بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الصالح
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .
وبعد :
( قل اعملوا فسيرى الله عملكم ) ... أخي المسلم يقول تعالى في محكم التنزيل: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) .. خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا لمتحننا فيها وبين لنا طريق الهداية والضلال ( إنا هديناه السبيل * إما شاكراً وإما كفورا) فمن سلك طريق الصلاح واهتدى فلنفسه . ومن ضل فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد ..
فلسالك طريق الهداية أقوال وأفعال منها ما هو واجب ، ومنها ما هو مستحب . وكلها تؤدي إلى طريق واحد فمن قام بالواجبات فقط ولم يقصر فيها فله أجره ، ومن زاد من المستحبات زاده الله أجراً وثواباً والحسنة بعشر أمثالها .
فالعمل الصالح له فوئد جمة نجني ثمارها يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم ...
ومن فوائد الزيادة في عملك الصالح التى لا تحصى ولا تعد .. إنه يأتيك في القبر على هيئة رجل شديد بياض الوجه ، شديد بياض الثياب ، فيقول لك أنا عملك الصالح ... يأتيك ليؤنس وحدتك تحت التراب ...
· أخي المسلم أكثر من عمل الصالحات وجاهد نفسك والشيطان حتى لا يزينان لك طريق الضلال ، فالجنة محفوفة بالمكاره والنار محفوفة بالشهوات كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ..
· أخي المسلم ابتعد عن الحرام ولوكان صغيراً .. فلاتنظر إلى صغر معصيتك ولكن انظر من عصيت ... إنك تعصي الله الواحد الأحد الذي يسمع دبيب النملة السوداء في ليلة ظلماء على صخرة صماء ...
وتذكر بأنه شديد العقاب إذا عصيته وغفور رحيم إذا تبت وأنبت إليه ... وتذكر أيضاً أنه يراك في الليل وفي النهار وفيما بينهما .. فحاسب نفسك بنفسك ...
إذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
واعبد الله كأنك تراه في مشيك وجلوسك ونومك ويغظتك وأكلك وشربك .. فهذا هو الإحسان بعينه ...
اخي الشاب اقرأ معي قول الله تعالى في حديثه القدسي وهو يقول يا ابن آدم خلقت السموات والأرض ولم أعيا بخلقهن . فهل يعيني رغيف أسوقه إليك كل حين .
يا بن آدم لي عليك فريضة ولك عليّ رزق ، فإن خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك ..
يا ابن آدم وعزتي وجلالي إذا لم ترضى بما قسمته لك ، فلأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحش في البرية لا ينالك منها إلا ماقسمته لك ولا أبالي ))
إذاً أخي :
هي القناعة فاحفظها تكن ملكاً ولو لم تلق فيها إلا راحة البدن
وانظر لمن ملك الدنيا باجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن
المفضلات