الإنترنت عن الشخصيات القيادية بينهم. "
خلصت متابعة لـ140 طفلا أميركيا دامت سنتين إلى أن من استخدموا الإنترنت حققوا درجات أعلى في القراءة ومجموع درجات أعلى مقارنة بالأقل استخداما للإنترنت
"
إيذاء الذات
ومن أجل فهم الدور الذي تلعبه الشبكة الدولية في الربط بين المراهقين المهمشين ونشر السلوكيات الضارة بالذات، قام فريق بحث من جامعة كورنيل -بقيادة الدكتورة جانيس هويتلوك- باستكشاف الدور الذي تلعبه ألواح الرسائل في تشكيل جماعات متمركزة حول ممارسات مؤذية للذات.
والسلوك المؤذي للذات يقصد به عموما مجموعة سلوكيات يهدف من خلالها الفرد إلى إيقاع الضرر بجسده بدون نية واضحة للانتحار.
وراقب الباحثون 406 من ألواح الرسائل لاستجلاء كيف يتحصل المراهقون على معلومات متصلة بالسلوك المؤذي للذات ويتبادلونها بينهم, ووجدوا أن المراهقات بين سن 14 و20 عاما أكثر استخداما وزيارة لمصادرها.
وتظهر نتائج الدراسات أن التفاعلات عبر الإنترنت تتيح دعما اجتماعيا هاما للمراهقين المنعزلين، لكن هذه الوسيلة تؤدي إلى تطبيع وتشجيع السلوك المؤذي للذات، ويمكن أن تضيف سلوكيات مهلكة إلى شريحة قائمة فعلا من المراهقين الذين يوقعون الأذى بأنفسهم، وآخرين باحثين عن خيارات هوية, كما تتيح ألواح الرسائل وسيلة قوية للتعارف بين المراهقين الذين يؤذون أنفسهم.
وسيلة تعليم
تتيح الشبكة الدولية أيضا وسيلة تعليم جيدة للتجمعات السكانية المحرومة, فقد درس باحثون من جامعة ميشيغن التأثيرات الإيجابية لإتاحة الإنترنت في المنازل على أداء الطلاب الفقراء أكاديميا، خصوصا الأطفال والمراهقين الأميركيين الأفارقة, وتابعوا لسنتين عينة من 140 طفلا أعمارهم بين 10 و18 عاما، من ذوي الدخل المحدود ويستخدمون الإنترنت بمتوسط 30 دقيقة يوميا، لدراسة أثر الإنترنت على أدائهم الأكاديمي.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين استخدموا الإنترنت حققوا درجات أعلى في القراءة ومجموع درجات أعلى، بعد 16 شهرا من بدء المشروع مقارنة بالأقل استخداما للإنترنت, لكن دون تأثير على أداء الأطفال في الرياضيات
المفضلات