قاقرين والجابر أبدعا في الميدان وخارجه
الأمية والجهل وقلة الوعي والثقافة، هي أسباب رئيسة في تخلف كرة القدم السودانية لقد شاهدنا تصرفات لاعبينا المحترفين بثقافتهم الضحلة في مجابهة المتغيرات الرياضية بما فيها الاحتراف والتعامل مع أجهزة الإعلام المختلفة وغبرها.
معظم اللاعبين المحترفين السودانيين غير مؤهلين إعلامياً عندما يتم استضافتهم في القنوات الفضائية التي تبحث عن سبق إعلامي وتوجه لهم أسئلة من قبل مقدم البرنامج يتعثروا في تركيب جملة مفيدة وأيضاً عدم مقدرتهم على تسجيل حضور مميز في مؤتمر صحافي أو مناقشة قضية شائكة تخصهم شخصيا أو تخص الكرة السودانية أو تمس أنديتهم.
إدارات الأندية لم تعطي حيزاً من الجهد لتثقيف لاعبيها المحترفين على أقل تقدير في كيفية التعامل مع الأجهزة الإعلامية المرئية عندما تداهمهم عدسات المصورين التي تبحث عن سبق إعلامي وللأسف الشديد إتحاد كرة القدم يعاني من المحسوبية ويفتقد إلى الحياد كما يفتقد في نفس الوقت إلى الأدوات الإدارية ولذلك عجز عن تثقيف الأندية التي لا تزال تنهل من وعاء الجهل والعشوائية ولم يقم بدور فعال في تنوير الأندية واللاعبين المحترفين بالنظام الأساسي ولائحة الإحتراف ولائحة العقوبات ولائحة المسابقات والبطولات، ولائحة وكلاء لاعبي كرة القدم، من خلال شرح نصوصها وتوضيح تطبيقاتها، بعقد ورش عمل دورية للمسؤولين واللاعبين بغرض تعريفهم بحقوقهم والتزاماتهم ما لهم وما عليهم.
الكرة السودانية تحتاج اللجوء إلى بيوت قانونية وخبرات رياضية أدراية للرقي بمستوى الكرة لتواكب التطور في عالم كرة القدم (وما اقتحم الجهل مجالا إلا أفقده هويته وهدم بناءه ) ولذلك يجب على إتحاد كرة القدم اتخاذ إجراءات عملية تساعد في محو الأمية القانونية لدى الأندية واللاعبين، للحد من الصراعات والأزمات المتواصلة التي تحدث عادة بين الأندية والإتحاد ولجانه.
الإحتراف لدينا ينقصه الكثير فالإداري هاوي واللاعب المحترف يفتقد إلى أدوات الاحتراف مما أحدث واقعاً له الكثير من السلبيات بعدم التطبيق الصحيح لذلك أصبحت ثقافة اللاعب القانونية ضرورية في عصر الاحتراف وترتبط بعطائه داخل الميدان وخارجه وأيضاً باتت شيئا مهماً جداً للإداري ومطلباً ضرورياً.
اللاعب المحترف السوداني لا يدرك أن عمره في الملاعب قصير وعندما يترك الملاعب ليس لديه مصدر رزق غير كرة القدم مما يجعله يعاني كثيراً من العزلة الاجتماعية وظروف الحياة المعيشية الصعبة جداً التي تشهدها البلاد خصوصا إذا لم تكن لديه وظيفة كبيرة تدر عليه دخلاً ثابتا أو لديه بزنس خاص عن طريق شهرته مهد له الطريق في إدارة أعماله أو مسلحا بالعلم والثقافة والمعرفة التامة بكل تفاصيل كرة القدم الحديثة التي تتيح له العمل الإحترافي في إدارات الأندية والعمل في القنوات الفضائية الرياضية في مجال التحليل الرياضي وغيره.
وسط هذا الزخم تفوق بعض اللاعبين في المستطيل الأخضر وخارجه وعلى سبي المثال كابتن الهلال والفريق القومي الأسبق (الرمح الملتهب) المهاجم الضارب السفير الدكتور حيدر حسن حاج الصديق الشهير بعلي قاقرين وأيضاً كابتن الهلال والمنتخب السعودي اللاعب الأسطورة سامي الجابر الذي يشغل منصب مدير الكرة بالنادي والآن يدير الفريق فنياً بعد إقالة مدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون وربما يرحل من النادي بعد تلقيه عرضاً مغرياً يسيل له اللعاب من قنوات الجزيرة الرياضية للتفرغ لتحليل مباريات الدوري الفرنسي بعد حصول القنوات على حقوق نقلها وبثها حصرياً والعرض ويتضمن مرتبا شهريا كبيرا إلى جانب ابتعاثه لفرنسا للانخراط في دورة باللغة الفرنسية قبل بدء منافسات الدوري مع تفريغ كامل للتحليل وإقامة دائمة له ولأسرته طيلة مدة العقد الجدير بالذكر أن سامي يتحدث عدة لغات.
يا ترى هل سنشاهد في ملاعبنا لاعبين مثل على قاقرين وسامي الجابر اللذان أبدعا في الميدان وخارجه.
المفضلات