كنت آخر موظف تم الحاقه بإدارة أبحاث الإنتاج الحيواني بوزارة الثروة الحيوانيه بداية سنة 1989 و تم تنسيبي لمحطة أبحاث أم بنين لتحسين سلالة أبقار الكنانه بسنجه!!!
وجدت هناك مدير المحطه الشاب المتخصص في علم السلالات و الواصل توا من المانيا بالp. H. D الدكتور/ محي الدين سعدابي من أبناء مدينة ود مدني العريقه!!!
أتذكر تماما "عمنا صالح" وهو أحد العمال الوطنيين الغيورين الذين التحقوا بالمحطه و حينها كان عمره 16 سنه و في الاوراق الرسميه 20 سنه في سنة 1957 عند تأسيس المحطه التي كانت منحه من حكومة الملكه اليزابيث البريطانيه!!!
إستجلب الخواجات وقتها 1000 بقره من أبقار الكنانه من منطقة حزام الكنانه و هو الحزام الممتد شرق و غرب النيل الأزرق من سنار حتى الدمازين!!!
العم صالح كان يعرف الأبقار بالقرى المستجلبة منها و كان يسميها كما يسمي الناس بناتهم!!!
عمل الخواجات مع الطاقم السوداني سجلات للألف بقره "سجلات آداء و إنتاج و سجلات صحيه" و بعد سنه تم عمل تقييم للأبقار وتم إختيار افضل 500 بقره و تم التخلص من الباقي وبعد فترة تم انتخاب أفضل 250 بقره!!!
عم صالح كان عارف أسماء كل ال 250 بقره و القرى الجات منها و في سنة 1975حققت واحدة من تلك الأبقار سبعين رطل في اليوم بموسم حلابه كااامل حيث كانت الأشهر بكل محطات الأبقار بالسودان و سميت بالبقره سبعين!!!
و أنا شخصيا شاهدت حفيداتها و كانت إحداهن قد بلغت ال 60 رطلا من الحليب في اليوم!!!
جات العصابه المارقه و وجدت في المحطة 250 بقره و 50 طلوقة جاهزة للتوزيع على 40 قرية!!!
و كانت المحطه بكل معداتها و معاملها و مكتبتها العامره و عقاراتها و بيوت موظفيها و سياراتها و خلافو!!!
طبعا في الوقت داك إستقر متوسط انتاج البقرة البكر بنت المحطة عند 45 رطل في أول موسم و طبعا التيران دي بتتخت عند شيخ كل قريه والناس تجي تلقح عندو البقر!!!
الطلائق دي لما الخنزير المعفن الجاهل الزبير بشير طه جاء زار المحطه و حكوا ليهو تاريخ المحطه و فكرتها و هدفها "تنمية سلالة أبقار الكنانه" و الشغل التمّ فيها لعشرات السنين قام إتبرع بالطلائق دي لما يسمى بالمجاهدين وضبحوها عدييييل و أكلوها!!!
و الله العظيم عمنا صالح الما إتعلم و لا كان بروف في الشغله دي الكلام ده كان السبب في مرضو و قعد يبكي و يتكتح بالتراب لمن رفعوا البقر ده قدام عينو!!!
المهم ال 250 بقرة ديل جزء منهن مات " لان كل ميزانية و موارد المحطة كانت تذهب تبع ميزانية حرب الجنوب بأوامر الخنزير الزبير لما كان وزير ماليه!!!
و لم تتم أي صيانة لوابور المحطه و هو وابور بلاك إستون إنجليزي أصلي مركب على ضفة النيل الأزرق الغربيه و طبعا الخواجات ديل دربوا عمال و ميكانيكيين و مهندسين سودانيين لصيانة الوابور دوريا كل شهر و كل سنه و بسبب قلة السيولة توقفت الصيانة وبالتالي تعطل الوابور!!!
الوابور ده من سنة 57 شغال ما وقف لحظه إلا سنة 1990 و جف المشروع الزراعي التابع للمحطه ونتيجة لذلك بدأ الموت في الأبقار و عندما علمت العصابه المجرمه بأن الأبقار مصيرها الموت قاموا أهدوها لخنازيرهم المجاهدين يضبحوها وياكلوها!!!
أؤكد لكم أيها الأحباء أن هؤلاء الخنازير قد أبادوا و عن قصد خيرة سلالة أبقار الكنانة بالسودان!!!
و تم تشريد كل طاقم المحطه بداية من الدكتور سعدابي و نهاية بكل الموظفين و العمال!!!
في سنة 1994 و كما سمعت بعد تشريدنا سنة 1990 المحطه بقى ما فيها ولاااا بقره واااحده و المحطه انتهت و دي المحطه الكان جبنتها بتمشي الدمازين و مدني و لبنها ماسك كل منطقة سنار و سنجه!!!
في واحد من العجول الاتولدو في المحطه علي أيامنا لقاهو عمنا صالح عند واحد تاجر و أصر علي إلا أشتريهو و أتصدق بيهو للناس لما رجعت من ليبيا في إجازه سنة 2001 لانو تور مأصل زي ما قال لي عمي صالح:-!!!
و الله يا ولدي التور ده حفيد البقره سبعين بس من وين تجيب ليهو أبقار مؤصلات زيّو و زي أخواتو و حبوباتو؟؟؟!!!
المهم إنو الحثاله ديل قدروا و عن قصد ممنهج ينهوا المحطه و يحطموها و يبددو مجهود و عناء علماء متخصصون بنجاح كما تم لمحطات كل من الشكابه لتحسين سلالة أبقار البطانه و عطبره لتحسين السلالات والغزاله جاوزت بدارفور لتحسين السلالات و الهدى بمنطقة الحلاوين لتحسين سلالات الضأن و غيرها و غيرها من مشاريع الثروة الحيوانيه ذات الأبعاد الإستراتيجيه لإقتصادنا القومي!!!
من مآسي الكيزان
صباح الثورة و الثوار!!!
لحظات باقيه!!!
محي الدين ود الخاتم/زول شاهد على عصر الخنازير.
المفضلات