النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: شيطان السياسة وضياع الوطن ....

     
  1. #1
    عضو مجتهد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    138

    شيطان السياسة وضياع الوطن ....

    شيطان السياسة وضياع الوطن ....
    انطفأ حريق أبو كرشولا الظاهري ، وبقيت صور الحريق في مخيلة كل سوداني عايش واقع الحدث من المنطقة نفسها ، أو عايش الحدث عبر وسائل الإعلام ، بشقيها حكومة ومعارضة ، واستعد أهالي المنطقة للرجوع إلى منطقتهم ، ومنهم من فقد الأب ، أو الابن أو البنت ، ومنهم من فقد ماله ، وتخربت دياره ، وتيتم الأطفال ، وترملت النساء ، وفي خاطر كل طفل عاش لوعة الهجوم على المنطقة ، وصوت المدافع والراجمات أو قل حتى الأسلحة الخفيفة التي لم يتعود على سماعها ، وعاش لوعة الخروج من بيته ليبدأ رحلة المجهول إلى حيث لا يدري .
    انطفأ الحريق الخارجي بعد أن عاش السودان أياما مظلمة في تاريخه المعاصر ، وهو يجتر الذكريات ، وتزداد نيران الحريق الداخلي يوما بعد يوم ، فبعد أيام سيعبر مواطني المنطقة إلى منطقتهم ، وسيتجولون بسوقهم وديارهم ، ليجدوا الخراب في السوق ، وليجدوا الخراب في البيوت ، وربما وجدوا أن بيوتهم قد ، دُمرت ، وهدمت ، وليجتر أبناء المنطقة على وجه الخصوص ذكريات الماضي وهم يتجولون بديارهم وسوقهم ، ليرون آثار الدمار ، وليرون آثار من فقدوهم بهذه المنطقة الآمنة ، التي لا تعرف القتال والاقتتال ، وليجتر أبناء هذه المنطقة ويتذكرون أن من فعل بهم هذا هو السوداني ابن السودان ، وليس عدوا خارجيا ، وليس من دولة خارجية ، فهو أخوهم السوداني ، وهو أخوهم المسلم ، يتذكر أبناء أبو كرشولا شهداءهم الذين مضوا إلى ربهم ، ونحسبهم من الشهداء إتباعا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ رواهُ أبو داود، والنَّسائيُّ، وغيرهما، وصححه الألباني –رحم الله الجميع- في صحيح الترغيب والترهيب: 1411
    مرت الأيام وأنا أتابع الأحداث ، والأمر الجلل ، وأتابع تصريحات الفرقاء حكومة ومعارضة ، لينتشي من انتشى بدخول قوات الجبهة الثورية الى ابو كرشولا ، ولينتشي من انتشى بخروج قوات الجبهة الثورية من ابو كرشولا ،وكلاهما واصفا ذلك بالتحرير ، ولتقول المعارضة بأنها انسحبت من المنطقة ،،، لتفسد على الجانب الحكومي ، ومؤيدي الحكومة نشوة الانتصار كما يسمونه ، أو يدعونه ، وبين هؤلاء وأولئك يلوك الشعب السوداني المرارة ، على من فقد من بنيه ، ويعيش المرارة على ضياع من ضاع ، وليعيش المرارة على فقدان وقت الزراعة ، وليعيش المرارة على أبنائه المفقودين ، ومهما كان الانتماء ، فيجب أن يكون للسودان ، ومهما كان الانتماء فيجب أن يكون في مصلحة هذا البلد الأبي وشعبه الجسور .
    دخلت الجبهة الثورية إلى أبو كرشولا ،لتوصل رسالتها إلى الحكومة ولتحقق مكاسب على الأرض ، ولتقول للحكومة بأنها قادرة على اجتياح الخرطوم ، ودخولها نهارا جهارا ، وان قواتها قد تم تسليحها تسليحا ، يوازي تسليح القوات الحكومية ، وان لها سندا داخل المنطقة ، ومهما كانت النتائج والأهداف والمحصلة التي سعت لها هذه القوات ، ومهما بلغت من تحقيقها وحتى ولو 100% ، فان النتائج السلبية التي حصلت عليها من اجتياحها لهذه المنطقة لا توازي ربع ما حصلت عليه ، من الخسائر من جراء هذا العمل غير المدروس ، سواء كان من الناحية العسكرية ، أو من الناحية الاجتماعية ، أو النفسية .
    إن بلوغ المجد على جثث وأجساد المواطنين الأبرياء الآمنين أمر لا يحتمل ، وإن إيصال الرسائل عبر المزيد من الدماء ، والمزيد من التهجير والتدمير للمواطنين الآمنين ، لأمر جلل وخطير ، وأن السياسة التي تبيح قتل المسلم لأخيه المسلم لأمر ترتعد له الأرض والسماء ، وأن ساسة الجبهة الثورية الذين اختطوا ورسموا هذا المنهج ، فإنهم يرسمون خريطة أخرى للسودان تذهب به إلى الوراء سنين عددا ، وان كانت الإنقاذ قد أخرت الشعب ( 50 عاما ) فإنهم بأعمالهم هذه يؤخرونه ( 500 عام ) وأنهم وإن قدر الله لهم حكم السودان سيكونون أفشل من حكم ، لأن معطيات الاقتصاد والسياسة قد انحدرت إلى الوراء ، وأن مقومات الحياة الكريمة ستنعدم أكثر مما عليه الآن .
    الحكومة ممثلة في المؤتمر الوطني ، ورئيسها الفريق عمر البشير ، مارس نفس النهج، وسار على نفس الدرب ، مبتهجا ومحتفلا وراقصا بالانتصار على قوات الجبهة الثورية ، التي بقيت بمنطقة أبو كرشولا لفترة ليست بالقصيرة ، وانه ابتهج بنصره على خصومه من المعارضة ، ناسيا نفس ما قلت أنين المرضى ، وبكاء الثكالى ، وناسيا مواساة الأرامل ، والمفقودين ، ومعلنا الحرب مرة ثانية ، بالا تفاوض مع الخونة والمارقين ، ومعلنا بان الجيش السوداني قادر على بسط الأمن والأمان في كل ربوع السودان .
    على الساسة بكل طوائفهم ، حكومة ومعارضة التحلي بروح الوطنية ، فالمواطن السوداني ليست سلعة للبيع والشراء ، وتقديم العروض عليها من الحكومة أو المعارضة ، والشعب السوداني ليس مشروعا لتقديم العروض عليه ، ليفوز صاحب السعر الأعلى ، والشعب السوداني ليس لوحة ليفوز بها صاحب التعليق الأجمل ، والشعب السوداني يعلم ويقرأ التاريخ جيداً ، وسيلفظكم جميعا ، وليقول لكم بأنكم لستم أهلا لحكمه . والشعب السوداني ليس حقلا للتجارب السياسية ، وإيصال الرسائل الجهنمية سواء من الحكومة إلى المعارضة أو العكس . وعلى الشعب بكل طوائفه حكومة ومعارضة ، مثل ما على الحكومة فعليه ان يتحلى بالوطنية وعدم المساس بسمعة القوات المسلحة ، فهي قوات الشعب المسلحة السودانية ، وليست قوات جيش البشير ، وهي قوات الشعب المسلحة وليست قوات الجبهة الثورية ، فان إقحام القوات المسلحة ، والتشكيك في قدراتها لضرر بالغ بالسودان ، وليس بالحكومة او المعارضة . وعلى قوات الشعب المسلحة حراسة الأراضي السودانية وحفظها من كل خارج يمارس السياسة بالسلاح ليروع الآمن ، ويقتل ويسلب وينهب .
    على الحكومة والمعارضة إيجاد الحلول السياسية في اقرب وقت ممكن ، فقد عاني السودان من الدائرة المغلقة ، حكم ديمقراطي ليعقبه انقلاب ، ولندخل دائرة جديدة في عهد الإنقاذ ، شبيهة ( بحجوة أم ضبيبينة ) وبدلا من ديمقراطية يعقبها انقلاب انتقلنا ، إلى تمرد ، ثم تفاوض ، ومن ثم تمرد مرة أخرى ، وما حركة منى اركو مناوي ببعيد ، وربما تم إنشاء وزارة جديدة باسم ( وزارة التفاوض مع المتمردين ) فالشعب السوداني قد سئم هذه الفصول المكررة ، وهو تزداد معاناته يوما بعد يوم ، فهل عقل الساسة جميعا حكومة ومعارضة ، بانهم مسؤولون أمام الله عن أي قطرة دم أريقت ، وعن كل نفس أزهقت ، وعن كل طفل أو طفلة ترملت .
    اللهم هل بلغت فاشهد ....
    فتح الرحمن عبد الباقي
    29/05/2013م
    Fathiii555@gmail.com


  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    مدني الدرجة الثانية
    المشاركات
    675

    لقد اوجزت وأوفيت وبلغت أخي فتح الرحمن

    اللهم أحيني مسلما وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid