قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو: إن هناك حاجة لمزيد من المساعدات في البلاد فضلا عن تسريع وصولها من خلال تنفيذ ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال، وذلك وفقا لما جرى مناقشته مع زعماء الحكومة في زيارة يوم الأحد.
وقال بيرييلو في مقابلة عقب الموافقة على القيام برحلات جوية إلى ولاية جنوب كردفان التي تعاني من الجوع، وتمديد الجيش السوداني السماح باستخدام معبر أدري الحدودي إلى دارفور: "نحن سعداء بتحقيق بعض التقدم ولكننا بحاجة إلى رؤية المزيد".
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية حربا منذ 19 شهرا تسببت في انتشار الجوع والمرض في شتى أنحاء البلاد.
وقال بيرييلو: إن المقترحات التي تشمل ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال طُرحت على رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان وآخرين خلال رحلة إلى بورتسودان الاثنين وحققت تقدما.
وفي أكتوبر، وافق مجلس السيادة على القيام برحلات جوية إلى كادقلي لتقديم المساعدة لمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان حيث يعاني الناس من الجوع مع عدم وصول المساعدات، وذلك من خلال اتفاق مع حكومة جنوب السودان.
وقال بيرييلو: "أعتقد أنه إذا تمكنا من رؤية نفس الموقف إزاء القدرة على الحصول على ممرات إلى مناطق مثل الخرطوم وأم درمان والجزيرة والفاشر وسنار، أعتقد أننا قد نتمكن من توصيل كثير من المساعدات المنقذة للحياة لبعض السودانيين الأكثر بؤسا".
في السياق استخدمت روسيا حقّ النقض لإسقاط مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان وحماية المدنيين من النزاع الذي يمزّق البلد منذ أبريل 2023.
وكان مشروع القرار الذي اطلعت على نسخة منه يدعو الأطراف إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية والالتزام بحسن نيّة بحوار من شأنه أن يسمح بالمضي قدما نحو خفض التصعيد بهدف الاتفاق على وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني بشكل عاجل".
وقال الممثل الروسي في معرض تبريره الفيتو، إن موسكو كانت تأمل بوقف لإطلاق النار يتفق عليه الطرفان المتحاربان.
واتّهم البريطانيين بأنهم حالوا خلال المفاوضات دون "أي إشارة للسلطات الشرعية للسودان".
ورحّبت وزارة الخارجية السودانية بالفيتو الروسي.
وقالت الوزارة في بيان إنّ "حكومة السودان ترحّب باستخدام روسيا الاتحادية لحق النقض وتشيد بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية". وأضاف البيان أنّ "الحكومة تأمل أن تضع هذه السابقة التاريخية حدّا لنهج استخدام منبر مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعوب".
وكانت روسيا امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن على مشاريع قرارات على صلة بالسودان.
ونزح نحو 11,3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، وأُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور.
وتبدو الأمم المتحدة عاجزة إلى حد كبير عن إيجاد حلول لنزاعات عدة من أوكرانيا إلى غزة بسبب انقسامات بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة.
وحتى لو تم تبني مشروع القرار لم يتضح حجم تأثيره الفعلي على الطرفين المتحاربين.
في مارس، دعا مجلس الأمن إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وهو قرار لم يتم الالتزام به.

---
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2104931]لقراءة الخبر كاملاً فضلاً اضغط هنا[/url]