اعزائي اهدي اليكم بمناسبه عيد الام قصتنا مع امنا هي قصه متواضعه قد اشتركت بها في مهرجان التسوق بدبي لاختيار الام المثاليه لم تعلن عن نتائجها بعد .. ارجو ان تنال اعجابكم فكل حرف كتبته رغم بساطته لم اكتبه بمدادي وانما بنبض قلبي .. لام اقل ما يقال عنها ان جاز التعبير انها ابتدعت فينا اخلاق جميله واحاسيس ثره بمن هم حولنا ..
اقرؤها ولا تبخلوا علينا بالتعليقات ... دمتم ابدا
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية من عند الله مباركة وسلام منه ورحمه وبركه ,,,,,,,
كل الاعوام وانتم بالف خير بمناسبه عيد الفطر المبارك وكل الاعوام والحياة لا تُحرم ابدا من نعمة تزين الارض وتهبها الانفاس الطيبة والدعوات الصادقه ...
لا حرم الله الارض من الامومه .........................
سألتموني ما هي المثالية في نظرك ؟ قلت ان يصير الانسان او ان يحاول ان يصير اقرب ما يكون الي الكمال فالكمال بذاته لم يُخص به البشر بل هو صفة من صفات رب البشر ..
سألتموني من هي الام المثالية في نظرك : قلت تلك التي تحترق لتنير درب الاخرين وتلك التي تحس بأمومتها تجاه مجتمع كبير ليس فقط تجاه ما ينتجه رحمها من امشاج ...
قيل لي هل امك تعتبرينها مثاليه ؟ قلت : نعم .. وعندما قلتها احتدمت لدي كل الذكريات في شريط سينمائي طويل جدا ... لا املُُ تكراره كلما اجتمعت عليّ الآلآم وهددتني بالانتصار على نجاحاتي ... تذكرتها .. وها انتم الآن تدفعون اليّ بالسطورلأخطها في حق امرأه احزنني جدا اننا الي الان لم نتمكن من رد جزء يسير من الذي لها علينا... كم يحزنني ذلك يحزنني جدا ,,,,,,, ان نطوق بدين عظيم كهذا ...
عندما كتبت اليكم قصتنا نحن وامنا في الاسفل لم اكن ابدا اُمني نفسي بأكثر من الذي رأيته في عينيها من دموع وهي تقرأها ومن عبرهٍ وهي تجاهد في اخفائها احسست ان ما بداخلي تجاهها قد وصل اليها بعباراتي البسيطة هذه .... عشت السنوات الماضيه وانا اسعي فقط لأكرمها واسعي معكم لتساعدوني على ان اكرم بها كل الامهات فكلهن يستحققن عن جداره تكريم يومي لهن وان نفرد مع جناح الذل جناح العرفان علنا نستشرف من تحت اقدامن رائحة الجنه التي لا تخطئها الانوف ........ دمتم لانكم تقومون بشئ اقل ما يقال عنه انه انساني رائع ... دمتم بحق ودمتم بخير.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اليكم قــصتنا وأمنا
كتبتُ كثيرا ولطالما عشقتُ هذا الفن الراقي الجميل ,, وشجّعني اكثر السيل الفيّاض من كلمات الاطراء والمديح التي تُكال لي ممن هم حولي اعجابا وتعليقاَ وتشجيعا ونقدا فحفزني ذلك وحملّني مسؤلية ان انُصف ذاتي من ذاتي وأن أعيش الصدق من خلال ما اسطرعلي الورق وان اتمدد بطول الشفافية في كل حالاتي مع القلم ... فتعلمتُ كيف الثم اليراع تقبيلا كلما خط الحق اينما كان وحيثما كان فكان القلم في زماننا هذا سلاح نجابه به الصعاب ,,,,,,,, رغم كل ذلك سادتي الاكارم اجدني اليوم عاجزه مكبلة حيال ما اريد ان اوصله اليكم ضعوا انفسكم مكاني واحملوا بين اناملكم قلما وحدثوا انفسكم انكم ستكتبون الآن عن امهاتكم عن ذكريات الطفوله وعن حليب الحنان الذي غذيتم به شرايينكم عن عبق المحبه الجارف الذي يغرق فيه كل ركن من اركان البيت وعن معاني الحياة وعن الخطوات الاولي والتأتأة الاولي التي نطقنا بها وعن اول مره نذهب فيها الي المدرسة واول مره ندخل فيها الي اروقة الكلية وعن بدايات كل الاشياء وبواكيرها انظروا بأنفسكم الي الكم الهائل من ذكريات الطفولة وهي تتداعي وتتصارع في الخروج من بوابات العقل والفؤاد وانظروا بانفسكم الي حشود الآهات وهي تتراص مكونة سد منيع لا تخترقة رصاصات الزمن الذي مضي بكل الجمال وكل الاشراقات ,,,,,,, دعوني ادخلكم الي عالمي قليلا الي ذكريات تحاول الان عبوري لترتدي حلة الكلمات الاكثر صدقا واستشعروا معي الحيرة الكلية التي انغمس فيها الان بماذا ابدا الكلام ؟؟! وماذا سأكتب ؟؟! وأي مفردة في العالم يمكنها ان ترتدي الآن ذكرياتي واحاسيسي وتكون بمقاسها ؟؟
اليكم سادتي امي ,,,,, كما أراها انا .. وكما احسها انا .. وكما اعرفها انا .. في قصة قصيره جدا لم تسعفني فيها الكلمات عن الاحاطه بكل معالم الجمال ومكامن النور فيها فتقبلوها مني هكذا وبكل تجرد وبساطة ,,,,,,, فقط اعلموا ان هناك احاسيس كثيرة مخبأة في داخلي لا تُكتب ابدا .........
بل تُحس فقط .................
هي امرأة عادية في شكلها ستينية العمر ترتسم في كل زواياها وملامحها معارك سنوات ضاريه خاضتها مع الحياة تارة وضدها تارات اٌخر ... في قسماتها تسكن طمأنينة الرضا عن النفس والقناعة بكل ما قسم الله لنا في هذه الحياة موفورة بشباب روحي يعاند جبروت الشيخوخة وبنشاط يهزأ من قدم ثالثة صنعتها لها يد الحياه هي عصاها تتوكأ عليها ولها فيها مآرب اخري .. معمورة بحب للكون وللناس لو ُقسم بالعدل على المعموره لخمدت نيران مستعرة اشعلها الانسان على الانسان ولأنتهت ألآم الحزاني وعرفنا ماهيه نعمة السلام .. امرأه بسيطة في ملبسها تميل الي الذهد قانعة من الحياة بصحة وراحة بال .. محنكة فصيحة اللسان مفوهه .... عميقة التفكير ... راجحة العقل .. تمشي الهويني بكل هيبة وتواضع تعلمت اول دروسها من الحياه نفسها انها ليست سوى دار ممر وان الدنيا دولاب يدور لا يبقي على حاله تشربت بمُثل ومفاهيم وضعها البعض في المتاحف الآن وقيم عُدت من النوادر والمنقرضات .....!!
ُأمٌ في امومتها كسائر الامهات فقولوا لي بربكم أهناك أم غير مثالية ؟! الا يكفيها هذا اللقب لتنال شرفها وتغدوا أقرب ما يكون للكمال والمثالية المطلقة ؟ حانية رؤؤم ككل من ارضعت ابنا لها ... طيبة يشرئب العطف من طيات كلماتها وتنساب الكلمات عطرا حينما تقولها... لا يزين كلامها الا كلام الله ولا تسرد حدثا دون ان تسبقه بالمشئية هكذا علمتنا ....
دعوني اسرد عليكم وقائع عشتها انا لأم رسمت بيديها تاريخي ومستقبلي انا ومستقبل خمسه آخرين من أخواني ومستقبل مئات من الاولاد والبنات هي امهم التي لم تلدهم فرب اخ لم تلده امك .. سأحكي لكم سادتي عن امرأة سمراء لفحتها شمس افريقيا واكتوت بنار الكفاح الطويل والعمل الدؤؤب ... والدتي المعلمة الجليلة والام الحنون والزوجه الوفيه ..منذ اربعون عاما تزوجت من والدي ذلك الرجل البسيط الذي يعمل في احدي المصالح الحكومية براتب متواضع وحياة تسير في بساطة اقرب ما تكون للضيق ,, كانت هي معلمة نشأت في أسرة تعشق العلم وتبجل المعلم اذ كان للكتاب مكانة مرموقه في حياتهم وكان يقاسمهم رواتبهم فربع الراتب يذهب الى المكتبات ! .. جاهد والدها العامل البسيط في السكك الحديدية ان تنال هي واختها واخيها الوحيد حظهم من التعليم في وقت كان فيه تعليم الأنثى من الرفاهيات التي لا تطالها احلام المساكين البسطاء وفكره يجب التكفير عنها لبعض الجاهلين الذين يرفضون فكره ان تخرج العقول للنور بل يجب ان يضرب عليها بسور عال ٍ خاصه ان كانت عقول النساء فيجب ان تقبع في ظلمات الجهل الدامسة ومستنقعات الظلام الفكري الآسنه ..... هكذا كانوا يفكرون في ذلك العصر من منتصف القرن الفائت ولكنها ( والدتى ) شبت عن الطوق وكسرت هذه الافكار البالية واثبتت انها من المتفوقات وانها جديرة بأن ينير العلم عقلها فتم ابتعاثها لتكملة دراساتها في جامعة ليدز بأنجلترا رغم كل ما كان يحف العملية التعليمية من مصاعب لتحصل بذلك على دبلوم الاداب في اللغة الانجليزيه وتحصل به على حرية فكريه كانت كنز ذلك الزمان وتحصل معه على مفاخره والدها بها وزوجها وعادت الي ارض الوطن السودان وبدأت حياتها العملية تأخذ خط سير واضح الرؤية .. رغم ان الظروف السئية ضنت عليها بالحياة السهله المريحه فكل شي كانت تنتزعه انتزاعا لاشئ يأتيها بطيب خاطر وقف والدي بجوارها وسارت الحياه بوتيرة واحده مكرره ونشاذ في احايين اخرى ...
اذا بوالدي وبعد فتره بسيطة يصارحها ان له زوجة اخري وكانت هذه المواجهة الاولي والاصعب التي جعلت من سفينه الحياة قشة تتقاذف بها المياه المتلاطمه يمنى ويسرى .. سرعان ما افاقت من وقعة اللطمه الاولي وسيطرت على انفعالات المرأه الثائرة داخلها وتعاملت بعقلها وبحنكة الواعيه المستبصره في الامور فما حدث قد حدث ولا شئ سيغير الواقع سوى التماشي معه بصبر المتفهم والمتوكل ... قامت واحتضنت ابناؤه بفطرة الام التي بداخلها جبلت عليها قبل ان تكونها ... فأمهم لم يكن لها حظ وافر من التعليم فساعدتها واشرفت علي تربيتهم بنفسها وعلى تعليمهم كأفضل ما تقدم أم لابنائها .. وعاشوا في توافق تام اسرتين بربان واحد .. الي ان رزقها الله ابنها البكر ولاء الدين كان قره عين لها على صبرها ثم عبد المجيد فمحمد المرتضي والفقيره لله كاتبة الاسطر اميمه فنورالدايم وآخر عنقودنا هبه ولما كانت الظروف المعيشية تزداد سؤاً في ظل هذه الاسرة الممتدة ومصادر الدخل المحدود جدا الذي لا يكاد يغطي ابسط الاحتياجات قررت امي ان تبحث عن الرزق في ارض اخري لله فأرض الله واسعة والرزق لا ندري بأي ارض يكون فألهما الله ان تسجل ضمن البعثه الدراسيه المنتدبه الي دولة الامارات وكان لها ما ارادت وبدأت بشاير الخير اذ احضرتنا معها وهي تشفق علينا من الحياة الصعبه وتضمنا تحت جناحيها من هجير الحياه اللافح وانخرطت في سلك التدريس تمارس عشقا تملكها وهي تقف امام ابنائها تغرس فيهم المثل وتنحت بيديها في صخور عقولهم التربيه قبل التلقين والاخلاق قبل التعليم ......ومن الجانب الاخر سافر والدي الي بلد اخر يتلمس فيه الرزق ليجابه هو ايضا متطلبات ابناؤه الاخرون وتولت والدتي رعايتنا والسهر علينا وتوفير كافة الاحتياجات الحياتيه لننعم بعيش هانئ طيب ..
مرت السنون على هذه الحال فاذا بوالدتي تقترح علي والدي ان يوافينا الي الامارات لنكون سويا على ارض واحده طالما اخترنا البحث عن الرزق خارج الوطن الام فلنكن يداً واحده خارجه وليلتئم شملنا في وطناٍ ثانٍ وبالفعل بدأت الحياة لتوها تفرج اساريرها وتبتسم لنا وانتظمنا في تعليمنا فقطعنا شوطا من التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي وجاء دور الجامعات وايضا كان عقل امي حاضرا معنا يسعفنا ويفكر نيابة عنا يرتب لنا ما اختلط علينا من اوراق فأقترحت ان يتم ارسال اخي الاكبر ولاء الدين الي جمهوريه المانيا ليتم تعليمه هناك ويصبح كما كان يحلم دائما طبيبا يخفف من معاناه الناس ويرسم الابتسامة في ثغر كل موجوع ثم تبعه اخي الثاني والثالث وباشروا في مقاعدهم الدراسية بحماس منقطع النظير وبمضاء عزيمة قل ان يوجد مثيله في شباب هذه الايام .......ولكن..... وفي منتصف الطريق تقاعدت والدتي ووصلت للسن القانونيه للمعاش في اثناء كل تلك السنوات كان والدي يبحث عن عمل دون جدوي فجلس مقيدا في المنزل 12 عاما كامله لا حيلة له فهو لم يدع بابا ظن ان فيه رزقا الا طرقه واثقل التفكير في مشوارنا الذي تعثر كاهله وهو محاصر بقله الحيلة وبألم اسمه عدم الاستطاعه لفعل اي شئ وهو يري والدتي تحاول معه عبثا النجاة بسفينة الاحلام التي ما ان اشرعت حتي بدأت رياح الحياة تعبث بها وتتقاذفها وتصاريف الزمن تنوشها فما كان من اخوتي الثلاثه الا ان اودعوا احلامهم في حقائبهم وتركوا مقاعد الدراسه مكرهين في بلاد الغربه التي لا ترحم فبردها قارس كجوعها تماما وبدأو العمل حاملين معهم طموحاتهم المبتوره تدفعهم الرغبه الاكيدة في سد تلكم الفجوه التي خلفتها والدتي بتقاعدها .. وآثروا ان يرفعو العبأ من والدتي التي احزنها جدا ان لا تكون هنا ايضا لتحملنا فوق رأسها وتنجوا بمستقبلنا الي بر الامان ... احزنها ذلك كثيرا .. وجلست في البيت مكسوره الخاطر فالعطاء عندها لا تقهره ولا توقفه سن معينة وهي لا زالت تحمل الثماراليانعه ... لم تنضب منابع عطائها بتقاعدها فهي ليست كحصان حكومي يحال عن الحياة بكبر سنه .... اوكلت امرها لله وبثته شكواها واودعتنا الله فهو نعم المولي ونعم الوكيل .... قاموا اخوتي المهمه نيابه عنها عملوا في المطاعم والمخازن وملاعب كره القدم وتولوا تمويلنا ودعمنا نحن واخوتي الاخرون تفانوا جدا في التضحية وتنازلوا عن سنوات دراستهم واحلامهم المؤجله حتي نمر من هذه المحنه ...
اذكرُ انني كنت حينها في السنة النهائية بكلية الهندسه واختي في السنة الثالثة بكلية القانون عندما رن صوت الهاتف كاسرا معه وحشة الليل البهيم المستغرق في صمته حاملا معه صوت امي الحزين وهي تطلعنا على امتحان اخر للقدر كان علينا ان نخوضه ومشئية الله التي لا راد لها ... قالت لنا والتسليم يملأ قلبها ان والدنا طريح مستشفي توام اذ اصيب بداء السرطان في الدم وانها ترافقه في المستشفي .. هي وحدها معه لا احد بجوارها يسندها او يخفف عنها ذلك المصاب الجلل الذي الم بنا سوي الله الذي لا يغفل ولا ينام ..
كان وقع الخبر صفعة كبري وخنجر غرز في وسط فرحتي بقرب تخرجي وانني كنت الاولي علي دفعتي في مشروع التخرج رغم كم المعاناه الهائل لم احزن كما حزنت حينها ولم يعتصر الالم قلبي كما كان وقتها وانا اري امي تخرج من حزن الي كرب ومن كرب الي فاجعه وبدأ اليأس يسيطر علينا ويقلق مضجعنا
احمد الله الآن وكل حين ان ايماننا بالله كان اكبر من المصاب وان قناعتنا بأن الله هو حسبنا ونعم الوكيل كان اعظم من كل المحن .. حزمنا امتعتنا انا واختي وحضرنا مسرعين لرؤيه والدي لنشد من ازره في صراعه ضد هذا الخبيث الذي اتلف دمه ونشد على ساعد امي التي تقف وحدها في القسم الآخر من كون الاحزان .... شهر واحد قضيناه بقربه واسلم بعده الروح الي بارئها مات وهو مكسور الخاطر ويحز في نفسه انه لم يستطع ان يجبر كسرنا ولم يستطع ان يقدم لنا طوق النجاة لمركبنا التي ابتلع البحرنصفها .... والريح تتهادي بنصفها الاخر ...
فقدناه والدنا قبل ان يري نجاحاتنا وكيف سنصارع بعده في هذه الحياه مع ام كافحت وسقتها الحياه كؤؤس العلقم كأسا تدار وكأسا تراق ... التفتت هي فوجدتنا كل منا غارق في دمعه وحزنه وانهزامه فالحياه بدأت ترفع شارة النصر علينا والالام بدأت تفوز بجولتها الاخيره علينا .. وبدأنا الترنح فهبت واسندتنا بعصاتها ووقفت بكل شموخ تلملم جراحنا واعادتنا مره اخري الي منتصف طريق الاحلام التي حدنا عنه دفعتنا لنتخطي ونتعالي على الوجع وضغطت معنا على مكان الجرح اوقفت النزف حافظت على رباطه جأشها لتكون المتكأ الوحيد لنا كما كانت دوما اشاحت عن اعيننا الغتامة السوداء واخجلتنا بصمودها وكبريائها هبت لتبحث عن عمل تعيلنا به وتضرب لنا به المثل كما كانت تفعل دوما فهي معلمة يجري حب التعليم بدمها اربعون عاما وهي تقف امام اللوح لون اصابعها السمراء تحولت الي اللون الطباشيري ... اربعون عاما خرجت الاجيال علمتهم الكثير علمتهم ان من يكن مع الله يكن الله معه وان ذكر الله ينقي القلب ويزيل الغمه علمتنا وعلمت معنا الاجيال ان لسانا يلهج بذكر الله هو لسان طيب وان الله ان احب عبده ابتلاه وان الصدق منجي وان الطموح طالما كان حق مشروعا هو منبع لقوة قلبية لا تلين ولا تعرف الهواده ابدا علمتنا والدتي ان المحن هي الاختبار الحقيقي لعزم الرجال وصبر النساء علمتنا درسا واقعيا عندما ابت ان تتقاعد عن الحياه وحملت عصاها لتعلم الطلاب في المدارس المسائية وتزرع الفكر النير في عقول الشباب علمتنا بهذا الصنيع ان العطاء والاجتهاد لا يحكمهما سن ولا تعفيهما ورقة انهاء الخدمات لم تشأ ان ترانا ونحن نقبر طموحنا ويذهب اليأس بآخر افراحنا وتقعدنا الابتلاءات من ان نثابر في الحياة .. شحذت هممها وباتت تقول لنا ان التضحية ابدا لا تكون لانك الجانب الاضعف لا بل العكس لانك الاقوى والاكرم والبقاء دوما للأفضل هذه كلمات ترن في اذني دوما لا انساها ضمناها قواميسنا .. وكانت لنا خير دليل .... واصدق مرشد ...
هأنذا كل يوم اوصل امي الي محراب العلم لتعطي الدروس وتساهم في تعليم الاجيال وهي في مشارف السبعين من العمر ..
واخوتي واصلوا مسيرة الحياة بعد ان انحرفت بهم عن جادة الطريق في تلك الليالي المظلمات فأخي ولاء الدين هدي الله به فتاة المانيه مسيحية الي الاسلام وتزوجها ولديه الان 3 بنات سيحسن باذن الله تربيتهم وبدأ اعماله الاخري في الاستيراد والتصديروالاعمال الخاصة وخدمه الجمعيات الخيريه في بلاد المسلمين واخي عبد المجيد اصبح فنانا تشكيليا له مراسم عدة في اوروبا وسفيرا بالريشة الجميله لوطنه وعروبته واسلامه محتفظا بأول قلم فحم اهدته له والدتي كأيقونة للعطاء والجمال واخي محمد رجع لمقاعد الدراسه وتخرج بحمد لله كمهندس طيران في مدينة كاسل الالمانيه بعد ان اصبح ابا لطفلين ونورالدايم تخرج كمهندس زراعي من جامعة الخرطوم تخصص الميكنه والتصميم وبدأ لتوه العمل واختي الصغري هبه اصبحت مستشارة وباحثة قانونية في مكتب للمحاماه ذو مكانه مرموقه وانا اعمل مهندسه معمارية واستشاريه لاحدي شركات المقاولات في القطاع الخاص وواصلت حياتي الزوجيه بعد تعثر وفشل ساعدتني والدتي ان اتخطاه الي بر الامان ولدي ابنا صغيرا يحمل اسم والدي رحمة الله عليه ..
واخوتي من الاب كل منه شق طريقه بالزواج والعمل والاستقرار وفي تواصل مستمر فيما بيننا... يجمعنا دم واحد لاب رقيق الاحساس شاعر مرهف كريم الخصال سرق المرض ابتسامته واخفي الموت صوت نكاته وقفشاته ودعواته التي كثيرا ما ملأت علينا البيت نتذكرها ونبكي على ايام كانت تكتحل بالحياة وصراعاتها
سادتي الاجلاء..
نستطيع ان نقول ان والدتي القت بنفسها في وجه الاعصار وانحني عودها الاف من المرات وبدأت شمعتها تذوب وتزوى ولكنها ما فتأت تتضرع الي الله وتستميت في صراعها بأدوات امرأة من الزمن الاول زمن التضحية والتفاني والحنكة والبساطه فقد راهنت على ترجيح كفة الايمان بالله والثقة بأنه ان لم نكن نراه فهو يرانا وهو أعلم بحالنا من انفسنا وفاز رهانها وما خاب ابدا ..........................
وتقبلوا كل تحياتي واحترامي
ملحوظه /
والدتي في الاسبوع الفائت كانت طريحه الفراش في مستشفي صقر برأس الخيمه .. اجريت لها عمليه في الرحم اذ كانت تنزف بشده حتي فقدت نص دمها فذودت بدم من متبرع يحمل نفس فصيلتها والان نحن بصدد انتظارنتائج العينه التي اخذت من جدار الرحم لنطمئن على انها بألف خير ارجوكم ادعوا لها معنا فلم يبقي لنا غيرها هي التي تجمع اسرتنا وتلم شعثنا ونستظل بوارف ظلها ونستضئ بها كالسراج المنير ...
كاتبته مهندسه / اميمه صلاح الدين عبد المجيد احمد
بريد الكتروني /
eng_omas@hotmail.com
o_s_a@hotmail.com
www.ashria.jeeran.com موقعي علي الشبكه /
المفضلات