خريطة العالم العربي الجديدة!
في مقابلة له مع جريدة(( الوسط )) الكويتية، ذكر الرئيس السوداني عمر البشير في وقت سابق أن المؤامرة الأمريكية الغربية تقضي بتقسيم السودان إلى خمس دول ومصر إلى ثلاث. وإذا كان العراق على الطريق، فإن دولا أخرى في القائمة تنتظر دورها.
صحيح أن هذا الكلام ليس بجديد، بل كثيرا ما يتردد منذ فترة طويلة على ألسنة المفكرين والمحللين السياسيين، غير أن صدوره من رئيس دولة يزيده تأكيدا ويشهد أن الدول الغربية ما زالت تحيك المؤامرات التي تستهدف العالم العربي، وأن الاستعمار القديم الجديد- الذي لبس ثوب العولمة- لم ينته ولن ينتهي... ومما يدل على أن هذه المؤامرات أصبحت حقيقة ملموسة ما أفرجت عنه وكالة الاستخبارات الأمريكية ( ( C.I.A ) ) في آخر يونيو الماضي، عندما كشفت عن جانب من أعمالها القذرة التآمرية الموجهة إلى دول وشعوب كثيرة لم يسلم منها حتى أبناء الشعب الأمريكي أنفسهم.
نعم، إنهم يتآمرون ورفض البعض منا هذا المنطق جهلا أو تجاهلا لا ينفي الحقائق القائمة على الأرض.. لكن ماذا عن دورنا نحن إزاء ما يحدث؟ هل نقف مكتوفي الأيدي، نتفرج فقط على ما يحاك لنا ونفوض أمرنا إلى الأيام تفعل ما تشاء؟ أم علينا أن نفعل شيئا لإبطال مفعول المتفجرات التي زرعت في أوطاننا لنسف وحدتها؟
إن التفكير السليم، أو بالأحرى الطريق السليم الذي لا يجادل فيه عاقل لمواجهة هذا الواقع المؤلم يقتضي منا جميعا اتخاذ أولى خطواته الصحيحة بالعمل على إرساء قواعد العدالة الاجتماعية، والقضاء على جميع مظاهر الفساد في مجتمعاتنا، وزرع فكرة التوحد بين الدول العربية والإسلامية جميعها في ثقافتنا وبرامجنا السياسية والاجتماعية ومناهجنا التعليمية لتربية جيل جديد مؤمن بالوحدة الشاملة إيمانا راسخا في ظل إرادته الصلبة كل أحلام الغرب وأمانيه الواهية وإلا كان اليوم السودان،... وإذا غيره.. وتذكروا جميعا قصة الثور الأحمر الذي قال عندما أراد الأسد افتراسه: (( إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض... )).
منقول...
المفضلات