...فاروق أبوعسى مناضلاً وجسوراً
التحية للاستاذ فاروق ابوعيسي مناضلا ومفكرا
التحية للذي حمل القضية على اكتافه وسار بها
خطوات واسعة نحو فجر الحرية
في إطار تكريم التجمع الوطني الديمقراطي بالقاهرة للأستاذ المناضل فاروق أبو عيسى في 30 / مارس الجاري وتحت شعار عشرون عاما من النضال وهي السنين التي ظل فيها الأستاذ فاروق نقيباً منتخباً لاتحاد المحامين العرب لخمسة دورات متتالية محطماً رقماً لم يسبقه عليه احد ويعتبر هذا تقديراً واحتراما لقيادته هذا الاتحاد بكل حنكة ودراية وهو شهادة في مقدرته الفذة وقدراته القيادية المميزة فقد ظل نقيباً منذ1983م وحتى 2003م مثالاً للشرف والأمانة والقدوة الإنسانية العالية وكم كان ذلك فخرا لكل سوداني وطني غيور ومحب لبلاده ...وقد كان الأستاذ طوال هذه الفترة دعما حقيقياً لمنظمات المجتمع المدني والتي هي اليوم عماد الحركة الأهلية والديمقراطية في حركة التطور العالمي فقد ساهم بشكل كبير من اجل حق الإنسان العربي في حقه أن يكون إنسانا في المقام الأول مما أرسى الكثير جداً من دعائم حقوق الإنسان، مما جعله شخصية لها وزنها الاعتباري في كل المحافل الدولية ....
وقد ساهم الأستاذ فاروق أبو عسى في مسار الحركة الوطنية السياسية وهو لم يبلغ السادسة عشر من عمره وبعد ذلك انخرط في صفوف الحزب الشيوعي السوداني مما وكان قائداً فذاً ومناضلاً جسوراً وتعرض لصنوف الاعتقال سوى كان في السودان أو خارجة وهو الذي رفض كلية الطب في جامعة القاهرة في ذلك الوقت لشيء عميق في إحساسه ومسؤوليته اتجه إلى كلية حقوق بجامعة الإسكندرية ليرسم هذا الطريق الشاق والقاسي وكان في مستوى الاختيار، وبرغم انفصاله عن الحزب الشيوعي السوداني لم تصيبه لوثة العداء ولم يتحدث عن قيادته بالسوء بل ظل دائماً يحترم تاريخ نضاله في صفوف الحزب وكذلك ظل لسانه عفيف وحديثة موضوعي مع كل الأحزاب والشخصيات السياسية السودانية وهو الذي ظل يلقى كل الاحترام والتقدير من الجميع في التجمع وخارجه بل من زعماء ورؤوسا الدول التي اهتمت بالقضية السودانية فطوال مده عمله في التجمع الوطني وفي قمة قيادته بل كان من المؤسسين له في إعقاب انقلاب الجبهة المشم في1989م وبحكم موقعه وقوة شخصيته ومصداقيته تقبل المجتمع الخارجي التجمع الوطني منذ الوهلة الأولى وظل هذا التجمع برغم ما فيه من مشاكل وحصار هو الممثل المقبول لجهات عديدة بل إن الشعب السوداني مازال يعقد عليه الكثير من الآمال في المرحلة القادمة ...
وهنا سوف نحاول إن نستعرض بعض الملامح من حياته والتي سوف تصدر في كتاب في الأسبوع القادم قامت بإعداده اللجنة الحضرية العليا لتكريمه وسوف نتبعكم بالصور التي تسجل هذا التاريخ الحافل
الاسم: فاروق مصطفى عمر أبو عيسى
ولد الأستاذ فاروق أبو عيسى بمدينة واد مدني في 12/أغسطس1933 وتلقى تعليمة بمدرسة النهر الأولية ثم الأميرية الابتدائية ثم مدرسة حنتوب الثانوية وتخرج من جامعه الإسكندرية كلية الحقوق بعد رفض الالتحاق بكلية الطب جامعه القصر العيني , له رأى في القانون منذ صغره انحيازا للمغلوبين واستردادا للحقوق المسلوبة, فنشأ الأستاذ في أسرة كان والدة عميدها ويلقب بالزعيم غرست فيه مفاهيم التجرد والصدام حينما يكون أداة لحق مسلوب , فوالدة مصطفى عمر الذي كان ينتمي للأشقاء الذين اتخذوا من الجمعيات الثقافية الأدبية وعاء بشكل جوهر الشخصية السودانية ومدخلا للصراع مع المستعمر , فكان والدة من ممولي جمعية الأدباء بنادي الخريجين بودمدنى ومن مؤسسي نادى النيل العريق بودمدنى. فبحكم هذا النشاط الاجتماعي الواسع كان والدة حاضرا في النشاط السياسي وفاد حركة المعارضة للجمعية التشريعية التي أنشأها الاستعمار في محاولة لإيجاد شرعية توطد لجودة, فسجن فيها الحاج مصطفى عمر أبو عيسى وأودع السجن. في هذه الأسرة نشأ وترعرع الأستاذ فاروق الذي كان بصحبة والده في كافة المحافل السياسية وهو في عقده الثاني من العمر, فتفتحت عبقريته على النشاط السياسي وزادته علاقات والدة بالأستاذ أحمد خير المحامى أبو نادى الخريجين زادته التصاقا بالقيادات التاريخية لتلك المرحلة.
في عام 1949 دخل الأستاذ فاروق أبو عيسى وهو مازال ابن السادسة عشر المرحلة الثانوية وفى هذا العام طالبت حركة الطلبة باتحاد وتقدمت بمذكرة لإدارة التعليم التي رفضت الاقتراح, وكان لهذه الحركة التي عرفت اختصارا ( ب. م ط ) زخم كبير وبالرغم من الشكل المطلبى للحركة, إلا أنها كانت تستبطن موقف سياسي في مناخ كانت حركة الخريجين تستجمع قواها لمنازلة الإنجليز, وحركة الطلبة والخريجين كلاهما كانت تعزيها روافد حزبية, فقرر الحزب الشيوعي ضرورة استمرار هذه الحركة التي تضم القيادات الطلابية صاحبة القدرات قيادية العالية, وظلت في اجتماعات مستمرة لتنسيق مواقفها في تحدى كامل لكافة الظروف السياسية والطبيعية, في خريف سنة 1949 والاستعمار بكافة جبروته يلاحق حركة الطلبة تلك ، و ظلت في اجتماعات مستمرة وزاد حراكها السياسي بفتح مدرسة خور طقت الثانوية في العام 1950, ظل الحزب الشيوعي الداعم الاساسى والرافد المعنوي لأنشطة حركة الطلبة الشئ الذي أدى لالتحاق معظم القيادات حركة الطلبة بالحزب الشيوعي السوداني, ومما زاد من وتيرة الالتحاق هذه إن الاستعمار قام في عام 1950 بفصل كل قيادات( م.ط. و)هم الأستاذ محمد إبراهيم نقد, شيبون, والشاعر الأديب صلاح احمد إبراهيم وشريف الدشونى وآخرين وتم إحلال الأستاذ فاروق تلقائيا كقيادة بديلة لحركة الطلبة بحكم النشاط الواسع الذي كان يقوم به,وبالمقابل وبحكم الاهتمام بالقيادة البديلة لحركة الطلبة والتي كان يتزعمها استأذنا فاروق أبو عيسى, فتم تدريب القيادة الجديدة بمدرسة كادر تحت قيادة فاروق احمد إبراهيم,وأبو الشيخ, ويعد هذا التدريب العالي بالحزب الشيوعي أصبح الأستاذ فاروق ضمن قيادة متمرسة في حركة الطلبة وتم استقطاب كافة الطلاب الناشطين للحزب الشيوعي.
***************
فى اكتوبر سنة 1951 ونتيجة لالغاء الاستعمار معاهدة 1936 بواسطة النحاس باشا نظمت حركة الطلبة مظاهرات عارمة فى كل مدن السودان, وكان الاستاذ فاروق على رأس الظاهرة التى انطلقت من مدرسة حنتوب الثانوية بمدنى والتى كان الاستاذ فاروق ضمن طلابها فى السنة الثالثة, فقام البوليس بقمع هذه المظاهره بصورة وحشية وفصل قيادات هذه الظاهرة وكان الاستاذ فاروق على رأسهم وذهب جميعهم الى الشارع الى أن التحق الاستاذ فاروق بمدرسة الاحفاد الثانوية والتى قبلت كل مفصولى المظاهرات من خورطقت وحنتوب ووادى سيدنا بشرط ان يتم تطهير كافة المفصولين " جلدهم" وحتى لا يظهر مدير المدرسة استاذ الجيل يوسف بدرى بمظهر المتحدى للادارة الاستعمارية رغم انة اراد ان تضيع ثروة البلاد القومية " هؤلاء المفصولين" من الالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا , وبالفعل كان هؤلاء الطلاب اضافة حقيقية لمدرسة الاحفاد الثانوية من حيث رفع نسبة النجاح ومن حيث زيادة وتيرة العمل السياسى المعارض للاستعمار فى هذه المدرسة وتحولت بفعل هذه الاضافه الديدة لخلية فاعلة شأنها شأن رصيفاتها من المدارس الاخرى المناوئة للسلفة الاستعمارية. فى العام 1954 تم قبول الاستاذ فاروق أبوعيسى طالبا بكلية الطب بالقصر العينى ورفض استاذنا كلية الطب والتحق بكلية الحقوق جامعه الاسكندرية وذلك لرؤية مستقبلية ربما قادتة لعطائة من خلال ممارسة مهنة القانون فى مقبل ايامة, وكان بجامعه الاسكندرية حينها من زملائة احمد عبدالحليم, ابراهيم منعم وآخرين, وما أن استقر الحال بالاستاذ فاروق ابوعيسى بجامعه الاسكندرية وبعد أربعه أشهر حتى التحق بخلايا الحزب الشيوعى والتى كانت مناوئة حينها لحكومة عبدالناصر وذات علاقات بمجموعة محمد نجيب فتم اعتقال الاستاذ فاروق ضمن مجموعه اخرى تضم شطيطة, قرنى السفير وآخرين فقضى بالاعتقال ثلاثة أشهر وتم ترحيل كافة زملاؤه ولم يرحل بحكم علاقه والده بصلاح سالم وبالاشقاء. وبعد هذه الاحداث ارتبط الاستاذ بحركة تحرير مصر بتوجية من الحزب الشيوعى السودانى,وتم ترقية الاستاذ فاروق لعضو نخبة مركزية ومكتب سياسى, ومسئول المكتب بالاسكندرية ( ت. ث ) ولكن نتيجة تطورات العلاقة بالحزب الشيوعى تم اخراج كافة الشيوعيين السودانيين من الحزب بمصر, وتم تكوين مكتب جديد للحزب الشيوعى من الاستاذ فاروق ابوعيسى, جيلى عيد, جعفر محمد صالح, عبدالعزيز عبدالكريم وآخرين وكان مكتبا فاعلا ظل فى نشاط فصل الى ان تخرج الاستاذ فاروق من الجامعه فى العام 1957, وضمن انشطة هذا المكتب المشهودة فى فترة الاستاذ فاروق هو العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وكان الاستاذ فاروق وسعد سالمين "محامى بعطبرة" ويحيي ابراهيم "محامى بسنار" تطوعوا للدفاع عن مصر وكانوا من الاوائل الذين تدربوا على السلاح وفتحوا الاسلحة الجيكية التى كانت تصل لمصر بمبانى كلية الحقوق ووزعوها على كل المتطوعين.
**************
بعد ان عاد الاستاذ فاروق للسودان تدرب على يد المحامى احمد سليمان المحامى وكان الشيوعيين يديرون عدد من مكاتب المحاماه منهم بوب, جوزيف قرنق فاختار الاستاذ مكتب احمد سليمان بحكم علاقتة الاجتماعية الواسعه وتوطدت علاقاتة بعدد من المحاميين امثال عابدين اسماعيل ومحمد احمد المحجوب ومبارك زروق وكل المحامين الذين لم يتجاوز عددهم 63 محاميا, الا ان الثلاثة المذكورين كانوا من ابرز المحامين وكان كل منهم يتمنى ان يكون الاستاذ فاروق ضمن مكتبة الا انى تخيرت مكتب احمد سليمان الذى اصر هو الاخر ان يكون استاذنا بمكتبة وظل الاستاذ فاروق ناشطا حتى جاء انقلاب عبود فى بداية عهده كان الاستاد انتخب الاستاذ سكرتيرا لنقابة المحاميين وظهرت قضايا الاعتقالات والتى تصدى لها الاستاذ فاروق وكانت هناك ايضا قضايا الثورة الارترية والتى انطلقت شرارتها الاولى وكان لاستاذنا اسهامات مقدرة فى الدفاع عن قضاياها. ولكن سلطة الانقلاب اودعت الاستاذ فاروق السجن ثم تصاعد الموقف السياسى ضد حكومة عبود وتشكلت جبهه معارضة وكان وكان رئيسها صديق المهدى وكان الاستاذ سكرتيرها نتيجة نشاطة الواسع ضد حكومة عبود وكان الاحداث الاقليمية ايضا تتسارع ضد حكومة عبود التى اتهمت من قبل الحكومة المصرية آنذاك بالاشتراك فى اغتيال الزعيم الافريقى لوممبا فقاد الاستاذ فاروق مظاهرة ضخمة باشتراك حكومة الخرطوم لاشتراكها فى عملية الاغتيال فسجن الاستاذ فاروق ايضا ستة أشهر اخرى.
تصاعد النضال السياسى ضد حكومة عبود بعد وفاة السيد الصديق المهدى رئيس جبهه المعارضة المكونة من كافة التنظيمات وانتقل نشاطها الى دار استاذة جامعه الخرطوم وتواصلت اجتماعاتها حتى اصدرت المنشور الاول الداعى للاحزاب السياسى الامر الذى دعا السلطة فى ذلك الحين لمطاردة كافة الناشطين فى العمل المعارض ضدها وكان ابرزهم الاستاذ فاروق وعابدين اسماعيل وآخرين واصبحت حركتهم مرصودة من قبل البوليس وحتى يواصل الاستاذ نضاله دون ان يقع في يد اجهزة نظام عبود في ظل ظروف غاية في التعقيد اختفى الاستاذ بمنزل اهل زوجته بام درمان, وظل مواصلااجتماعاته التي تحولت لدار اساتذة جامعة الخرطوم ,تلك الاجتماعات الهادفه لانهاء اول دكتاتوريه في السودان وتحمي الثورة التي انتظمت كافة ارجاء السودان من اي تغول في ذلك الظرف الذي كان فية الاخوان المسلمين يتربصون بالثورة الشعبية الدوائر ففي احد الاجتماعات حشد الترابي انصاره لللحاق بركب الثورة فجاء بعبد الرحيم حمدي ( وزير مالية نظام الانقاذ الاسبق ) ممثلا لنقابة مفتشي وزارة المالية ,وهي نقابه غير موجوده اصلا وحكمات التي جئ بها كممثلة للمرأة في وجود المناضلة فاطمة احمد ابراهيم الشي الذي ادى لمشاحنات حول تمثيل المرأة . لذلك تم تغير مكان الاجتماع الذي اجيز فية الميثاق الوطني الذي وقعت عليه الاحزاب التي اتخذت من قبة المهدي مقرا لها والنقابات التي كانت رافضه فكرة التنسيق مع الاحزاب وكان القضاة اكثر رفضا لفكرة مشاركة الاحزاب ,ولكن الاحزاب طرحت فكرت النسيق وتلقفها الترابي واقترح تشكيل وفد للتنسق مع الاحزاب وتكون الوفد من الاستاذ فاروق ابوعيسى وصمويل ارو وشخص اخر وتوجه الوفد واجتمع مع قيادت الاحزاب.
في العام 1961 تزوج الاستاذ فاروق من الاستاذة نعمات مدني ابشر ,ونتيجه لنشاطه السياسي الواسع تم اعتقاله عدة مرات في قضايا الدفاع عن النشطاء السياسيين وخصوصا الشيوعيين منهم وقيادات الحركه النقابيه والضباط الاحرار أثناء المحاكمات الكثيره التي كانت تعقد لهم لكبح جماح الحركه الثوريه .
في العام 1963 قرر الحزب الشيوعي الشوداني المشاركة في انتخابات المجالس البلدية فرشح الاستاذ فاروق نفسة خوض الانتخابات نيابة عن دائرة البوستة لمجلس بلدية ام درمان وفاز فيها وقد عمل مع زميل أخر وهو عبداللة عبيد على تمثيل دور المعارضة في اجتماعات هذا المجلس ,وقد تقدم الاستاذ في احدى جلسات المجلس بتوجيه صوت لوم لسياسات الحكومة الاقتصادية والقضايا المتعلقة بالحريات ,تزامن ذلك مع بدايات التحرك الفعلي ضد نظام عبود ,فقامت السلطة باعتقال مجموعة كبيرة من السياسيين كان على راسهم عبدالخالق محجوب والاستاذ فاروق وتم نفيهم للجنوب ولكن القيادات العسكرية رفضت تحمل امنهم لذلك تم تحويلهم لمدن اخرى فتم تحويل الاستاذ فاروق لسجن كسلا.
في العام 1964 اندلعت ثورة اكتوبر وكان حينها الاستاذ فاروق سكرتيرا لنقابة المحامين السودانيين وكانت نقابة نشطة جدا وقد عملوا على تكوين تكتل نقابي من الجمعية الطبية ونقابة اساتذة جامعة الخرطوم ,وبعد ان اندلعت المظاهرات على اثر اغتيال الطاب القرشي بجامعة الخرطوم من ميدان عبدالمنعم بدأت مشاورات المحامين من مكتب الاستاذ عابدين اسماعيل حول طبيعة مشاركة المحامين في الثورة ,وقد تم الاتفاق على شكل المساهمة وهو موكب يتم التنسيق لة مع القضاة والاطباء واتحاد طلاب جامعة الخرطوم ,وبالفعل انطلق الموكب في اليوم الثاني من امام مبنى الهيئة القضائية ,وتصدت السلطة للموكب ورفضت التفاوض مع الوفد الذي كان حاملا مذكرة . وكانت الخطوة التالية هو اجتماع الفصائل الذي طرح فية الاستاذ فاروق فكرة الاضراب السياسي من اجل اسقاط النظام ,وهو شعار الحزب الشيوعي في ذلك الحين ,وتم قبول الطرح بالاجماع من كل المشاركين وكان هذا بمثابة الاجتماع التاسيسي لجبهة الهيأت ثم انطلق شعار الاضراب السياسي وسط الجماهير .
من الاحداث المهمة في تلك الفترة اعتقال بعض الضباط الاحرار بدعوى التآمر والعمالة لصالح مصر وكان عبود رئسا للدولة رغم حل مجلس الوزراء وكان الاستاذ فاروق عضوا في سكرتارية جبهة الهيآت فذهب في تلك الليلة الى ندوة للحزب الشيوعي ,حيث وجد مجموعة من وزراء جبهة الهيأت واخبرهم بتلك المؤامرة وخاطب الجماهير في تلك الندوة حاثا اياهم بالتوجه لمكاتب الوزراء ثم جاءت جماهير من مناطق اخرى وعقدت جبهة الهيأت اجتماع مع مجلس الوزراء وبناء عليه صدر القرار القاضي بالقبض على قيادة القوات المسلحه واقالة عبود من رئاسة الدولة. وتواصلت الاجتماعات حتى سرت احاديث في المدينة حول انقضاض القوات المسلحة على الثورة عبر سلاح الخدمة ,وهو السلاح الاضعف في القوات المسلحة حتى تتم مفاجأة الجميع ,وبعد وصول المعلومات لجبهة الهيأت انتقلت مجموعة للاذاعة واذاع الاستاذ فاروق بيان من الاذاعة بخصوص هذة المؤامرة وطالب الجماهير بالخروج لحماية الثورة ,فخرجت الجماهير من كل حدب وصوب واقفلت الطرق بالاشجار والسكك الحديدية في ذلك اليوم الذي عرف فيما بعد بليلة المتاريس .
***********
عندما جاءت مايو في عام 1969 كان وقتها الاستاذ فاروق عضوا بالحزب الشيوعي السودانيومشاركتة في النظام بدات بعد ان اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قرارا بالمشاركة ,فشارك ضمن اربعة من الشيوعيين بعد اجتماع مشترك بين مجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة فتم اختيارة وزير دولة لشئون الرئاسة ,ومنذ ذلك اليوم اخذت العلاقات بين مايو والحزب تتخذ شكلا من الخلافات ثم تطورت فيما بعد لعداوات كما هو معروف ,الا ان الاستاذ فاروق كان بعيدا عن طبيعة هذة العلاقة بحكم موقعة الوزاري الذي كان يقتضي كثرة السفر للمشاركة في مؤتمرات وغيرها مما استوجب تعيينة وزير دولة بوزارة الخارجية لمساعدة وزير الخارجية بابكر عوض اللة في اعباءة الذي لم يكن يحب السفر .وفي يوليو 1971 وكنتيجة للخلاف الحاد بين السلطة والحزب الشيوعي عقد النظام المحاكمات الدموية المعروفة ,وقد كان الاصرار عليها كبيرا وبطريقة مخالفة للقانون ولذلك تقدم الاستاذ فاروق باستقالتة لجعفر نميري فطلب منة الاستمرار لحين التعديل الوزاري ,وحينما تم التعديل الوزاري عين النظام الاستاذ فارق سفيرا بوزارة الخارجية ولكن اصرار الاستاذ بعدم التعاون مع هذى النظام الدموي رفض ان يكون سفيرا لة, وعاد بعدها لمهنة المحاماة
*********
في منتصف 1983 فكر المحامين السودانيين في ترشيح الاستاذ فاروق لمنصب امين عام اتحاد المحامين العرب وطلب من الاستاذ التقدم ببرنامج يترشح على اساسة في اول بادرة ان يتم الترشيح وفق برنامج ,وقد عرض برنامج الاستاذ فاروق على الجمعية العمومية للمحامين السودانيين واجيز كما اجيز ترشيح الاستاذ باسم نقابة المحامين السودانيين ,وقد فاز بالتزكية في ديسمبر عام 1983 في تونس وتكرر هذا الفوز لمدة خمس دورات متتالية حتى 2003
عمل الاستاذ فاروق في كل هذة الدورات على ان يكون للاتحاد صوتا اعلى بتعاكية المباشر مع قضايا تمس حياة المواطنين في البلدان العربية وذلك من خلال التصدي لخروقات حقوق الانسان ,قضايا الديمقراطية ,العمل على تامين محاكمات عادلةفي القضايا السياسية ,توفير هيأت دفاع للنشطاء السياسيين من المحاميين العرب .كما ان ابرز ما اتخذة الاتحاد في هذة الفترة هو التعاون الوثيق مع المنظمات الغير حكومية المعنية بحقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية وHuman Rights Watch .....الخ في حملات التضامن والتصدي لانتهاكات حقوق الانسان وتثبيت مبدأ عمل الاتحاد من خلال هيأت الامم المتحدة المعنية بحقوق الانسان والقانون خاصة لجنة حقوق الانسان في جنيف و التي تعود الاستاذ على مخاطبتها سنويا راصدا اوضاع حقوق الانسان والانتهاكات الصارخة التي ترتكبها حكومات المنطقة وخاصة اسرائيل .كما انة استطاع ان يجعل هياكل اتحاد المحامين العرب اكثر انتظاما مما ساعد بالاضافة للتصدي لقضايا ملحة لشعوب الامة العربية في وضع الاتحاد في قلب العمل السياسي والاجتماعي العربي ورفع من قامتة كثيرا وجعلة اكثر المؤسسات الغير حكومية فاعلية.
رانيا **سودانيز أون لأين
المفضلات