ولجت هذا المحراب أحمل بيمناي ريشة رسام تمحي الأحزان
وتأبطت الشجون المثقلة بالود وأمسكت بالريشة ووضعت الألوان
الزيتية بجانبي وإنهمكت في رسم لوحة زيتية في غاية الدقة
فمرت ساعات وكمان لحظات واللوحة لم تكتمل بعد
وألفيت أنه قد زهت ألواني وأنا بتفنن ما بهتم لقول العزل
وها هي اللوحة وقد إكتملت لمساتها الأخيرة
وقد خرجت بثوب قشيب خضرة وحمر وزحمة ألوان
ولكنني لما أمعنت النظر في اللوحة وجدت أن رسمت إسم
البدر التمام سلطان الإبداع بدر الدين وتذكرت إنني لا أجيد فن الرسم
ولكنني سلطان الإعجاب بالمبدعين فقد رسمت إسم ملهمي دون أن أعي
وظننت واهماً أنني قد رسمت لوحة تشكيلية
ويبقى إسمك هو الغناء
وهو البخفف لي عذابات الضنى
ولا غرو أن إسمك وسيرتك:
" تخلي الدنيا في عيوني ..
جمال وكمال بيتجدد ..
أمل بسام بيحدوني ..
أغني اليك واتودد ..
ولحني الغالي أهدي اليك ..
وأنبت للوجود أزهار .. "
ولكن حتى الرسم الذي رسمته في ثنايا هذه اللوحة
قد شكلت حقيقة:
"منظر شى بديع
ما احلى الغزل
بدر الكون على غصن البان نزل "
ولكنني ما كنت أعرف أن وصف البهجة بالكلمات محال يتقال "
المفضلات