النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: لشكل والمضمون في القصة السودانية(1)/دراسة نقدية/ صلاح الدين سرالختم علي

     
  1. #1
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    الشكل والمضمون في القصة السودانية(1)/دراسة نقدية/ صلاح الدين سرالختم علي

    (1)قضايا المرأة في القصة السودانية محوراً
    كانت المرأة في بواكير الانتاج القصصي صورة مستلفة ومأخوذة من علي البعد ؟
    المرأة في قصة (الطيب صالح) واقعة تحت حصار وقهر مركبين وصوتها الخافت هو سر قوة التعبير عنها
    (ود الريس) رمز للقيم السلبية و(حسنة بنت محمود) رمز للمرأة السودانية الجديدة
    هذه دراسة حول المضمون والشكل في القصة السودانية ننشرها في اجزاء. وقد سبق نشرها بالصحف .

    نواصل دراستنا الباحثة الناقدة في القصة السودانية ( حقبةالخمسينات والستينات) وما قبلها نموذجا .. ولقد عنينا في احد اهم محاور البحث بدراسة المضمون في القصة السودانية وذلك عن طريق تصنيف اهم المواضيع التي اهتمت القصة في الفترة موضوع البحث بابرازها وزاوية التناول التي تناولتها منها والقوالب الفنية التي عبر عن طريقها كتاب تلك القصة عن تلك المضامين . وقد كانت اهم ثمار تلك الدراسة وذلك التصنيف اننا تعرفنا علي اهم القضايا التي طرحت نفسها بقوة علي المجتمع السوداني آنذاك وبالتالي فرضت نفسها علي الكتاب والمفكرين فعبروا عنها فنيا . وقد تناولنا في الاجزاء السابقة من هذه الدراسة قضية (الهجره من الريف الي المدينه) باعتبارها احد المضامين المتكررة في نصوص قصصية عديدة ، ونتناول في هذا المقال والذي يليه موضوع قضايا المرأة في القصة السودانية مع تناول بعض النماذج القصصية السودانية التي اقتضي منهج البحث تناولها ومن ثم نوالي نشر دراستنا للمحاور الاخري التي استخلصناها من دراستنا لنصوص قصصية متنوعة لكتاب متعددين في الفترة موضوع الدراسة ونامل ان نسهم بذلك في استجلاء بعض الجوانب الخفية من الابداع السوداني في هذا الجنس الادبي ، آملين كذلك ان تفتح هذه المحاولة المتواضعة لدراسة الابداع السوداني من حيث الكيف الطريق امام دراسات اخري اعمق واكثر دقة وعلمية وان تكون هذه الدراسة بمثابة مواد خام اولية لمن يعقبنا في دراسة هذا الابداع الذي عاني طويلا من التجاهل والجحود والنسيان . ونعتذر مقدما اذا جاءت محاولتنا هذه أقصر من هامة هذا التراث العظيم فقد اردنا فقط القاء حجر في بحيرة السكون !! .
    شكلت المرأة وقضاياها حضورا مهما ودائما في القصة العالمية والسودانية ، ونستطيع القول لان طرح قضايا المرأة عبر القصة السودانية قد كان متاثراً بمستويات تطور المجتمع السوداني وطبيعة القضايا التي احتلت موقع الصدارة من الاهتمام في كل مرحلة من مراحل نهوضه وتطوره .
    فنجد في النصوص القصصية الاولي قصة الثلاثينات ان المرأة في القصة لا تعدو ان تكون سوي أفق رومانسي حالم ضبابي الملامح لا يعرف القصاصون الا اوصافه الخارجية فقط التي تتركز غالبا في (جمال الشكل) ذلك الجمال الصارخ الذي لا يقاوم والذي تكون صاحبته موضعا للنزاع فتيان القرية او المدينه مثل (فاطمة) بطلة قصة (البرتكان) لحسن احمد يس التي حرموها من الزواج ممن تحب وزوجوها رغما عنها الي كهل ثري له زوجتان عداها ! .
    والمرأة في قصة الثلاثينات مستكينة وخاضعه لقدرها ولمشيئة الزوج مثال ذلك (زنوبة) زوجة المامور في قصة (عرفات محمد عبد الله ) التي تحمل اسم (المامور) حيث تقول (زنوبة) في مسكنة ومذلة حين تعرف انه تزوج بامرأة اخري في غيبتها الطارئة (لابأس في ذلك وهذا شئ احلته لك الشريعة) .
    ونلاحظ ان المرأة في بواكير الانتاج القصصي السوداني هي عباره عن (مفاهيم) وصور راسخة في الذهن وصور مستلفة من القصص الرومانسي العربي القديم والمترجم وهي بتعبير ادق (صورة مأخوذة من علي البعد) او قل (من الخارج) وليست كائنا واقعيا من لحم ودم ومشاعر واحاسيس و آمال وخيبة أمل .
    وهذا امر له تفسيره العلمي الذي يكمن في ان المرأة في مجتمعات اولئك الكتاب كانت (غائبة أو مغيبة) ولم تكن تلك المجتمعات قد عرفت بعد ذلك الخروج الواسع للمرأة الي العمل أو التعليم أو المساهمة الواسعة في مختلف أوجه الحياة ، وكانت المنازل قائمة علي الفصل ما بين (حوش الرجال) الذي لا تطأه اقدام النساء الا في غيبة الرجال ولاغراض تهيئته لاستقبالهم وراحتهم و (حوش النساء) الذي لا تطأه اقدام الرجال الا في حدود ضيقة جدا وفقا لقواعد معينة ، ولعلنا جميعا نذكر القصص التي يرويها بعض المعاصرين لشعراء الحقيبة الاوائل حول اضطرار بعضهم الي التنكر في ثياب النساء حتي يحظوا برؤية وجه جميل يحرض قريحتهم علي ان تجود ببعض الشعر .
    وهكذا وكما كانت المرأة في حياة هؤلاء الرواد (صورة علي البعد) جاءت كتاباتهم القصصية عنها (صورا تقريبية) مبنية علي الخيال والاماني وبعيدة كل البعد عن المعايشة لواقع تلك المرأة وعاجزة عن تصويره من الداخل أو الاقتراب منه بصورة صادقة تعبر عن هموم (الاغلبية الصامتة) تعبير واقعي .
    ولقد أدي (فرض الصمت) والانزواء علي المرأة السودانية في تلك الفترة وعدم وجود تعليم لها و محدودية فرص العمل لها وعدم خروجها الي العمل والتعليم الي تقليل فرص الاحتكاك بين الجنسين وبالتالي أدي ذلك عمليا الي افقار قصة الثلاثينات فيما يتعلق بالمرأة وهمومها وقضاياها ، فالتجربة الذاتية كما هو معلوم أحد أهم واخصب مصادر الكتاب في مجال القصة والرواية ..
    ولقد شهدت الاربعينات تزايد فرص تعليم وعمل المرأة واتساع مشاركتها في الحياة العامة في المجتمع السوداني وواكب ذلك التحول الاجتماعي بروز ظاهرة ادبية جديدة وهامة جدا في مجال القصة السودانية الا وهي بروز الكاتبة القصصية الرائدة (ملكة الدار محمد) كأول كاتبة قصة سودانية وكان فوز قصتها (حكيم القرية) بالمرتبة الاولي في مسابقة الاذاعة السودانية في العام 1947م بمثابة إعلان قوي عن ميلاد هذه الموهبة الجديدة التي اقتحمت عالم كتابة القصة وكانت اعلانا اخر

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 25-02-2010 الساعة 11:51 PM
  2.  
  3. #2
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    مفاده ان (الأغلبية الصامتة) قد بدأت تتحدث عن نفسها . وقد كان التغيير الذي أحدثته (ملكة الدار محمد) في الكتابة عن المرأة تغييراً كبيراً ومحسوسا ، فالمرأة عندها هي صورة من الداخل وليست أفقا بعيدا لا ملامح له كما كان سائدا في الكتابات الاولي في الثلاثينات ، والمرأة عندها ليست شيطانا ولا ملاكا ولكنها إنسان مذبوح من الوريد الي الوريد بعدة سكاكين (سكين الاضطهاد – سكين الادانة المسبقة – سكين التغييب – سكين عدم الاستماع اليها وإخراسها) .
    والمرأة في قصة ملكة الدار هي دائما الضحية التي ينجو جلادها دائما بفعلته ويشاركه المجتمع بالقبول بها والسكوت عليها ومعاقبة الضحية وحدها .
    ففي قصة (حكيم القرية) تقع المرأة ضحية للشائعات التي يطلقها ذوي الغرض حول شرفها كما هو حال (عجبة)اجمل بنات القرية التي يروج عنها انها علي علاقة آثمة بحكيم القرية (الغريب) ويتبين في الختام عدم صحة ذلك ، والنموذج الآخر للمرأة في نفس القصة هو الفتاة المشوهة التي نبذها المجتمع بسبب التشويه الذي لا يد لها فيه فتحاول ايذاء المجتمع بترويج الشائعات الكاذبة عن الفتيات الجميلات ، عندما ينكشف أمرها تحصل علي التعاطف فهي الأخري ضحية لنظرة المجتمع غير المنصفة للمرأة تلك النظرة التي تهتم بالشكل الخارجي وتعمي عن رؤية جمال الداخل ، وتذكرنا هذه الشخصية بشخصية (نفيسة) في قصة نجيب محفوظ (بداية ونهاية) . وفي قصة (متي تعودين) تكرر ملكة الدار محمد صورة المرأة الضحية لظلم مزدوج حيث يدفعها هجر الزوج لها وفقرها ومطاردة الذئاب البشرية لها الي الوقوع في الخطيئة وحين يكتشف إخوتها وأمها ذلك يفتكون بها فتكا جماعيا وتتحمل الام المسئولية وحدها وتدخل السجن بينما ينجو الرجل الذي غرر بها وأخوتها الرجال من العقاب وتكتشف الأم في السجن ان ابنتها كانت ضحية وليست مجرمة .
    وفي قصة (المجنونة) لملكة الدار تعاني (مسعدة) بطلة القصة من الفقر والترمل في شبابها بسبب تزويجها الي كهل علي حافة القبر دون رضاها فتضطر الي الهجرة العشوائية الي مدينة (الأبيض) حيث تمسي هدفا لاطماع الرجال الذين ينظرون ليها كهدف سهل ويخطط أحد القوادين لتحويلها الي (مومس) وما بين الضغوط الخارجية وما بين الصراع الداخلي تنتهي مسعدة الي الجنون بعد ان دفعها القواد الي التخلص من طفلها عن طريق قتله لان وجوده بما يمثله من براءة يحول بينها وبين الانجراف وتبرع الكاتبة في تصوير صراع الخير والشر حين تظهر كراهية القواد الشديدة للطفل في مقابلة رائعة تعكس مظهرا خارجيا للصراع بين الخير والشر في نفس البطلة .
    وقد حدثت نقلة نوعية اخري مع بروز تيار الواقعية في القصة السودانية في مطلع الخمسينات علي يد (الزبير علي) و (خوجلي شكر الله) حيث برزت نظرة مختلفة الي المرأة وقضاياها مواكبة للنهوض والمد التحرري الذي ساد العالم آنذاك حاملا معه العديد من المفاهيم الجديدة في جبهات الفكر والثقافة والسياسة والادب . وكان لابد لذلك كله من ان ينعكس علي وعي المثقف السوداني وان ينعكس بالتالي علي انتاجه الادبي عموما والقصصي خصوصا . كما ان انخراط طلائع النساء المتعلمات في النضال الوطني العام وانفتاح ابواب العمل السياسي والنقابي امامهن ونشاة تنظيماتهن الحديثة ، كل هذه العوامل مجتمعة ادت الي بروز نماذج نسائية واقعية في النصوص القصصية وادت الي بروز قضايا محددة في تلك النصوص عوضا عن الآهات العاطفية المفتعلة في قصة الثلاثينات – مثال تلك القضايا (حق المرأة في التعليم والعمل واختيار شريك الحياة ) وكذلك تمت إعادة النظر في بعض القضايا والظواهر الاجتماعية التي كان المجتمع والكتاب ينظرون اليها بمنظور اخلاقي بحت وذلك بمعالجتها من خلال النظر الي الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي ادت الي بروزها علي السطح . المثال لما تقدم (ظاهرة سوء الظن في المرأة) التي عالجها القاص (عثمان علي نور) في قصته (بعد أسبوع) حيث يفسخ احد الشبان خطوبته بعد أسبوع واحد لانه شاهد خطيبته في حديقة عامة مع أحد زملائها في العمل !! . المفارقة الساخرة كانت مقصودة فنيا وفكريا. فاخذت القصة شكلا كاريكتيريا ساخرا.
    والمثال الآخر قصة (الأسوار) للقاص الدكتور (محمد ابراهيم الشوش) التي عالجت ظاهره عدم المساواة بين الجنسين وملثها قصة (القطار) للقاص ( أحمد الامين البشير) احد أهم الاصوات القصصية التي طمرها غياب النقد الكاشف.
    وايضا عالج كتاب القصة ظاهرة البغاء في نصوص عديدة ابرزها (إمرأة وصورة علي الجدار) للقاص علي الملك وقصة (المياه الآسنة) للقاص احمد محمد ابراهيم الذي له اسهامات نقدية بارزة.
    ولقد ادي خروج وانفتاح بعض المتعلمين السودانيين علي مجتمعات اخري اكثر تطورا من المجتمع السوداني وعلي اوضاع النساء فيها ومكانة المرأة في الانتاج الادبي والفكري لتلك المجتمعات ادي ذلك بهؤلاء المثقفين الي عقد مقارنات مضنية للروح بين واقع النساء في تلك المجتمعات وبين واقع المرأة السودانية في تلك الحقبة ودفعهم ذلك الي اعادة النظر في كثير من مواقفهم وماهبهم ومسلماتهم علي ضوء المعارف الجديدة . وتحمس بعضهم الي افكاره الجديدة والي فكرة (تحرير المرأة) بشكل عاطفي فتوقف عند قشور مظاهر التحرر دون ان ينفذ الي جوهره ، وتحمس البعض الاخر الي افكاره الجديدة حماسا مقننا بالمعرفة وبمحاولاته الدائبة لتبني مواقف سليمة توازن بين خصوصية الشخصية السودانية وخصوصية المجتمع السوداني وبين مقتضيات التطور والتحديث فلم يندفعوا في حماسهم الي ذلك الحد الذي يمجد الحاضر ويقدسه او يلغي الخصوصية ويشطب إرثه الثقافي والديني والانساني بجرة قلم ويتقبل الوافد دون تحفظ او تمحيص ، وأنكفات فئة ثالثة منهم علي الواقع الموجود تزينه وتمدحه وتدعو الي تقديسه والمحافظة عليه باسم (الاصالة) حينا وباسم (الدين) احيانا اخري ، ولقد انعكس هذا الصراع بين الافكار والفئات الاجتماعية علي القصة السودانية وكتابها الذين كانوا جزءا من ذلك الصراع وتمردوا علي بعض مظاهره . فعبروا بشكل او باخر عنه في كتاباتهم القصصية التي اصبحت تنحو منحي واقعيا في الاقتراب من قضايا المرأة وأصبحت النماذج الانسانية في قصتهم أكثر حضورا وأقرب الي الواقع السوداني وأقرب الي هموم المرأة السودانية وأشواقها من ذي قبل .
    وبرزت كتابات جديدة مختلفة كليا في قوالبها الفنية ومضامينها وزاوية تناولها ونماذجها الانسانية في مجال القصة السودانية ، مثل كتابات (ملكة الدار) التي مهدت الطريق لكتاب الموجة الثالثة البارزون امثال (محمد ابراهيم الشوش – الطيب صالح – عثمان علي نور – احمد الامين البشير – عيسي الحلو – جمال عبد الملك ( ابن خلدون) – ابوبكر خالد – حامد محمود وافي – ميرغني حسن علي) الذين قدموا نماذج نسائية مختلفة عن نماذج المرأة التي سادت في قصة الثلاثينات .
    وتبقي كتابات (الطيب صالح) هي الأكثر تميزا في هذا الصدد بالرغم من ان شخصياته النسائية جاءت في اطار (روايات طويلة) ولم تكن أيا منها تمثل الشخصية المحورية في العمل الروائي ، بالاضافة الي ذلك بعض قصصة القصيرة . ولعل أهم ما يميز كتابات (الطيب صالح) هو بعدها التام عن الهتافية والخطابة وتعبيره عن أفكاره داخل حدود وامكانيات (الشخصية القصصية) والنص القصصي والروائي دون افتعال للمواقف أو تدخل شخصي في سياق الاحداث . لذلك كان تعبيره عن قضايا المرأة وهمومها أكثر صدقا وواقعية ، فالمرأة في كتابات (الطيب صالح) واقعة دائما تحت (حصار) و(قهر) مركبين وصوتها الخافت جدا في قصة (الطيب صالح) بالذات هو سر قوة التعبير عنها ، وكونها شخصية (ثانوية) مظهرا و(محورية) فعلا أمرا مقصودا في قصة (الطيب صالح) ويرتبط بالمضمون المراد التعبير عنه ، المثال لذلك شخصية (مريم) في رواية (مريود) حيث نجد انها شخصية ثانوية في الرواية في الظاهر حيث نجد ان حكايتها موزعه ومبعثرة داخل الرواية ، حيث يبدأها الراوي في مكان ثم ينقطع السرد وتتداخل أحداث أخري ويبدو وكأن الرواي نسي (مريم) .. ثم يعود فجأة ليواصل سرد حكايتها من حيث توقف .. ثم ينقطع السرد مرة اخري وهكذا .. ونلاحظ أن الحديث عن (مريم) في

  4.  
  5. #3
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    الرواية دائما يكون باستخدام ضمير الغائبة وهي لا تتحدث كثيرا في الرواية ولا يهتم (الطيب صالح) بتقديم وصف جسدي خارجي لها ولكنه يهتم كثيرا بوصفها من (الداخل) وبتصوير احلامها ، وبالرغم من كونها شخصية ثانوية في الرواية لكن صورتها وشخصيتها تنطبع في ذهن القارئ اكثر من (مريود) نفسه !! انها البطلة الحقيقية للرواية .. لكنها البطلة المغيبة داخل السطور مثلما هي في مغيبة في الحياة الحقيقية!! .
    كذلك الحال بالنسبة لزوجة (مصطفي سعيد) (حسنة بت محمود) في رواية (موسم الهجرة الي الشمال) فهي تتفق مع (مريم) في رواية (مريود) في كونها (شخصية ثانوية) في الرواية (ظاهرا ) ولكنها شخصية حاضرة في الرواية حضورا طاغيا الي درجة انك تحس احيانا بان (مصطفي سعيد) ظل لها .
    ويبقي تمرد (حسنة بت محمود) علي المصير الذي أريد لها حين زوجوها غصبا عنها الي ذلك الكهل المنهوم الي الجنس (ود الريس) ويبقي قتلها له ثم إنتحارها بعد ذلك بتلك الصورة الدرامية المثيرة ، يبقي صورة حية في الوجدان تجسد إرادة المرأة الجديدة التي ترفض التعامل معها كسلعة تباع لمن يدفع الثمن وترفض العبث بحقها في الإختيار الواعي لشريك الحياة ، إن (الطيب صالح) يرتفع بحسنة بت محمود الي مرتبة الشهداء عندما يجعلها تقدم علي ذلك الفعل الجرئ وكأنها أرادت بفعلها أن تهز ضمير المجتمع الساكن وتقول للجميع إن تزويج إمرأة ضد إرادتها جريمة لا تغتفر ولا يمحوها الا الدم وكأنها أرادت بتضحيتها أن تحمي النساء الأخريات من أن يسقن الي ذات المصير بحسبان إن قتلها (ود الريس) سيجعل الناس يفكرون طويلا قبل إجبار امرأة أخري علي القبول بزواج وزوج لا تريدهما !! .
    وحتي يمكن فهم الرمز في موسم الهجرة الي الشمال نقتطف هذه العبارات التي قالها (ود الريس) للراوي (محيميد) حين كان يناقشه حول رفض (حسنة) الزواج منه ( لن أتزوج غيرها .. ستقبلني وأنفها صاغر .. هل تظن أنها ملكة أو أميرة .. الأرامل في هذا البلد أكثر من جوع البطن .. تحمد الله انها وجدت زوجا مثلي) وفي موقع آخر يقو ود الريس للراوي ( اسأل نفسك لماذا ترفض بنت محمود الزواج . أنت السبب ، لا شك أن بينك وبينها شيئا .. وما دخلك انت؟ أنت لست اباها ولا أخاها ولا ولي امرها انها ستتزوجني رفم أنفك وأنفها ، أبوها قبل وأخوانها قبلوا . الكلام الفارغ الذي تتعلمونه في المدارس لا يسير عندنا ، هذا البلد فيه الرجال قوامون علي النساء ) .
    وحين أستنجد الراوي ( محيميد) بصديق طفولته (محجوب) ليمنع هذا الزواج ويوقف (ود الريس) عند حده كان رد فعل محجوب قوله ( انما اذا كان ابو المرأة وأخوانها راضين فلا حيلة لأحد ) .
    وحين قال له محيميد ( ولكن اذا كانت لا تريد الزواج) قاطعه محجوب قائلا انت تعرف نظام الحياة هنا . المرأة للرجل . والرجل رجل حتي لو بلغ أرذل العمر) وحين أستنكر محيميد منطق محجوب قال له محجوب ( الدنيا لم تتغير بالقدر الذي تظنه . تغيرت أشياء – طلمبات الماء بدل السواقي – محاريث من حديد بدل محاريث من الخشب – أصبحنا نرسل بناتنا للمدارس – راديوهات – اوتومبيلات – تعلمنا شرب الويسكي والبيرة بدل العرقي والمريسة لكن كل شئ كما كان ) .
    وهكذا يقرر (محجوب) بهذه الكلمات البسيطة حقيقة هامة وهي الحقيقة القائلة بان التغيير في وعي الناس بطئ جدا ولا يحدث بالسهولة والسرعة التي يحدث بها التغيير في الحياة المادية وان الوعي وتغيير افكار الناس واعتقاداتهم أمر يطول ويطول ولا مجال للعجلة والتسرع في شانه أو فرضه قسرا ونلاحظ ان كل العبارات التي اقتطفناها من الرواية تجسد تجسيدا أمينا أوضاع المرأة السودانية في وقت كتابة الرواية وربما حتي الان حيث نجد ان حق المرأة في الاختيار لا يأبه به أحد سوي (حسنة بت محمود) و(محيميد) بينما يقف المجتمع كله ضد رفض (حسنة) لود الريس ، وفي مرحلة أخري يقف المجتمع كله ضدها حين قتلت (ود الريس) ونفسها : قال جد الراوي عنها ( لعنة الله علي النسوان – النسوان أخوات الشيطان).
    وقالت (بت مجذوب) عنها ( الفعل الذي فعلته بنت محمود لا يجري به اللسان – شئ ما رأينا ولا سمعنا بمثله لا في الزمن السابق ولا اللاحق ) .
    وقالت والدة محيميد (نساء اخر زمن .. وكله كوم والفعل القبيح الذي فعلته كوم ).
    وقال محجوب ( احمد الله انك لم تتزوجها – الفعل الذي فعلته ليس فعل بني ادم فعل شياطين ) .
    وانفعل محيميد فقال (حسنة لم تكن مجنونة – كانت اعقل امرأة في البلد – انتم المجانين .. كانت أعقل امرأة في البلد وأجمل امرأة في البلد .. حسنة لم تكن مجنونة ) .
    فرد محجوب عليه ساخرا ( انها لم تكن تساوي مليما لولا الحياء ما كانت تستاهل الدفن . كنا نرميها في البحر او نترك جثتها للصقور ) .
    ونلاحظ ان جميع اهل القرية أدانوا فعل (حسنة بت محمود) ولم يدن أيا منهم إجبارها علي الزواج من (ود الريس) الذي حاول ان يجامعها بالقوة حين رفضت رغم تزويجها السماح له بان يمسها فقد كانت تري في قرارة نفسها ان ذلك العقد الذي تم بالاكراه (عقد باطل) ولا يعطي ود الريس في مواجهتها حقوق الزوج علي الزوجة وكانت تري في محاولته مجامعتها بالقوة إغتصابا واعتداء علي الشرف يخولها حق الدفاع وهو ما فعلته وهو فعل مشروع دفاعا عن النفس والعرض .
    والواقع شرعا وقانونا ان (حسنة) امرأة ثيب وليس لابيها او أخواتها ولاية عليها وإنما ولايتها لنفسها علي نفسها ولما كان أاهلها قد زوجوها الي (ود الريس) ضد ارادتها فان ذلك الزواج باطل ولها حق الامتناع عن معاشرة الزوج والمطالبة بفسخه ولها حق الدفاع عن نفسها اذا حاول أخذها بالقوة . ولكن اهل القرية جميعا نظروا الي الأمر من زاوية أخري وهي زاوية الاعراف والتقاليد ونظرة المجتمع الي من يشق عصا الطاعة عليه وأدانوها دون أن ينظروا الي الأمر من الزاوية الصحيحة وحتي والدها برر موقفه المخالف للشرع (إجبارها علي الزواج) بقوله ( انه لا يصبح اضحوكة ، يقول الناس ابنته لا تسمع كلامه) فهو يخشي الناس وكلام الناس ولا يخشي نواهي الشرع التي تمنع إجبار المرأة الثيب .
    ونلاحظ ان الشخص الوحيد الذي استحسن فعل حسنة وأيده هو (مبروكة) الزوجة الأولي لود الريس التي صاحت في النساء حين عدن من المقبرة ليبكين معها زوجها القتيل ( يانساء .. كل وحداة تروح في حالها .. ود الريس حفر قبره بيده . وبنت محمود بارك الله فيها خلصت منه القديم والجديد ) ثم زغردت وقالت للنساء ( نكاية فيكن .. التي لا يعجبها تشرب من البحر ) .
    ونلاحظ ان مبروكة رأت في فعل (حسنة) قصاصا مشروعا وليس جريمة كما رأي ذلك بقية أهل القرية جميعا ، ونلاحظ ان مبروكة رأت في ود الريس مجرما نال ما يستحق من عقاب وليس شهيدا أو قتيلا !!! .
    ان نظرة مبروكة الي ود الريس هي نظر الضحية الي الجلاد ، فهي لا تري فيه الا جلادا له جرائم (قديمة) و(جديدة) ونلاحظ هنا ان وعي مبروكة التي كانت واقعة تحت قهر ود الريس وعانت منه ما عانت كان وعيا متقدما علي وعي بقية الناس الذين لم يستطيعوا النظر الي حادثة قتل حسنة له من الزاوية الصحيحة ولهذا السبب فان مبروكة سامحت حسنة وأيدتها وزغردت إستحسانا لفعلها ودعت الله ان يباركها .
    ان (ود الريس) في القصة رمز اكثر منه انسان من لحم ودم وكذلك الحال بالنسبة لحسنة بنت محمود فهي شخصية رمزية ترمز الي المرأة الجديدة التي تعاني من مصادرة حقها في الاختيار ومن النظرة غير المنصفة اليها ومع ذلك تتمسك بحقوقها وتواجه من يحاول اهدارها او امتلاكها او اغتصابها او التعامل معها كسلعة وموضوع للجنس فقط ويلغي شعورها ومشاعرها وانسانيتها بكل القوة والشراسة اللازمة ولا تتورع في التضحية بنفسها من اجل حياة حرة لغيرها . لذلك فان مقتل ود الريس في موسم الهجرة الي الشمال هو (موت رمزي) يقصد به مصرع القيم السلبية التي جسدها ود الريس وانتصار القيم الجديدة الناهضة التي جسدتها (حسنة بنت محمو د) ونلاحظ ان ذلك الموت وذلك الأنتصار محدودين بحدود معركة واحدة من معارك الحياة وذلك أمر مقصود اراد به الكاتب القول بان القيم الجديدة كسبت جولة فقط ولم تكسب الحرب باكملها اي ان الصراع لا يزال مستمرا .
    صلاح الدين سرالختم علي
    فبراير 2000

    للدراسة جزء آخر يرد تباعا
    والدراسة جزء من بحث منشور للكاتب علي صفحات صحيفة الصحافة خلال الفترة(1999 ) الي( 2003)
    تحت عناوين مختلفة حسب الجزء المنشور والاجزاء هي فصول البحث الذي سيري النور قريبا ككتاب بعنوان (القصة السودانية _دراسة في الشكل والمضمون)

    التعديل الأخير تم بواسطة صلاح سر الختم علي ; 25-02-2010 الساعة 11:48 PM
  6.  
  7. #4
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية كاظم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    مدني - عووضة
    المشاركات
    681

    الحبيب الأستاذ صلاح
    تحياتي وجميل أمنياتي لك بالصحة والعافية دائماً
    حيوية هذه الدراسة وأهميتها في تقديري الخاص نبعت من تناولها لموضوعين ظلا لفترة طويلة وإلى الراهن المعاش في مقدمة المواضيع التي تناولها المتخصصون والنقاد في السودان بالبحث والدراسة على مستويات عدة، فالمرأة في الأدب السوداني (قصة، رواية، شعر ، غيره ) تظل قضية جديرة بالدراسة دائماً طالما ان خلاصة هذه الدراسات تقود إلى إلقاء الضوء على وضع المرأة السودانية في الراهن المعاش بتتبع هذا الوضع عبر تاريخ طويل وعريق لهذا البلد الذي شهد تغيرات على كافة المستويات سواء ان كانت إجتماعية أو سياسية أو ثقافية منها عبر هذا التاريخ، وفي الجانب الآخر تبرز أعمال الطيب صالح كأحد أهم الاعمال التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لزمن طويل، إلى الحد الذي جعل معظم الكتاب والنقاد يصنفونها في خانة (كتب التاريخ) بما تحمله رويات الطيب صالح من نقل حي وصادق وشفاف لحركة المجتمع وحياة الناس، ولعله أمر محمود جداً في تقديري أن يلجأ السودانيون إلى إنتاج وطني خالص في سبر أغوار تاريخ غامض دفن مع رجال آثروا ألا يكتبوا ما يعرفون لأسباب أجهلها تماماً وهذا موضوع ربما تناولناه في مقام آخر، عموماً أنا مستمتع تماماً بمتابعة هذه الدراسة وما إحتوته من معلومات غزيرة جداً ومحكمة وإعمال بصيرة فنية ونقدية نافذة لك أستاذنا صلاح في هذه المعلومات ومن ثم إستخلاص نتائج أرى انها منطقية جداً في سياق الاستدلال الذي طرحته من خلال قراءتك المتأنية جداً لمحتوى ومضمون القصة السودانية في فترات مختلفة.
    وحقيقة الأمر أن لي عدة مداخلات في نقاط بعينها في هذه الدراسة كنت أود طرحها عبر هذه المساحة ولكن إشارتك إلى أن لهذه الدراسة (بقية) جعلني أفضل تأجيل هذه المداخلات إلى نهاية الدراسة استناداً على أنه ربما كان في بقية الدراسة ما أود طرحه.
    تقبل وافر إمتناني أستاذنا صلاح وفي إنتظارك.

    كاظم الزعيم
  8.  
  9. #5
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاظم مشاهدة المشاركة
    الحبيب الأستاذ صلاح
    تحياتي وجميل أمنياتي لك بالصحة والعافية دائماً
    حيوية هذه الدراسة وأهميتها في تقديري الخاص نبعت من تناولها لموضوعين ظلا لفترة طويلة وإلى الراهن المعاش في مقدمة المواضيع التي تناولها المتخصصون والنقاد في السودان بالبحث والدراسة على مستويات عدة، فالمرأة في الأدب السوداني (قصة، رواية، شعر ، غيره ) تظل قضية جديرة بالدراسة دائماً طالما ان خلاصة هذه الدراسات تقود إلى إلقاء الضوء على وضع المرأة السودانية في الراهن المعاش بتتبع هذا الوضع عبر تاريخ طويل وعريق لهذا البلد الذي شهد تغيرات على كافة المستويات سواء ان كانت إجتماعية أو سياسية أو ثقافية منها عبر هذا التاريخ، وفي الجانب الآخر تبرز أعمال الطيب صالح كأحد أهم الاعمال التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لزمن طويل، إلى الحد الذي جعل معظم الكتاب والنقاد يصنفونها في خانة (كتب التاريخ) بما تحمله رويات الطيب صالح من نقل حي وصادق وشفاف لحركة المجتمع وحياة الناس، ولعله أمر محمود جداً في تقديري أن يلجأ السودانيون إلى إنتاج وطني خالص في سبر أغوار تاريخ غامض دفن مع رجال آثروا ألا يكتبوا ما يعرفون لأسباب أجهلها تماماً وهذا موضوع ربما تناولناه في مقام آخر، عموماً أنا مستمتع تماماً بمتابعة هذه الدراسة وما إحتوته من معلومات غزيرة جداً ومحكمة وإعمال بصيرة فنية ونقدية نافذة لك أستاذنا صلاح في هذه المعلومات ومن ثم إستخلاص نتائج أرى انها منطقية جداً في سياق الاستدلال الذي طرحته من خلال قراءتك المتأنية جداً لمحتوى ومضمون القصة السودانية في فترات مختلفة.
    وحقيقة الأمر أن لي عدة مداخلات في نقاط بعينها في هذه الدراسة كنت أود طرحها عبر هذه المساحة ولكن إشارتك إلى أن لهذه الدراسة (بقية) جعلني أفضل تأجيل هذه المداخلات إلى نهاية الدراسة استناداً على أنه ربما كان في بقية الدراسة ما أود طرحه.
    تقبل وافر إمتناني أستاذنا صلاح وفي إنتظارك.
    اشكرك ايها الرائع كاظم علي المداخلة الجميلة المحفزة وان شاءالله انشر بقية الاجزاء تباعا في موقعنا المتفرد

  10.  
  11. #6
    عضو ذهبي
    Array الصورة الرمزية تغريد
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    حي دردق
    المشاركات
    4,715

    أستاذي الكريم صلاح الدين

    يوما بعد يوم تدهشنا بشئ جديد يزيدنا فرحا بوجودك بيننا

    وهذه الدراسة النقدية كنز ثمين

    فهي مدرسة يكل ما تحوي الكلمة من معاني

    ساعود اليك بعد اكتمال الدراسة

    ولا شك أننا سنستفيد كثيرا جدا من هذا البوست

    (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )
  12.  
  13. #7
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تغريد مشاهدة المشاركة
    أستاذي الكريم صلاح الدين

    يوما بعد يوم تدهشنا بشئ جديد يزيدنا فرحا بوجودك بيننا

    وهذه الدراسة النقدية كنز ثمين

    فهي مدرسة يكل ما تحوي الكلمة من معاني

    ساعود اليك بعد اكتمال الدراسة

    ولا شك أننا سنستفيد كثيرا جدا من هذا البوست
    اشكرك مشرفتنا المتميزة تغريد علي أهتمامك
    واتمني ان تفتح الدراسة حوارا مهما حول الموضوع

  14.  
  15. #8
    عضو جديد
    Array الصورة الرمزية د.عمرأحمدعبدالكريم
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ودمدني/المدنيين مربع16
    المشاركات
    99

    المرأة في القصة السودانية

    ا
    الأخ الأديب صلاح تحياتي بقدر إبداعكم
    أعجبني أسلوبكم الناقد وأنتم تخوضوت في بحر الأدب السوداني وإبداعاته القصصية في موضوعٍ يُعد من المداخل المهمة في الدراسات الأدبية النقدية الحديثة،فالمرأة في الشعر العربي أخذت موقعها منذ البدايات الجاهلية حيث حُظِيتْ باهتمام الشعراء،وظلت هكذا حتى ظهرت القصة القصيرة والرواية العربية في شكلها ومضمونها الذي عليه الآن مما جعل النقاد يحللون موضوعات الأدب (الشعر-القصة) في الدراسات الأسلوبية والبنيوية في المدارس النقدية الحديثة بتقسيم النص بدءاً من العنوان كمدخل للدراسات التفكيكية.
    والمرأة في القصة السودانية (محور دراستك) موضوع (مشروع كتاب) كما وضحت ذلك ، أعتقد أنه من الموضوعات المهمة لربط الأدب السوداني بواقعه منم جانب وبممارساته وتقاليده من جانب آخر كما رأينا في قصص الطيب صالح،على سبيل المثال.
    أخي إنها خطوات أدبية واثقة ،وفقك الله باحثاً وأديباً ناقداً..

  16.  
  17. #9
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرأحمدعبدالكريم مشاهدة المشاركة
    ا
    الأخ الأديب صلاح تحياتي بقدر إبداعكم
    أعجبني أسلوبكم الناقد وأنتم تخوضوت في بحر الأدب السوداني وإبداعاته القصصية في موضوعٍ يُعد من المداخل المهمة في الدراسات الأدبية النقدية الحديثة،فالمرأة في الشعر العربي أخذت موقعها منذ البدايات الجاهلية حيث حُظِيتْ باهتمام الشعراء،وظلت هكذا حتى ظهرت القصة القصيرة والرواية العربية في شكلها ومضمونها الذي عليه الآن مما جعل النقاد يحللون موضوعات الأدب (الشعر-القصة) في الدراسات الأسلوبية والبنيوية في المدارس النقدية الحديثة بتقسيم النص بدءاً من العنوان كمدخل للدراسات التفكيكية.
    والمرأة في القصة السودانية (محور دراستك) موضوع (مشروع كتاب) كما وضحت ذلك ، أعتقد أنه من الموضوعات المهمة لربط الأدب السوداني بواقعه منم جانب وبممارساته وتقاليده من جانب آخر كما رأينا في قصص الطيب صالح،على سبيل المثال.
    أخي إنها خطوات أدبية واثقة ،وفقك الله باحثاً وأديباً ناقداً..
    الحبيب الاديب الأريب عمر
    سعدت كثيرا بقراءتك الفاحصة وكلماتك العميقةواشكرك شكرا كثيرا

  18.  
  19. #10
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية ودتابر
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    قطر - الدوحة
    المشاركات
    639

    أستاذنا .. واديبنا الرائع .. صلاح



    متابع أنا .. ولكن مثل هكذا تحليل وحضور نقدي وأدبي مثف بحاجة منا لإعادة القراءة مرات ومرات

    وفي إنتظار كلما ستنثره لنا هنا .. حتى ندلوا بدلونا ورأينا


    وما نحن بأهل معرفة وليس لنا أن ندعيها ..

    إنما منكم نتعلم ونتلمس الطريق لنعرف كيف نكتب



    وحقيقة فهذا البوست يستحق التثبيت لأهميته ..
    وهذه دعوة مني لمشرفتنا الدكتورة ذات الرأي السديد



    لك مني كل الود والتقدير

    حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي .. وطن شامخ وطن عاتي
    وطن خير ديمقراطي
  20.  
  21. #11
    عضو برونزي
    Array الصورة الرمزية صلاح سر الختم علي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودمدني سابقا 114 ومايو
    المشاركات
    1,436

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ودتابر مشاهدة المشاركة
    أستاذنا .. واديبنا الرائع .. صلاح



    متابع أنا .. ولكن مثل هكذا تحليل وحضور نقدي وأدبي مثف بحاجة منا لإعادة القراءة مرات ومرات

    وفي إنتظار كلما ستنثره لنا هنا .. حتى ندلوا بدلونا ورأينا


    وما نحن بأهل معرفة وليس لنا أن ندعيها ..

    إنما منكم نتعلم ونتلمس الطريق لنعرف كيف نكتب



    وحقيقة فهذا البوست يستحق التثبيت لأهميته ..
    وهذه دعوة مني لمشرفتنا الدكتورة ذات الرأي السديد



    لك مني كل الود والتقدير
    اخي المفضال الحبيب ود تابر
    اشكرك علي التقريظ والاقتراح
    واتمني ان نستطيع اثارة حوار حول الموضوع فالحركة النقدية بحاجة الي اصوات جديدةشابة تستطيع ملاحقة النتاج الادبي الجديد للاجيال الناهضة متسلحة بمعرفة عميقة بجهود وافضال الرواد حتي لاتبدأ من الصفروان شاء الله نواصل مشروعنا النقدي جنبا الي جنب مع كتابتنا القصصية والروائية
    ولا ندعي الاحاطة بل هو جهد المقل
    وانما نبتغي فقط القاء حجر في بحيرة السكون
    واجلاء الابداع السوداني الثمين
    لك ودي

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid