[COLOR=red] [/COLOR
يوميات مغترب!
كانت الهجرة قد بدأت مساء 27/4/1979م
إلي إحدى دول الخليج البترولية بحثا عن الرزق الحلال
بعد أن انعدم كل شئ في البلد : عيش الرغيف , البصل , الزيت , الكبريت , البنزين وحتى الفحم
كل شئ عدم وسوق سوداء .. كانت تلك الفترة التي بدأ فيها سعر صرف الجنيه السوداني رحلة الهبوط
إلي القاع السحيق ..
كنت مثلي مل رفاقي المغتربين نحمل هموم أسرنا بالسودان .. كنا نرسل المأكولات المعلبة في شنط
الحديد التوتياء .. تلك الحقبة من الزمن لولا لطف الله وتسخيره سبل الرزق للمغتربين لوصل الحال إلى حد المجاعة وما يتبعها من أفعال من اجل الحصول على لقمة العيش .. لقد كانوا المغتربين هم المصدر الرئيسي للعملة الصعبة اللازمة لتسيير الحكومة وكل السودان ..
رغما عن ذلك فرضت عليهم ضريبة .. وبما أنها فرضت بصورة غير شرعية أو دستورية .. تم تعديل
اسمها إلي ( مساهمة وطنية ) .. ثم بدأت تتصاعد كل سنة .. ثم ألحقت بفرض تحويل إلزامي .. ثم الغي ..
ثم أعيد فرضه مرة أخري لسنوات طويلة.. ثم الغي .. ثم فرضت الزكاة .. وقبلها فرضت 40 ريال
رسوم قدوم لبناء صالات السفر والقدوم .. ماتم جبايته يكفي لبناء مطار يفوق مطار هيثرومساحة وفخامة ..
ثم فرضت 115 ريال رسوم خدمات .. ثم ولد جهاز شئون المغتربين كسيحا بلا رائحة ولا طعم
ولا اثر في حياة المغتربين .. سوى جباية الفروض أعلاه .. وان لم تدفع لا يجدد جوازك .. ولا يضاف لك
مولود .. ولا تستخرج له شهادة ميلاد .. وان راجعت القنصلية لتأجيل موعد السداد لن يتم ذلك الا بعد سداد
رسوم .. أما التبرعات والمساهمات حدث ولا حرج .. نكتفي بذلك ..
وصدر السودان البترول .. اعتقدنا أن الحال قد زال ..
وعدنا مستبشرين بوعود جهاز السودانيين العاملين بالخارج .. ولم نجد .. لا إعفاءات .. لا أراضى ..
لا تعليم أولاد .. لقد تنكروا لنا تماما ولم يعودوا يسمعونا ويغلقوا أبوابهم في وجوهنا .. ونخاف الذل
ونتعفف حتى يظنوا أنا أغنياء .. لا أريد أن أقول انهم خدعونا .. لان من غشنا ليس منا .. وهم منا ..
لا أتصور بأنهم بمثل هذه القسوة .. نفسي تراودني بأنهم سيصدرون نداءا لكل من كان يسدد كل ما فرض
عليه أعلاه منذ العام 1980 وحتى 2001م أن يراجع جهاز شئون العاملين بالخارج للحصول على قطعة
ارض وإعفاء عن رسوم الجمركية لسيارة وعفش منزل .. أليست تلك هي نفس الوعود التي أطلقها بعض
المسئولين لضمان انسياب عمليات الجباية للمفروضات أعلاه ..
وجاءت اتفاقية نيفاشا وحتى الحرب التي كانت نارا تلك كل شئ انتهت والحمد لله
ولم يعد غير رفاهية المواطن .. ولا نريد مثل أولئك المسئولين في أجهزتنا .. نحن نريد مسئولين لخدمتنا..
للسهر على راحتنا .. والنوم بهمومنا .. لا نريد تلك البيروقراطية القاتلة ..
منقوووووووول
المفضلات