ذلك بان يشتغل ويجمع اموالا للاقامة ويعود بها حتى يصبح اغترابه رسميا . وكما نصح اصحاب المكاتب بانه لا توجد فيز جاهزة وان وجدت فهي تحتاج لاموال كثيرة لاطاقة لكم بها .
بعد عدة ايام قضاها الاخوين في الخرطوم عادا وجواز الخزين معد للسفر .. عاد الى القرية وودع والديه .. واخواته .. واتجه الى بورتسودان للسفر عبر البحر الى جدة لاداء العمره والبحث عن عمل ,..
وصل الخزين الى جده وفي الاول استضافه زملاؤه العزاب في بيتهم وعاش الايام الاولى يبحث عن عمل ويعاني من العطاله .. وكل ما اشتغل في مكان ما تفاجا بمهاجمة شرطة الجوازات وفي كل مره كانت تنجيه اقدامه من الترحيل الاجباري ..
تمت عدة شهور جمع خلالها الخزين مبلغا معظمه من الدروس الخاصة لانها هي الوسيلة الوحيدة للعمل التي ابعدته عن شرطة الجوازات بعد ان عاش تقشفا ادخر المبلغ لشراء الفيزا . ولكن للاسف قدمه الى مكتب احد النصابين ليختفي المبلغ .. ويعود ويبدا من جديد .. حياة المطاردة وعدم الشعور بالامان جعلت الخزين يندم على الاغتراب وتعلقه به .. ولكن كيف يعود وهو قد اصبح الحلم الوحيد لوالديه ..
ولكن اهتدى الى فكره اخرى وهي انه يغري اخاه حمد بالاغتراب على ان يعود هو الى القرية .. ولكن ليحصل هذا الشئ لا بد ان يعمل على ان تكون الغربة جاذبة ومغرية جدا لاخيه حمد .. وفي ذات الوقت عليه ان يجتهد ويجمع اموالا يخصصها للعودة والهدايا بالاضافة الى مبلغ يمكن اخاه حمد من القدوم الى الغربة بدلا عنه ..
وفعلا اجتهد عدة شهور يجمع في الاموال ويشتري في الهدايا وخص نفسه بملابس جميلة وفخمة حتى يعطي اخاه حمد انطباعا بانه كان ينعم بالعز بالاضافة الى القصص الجميلة التي ظل زمننا يؤلفها لتجعل لعاب حمد يسيل للغربة ..
المفضلات