النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: نقد النقد / حول المنهج النقدي/بقلم صلاح الدين سر الختم علي

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    نقد النقد / حول المنهج النقدي/بقلم صلاح الدين سر الختم علي

    ((عيسى الحلو )) .. تواضع العالم .. وصاحب الحجر في بحيرة السكون !!


    أن مهمة الناقد ليست ( إشاعة الظلام ) أو إقامة (حاجز نفسي ) بين القارئ والنص !

    بقلم / صلاح الدين سر الختم علي
    أتابع بشغف شديد واهتمام بالغ كتابات الأستاذ / ((عيسى الحلو )) المختلفة ، فهي كتابات عميقة وغارقة حتى أذنيها في الهم الثقافي المعاصر بكل فصوله وأبوابه ، وهي حافلة بالجديد المتميز دوما .
    وقد توقفت طويلا عند المقالة الهامة المنشورة في عدد الخميس 29/مارس/2001م جريدة الصحافة تحت عنوان (( قراءة في الإبداع السوداني الراهن )) ولعل أكثر مايستوقف القارئ لكتابات الأستاذ( عيسى الحلو ) هو تلك البساطة والتلقائية والمباشرة في عرض الأفكار العظيمة بكلمات بسيطة وصادقة ومعبرة دون الإغراق في بحر من المصطلحات او الكلمات الأنيقة التي وقع الكثير من الكتاب في حبائلها وغوايتها الى حد أن المتخصصين أصبحوا يحتاجون الى معاجم وتفاسير للاستعانة بها لرؤية طريقهم في دهاليز أولئك المتظاهرون بالثقافة !!
    - أن احد وجوه أزمة النقد في بلادنا هي ((الممارسة النقدية )) نفسها على قلتها – وبوجود استثناءات مضيئة لنقاد مجتهدون حاولوا السباحة عكس التيار- فالممارسة النقدية رسخت صورة ومفاهيم مغلوطة عن (( النقد )) و (( الناقد )) و (( ودور النقد )) و (( دور الناقد )) – الى حد أن البعض صار من المسلمات لديه أن الناقد هو ذلك الذي يقول عن الشئ المفهوم كلاما غير مفهوم دائما !! فكلما أوغل الناقد في الغموض وإشاعة الجهل بما ينتقده ارتفع درجة لدى الجاهلين !
    - غاب( النقد الباحث ) وغاب الناقد ( المؤرخ ) وغاب الناقد ( الكاشف ) وغاب الناقد القادر على كشف جوانب مجهولة من الإبداع حتى للمبدع نفسه
    - وبغياب النقد الحقيقي والناقد الحقيقي غيبت نصوص مبدعة وباهرة في النسيان – وغيب كتاب ومبدعون في مختلف حقول الابداع في مقبرة الصمت المفروض – وضرب جدار من الجهل والتجاهل على تراث أدبي وفني وثقافي وفكري سوداني عظيم ومتميز – واهيلت رمال النسيان على عبقريات سودانية متعددة في مجالات الابداع المختلفة .. وسادت عقلية تسعى الى (( الإلغاء )) لكل ما تجهله والى كتابة التاريخ من حيث بدأت هي – إن كانت لها بداية أصلا .
    لذلك فان المرء يدرك تماما مقدار الصدق الذي يشع من عبارة عيسى الحلو (( في كثير من الأحيان تضيع منا مواهب عبقرية بسبب غياب النقد الحقيقي .. النقد الجديد الذي يمكن أن يقود الحراك الفني بمهارة وحكمة .))
    أو قوله في نفس المقال :-
    إن تأسيس منهج نقدي سليم على كافة مستويات وأنواع الفنون هو ضرورة حضارية .
    - ولعل الذي لم يستطيع قوله قوله كاتبنا المبدع من باب التواضع وعفة النفس وحساسية المبدع ، هو إنه احد ضحايا غياب النقد الحقيقي في بلادنا .. فهو عبقرية سودانية لم يدرك أهل السودان قدرها أو إسهامها في مسيرة الأدب السوداني في مجال القصة والرواية ، ولم تنل إعماله القيمة حظها من الدراسة والتقيم والكشف والذيوع الذي يستحقه
    - ولعل اتجاه عيسى الحلو الى الكتابة النقدية مؤخرا يشكل محاولة من مبدع اكتوى بنار غياب النقد الحقيقي لتجنيب الأجيال الجديدة مرارة ما تجرعه هو والأصوات العظيمة من أبناء جيله بسبب غياب النقد والمنهج النقدي
    - ويقول (( عيسى الحلو )) بتواضع العالم :- (( كم أتمنى أن يشترك في هذا الذي أقول كل القادرين والممتلكين لأدوات النقد الحقيقي في هذا الوطن الجميل ... وما أنا هنا ألا أنني .. وجدت نفسها بين عيون قادرة على الرؤية – نقاد دارسون – مبدعون قادرون – ومتذوقون على درجة عالية للتذوق .. ولكنهم يحلمون بالأكثر جمالا ..))
    - أنها دعوة القابض على الجمر !! وانها دعوة الغارق في أعماق الجب !!
    - وانها دعوة المبدع ذو الشفافية العالية – وهل تضيع صرخته سدى ؟ أم أنها الحجر في بحيرة السكون ؟
    - وهل أبدو متشائما وقاسيا في محاولتي إلقاء حجر أخر في بحيرة السكون مع الأستاذ الجليل ؟!
    - ربما .. وربما لا .. ولكن تبقى هذه المقالة محاولة لمواصلة السجال الذي بدأه الأستاذ / عيسى الحلو في مقاله الهام حول النقد والمنهج النقدي .
    - وتبقى أهم القضايا التي طرحها المقال هي قضية محاولة الناقد امتلاك منهج .. فهذه أهم المصاعب التي تواجه النقد والناقد – فالناقد يمر بمرحلة من الوقت يكون فيها أدواته - بقراء مراجع نقدية ويحاول امتلك منهج ، وفي نفيس الوقت يتعين عليه ملاحقة النتاج الولي – أي انه يتعين الجمع بين عملية التثقيف وعملية التملك للمنهج الذي هو معرفة تتراكم عبر هذه العملية المزدوجة المعقدة – فالتثقيف هو النهر الذي يتزود منه الناقد بأدواته المنهجية ، والأدوات المنهجية هي التي تمكن الناقد من النظر في أعماق النهر كل يوم بعيون جديدة ترى بوضوح وغنى أكثر من زى قبل .
    - يسعى الناقد دائما الى اكتشاف العام والمتكرر والجوهري والمشترك – أي الى اكتشاف القوانين الداخلية لتطور هذا النوع اوذاك من الأنواع الأدبية أو الفنية – بعبارة أخرى يسعى الناقد الى صيرورة النقد ذاته علما له أسسه وقواعده وقوانين تطوره وحركته الداخلية .

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 22-03-2010 الساعة 08:04 AM
  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    إن النقد بهذا الفهم هو بحث وطرح لأسئلة لاتنتهي واقتراح لأجوبة قابلة للتبدل – وهو بالتالي يتضمن في ثناياه تقيما أو تحليلا وتبريرا للاسئلة والأجوبة ، وهو بالضرورة يتضمن قبولا أو رفضا – كليا أو جزئيا – لما يقوله النص أو ما يريد أن يقوله – وكذلك قبولا أو رفضا كليا أو جزئيا لما يقوله النص أو ما يريد أن يقوله - وكذلك قبولا أو رفضا لما يقوله لطريقة النص أو مبدعه في القول –أي ((البناء الفني)) – بعبارة اشمل وأدق ، النقد هوانتاج معرفة بالنص .
    - وفي هذا الإطار نفسه تقول الناقدة اللبنانية د/ يمنى العيد :- (( إن النصوص تحيط بنا تتكاثر بأزيائها الباهرة ، تحاصرنا تقوينا ، توفر علينا الجهد ، جهد الفهم والمعرفة ، تبث، توصل لتبقينا مجرد متلقين – الثقافة غدت في جانب منها ، منتجة من قبل هذه النصوص خاضعة لما تخضع له – أي خاضعة لان تكون ثقافة تلقين – وترويج ، وتوظيف ، متحكمة وصاحبة سطوة ، لذا برزت ضرورة القراءة – أو هذا النشاط الشخصي والنقدي ، امتلاك سبل المعرفة بحقائق الأمور وقدرة مسائلتها )).
    - على انه ينبغي التنبيه دائما الى ان سعى الناقد الى امتلاك سبل المعرفة أو امتلاكه لأدوات مفهوميه تضئ له السبيل ليس الغرض النهائي منه انفراد الناقد بـــــــــ ((أسرر المعرفة )) وليس الغرض منه ((إبهار القارئ )) بقدرات الناقد ، بل أن الهدف الرئيسي هو تمكين الناقد من لعب دور الدليل الذي يقود أناسا يمتلكون معارف أولية الى اكتساب معارف أكثر ثراء وغنى ، والى اكتشاف مفاتيح النقد ودهاليزه وإسراره.
    - لذلك كلما كانت قدرة الناقد في توصيل الأفكار والآراء والتذوق الفني اكبر – وكلما كانت لغته بسيطة ومباشرة كلما تمكن من أداء وظيفته ، وكلما اقترب النقد من كونه ملكة يملكها كال قارئ وبالتالي يتحول القارئ من مجرد متلق الى منتج واع ، وبالتالي يساعد النقد في إيصال رسالة النص ومحمولة الى قطاعات أوسع وتجعل تأثيره اكبر .
    - لا ندعي في هذا المقام امتلاك منهجية نقدية متكاملة – لكننا نقول أننا نسعى ليكون النقد علما ونسعى الى بلورة منهجية نقدية تحاول جاهدة التزام العلمية والصرامة والموضوعية وتطوير المعرفة من خلال الممارسة النقدية نفسها ، ونلتزم التزاما صارما بثوابت أساسية منها :-
    - أولا / أن النقد قراءة ، وليس من نص نقدي بدون نص مقروء او مسموع او مرئي .
    - ثانيا / إن النقد هو إظهار المضمر وبالتالي النقد هو اكتشاف للنص فليس النقد نقدا اذا لم يكشف ولم يتشف .
    - ثالثا / تستوجب القراءة النقدية التسلح بالمعرفة .
    - رابعا / إن الكتابة صدق وحقيقة ، وان الجمال يأتي من الصدق والحقيقة ومن قدرة الكاتب والناقد عن التعبير عما يشعر به بصدق وبساطة بدون تعقيد وبموضوعية تبتعد عن الذاتية والإحكام الجزافية المعممة .
    - إن عملية النقد في الحقيقة هي عملية هامة جدا ولازمة وضرورية لتطور أي نوع من أنواع الإبداع – والنقد أساسا هو قراءة النصوص ، والقراءة نشاط ذهني يمارسه القارئ

    النقد نص ولكنه نص يعتمد على نص أخر . لذلك يمكن القول بيقين انه ليس من نص نقدي بدون نص مقرؤ .
    - وليس النقد نقدا حين يمهل النص أو النصوص ويطلق إحكامه ويحاول فرضها على النصوص أو حين يكتفي بنظرة خارجية لا ترى دواخل النص ولا تستكشف دلالته وأسراره التي أخفاها بين طياته – أم ما يقوله النص او ما يريد قوله خاضع في العادة لعملية صياغة تخص محمولها فيصير سرا ودلالة خفية تتوزع بين طيات النص .
    - وجوهر عملية النقد هو عملية إظهار الخض المضمر في الصياغة وانطاغه وهي عملية تحتاج الى أدوات تساعدنا في تحقيقها وإلا أصيبت تلك العملية بالتعثر وعجزت عن الإقناع .
    - ويحتاج النقد الى عدة أدوات ، والأدوات أحيانا مفاهيم ، وبهذه الأدوات تتمنهج القراءة، فتصير قادرة نسبيا على رؤية النص في دواخله وكشف خباياه ومعرفة ما يقول .
    - وقد تختلف الأدوات أو المفاهيم باختلاف مناهج القراءة – وهذا الاختلاف ليس معزولا عن اختلاف المنطلقات الفكرية التي تعتمد على القراءة للنظر في النص .
    - لكن اختلاف المنطلقات يظهر أثره في تفسير الدلالات – أي في الستخدام الغائي .للاداة
    - والقراءة المنهجية لا تعني عملا أليا وتطبيقا حرفيا لهذا المفهوم او ذاك ؛ بل تعني على وجه الدقة استعانة الناقد بمعارف مفهوميه تضئ له سبل البحث وتساعده على تلمس طريقه وكشف ما يحمله النص وما يقول وما يريد قوله ، وحتى أسباب القول وطريقته في القول بمعنى أخر عملية إظهار المضمر والخفي والبنية الفنية .
    - ويمكن تلخيص ما تقدم بهذه الجملة :- النقد قراءة مستضيئة بأدواتها ، وقادرة على الانتقال من التلقي الى المساءلة ومن التقليد الى التملك ومن رصد الفعل الى المشاركة في الفعل ومن الاستهلاك الى الانتاج .
    - والكتابة النقدية كتابة بحثية بطبيعتها ، كتابة ينبغي أن تتوفر فيها كل شروط البحث العلمي – وهي ليست كتابة صحيفة يتعين عليها تغطية كل ما يصدر من نتاجات .
    - كما أن الا ختيار لنص بعينه أو نصوص بعيينهاا هو في حد ذاته موقف نقدي .
    - أن مسؤولية الناقد هي (( الإبانة )) و(( الكشف )) و((الإرشاد)) و(( التوجيه )) و(( التقيم)).
    - إن مهمة الناقد ليست هي (( إشاعة الظلام )) وليست(( إقامة حاجز نفسي )) بين القارئ وعملية القراءة أو (( النص )) – بل إن مهمة الناقد هي كسر هذا الحاجز الوهمي بين القارئ النص وذلك عن طريق الكشف عن دلالات النص وعن الجوانب الفنية فيه والغاية منها وأوجه تفرد النص .
    - فالنقد هو تبادل للمعرفة – النسبية بطبيعتها – ونشر لها وانتاج لها واختبار لها في خلال عملية محاورة ( النصوص ) و(( قراؤها )) و(موضوعها) .
    لهذا السبب فان النقد الذي يغرق القارئ في بحار من المصطلحات – الاكادمية و غير الاكادمية – المعقدة,هو نقد محكوم عليه بالغربة والنفي و(( حوار الطر شان ))

  4.  
  5. #3
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    وهو نقد يحكم على النصوص التي يتناولها بذات المصير – الغربة والنفي - لأنه يأخذ بها من الضوء الى العتمة وليس العكس – انه نوع من الكتابات التي توسع الهوة بين النصوص وبين القارئ بدلا من ردمها عن طريق تمليك القارئ أدوات مفهوميه تنير له ظلام النص وما غمض منه عليه وما يكمن خلف ذلك(( الإضمار )) .
    - إن هذا النوع من النقد هو نقد يدعى(( المعرفة )) و ولكنه يحتكرها ويحجبها في الحقيقة .
    - ويدعى الكشف لكنه يهيل الرمال على النصوص بدلا من الكشف عنها انه نقد (( صفوي )) يدعو الى أن تكون عملية القراءة عملية نخبوية محصورة في قلة قليلة تمسك بعصا المعرفة وحدها وتعتمد ((الغموض)) وزرع الشعور لدى القراء بدونية معارفهم وقصر فهمهم و بعجز تزوقهم الفني عن بلوغ المكانة السامية لأولئك النوابغ !!
    - أننا لا تدعو الى استسهال النقد أو ابتذاله , إنما ندعو الى تجنب الأبراج العاجية و الى التركيز على المنهجية في القراءة والتحليل والى بلورة منهج يتحامل مع النص لا كمجرد مضمون أو تكنيك ، بل يتعامل معه كبناء له خصائص وشكله ونبض كتابته – كل ذلك من خلال ممارسة تحليله لا تقفل كون النص نفسه يتعين النظر إليه في إطار الظرف التاريخي والاجتماعي الذي يعبر عنه والذي ولد في ظله وترعرع
    - أهمية النقد :-
    - إن العمل الادبي بحاجة دائمة الى النقد ، فالناقد ينير الطريق ، ويقيم الانتاج ، ويعقد الصلة بين النص وبين الجمهور القارئ ... والناقد الحقيقي يكشف حتى للكاتب المبدع جوانب من نفسه وفنه قد يجهلها الكاتب نفسه .
    - وهو كذلك الذي يكشف للقراء حقيقة العمل الادبي .
    - المثال الذي يضرب حول أهمية النقد للعمل الأدبي هو قصة رواية (( الفهد )) للكاتب الايطالي ( جوزيب تومازي دي لاميدوز )التي ظهرت في عام 1958م . وكان كاتبها قد توفى قبل ذلك بمدة قصيرة – ولم يكن اسم هذا الكاتب معروفا في عالم الأدب على الإطلاق . فلم يعرف عنه انه كتب كتابا من قبل أو نشر بحثا في جريدة أو مجلة ، وحين ما فرغ من روايته التي شكلت جهد عمره كله واشتغل عليها عاما كامل بعث بها الى دار(( موندادوري )) للنشر في ميلانو . فردت إليه الرواية باعتبارها رواية غير جديرة بالنشر ، ثم بعث بها الى دار نشر أخرى فردت إليه من جديد ومات (( تومازي )) حزينا كسيفا وهو يعتقد انه قد أضاع جهده عبثا في كتابة رواية تافهة !!..
    وبعد وفاته علم الناقد (( جورجيو بساني )) بأمر الرواية ، فسعى إلى أرملة المؤلف واخذ المخطوطة وقراها بعناية ، فأعجب بها وكتب لها مقدمة وضع بها المفتاح في يد القارئ . ثم دفع بالرواية إلى احد الناشرين والى ميلانو. وظهرت الرواية التي كانت من قبل تعتبر غير جديرة بالنشر وأخذت طباعتها تتلاحق بسرعة غريبة بمعدل ثلاث طبعات في الشهر الواحد . حتى بلغت طباعتها خلال الستة شهور الأولى ثمانية عشر طبعة . وخلال سنتين ونصف حوالي سبعين طبعة . وترجمت
    الرواية إلى جميع اللغات الحية ومنها العربية في عام 1974م . وظهرت في فيلم سينمائي بالايطالية لعب بطولته ( بيرد لانكسيتر و كلوديا كارديناتي ) . وشغلت الرواية الصحف والمجلات وانشغل الكتاب والنقاد بالكتابة حولها وأصبحت الرواية على قمة الأدبية المعاصرة .
    وليس من شك إن الناشرين الذين رفضا الرواية إنما رفضاها لعدم شهرة صاحبها – والشهرة أهميتها في نظر الناشرين ولم يكن المضمون الرواية والعمل الفني فيها اعتبار في هذا الرفض .
    وأوضح إن الناقد عندما ملك القراء مفاتيح العمل الروائي كشف عن قيمة العمل وقام عن خلق الصلة بينه وبين القارئ .
    وفي حدود بلادنا فان الكتابة النقدية التي كتبها الناقد (( رجاء النقاش )) عن أدب (( الطيب صالح )) في بداياته كان لها دور كبير في ذيوع ذلك الأدب والتعريف به .
    أن قضية النقد في بلادنا تحتاج إلى وقفة جادة من جميع الجهات ذات الصلة . ولضعف مؤسسات رعاية الثقافة والإبداع في بلادنا دور كبير في تلك الأزمة – لذلك فإننا نضم صوتنا لصوت الكاتب الكبير (( عيسى الحلو)) بضرورة إدارة حوار عميق حول قضية النقد والنقاد .

    المــــــــــــــــراجع :-
    مقال صحفي بعنوان (( قراءة في الإبداع السوداني الراهن )) بقلم الأستاذ / عيسى الحلو صحيفة الصحافة السودانية 29/مارس /2001م صــــــــــــــ8 .
    -الناقدة اللبنانية الدكتورة/ يمنى العيد / الراوي الموقع والشكل .
    - مقالة للدكتور عيسى الناعوري – مجلة الدوحة القطرية – السنة الثالثة – العدد 35 صفحة 76-ــ 81 .
    - بحث غير منشور لكاتب السطور بعنوان (( ملامح من القصة السودانية )) نشرت أجزاء منه بصحيفة الصحافة السودانية.
    بقلم / صلاح الدين سر الختم علي
    هذا المقال منشور بصحيفة الصحافة السودانية العام 2001

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 22-03-2010 الساعة 08:00 AM
  6.  
  7. #4
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية صابرحسين
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    حي مايو وسط
    المشاركات
    1,522

    جهد مقدر استاذي صلاح وأنت تحيط بموضوع أهمية النقد من كل جوانبه ومن خلال القراءة كلما حدثني نفسي عن مداخلة أجدك قد تعرضت لها بموضوعية تفوق ما حدثني نفسي به ، الناقد مثل الجراح الماهر الذي يعمل في هذا القلب المفتوح (النص) وكما اسلفت لا بد من إمتلاك جميع أدوات المعرفة لممارسة هذا العمل ، وكما ذكرت أن ذلك الأمر ليس آلياً ، بمعنى أنه من يمارسه إنسان مهما إمتلك من أدوات المعرفة له ميوله الفكرية التي قد تُسخر هذه المعرفة والتجربة في إمتهان النقد وتوجييهه حسب هذه الأفكار ، كمثال إذا عرضنا نص لمجموعة من النقاد وكل ينتمي لفكر مغاير للآخر هل المعرفة المكتسبة وأدواتها تخرج لنا نقداً موضوعياً خالي من آي تعصب لفكر ! أم أن ذلك مستحيلاً من حيث الواقع ؟ وما السبيل لجعل الناقد متجرداً من آي ميول أو هوى نفسي عند ممارسته للنقد .....
    مع خلص تحياتي وتقديري

    وإذا خلوت بريبة في ظلمة
    والنفسُ داعيةُ إلى الطُغيانٍ
    فاستحٍ من نظر الإله وقل لها
    إن الذي خلق الظلام يراني
  8.  
  9. #5
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابرحسين مشاهدة المشاركة
    جهد مقدر استاذي صلاح وأنت تحيط بموضوع أهمية النقد من كل جوانبه ومن خلال القراءة كلما حدثني نفسي عن مداخلة أجدك قد تعرضت لها بموضوعية تفوق ما حدثني نفسي به ، الناقد مثل الجراح الماهر الذي يعمل في هذا القلب المفتوح (النص) وكما اسلفت لا بد من إمتلاك جميع أدوات المعرفة لممارسة هذا العمل ، وكما ذكرت أن ذلك الأمر ليس آلياً ، بمعنى أنه من يمارسه إنسان مهما إمتلك من أدوات المعرفة له ميوله الفكرية التي قد تُسخر هذه المعرفة والتجربة في إمتهان النقد وتوجييهه حسب هذه الأفكار ، كمثال إذا عرضنا نص لمجموعة من النقاد وكل ينتمي لفكر مغاير للآخر هل المعرفة المكتسبة وأدواتها تخرج لنا نقداً موضوعياً خالي من آي تعصب لفكر ! أم أن ذلك مستحيلاً من حيث الواقع ؟ وما السبيل لجعل الناقد متجرداً من آي ميول أو هوى نفسي عند ممارسته للنقد .....
    مع خلص تحياتي وتقديري
    نقد (الصّحّاح في اللغة)
    نَقَدْتُهُ الدراهمَ، ونَقَدْتُ له الدراهمَ، أي أعطيته، فانْتَقَدَها، أي قبضها.
    ونَقَدْتُ الدراهم وانْتَقَدْتُها، إذا أخرجتَ منها الزَيْفَ.
    والدرهم نَقْدٌ، أي وازِنٌ جيِّدٌ.
    وناقَدْتُ فلاناً، إذا ناقشته في الأمر.

    نقد (لسان العرب)
    النقْدُ: خلافُ النَّسيئة.
    والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم وإِخراجُ الزَّيْفِ منها؛ أَنشد سيبويه: تَنْفِي يَداها الحَصَى، في كلِّ هاجِرةٍ، نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ ورواية سيبويه: نَفْيَ الدراهِيمِ، وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو دِرْهام على القياس فيمن قاله.
    وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. الليث: النقْدُ تمييز الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مصدر نَقَدْتُه دراهِمَه.
    ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته فانتَقَدَها أَي قَبَضَها.
    ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ منها الزَّيْفَ.
    وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه، قال: فَنَقَدَني ثمنَه أَي أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً.
    والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ.
    وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر. قال سيبويه: وقالوا هذه مائة نَقْدٌ، الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ؛ وقوله أَنشده ثعلب: لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما يمسكون الذكور.
    ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما تُنْقَر الجوزة.
    والمِنْقَدَةُ حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ.
    والنقْدةُ ضربةُ الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب.
    ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛ قال خلف: وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة، يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة أَي يشقُّها عن دَمها.
    ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه، والمِنْقادُ مِنْقارُه.
    وفي حديث أَبي ذر: كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فقال: إِني صائم، فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً؛ وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ.
    ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً، وهو مثل النَّقْر، ويروى بالراء؛ ومنه حديث أَبي هريرة: وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا (* قوله «تهذرون الدنيا» قال ابن الاثير: وروي تهذرون يعني بضم الذال، قال: وهو أَشبه بالصواب يعني تتوسعون في الدنيا. بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النظر نحوه.
    وما زال فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه.
    والإِنسانُ يَنْقُدُ الشيءَ بعينه، وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له.
    وفي حديث أَبي الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ تركوك؛ معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله،

    ومن هذا العرض للنقد لغة
    نجد ان النقد يقصد به في مقام الادب التمييز والتعريف والعرض للشئ استحسانا واستقباحا وعرضا وبيانا
    بعد اعمال الفكر في الشئ المتناول بالنقد
    ومن المهم ان ندرك ان النقد ليس تقييما نهائيا او مثاليا للنص بل هو وجهة نظر قابلة للخطا والصواب والقبول والرفض كليا او جزئيا

  10.  
  11. #6
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    حي دردق
    المشاركات
    4,715


    النقد يا صديقي كما اسلفت علم وله قواعده وحيثياته

    ويجب علي الناقد التقيد بأصول هذا العلم المهم

    فالناقد ينظر الي موضوع النقد بزوايا مختلفة يستنبط منها كل ما يبرز بعض ما خفي من نقاط علي القارئ

    وايضا يتناول بعض نقاط القوة والضعف

    بحيث يسلط الضوء علي بعض النقاط التي قد يختلف او يتفق فيها مع الكاتب

    وهو بذلك ينير الطريق امام الكاتب من ابراز النص أمام الكاتب

    فالكاتب الحق يستفيد من كل كلمة ناقدة طالما اتبع الناقد مؤسسية النقد

    وهو علم مهم يا أستاذي الكريم

    وعيسي الحلو هو احد الذين برزوا في هذا العلم

    طوقوا كثيرا من النصوص بجمال حروفهم المتبصرة

    و ديالكتيك عيسي الحلو كان من امتع الصفحات التي أبدا بها يومي

    تحياتي لك سيدي وانت تغوص في عمق هذا الجمال

    لك تحياتي واكيييد لي عودة

    (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
  12.  
  13. #7
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    الاخت الكريمة تغريد
    كالعادة مرورك في الميعاد ويحمل اضافة وينم عن قراءة متعمقة للموضوع وليس مجرد مجاملة
    لك الود

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid