النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الصمــــــــــــــت ام البــــــــــــــــــــــــــــــوح

     
  1. #1
    عضو مجتهد
    Array الصورة الرمزية القلب الطيب
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    مدني الســـــــــــوريبة
    المشاركات
    152

    الصمــــــــــــــت ام البــــــــــــــــــــــــــــــوح

    الصمت أم البوح




    أيهما أفضل للمرء أن يبوح بحزنه ، وشجنه ، وألمه للآخرين بكل طيبه ،ووداعه أم أن يصمت ويكتم صرخته الموجوعة بداخله حتى لا يأسى ويندم ؟
    سؤال صعب ، ومعادلة حرجه .. لأن لكل اختيار تبعاته ، وآثاره ، ومسبباته .. وما بين الصمت والبوح ، أو البوح والصمت .. تمضي رحله الحياة بأفراحها وأتراحها ، وابتسامتها ودموعها .....


    الصمت ......
    أحيانا يحتاج الإنسان في لحظات شفافة إلى الصمت مع الذات ، والتوحد مع النفس ، والى سماع صوته الداخلي ، ومراجعه ماضيه وحاضره ومستقبله ..
    إن الصمت فيه صخب أحيانا ، وهو بمثابة التفكير بصوت عال لأن الصمت مزرعة خصبه تنمو فيها كل الأفكار والتأملات ، وكما قال " تشيكوف " :" الصمت هو أحد فنون المحادثة " كما أن أفضل وسيله لإسعاد الآخرين هو الاستماع إليهم ، والصمت يكون أحيانا اعتراف وأحيانا أخرى أفضل تعبير عن الاحتقار ، والإنسان الناجح هو الذي يعرف بالضبط متى يصمت ، وأجد أني شخصيا أؤثر الصمت كلما شعرت بالقرب من إنسان حميم وغال ، أحبه بصدق ، وأوده بعمق لأن أبلغ حديث هو الصمت في الحب .. ويكفي أن يكون الإنسان بالقرب ممن يحب سواء تحدث معه أو نظر إليه أو استمع إلى حديثه ، أو استغرق في تفكيره ، وسواء اتجه إليه بفكره أو إلى أي موضوع آخر .
    فالصمت هو الكلمة ، وفي الصمت نجد التأمل والتفكير والتفكر وفيه يأتي إلينا الآخرون ، ونراهم بشكل أوضح ، ونحبهم بشكل أعمق وأصدق ، ونتواصل معهم ومع جرحهم ، فالأميرة " أند رو " وهي من أحفاد الملكة " فكتوريا " ولدت صماء لا تسمع أبدا ، وتوقع الجميع لها حياه العنوسة ، فمن الذي سيتزوج امرأة صماء ، ولكن الذي حدث أن أميرا يونانيا وقع في حب الأميرة الصماء وتزوجها ، وكانت النتيجة أنها حملت الجنسية اليونانية ، وغيرت اسمها من " أليس " إلى " أند رو " الذي أصبح يحمله الأمير الصغير ، وهذه الأميرة الصماء التي وقعت في الحب مع الأمير اليوناني ، لزواجها قصه طريفة ، فعندما وقعت في الحب مع الأمير اليوناني ، وذهب الأمير ليخطبها قال له والدها :
    هل تعرف أنها صماء ؟
    أجاب الأمير : نعم .
    الأب : ولكن يابني إنها لن تسمعك أبدا وأنت تحدثها عن الحب .
    الأمير : سأراه في عينيها ، وستراه في عيني ، ولغة العيون لا تكذب ، وهي أبلغ من كل الكلام .
    إن للصمت هنا لغته الخاصة ، وكأنها يفهمها رغم الصمت ، وعبر الصمت ،أو كأنهما اكتشفا لغة تخصهما وحدهما .
    وعاشت الأميرة الصماء ، حياه رائعة مع زوجها وأنجبت منه الأبناء ، وظلت مخلصه له بعد وفاته ، حتى ماتت عن عمر يناهز الرابعة والثمانين ، وقبل أن تموت قالت :
    " عشت حياه سعيدة لأنني حرمت نعمه السمع ، وهكذا لم أسمع ما يؤلمني أبدا " .
    والصمت كما يقول : "شارل ديجول " " هو السلاح القاطع للقوه " كما أن المثل الاسكندنافي يقول لك تحدث قليلا مع غيرك ، وكثيرا مع نفسك ، كما أننا نختار الصمت أحيانا حينما نجد قلوب أحبتنا جوفاء ، ففي قصه أمريكية قصيرة قالت الزوجة لزوجها المشغول عنها بعمله ، وطموحه ، حينما سألها :
    لماذا تنفقين وقتا طويلا كل مساء في كتابه " مذكراتك " فأجابته :
    حين تعجز الزوجة عن الكلام مع زوجها فإنها " تتكلم " مع الورق .
    وقد عجزت عن الكلام معك منذ فتره طويلة ، وافتقدت اهتمامك ، وعطفك ، ومشاركتك لي في مشاعري ، وعواطفي ، فبدأت " أتكلم " مع الورق ،و سأستمر في ذلك تجنبا للوحدة النفسية .. وللجنون .








    البوح ......

    الكلمة الرقيقة سهله ، وبسيطة ، ولكن صداها عميق ومؤثر ، لكن مشكله البشر أنهم يحاولون إخفاء مشاعرهم الطيبة أكثر من إخفاء مشاعرهم العدوانية و أؤمن أن الكلمة الجارحة توازي أحيانا إطلاق رصاصه فنحن نستطيع أن نجرح الآخرين ، ونستطيع أكثر الاعتذار إليهم ، لكننا لا نستطيع أبدا أن نزيل الجرح أو محوه من مشاعرهم وقلوبهم ...و أجد أني اسأل نفسي بمرارة وحزن ، :
    كم يستغرق من الوقت ، وكم يكلف من الجهد أن نعبر للآخرين عن مشاعرنا الإيجابية تجاههم ؟
    ومتى نطلق طيور المحبة المسجونة خلف قضبان الصمت ، قبل أن نندم ، بعد رحيلهم أو فراقهم ؟
    ومتى نردد بحب ، وشوق ، وتوق ، وذوق مع الشاعر العربي :" البهاء زهير ":
    خبأت لكم حديثا في فؤادي لأتحفكم به عند التلاقي
    لكن في الجانب الآخر، والضفة الأخرى .. من البوح ، نجد إننا في كثير من الأحيان والأوقات نشعر بحاجتنا لأن نقول أشياء نؤمن بها ، فنحن حين نتألم نصبح أكثر جرأه ، أكثر صدقا ، أكثر قسوة حتى على أنفسنا ، فنحن لا نصدق ألا مع من نحب ، ولا نواجه ألا من نحب بالحقيقة ، كما أننا لا نتعامل مع الآخرين بحسب نواياهم ، بل من خلال حديثهم ، وأعمالهم ، والفيلسوف " سقراط " قال ذات يوم لأحد تلامذته :" تكلم حتى أراك " . أي لكي أعرف شخصيتك الحقيقية من خلال أفكارك ، وأفهمك ، وألتمس لك العذر فلا بد لك من الحديث والتواصل .
    والإنسان لا يثمر ولا ينجح حينما يعجز عن البوح ، ففي رواية " الطاعون " للكاتب الجزائري المولد والفرنسي الجنسية :" البير كامي " كان هناك موظف بسيط يدعى " جو زيف غران " قال ذات مره عبارة جميلة للطبيب " ريو " :" آه .. يا دكتور ، بودي لو أتعلم كيف أعبر عن أفكاري " وحينما رحلت عنه زوجته التي يحبها كثيرا ، قال جمله في غاية الصدق والعمق، والألم والندم :" كنا متفاهمين دون كلام ما ، كنا متحابين ، ولكن الحب لا يستمر دائما ، كان علي في لحظه من اللحظات أن أجد الكلمات التي كانت جديرة باستبقائها ، ولكني لم أستطع ".
    والقائد الفرنسي " نابليون " أثر عنه قوله :" أنا أضعف من أن أكتم آلامي الشخصية ، وأحتفظ بها لنفسي وحدي " .
    وفي مسرحيه الأديب الفرنسي " البير كامي " والتي بعنوان :" سؤ التفاهم " عاد الابن المهاجر بعد غيبه طويلة إلى بلدته ، وأقام في الفندق المهجور الذي تملكه أمه وأخته ، فلم يتعرفا عليه ، وفضل ألا يصارحهما بشخصيته في اليوم الأول من إقامته ليستمتع بالمفاجأة التي يعد لهما بعد قليل ، لكن النتيجة المأساوية أن قتلته أمه وشقيقته دون أن يعرفا شخصيته ، ليسرقاه لأن الفندق مهجور ، والمدينة صغيرة مخربة ، ولخص الأديب الفرنسي ، أزمة الشقاء الإنساني كلها في عبارة واحدة وهي :
    " لو أن كلمة واحدة قد قيلت لما وقعت الجريمة ، لكن أحدا لم يقلها " .
    وشقاء البشر ينتج أحيانا بسبب عجزهم عن النطق بكلمات بسيطة ، أو بسبب تفضيل البعض لأن يغلف نفسه بالصمت والغموض .
    وكم من كلمة لو قيلت لتغيرت أشياء كثيرة كثيرة في حياتنا ...
    ولأصبح البعيد قريبا ، والغريب حبيبا ، والعدو صديقا .
    وكم من كلمة لو لم تقال ، لتغيرت أشياء كثيرة كثيرة في حياتنا ...
    ولأصبح البعيد قريبا ، والغريب حبيبا ، والعدو صديقا .



    مع تحيات الشيخ ابراهيم ود الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــوريبة

    القلب الطيب قلب حنين قلب قريب قلب كبير زي البحر لما بيوفي ولما بيدي بيدي كثير
    ولا عمره بينقص ولا عمره بيخلص دايما مليان مليان بالخير ولا عمره بيقسى ولا يعرف ينسى دايما بيسامح بيسامح من غير تفكير ده القلب الطيب الطيب القلب الطيب
    ود الــــــــــــسوريــــــــبــــــــــــة:
  2.  
  3. #2
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية سواااح
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    مدني - الدرجة الاولي
    المشاركات
    7,978

    القلب الطيب ..

    الحياة مدرسة منها نتعلم
    ولكن بمقابل واحيانا يكون
    الثمن باهظا جداً
    لذا يجب علينا مزج خبرتنا
    وكل ما اكتسبناه من معارف
    وعلوم وغيرها لنتجاوز الصعاب..

    دمــــــــــــــــت ،،

    العقول الصغيرة تناقش في الأشخاص،

    والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء،

    أما العقول الكبيرة .. فإنها تناقش في المبادئ !!


المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid