فوزيه
28-03-2006, 07:33 PM
ثقتى فى نفسى كبيرة وسكوتى على الاتهامات لايعنى أن بى عيوبا
المولى وحده يعلم أننى ظلمت ولا أخشى سوى ربى وخصوصياتى من حقى وحدى
لااعتمد على جمالى ونجاحى فى الفن يؤكده حجم مبيعات البوماتى الغنائية
أجرت الحوار : نادية عثمان مختار
الفنانة ندى محمد عثمان (ندى القلعة) صوت فنى استطاع ان يثبّت قواعده بقوة فى الساحة الفنية فى السودان ، ورغم وجود الكثيرات من المطربات القديرات والمجيدات طربا وغناءا جميلا الا ان ندى القلعة كانت وحدها الصوت النسائى الذى ثارت من حوله الكثير من الاقاويل حول فنها وادائها ، وملامحها سلبا وايجابا ، ولان ندى القلعة هى الفنانة الاكثر اثارة للجدل فى الشارع السودانى الان ، فكان لابد من الالتقاء بها لالقاء المزيد من الضؤ على شخصيتها ، وحياتها الفنية ، والخاصة ، وكان أن ذهبت ( صفحة عكس الريح بجريدة الاضواء ) اليها فى منزلها العامر بمنطقة (جبرة) فالتقتنى مرحبة بشوشة وكان هذا الحوار الذى سننشره على هذه الصفحة ، وقد فجّرت ندى القلعة خلال هذا الحوار الكثير من أسرار حياتها الخاصة والعامة فماذا قالت هذا ماسنعرفه من خلال حلقة هذا الاسبوع عزيزى القارئ من خلال صفحة عكس الريح اليكم اعترافات الفنانة ندى وبوحها الصريح من خلال هذه الحلقة الاولى :
حدثينا أولا متى كانت البداية الفنية ومن الذي اكتشف موهبة الغناء لديك؟؟
ندى: زوجي وليد إبراهيم حجازي هو أول من اكتشف ندى القلعة الموهبة الغنائية، وذلك من خلال مشاركاتي معه بالمراكز الشبابية الفنية ومنها مركز اورتشى بالعزوزاب، ومن قبل ذلك في الدورات المدرسية، حيث كانت الصديقات تعلقن على صوتي ويصفونه بأنه جميل، ويشجعونني على الغناء، إلا اننى حقيقة لم أتوقع في يوم من الأيام أن أكون ندى القلعة الفنانة المعروفة الآن ولكنها الصدفة هي التي اختارت ذلك ولعبت دورا كبيرا في حياتي.
متى كانت المرة الأولى التي وقفتي تغنين فيها أمام جمهور عريض ؟؟
ندى: كنت فى بداياتى (بشيل) مع البنات فى ترديد الاغنيات ، وصادف ان كنت فى احدى المناسبات مع زوجى عازف الاورجن ، وطلب منى ان اشارك بالغناء مع الفنان الذى كان يغنى فى الحفل وأسمه عمار ، ووافقت تحت اصرارهم وقد كنت اشعر بالخوف الشديد جدا (واعصابى بايظة) لكن (سبحان الله) عندما غنيت ضاعت منى الرهبة وكنت كأننى متمرسة على ذلك تماما ، والغريبة اننى لم اكن جادة عندما وافقت على الغناء الا ان الناس كانت جادة تماما معى وظهر ذلك من خلال تجاوبهم الشديد وهذه كانت اول الخطى لى فى طريق الفن الحقيقى .
القلعة من أين اتى هذا اللقب تحديدا وهل انتى من مواليد هذه المنطقة العريقة ؟؟
ندى: اسم القلعة نسبة لمنطقة الكلالكة القلعة فقد كنت اسكن فيها ودرست فى مدارسها ، وتزوجت فيها ، ولكنها ليست منطقة مولدى ، وقد ولدت فى حى الزهور ومن مواليد (1-2-1975م) .
وهل كان منطلقك فى عوالم الفن الغنائى من محطة غناء البنات ؟؟
ندى: لا.. فميولى لاتتجه الى غناء البنات كثيرا ، ولكنى احب غناء الحماسة تحديدا ، واغنيات الشجن ، ولااحصر نفسى فى لون معين.
ومن هو أول فنان قلدتى او تغنيتى باغنياته ؟؟
ندى: ( انا ماغنيت لزول ) لكنى كنت احب غناء عائشة الفلاتية وتغنيت لها ، لكنى لم اقلدها .
ولكن معظم اهل الفن المشاهير الان بدأوا بتقليد الاخرين ؟؟
ندى : لا ..انا لم أقلد ولم أحب ذلك لكى لااكون خافية نفسى فى شخصية انسان أخر ، واحببت ان اثبت وجودى بصوتى ، والناس احبتنى بصوتى وليس بصوت فنان اخر ، وعرفتنى به .
لم تغنى اى من اغنيات الفنانين الكبار اذن ؟؟
ندى : تغنيت باغنيات ثنائى العاصمة ، ولعائشة الفلاتية .
وهل عزوفك عن غناء البنات يعنى موافقتك على انه نوع من الغناء الهابط كما يوصفه البعض ؟؟
ندى: ( والله انا مع احترامى ليك) ومع احترامى لجميع الناس ، فاننى ارى ان كلمة (هابط) هذه فى الاساس لاتخرج الا من انسان (يكون هابط فى نفسه) لانه طالما ان الاغنية قد اجيزت عبر المصنفات ، والطرق الرسمية حتى خرجت للناس عبر اشرطة الكاسيت فهذا لايمكن تسميته غناءا هابطا .
اى انك لاتؤمنين ابدا ولاتوافقين على ان هناك غناءا هابطا ؟؟
ندى: الغناء الهابط هذا الا اذا كان غناءا غير محترم ، يخدش تقاليد المجتمع ، وغناء البنات موجود من زمن الحكامات ، ومن زمن( الحبوبات) ويقولون فى المثل (النسى قديمه تاه) وهذه اشياء من التراث لايمكن ان ننفيها.
ومامدى علاقة ندى القلعة ببيوت الأعراس وطقوسها المختلفة ؟؟
ندى: والله انا اعمل فى عامة المناسبات، أعراس او اى مناسبة تخطر على بالك اشتغلت وشاركت فيه، لكن غناء العروس والرقيص وهذه الطقوس لااقوم بها ، فانا قد حصرت نفسى فى الغناء فقط وكما يقولون (صفقة ورقيص مابتبقى)!! فليس ممكنا ان اغنى وأرقص وغيره فى وقت واحد ، ولذلك فقد وجهت تركيزى لاتجاه واحد .
ولماذا تميلين لغناء الحماسة تحديدا اكثر من غيره ؟؟
ندى: فى راى ان الرجل دوما هو شخصية تتصف بالمواقف الحماسية ، والقوية ، وهذه من مميزاته ، وانا لاارى الرجل الا من خلال هذه الصورة، ولذلك فاننى أحب غناء الحماسة لان فيه الشكر للرجال ، وللفرسان ، وللرجال الذين يتمسكون بأوطانهم ، والمناضلين ولهذا ترينى أميل لغناء الحماسة .
وأين ندى القلعة من الاغنية الوطنية ؟؟
ندى: لم أغنى بعد الاغنية الوطنية ، ولكنى ساعية فى هذا الأتجاه ، واحب ان اغنى للوطن ، واتمنى ان يكون لدى عدد من الاغنيات الوطنية ، ومع ذلك فلدى الان أغنية للسلام ، وهى بعربى جوبا ، وبلهجة الشمال ، واللغة الانجليزية فى وقت واحد ، وتقول أحدى مقاطع الأغنية ..(سلام ياأهلنا .. بشرى بيه ..خصام لارجعة ليه ) وهذه من الاغنيات التى ساقدمها ، وسترى النور قريبا ، واحببت ان تكون اللونية الخاصة بهذه الاغنية مختلفة قليلا ، وان تكون مفهومة للعالم ، لكى استطيع غناؤها داخل وخارج السودان ، لكى يرددها الجميع فى مختلف الدول ، وهى من كلمات الشاعرة بشائر .
وهل تجربتك للغناء باللغة الانجليزية تعتبرينها اولى انطلاقتك للعالمية ؟؟
ندى: نعم انشاء الله ، وهذا مااتمناه من الله ، والتوفيق بيد الله .
فى رأيك لماذا لم تنطلق الأغنية السودانية الى رحاب العالمية كالاغنية العربية فى عدد من الدول القريبة منا جغرافيا كمصر مثلا ؟؟
ندى: نحن نختلف عنهم ، لانهم يعتمدون على اشياء معينة.
مثل ماذا ؟؟
ندى: اغلبية الفنانين الشرقيين والغربيين يعتمدون على اغانى الفيديو كليب ، والمناظر الفاضحة، واللبس العارى.
ولكن هناك من نجح للوصول الى العالم العربى والغربى دون الاعتماد على المناظر الفاضحة والعرى اليس كذلك ؟؟
ندى: نحن نتمنى ان نكون كبقية الفنانين الذين نحجوا باحترامهم لفنهم .
ولكن هل ترجعين سبب تأخر الأغنية السودانية وعدم خروجها عن حيز المحلية الضيقة للكلمة او الايقاع السودانى مثلا؟؟
ندى: كلامنا مافيهو شئ ، الا انه قد تكون اللهجة المحلية السودانية احيانا غير مفهومة لكل الناس ، لكن لو كان اغلبية الغناء باللغة العربية الفصحى فكانت ستلاقى نجاحا اكبرا ، ولديك الان امثلة من الفنانيين الكبار ، فمثلا المرحوم سيد خليفة ، والكابلى ، وكذلك الفنان الاستاذ وردى وهؤلاء لديهم اغانيهم المعروفة عربيا ، وتغنى ويرددوها المصريون .
نرى ان بيوت المناسبات السودانية فى الآونة الاخيرة قد اتجهت تماما الى احياء افراحها باغانى البنات ، وليس هناك من بيت مناسبة الا وتكون الفنانة فيه فتاة وهى عملية مربحة للدرجة التى جعلت بعض الشباب يتجهون لاداء غناء البنات فماهو رأيك؟؟
ندى: الناس تميل الى اغانى البنات لانها خفيفة وبسيطة ، وخاصة اننا فى عصر السرعة ، والشباب عادة يميل الى (الحاجة) الخفيفة وسريعة ، ثم ان بيوت المناسبات نفسها تجديها ملئية بالشباب اكثر من الناس الكبار ، واذا وجودا يكونوا مستمعين فقط وليسو راقصين ، والغالبية عادة من الشباب.
اذن انتى من أنصار ان هناك أغنية شبابية وأخرى غير ذلك؟؟
ندى: نعم توجد الاغانى الشبابية وهى الاغانى البسيطة ، ذات الايقاع الخفيف السريع ، والتى يحبها الشباب، وهم يحبون الاغانى الشرقية التى تعتمد على الفيديو كليبات الخفيفة ، وليس الاغنيات الثقيلة، ولكل انسان ذوقه فيما يحب سماعه.
ولكن ماهو رأيك فى ظاهرة تقليد الشباب لغناء البنات؟؟
ندى: مع احترامى لاخوانى وزملائى ، لكن انا زاتى ندى مابحب اغنى أغنية لفتاة ، ولكنى احب ان اغنى للرجل ، مثلا اغانى السيرة او الاغنيات التى بها شكر للنساء فهذه احب ان اغنيها ، فمثلا لدى اغنية (أصيلة ام ولدى ) وهذه الاغنية تتحدث عن رجل يشكر زوجته (وهى مرا بمعنى الكلمة ) وقليل من ان تجدى مثلها فى هذه الايام ، اما عن الشباب الذين يتغنون بغناء البنات فانا لااحبذ مسألة ان رجلا يغنى غناءا لفتاة ، لانه رجل ، والرجل دائما لااحب ان يصفوه باغانى البنات (او انه يحاول يظهر بحاجة بتاعة بت ).
ومن من الفنانين الكبار تستمتع ندى القلعة بغنائه ؟؟
ندى: الفنان عثمان حسين ، وصلاح بن البادية وهاشم ميرغنى .
ندى القلعة انتى متهمة ان سبب نجاحك هو شكلك الجميل وليس صوتك وفنك فماهو قولك؟؟
ندى: والله انا شرايطى ناجحة قبل الاذاعة والتلفزيون ، انا ندى القلعة ظهرت من خلال الشرايط من قبل التلفزيون، والشكل هو هبة ربانية احمد الله عليها ، وانا اراهن بالاختفاء من على شاشة التلفزيون واكتفى بانزال شرائطى ، ولو كانت البوماتى (واقفة) اتفق معهم فى كلامهم ، ولكنى احمد الله البوماتى ناجحة وتوزيعها كبير فى السوق ، ثم ان الفنان لابد من ان يكون شكله مقبولا للجمهور ، والجمال (الربنا ادانى ليهو) والذى يتحدث عنه هؤلاء الناس هذه خلقة الله ولااستطيع تغييرها ، وهى نعمة من ربنا وليست من صنعى . واذا كنت قد اعتمدت على جمالى فقط فابالتأكيد ماكان نجاحى استمر طويلا ، فانا الان فى الوسط الفنى لقرابة التسعة او عشر سنوات فى المجال الفنى واعمل بنجاح والحمد لله ، وانا ايضا احافظ على شكلى لاننى احب ان يرانى من يحبوننى بشكل جميل (وانا امثل ليك الفنان بالأكلة فالاكل لو ماكان شهى وريحتو حلوة وشكلو جميل مابيدخل فى نفسك ولاتتتذوقيه ولاتحسى بطعمه).
بشكل أكثر مباشرة ندى القلعة هل ترى نفسها فنانة موهوبة ..أم امرأة جميلة ؟؟
ندى: لم اعتاد ان اتحدث عن نفسى واقول (أنا) فهذه اتركهها للجمهور ، وانا لااقييم جمالى و(شكار نفسو ابليس) وجمهورى اذا قال عنى جميلة اقبل ذلك واذا قال عنى قبيحة اقبل ايضا، وفى النهاية لدى معجبين ومحبين يستمعون لى ، وقد وجدت قبولا من الناس وهذا هو الشئ الذى شجعنى لكى اتمسك بفنى واستمر فى غنائى ، والجمهور هو دافعى الوحيد واذا وجدت اى تخاذل منه ـ او عدم تشجيع فلن استمر للامام بالتأكيدلاننى لااغنى لنفسى .
الساحة الفنية ملئية بالفنانات ولكن لماذا ندى القلعة تحديدا تشكل المادة الدسمة للتناول الصحفى بحثا عن خفايا حياتها وأسرارها الخاصة ؟؟
ندى: هذا اعتبره نوعا من النجاح ، ولااعنى ان زميلاتى لسنا ناجحات ، وانا احترمهم واقدرهم ، وهم لهن وضعهن ، ولهن مكانتهن وجمهورهن ، واسمائهن ، ولكن مايقال عنى اعتبره ضريبة النجاح ، لانه ليس من الممكن ان تصلى الى اى عتبة من عتبات النجاح بالساهل ، ولابد من انك ستجدى من يتكلم عنك ، واى انسان يتحدث عنى حديثا ليس فى مكانه فانا عندى له كلمات أغنية سوف تنزل الى السوق قريبا فى البوم جديد وهى رسالة موجهة تقول كلماتها (أحذر من خطر كلمة ..تطلع زى رصاص من فم ..تخترق الصميم والروح ..تحرّض بالنزيف الدم .. تحطم فيك معانى كتير ..تعيش بعدها الثوانى ندم ..ماتقول كلمة واحدة تفوت .. دى طلقة معاها زول بيموت .. وحس الوردة يبقى سكوت ) .
وماذا تقولين للأقلام التى تتعرض لسمعة وشرف ندى القلعة وتتدخل فى ادق تفاصيل حياتك الخاصة ..وهل حياة الفنانة الخاصة ملك لجمهورها ؟؟
ندى : خصوصياتى مامن حق اى انسان أخر ، وانما تخصنى وحدى ، كما ان اى انسان له اشياؤه الخاصة به ، واما عن الناس العاديين الذين يتحدثون عنى بالسؤ فانا اقول لهم (كل انسان حسيبه مولاه ) اما من ناحية الجرايد ، فقد اتهمونى ، وقذفونى بكلام لم اقله و(قولونى كلام كتير ) ومن ضمن الأشياء التى قالوا اننى قلتها هو اننى ادعيت فى يوم من الأيام اننى افضل من السيدة ام كلثوم ، وانا اقول انه حتى تاريخ اليوم لم يأتى احد كأم كلثوم سواء ان كان ذلك داخل او خارج السودان ، ولم يصل احد حتى الان للمكانة التى وصلت اليها ، وانا احترمها ، واتمنى ان اصل الى عتبة من العتبات التى وصلت اليها ، وانا أريد ان اوجه رسالة للصحفى الذى كتب هذا الكلام وأقول له : ( ربنا لما اداك مهنة الصحافة واداك القلم فلازم تكون صادق مع نفسك وقلمك قبل الاخرين ..وحسيبك مولاك ..والشكية لغير الله مذلة ) ولو عندى حق فسيأخذه لى المولى منك ، ولو انت لديك حق عندى فسيأخذه لك المولى منى .
ومامعنى سكوتك واتباعك سياسة عدم الرد على من يقذفونك ويتهمونك زورا كما تقولين ؟؟
ندى : سكوتى ليس معناه اننى انسانة بها عيوب ، او اننى قد تقولت باحاديث فى غير مكانها ، (لكن العارف عزو مابهزو كلام الناس ) و ثقتى فى نفسى كبيرة ، ولا يهزنى اى حديث يقال ، وانا ماضية فى طريقى الى الامام ، ولااعود الى الخلف ، وطالما ان الله معى ، وانا اثق من انه يعرف اذا ماكنت مظلومة ام لا ، وهو الذى يحاسب ، وانا خوفى الوحيد هو من ربى سبحانه وتعالى فقط ، واذا أخشى حسابا فانا اخشى حساب ربى قبل اى انسان اخر
__________________
المولى وحده يعلم أننى ظلمت ولا أخشى سوى ربى وخصوصياتى من حقى وحدى
لااعتمد على جمالى ونجاحى فى الفن يؤكده حجم مبيعات البوماتى الغنائية
أجرت الحوار : نادية عثمان مختار
الفنانة ندى محمد عثمان (ندى القلعة) صوت فنى استطاع ان يثبّت قواعده بقوة فى الساحة الفنية فى السودان ، ورغم وجود الكثيرات من المطربات القديرات والمجيدات طربا وغناءا جميلا الا ان ندى القلعة كانت وحدها الصوت النسائى الذى ثارت من حوله الكثير من الاقاويل حول فنها وادائها ، وملامحها سلبا وايجابا ، ولان ندى القلعة هى الفنانة الاكثر اثارة للجدل فى الشارع السودانى الان ، فكان لابد من الالتقاء بها لالقاء المزيد من الضؤ على شخصيتها ، وحياتها الفنية ، والخاصة ، وكان أن ذهبت ( صفحة عكس الريح بجريدة الاضواء ) اليها فى منزلها العامر بمنطقة (جبرة) فالتقتنى مرحبة بشوشة وكان هذا الحوار الذى سننشره على هذه الصفحة ، وقد فجّرت ندى القلعة خلال هذا الحوار الكثير من أسرار حياتها الخاصة والعامة فماذا قالت هذا ماسنعرفه من خلال حلقة هذا الاسبوع عزيزى القارئ من خلال صفحة عكس الريح اليكم اعترافات الفنانة ندى وبوحها الصريح من خلال هذه الحلقة الاولى :
حدثينا أولا متى كانت البداية الفنية ومن الذي اكتشف موهبة الغناء لديك؟؟
ندى: زوجي وليد إبراهيم حجازي هو أول من اكتشف ندى القلعة الموهبة الغنائية، وذلك من خلال مشاركاتي معه بالمراكز الشبابية الفنية ومنها مركز اورتشى بالعزوزاب، ومن قبل ذلك في الدورات المدرسية، حيث كانت الصديقات تعلقن على صوتي ويصفونه بأنه جميل، ويشجعونني على الغناء، إلا اننى حقيقة لم أتوقع في يوم من الأيام أن أكون ندى القلعة الفنانة المعروفة الآن ولكنها الصدفة هي التي اختارت ذلك ولعبت دورا كبيرا في حياتي.
متى كانت المرة الأولى التي وقفتي تغنين فيها أمام جمهور عريض ؟؟
ندى: كنت فى بداياتى (بشيل) مع البنات فى ترديد الاغنيات ، وصادف ان كنت فى احدى المناسبات مع زوجى عازف الاورجن ، وطلب منى ان اشارك بالغناء مع الفنان الذى كان يغنى فى الحفل وأسمه عمار ، ووافقت تحت اصرارهم وقد كنت اشعر بالخوف الشديد جدا (واعصابى بايظة) لكن (سبحان الله) عندما غنيت ضاعت منى الرهبة وكنت كأننى متمرسة على ذلك تماما ، والغريبة اننى لم اكن جادة عندما وافقت على الغناء الا ان الناس كانت جادة تماما معى وظهر ذلك من خلال تجاوبهم الشديد وهذه كانت اول الخطى لى فى طريق الفن الحقيقى .
القلعة من أين اتى هذا اللقب تحديدا وهل انتى من مواليد هذه المنطقة العريقة ؟؟
ندى: اسم القلعة نسبة لمنطقة الكلالكة القلعة فقد كنت اسكن فيها ودرست فى مدارسها ، وتزوجت فيها ، ولكنها ليست منطقة مولدى ، وقد ولدت فى حى الزهور ومن مواليد (1-2-1975م) .
وهل كان منطلقك فى عوالم الفن الغنائى من محطة غناء البنات ؟؟
ندى: لا.. فميولى لاتتجه الى غناء البنات كثيرا ، ولكنى احب غناء الحماسة تحديدا ، واغنيات الشجن ، ولااحصر نفسى فى لون معين.
ومن هو أول فنان قلدتى او تغنيتى باغنياته ؟؟
ندى: ( انا ماغنيت لزول ) لكنى كنت احب غناء عائشة الفلاتية وتغنيت لها ، لكنى لم اقلدها .
ولكن معظم اهل الفن المشاهير الان بدأوا بتقليد الاخرين ؟؟
ندى : لا ..انا لم أقلد ولم أحب ذلك لكى لااكون خافية نفسى فى شخصية انسان أخر ، واحببت ان اثبت وجودى بصوتى ، والناس احبتنى بصوتى وليس بصوت فنان اخر ، وعرفتنى به .
لم تغنى اى من اغنيات الفنانين الكبار اذن ؟؟
ندى : تغنيت باغنيات ثنائى العاصمة ، ولعائشة الفلاتية .
وهل عزوفك عن غناء البنات يعنى موافقتك على انه نوع من الغناء الهابط كما يوصفه البعض ؟؟
ندى: ( والله انا مع احترامى ليك) ومع احترامى لجميع الناس ، فاننى ارى ان كلمة (هابط) هذه فى الاساس لاتخرج الا من انسان (يكون هابط فى نفسه) لانه طالما ان الاغنية قد اجيزت عبر المصنفات ، والطرق الرسمية حتى خرجت للناس عبر اشرطة الكاسيت فهذا لايمكن تسميته غناءا هابطا .
اى انك لاتؤمنين ابدا ولاتوافقين على ان هناك غناءا هابطا ؟؟
ندى: الغناء الهابط هذا الا اذا كان غناءا غير محترم ، يخدش تقاليد المجتمع ، وغناء البنات موجود من زمن الحكامات ، ومن زمن( الحبوبات) ويقولون فى المثل (النسى قديمه تاه) وهذه اشياء من التراث لايمكن ان ننفيها.
ومامدى علاقة ندى القلعة ببيوت الأعراس وطقوسها المختلفة ؟؟
ندى: والله انا اعمل فى عامة المناسبات، أعراس او اى مناسبة تخطر على بالك اشتغلت وشاركت فيه، لكن غناء العروس والرقيص وهذه الطقوس لااقوم بها ، فانا قد حصرت نفسى فى الغناء فقط وكما يقولون (صفقة ورقيص مابتبقى)!! فليس ممكنا ان اغنى وأرقص وغيره فى وقت واحد ، ولذلك فقد وجهت تركيزى لاتجاه واحد .
ولماذا تميلين لغناء الحماسة تحديدا اكثر من غيره ؟؟
ندى: فى راى ان الرجل دوما هو شخصية تتصف بالمواقف الحماسية ، والقوية ، وهذه من مميزاته ، وانا لاارى الرجل الا من خلال هذه الصورة، ولذلك فاننى أحب غناء الحماسة لان فيه الشكر للرجال ، وللفرسان ، وللرجال الذين يتمسكون بأوطانهم ، والمناضلين ولهذا ترينى أميل لغناء الحماسة .
وأين ندى القلعة من الاغنية الوطنية ؟؟
ندى: لم أغنى بعد الاغنية الوطنية ، ولكنى ساعية فى هذا الأتجاه ، واحب ان اغنى للوطن ، واتمنى ان يكون لدى عدد من الاغنيات الوطنية ، ومع ذلك فلدى الان أغنية للسلام ، وهى بعربى جوبا ، وبلهجة الشمال ، واللغة الانجليزية فى وقت واحد ، وتقول أحدى مقاطع الأغنية ..(سلام ياأهلنا .. بشرى بيه ..خصام لارجعة ليه ) وهذه من الاغنيات التى ساقدمها ، وسترى النور قريبا ، واحببت ان تكون اللونية الخاصة بهذه الاغنية مختلفة قليلا ، وان تكون مفهومة للعالم ، لكى استطيع غناؤها داخل وخارج السودان ، لكى يرددها الجميع فى مختلف الدول ، وهى من كلمات الشاعرة بشائر .
وهل تجربتك للغناء باللغة الانجليزية تعتبرينها اولى انطلاقتك للعالمية ؟؟
ندى: نعم انشاء الله ، وهذا مااتمناه من الله ، والتوفيق بيد الله .
فى رأيك لماذا لم تنطلق الأغنية السودانية الى رحاب العالمية كالاغنية العربية فى عدد من الدول القريبة منا جغرافيا كمصر مثلا ؟؟
ندى: نحن نختلف عنهم ، لانهم يعتمدون على اشياء معينة.
مثل ماذا ؟؟
ندى: اغلبية الفنانين الشرقيين والغربيين يعتمدون على اغانى الفيديو كليب ، والمناظر الفاضحة، واللبس العارى.
ولكن هناك من نجح للوصول الى العالم العربى والغربى دون الاعتماد على المناظر الفاضحة والعرى اليس كذلك ؟؟
ندى: نحن نتمنى ان نكون كبقية الفنانين الذين نحجوا باحترامهم لفنهم .
ولكن هل ترجعين سبب تأخر الأغنية السودانية وعدم خروجها عن حيز المحلية الضيقة للكلمة او الايقاع السودانى مثلا؟؟
ندى: كلامنا مافيهو شئ ، الا انه قد تكون اللهجة المحلية السودانية احيانا غير مفهومة لكل الناس ، لكن لو كان اغلبية الغناء باللغة العربية الفصحى فكانت ستلاقى نجاحا اكبرا ، ولديك الان امثلة من الفنانيين الكبار ، فمثلا المرحوم سيد خليفة ، والكابلى ، وكذلك الفنان الاستاذ وردى وهؤلاء لديهم اغانيهم المعروفة عربيا ، وتغنى ويرددوها المصريون .
نرى ان بيوت المناسبات السودانية فى الآونة الاخيرة قد اتجهت تماما الى احياء افراحها باغانى البنات ، وليس هناك من بيت مناسبة الا وتكون الفنانة فيه فتاة وهى عملية مربحة للدرجة التى جعلت بعض الشباب يتجهون لاداء غناء البنات فماهو رأيك؟؟
ندى: الناس تميل الى اغانى البنات لانها خفيفة وبسيطة ، وخاصة اننا فى عصر السرعة ، والشباب عادة يميل الى (الحاجة) الخفيفة وسريعة ، ثم ان بيوت المناسبات نفسها تجديها ملئية بالشباب اكثر من الناس الكبار ، واذا وجودا يكونوا مستمعين فقط وليسو راقصين ، والغالبية عادة من الشباب.
اذن انتى من أنصار ان هناك أغنية شبابية وأخرى غير ذلك؟؟
ندى: نعم توجد الاغانى الشبابية وهى الاغانى البسيطة ، ذات الايقاع الخفيف السريع ، والتى يحبها الشباب، وهم يحبون الاغانى الشرقية التى تعتمد على الفيديو كليبات الخفيفة ، وليس الاغنيات الثقيلة، ولكل انسان ذوقه فيما يحب سماعه.
ولكن ماهو رأيك فى ظاهرة تقليد الشباب لغناء البنات؟؟
ندى: مع احترامى لاخوانى وزملائى ، لكن انا زاتى ندى مابحب اغنى أغنية لفتاة ، ولكنى احب ان اغنى للرجل ، مثلا اغانى السيرة او الاغنيات التى بها شكر للنساء فهذه احب ان اغنيها ، فمثلا لدى اغنية (أصيلة ام ولدى ) وهذه الاغنية تتحدث عن رجل يشكر زوجته (وهى مرا بمعنى الكلمة ) وقليل من ان تجدى مثلها فى هذه الايام ، اما عن الشباب الذين يتغنون بغناء البنات فانا لااحبذ مسألة ان رجلا يغنى غناءا لفتاة ، لانه رجل ، والرجل دائما لااحب ان يصفوه باغانى البنات (او انه يحاول يظهر بحاجة بتاعة بت ).
ومن من الفنانين الكبار تستمتع ندى القلعة بغنائه ؟؟
ندى: الفنان عثمان حسين ، وصلاح بن البادية وهاشم ميرغنى .
ندى القلعة انتى متهمة ان سبب نجاحك هو شكلك الجميل وليس صوتك وفنك فماهو قولك؟؟
ندى: والله انا شرايطى ناجحة قبل الاذاعة والتلفزيون ، انا ندى القلعة ظهرت من خلال الشرايط من قبل التلفزيون، والشكل هو هبة ربانية احمد الله عليها ، وانا اراهن بالاختفاء من على شاشة التلفزيون واكتفى بانزال شرائطى ، ولو كانت البوماتى (واقفة) اتفق معهم فى كلامهم ، ولكنى احمد الله البوماتى ناجحة وتوزيعها كبير فى السوق ، ثم ان الفنان لابد من ان يكون شكله مقبولا للجمهور ، والجمال (الربنا ادانى ليهو) والذى يتحدث عنه هؤلاء الناس هذه خلقة الله ولااستطيع تغييرها ، وهى نعمة من ربنا وليست من صنعى . واذا كنت قد اعتمدت على جمالى فقط فابالتأكيد ماكان نجاحى استمر طويلا ، فانا الان فى الوسط الفنى لقرابة التسعة او عشر سنوات فى المجال الفنى واعمل بنجاح والحمد لله ، وانا ايضا احافظ على شكلى لاننى احب ان يرانى من يحبوننى بشكل جميل (وانا امثل ليك الفنان بالأكلة فالاكل لو ماكان شهى وريحتو حلوة وشكلو جميل مابيدخل فى نفسك ولاتتتذوقيه ولاتحسى بطعمه).
بشكل أكثر مباشرة ندى القلعة هل ترى نفسها فنانة موهوبة ..أم امرأة جميلة ؟؟
ندى: لم اعتاد ان اتحدث عن نفسى واقول (أنا) فهذه اتركهها للجمهور ، وانا لااقييم جمالى و(شكار نفسو ابليس) وجمهورى اذا قال عنى جميلة اقبل ذلك واذا قال عنى قبيحة اقبل ايضا، وفى النهاية لدى معجبين ومحبين يستمعون لى ، وقد وجدت قبولا من الناس وهذا هو الشئ الذى شجعنى لكى اتمسك بفنى واستمر فى غنائى ، والجمهور هو دافعى الوحيد واذا وجدت اى تخاذل منه ـ او عدم تشجيع فلن استمر للامام بالتأكيدلاننى لااغنى لنفسى .
الساحة الفنية ملئية بالفنانات ولكن لماذا ندى القلعة تحديدا تشكل المادة الدسمة للتناول الصحفى بحثا عن خفايا حياتها وأسرارها الخاصة ؟؟
ندى: هذا اعتبره نوعا من النجاح ، ولااعنى ان زميلاتى لسنا ناجحات ، وانا احترمهم واقدرهم ، وهم لهن وضعهن ، ولهن مكانتهن وجمهورهن ، واسمائهن ، ولكن مايقال عنى اعتبره ضريبة النجاح ، لانه ليس من الممكن ان تصلى الى اى عتبة من عتبات النجاح بالساهل ، ولابد من انك ستجدى من يتكلم عنك ، واى انسان يتحدث عنى حديثا ليس فى مكانه فانا عندى له كلمات أغنية سوف تنزل الى السوق قريبا فى البوم جديد وهى رسالة موجهة تقول كلماتها (أحذر من خطر كلمة ..تطلع زى رصاص من فم ..تخترق الصميم والروح ..تحرّض بالنزيف الدم .. تحطم فيك معانى كتير ..تعيش بعدها الثوانى ندم ..ماتقول كلمة واحدة تفوت .. دى طلقة معاها زول بيموت .. وحس الوردة يبقى سكوت ) .
وماذا تقولين للأقلام التى تتعرض لسمعة وشرف ندى القلعة وتتدخل فى ادق تفاصيل حياتك الخاصة ..وهل حياة الفنانة الخاصة ملك لجمهورها ؟؟
ندى : خصوصياتى مامن حق اى انسان أخر ، وانما تخصنى وحدى ، كما ان اى انسان له اشياؤه الخاصة به ، واما عن الناس العاديين الذين يتحدثون عنى بالسؤ فانا اقول لهم (كل انسان حسيبه مولاه ) اما من ناحية الجرايد ، فقد اتهمونى ، وقذفونى بكلام لم اقله و(قولونى كلام كتير ) ومن ضمن الأشياء التى قالوا اننى قلتها هو اننى ادعيت فى يوم من الأيام اننى افضل من السيدة ام كلثوم ، وانا اقول انه حتى تاريخ اليوم لم يأتى احد كأم كلثوم سواء ان كان ذلك داخل او خارج السودان ، ولم يصل احد حتى الان للمكانة التى وصلت اليها ، وانا احترمها ، واتمنى ان اصل الى عتبة من العتبات التى وصلت اليها ، وانا أريد ان اوجه رسالة للصحفى الذى كتب هذا الكلام وأقول له : ( ربنا لما اداك مهنة الصحافة واداك القلم فلازم تكون صادق مع نفسك وقلمك قبل الاخرين ..وحسيبك مولاك ..والشكية لغير الله مذلة ) ولو عندى حق فسيأخذه لى المولى منك ، ولو انت لديك حق عندى فسيأخذه لك المولى منى .
ومامعنى سكوتك واتباعك سياسة عدم الرد على من يقذفونك ويتهمونك زورا كما تقولين ؟؟
ندى : سكوتى ليس معناه اننى انسانة بها عيوب ، او اننى قد تقولت باحاديث فى غير مكانها ، (لكن العارف عزو مابهزو كلام الناس ) و ثقتى فى نفسى كبيرة ، ولا يهزنى اى حديث يقال ، وانا ماضية فى طريقى الى الامام ، ولااعود الى الخلف ، وطالما ان الله معى ، وانا اثق من انه يعرف اذا ماكنت مظلومة ام لا ، وهو الذى يحاسب ، وانا خوفى الوحيد هو من ربى سبحانه وتعالى فقط ، واذا أخشى حسابا فانا اخشى حساب ربى قبل اى انسان اخر
__________________