58- السقف المحفوظ :
لقد أثبت العلم الحديث وجود غلاف جوي محيط بالأرض يحميها من الأشعة الشمسية الضارة و النيازك المدمرة ومن دون وجود هذا الغلاف لاختفت الحياة على ظهر الأرض فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلا على شكل كتل صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة تقدر بحوالي 150 ميل في الثانية ثم تنطفئ بسرعة و تختفي و هذا ما نسميه بالشهب، فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من النيازك و الأشعة الشمسية الضارة في زمن لم يكن فيه لاأدوات ولا وسائل علمية ولا أجهزة يمكنها أن ترى هذه الأشعة الضارة؟ أليس هذا من الأدلة القطعية التي لاشك فيها على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون العظيم الله سبحانه وتعالى الذي أحاط علمه بكل شي؟ قال الله تعالى ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والآرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون * وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) يخاطب الله سبحانه وتعالى بهذه الحقائق العلمية عقولنا لتفكر في آياته ومعجزاته، ولنتذكر نعمه علينا، لنشكره عليها، ولنؤمن بأن القرآن الكريم هو كلام الله الحق الذي يجب علينا أن نتبعه، ويخبرنا أيضا أن الكافرين هم الذين لم يؤمنوا بآيات الله العظيمة وهذه الحقائق العلمية التي ملئت هذا الكون ولايتفكرون فيها، ولايذعنون لأوامر الله، وهم غافلون عن دين الله وعن القرآن الكريم، فكل هذه الحقائق الحقائق العلمية والكافرون لايؤمنون بالله العظيم ولا يؤمنون بالقرآن ولايؤمنون بمن أنزل عليه القرآن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنهم لايريدوا أن يعرفوا الحق ولا يريدوا أن يستجيبوا لأوامر الله. بل يريدون أن يقضوا أعمارهم في ملذاتهم وأهوائهم وشهواتهم.
المفضلات