ولد الشاعر محمد على عبدالله الامى بحي الركابية بامدرمان عام 1918 ووالده من منطقة ودنميرى بشمال السودان ...وله صلة قرابة بالشاعر خليل افندى فرح.....كان جده لأبيه تاجر مواشي يتنقل في مناطق السودان المختلفة مما ساعد المساح للتشرب من الثقافة السودانية المختلفة مما أفاده في نظم الشعر الغنائي...كغيره من السودانيين ابتدأ تعليمه بالخلوة ودرس فيها القران ...وبعد ذلك عمل خياطا في بداية حياته مع شيخ الخياطين يعقوب عبدالله محمد ثم ذهب إلى جبل أولياء ليعمل هنالك وفيها نظم قصيدته الشهيرة عيون الصيد (راجع من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان تأليف معاوية حسب يسن) .....
رافق عبدالله الماحي إلى مصر عندما سجل أول اسطوانة له مع المتعهد ديمترى نيكولا كتافنيدس ( ديمترى البازار)...له ديوان شعر نشره في نهاية الأربعينات سماه تاج الاغانى كتب له المقدمة صديقه اللاستاذ محمد مختار الأصم وله ديوان آخر نشر في التسعينات باسم الأغاريد...انتقل الشاعر إلى الأبيض حيث عاش فيها فترة من الزمن وفيها فتح دكان للخياطة كان ملتقى للأدباء والفنانين والمفكرين ...ثم انتقل بعدها لشمبات حيث توفى عام 1981 .
من قصائده الجميلة والرائعة والصادقة والحزينة عيون الصيد والتي سكب ألمه وحسرته وتشاؤمه في كلماته والتي كانت معبرة عن وجدانه ومن هنا كان سر خلودها وخصوصيتها...وفيها يشبه عيونه وجريان دموعه بمنابع النيل وتدفقه وكيف إن العيون سببت له المرض والسقم والإعياء وفقدان العقل ...وطلب من أصدقائه تركه في حاله وعدم عتابه والكف عن النصائح التي لا تجدي معه شيئا...ويقول إن هذه العيون هي التي سببت هذه الجروح وهى نفسها تسبب الفرح إذا لمحته (هي الداء والدواء ) ومع شدة ألامه وأحزانه هاجت عليه الأشجان وازدادت عليه تباريح الشوق وكل ما في الكون من أطباء عاجزون عن معالجته...حتى أقدامه لم تستطيع أن تحمله ويطلب من أصدقائه مساعدته على السير إلى أطلال المحبوبة ويذكرهم أن هواه شريف ولا داعي لجرح شعوره وان نهايته حتمية (على الأكفان شيش درجونى ) والى القصيدة...
عيون الصيد ناعسات عيوني.....عيون النيل حاكن عيوني
نسيت قلبي وروحي ونسوني...وفقدت الكانوا يؤانسوني
ليالي هناى جد عاكسوني.....وأخاصم النوم كيف درسونى
مع الآلام هاجت شجوني.....وأطباء الكون ما عالجوني
جفوا بنفورهم هيجوني .....متين في الطيف يصبو ويجونى
فقدت صحاى لا تنصحوني......خطاب وعتاب كفى بارحونى
عيون الصيد ديل جرحوني.....سروري يتم لو يلمحوني
غلبني أسير هيا درجونى.......وعلى الأطلال ليل عرجونى
هواى شريف لا تحرجونى ....وعلى الأكفان شيش درجونى
مقر املى فيهم ظنونى.....يزيدوا دلال وتزيد جنوني
لذيذ تعذيبهم لو ضنونى ...وصالهم آه راحتي ومنوني
تغنى بهذه الأغنية كرومه وسجلها للإذاعة الفنان عوض الجاك والتاج مصطفى
المفضلات