madaniboy
05-03-2006, 07:19 AM
إن الله جميل يحب الجمال .
يحبه لعبده ، يريده أن يكون جميلاً .
وأجمل الجمال : تجريد العبويدة لله تعالى ، خالصة ، نقية ، من غير خلط .
ليس للجمال الذي يحبه الله ترجمة أرفع من هذه !
عيش مع جمال موازين الإسلام .
ومع جمال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومع جمال فقه ورثته من المجتهدين .
ومع جمال سيرة أئمة المؤمنين ، من مجاهد وزاهد ، وجندي وقائد .. باستقلال .
فمن خلط المعية فقد الولاء وغلط .
ولكن يجرده على الذي روي من مذهب أبي القاسم الجنيد البغدادي .
قال أبو بكر الكتاني :
جرت مسألة في محبة الله تعال بمكة ، فتكلم الشيوخ فيها ، وكان الجنيد أصغرهم سناً ، فقالوا : هات ما عندك يا عراقي !
فأطرق رأسه ، ودمعت عيناه ، ثم قال :
" عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر ربه ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ؛ فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله ، فهو بالله ، ولله ، ومع الله " .
مع الله في كل حال ..
مع الله في سبحات الفكر :
يسيح فكره في خلوات الليالي مع عظيم صنع الله ، يتدبر خلق الأرضين والسماوات وما فيهن من جمال وكمال ، وتجول خواطره مع ما يوجبه الله عليه من النذارة والدعوة إليه .
مع الله في لمحات البصر :
يرى الآيات التي تدل على أنه واحد ، ويطالع دلائل إعجازه ، ويشاهد واقع الناس ، ما بين محبوب مطمئن أنزل الله سكينته عليه ، وألبسه رداء المهابة ، وقلق مذموم ملعون ، قد حلّت نقمة الله فيه .
مع الله حال احتدام الخطر :
يوقن أن الله لا يخذله عند وقع الأذى وتصاعد الصراع ، وأن فوق عسر المحن يسر رباني ، يستجليه بوحدة يحرص عليها مع إخوانه المؤمنين ، يراغم الشيطان بها عند اختلاف الاجتهاد وتزيينات الأفراد .
مع الله في الرهط والمؤتمر :
يستمتع بجمال زحف النبي بعد النبي ، يقاتل معهم من أرهاط الربيين كثير ، ويعرف ما يحبه الله من ضوابط العمل الجماعي ، والتآمر بالمعروف ، وأنه لا مؤتمر إلا واحتمال تباين الرأي قائم خلال محاوراته ، وأنه لا خطر في التباين إذا لم يكن ثَمّ انتصار للنفوس .
مع الله في حب أهل التقى :
يغبطهم على حكمة أوتوها ، ومزيد عمل وفقوا له ، فيشغفهم وداً، ويتملق لهم لما يرى كلمتهم مجتمعة ، وخطتهم واحدة ، عساهم يدخلونه الزمرة .
مع الله في كره من قد فجر :
يفاصلهم في استعلاء ، ويتميز بعزة ويتطهر عن تشبه ، ويستصغر كيداً ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن القدير .
فكذلك يكون حاله في كل حال ... مع الله
مع الله في سبحات الفكر = مع الله في لمحات البصر
مع الله حال احتدام الخطر = مع الله في الرهط والمؤتمر
مع الله في حب أهل التقى = مع الله في كره من قد فجر
** من روائع الشيخ محمد أحمد الراشد - كتاب العوائق **
يحبه لعبده ، يريده أن يكون جميلاً .
وأجمل الجمال : تجريد العبويدة لله تعالى ، خالصة ، نقية ، من غير خلط .
ليس للجمال الذي يحبه الله ترجمة أرفع من هذه !
عيش مع جمال موازين الإسلام .
ومع جمال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومع جمال فقه ورثته من المجتهدين .
ومع جمال سيرة أئمة المؤمنين ، من مجاهد وزاهد ، وجندي وقائد .. باستقلال .
فمن خلط المعية فقد الولاء وغلط .
ولكن يجرده على الذي روي من مذهب أبي القاسم الجنيد البغدادي .
قال أبو بكر الكتاني :
جرت مسألة في محبة الله تعال بمكة ، فتكلم الشيوخ فيها ، وكان الجنيد أصغرهم سناً ، فقالوا : هات ما عندك يا عراقي !
فأطرق رأسه ، ودمعت عيناه ، ثم قال :
" عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر ربه ، قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ؛ فإن تكلم فبالله ، وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكن فمع الله ، فهو بالله ، ولله ، ومع الله " .
مع الله في كل حال ..
مع الله في سبحات الفكر :
يسيح فكره في خلوات الليالي مع عظيم صنع الله ، يتدبر خلق الأرضين والسماوات وما فيهن من جمال وكمال ، وتجول خواطره مع ما يوجبه الله عليه من النذارة والدعوة إليه .
مع الله في لمحات البصر :
يرى الآيات التي تدل على أنه واحد ، ويطالع دلائل إعجازه ، ويشاهد واقع الناس ، ما بين محبوب مطمئن أنزل الله سكينته عليه ، وألبسه رداء المهابة ، وقلق مذموم ملعون ، قد حلّت نقمة الله فيه .
مع الله حال احتدام الخطر :
يوقن أن الله لا يخذله عند وقع الأذى وتصاعد الصراع ، وأن فوق عسر المحن يسر رباني ، يستجليه بوحدة يحرص عليها مع إخوانه المؤمنين ، يراغم الشيطان بها عند اختلاف الاجتهاد وتزيينات الأفراد .
مع الله في الرهط والمؤتمر :
يستمتع بجمال زحف النبي بعد النبي ، يقاتل معهم من أرهاط الربيين كثير ، ويعرف ما يحبه الله من ضوابط العمل الجماعي ، والتآمر بالمعروف ، وأنه لا مؤتمر إلا واحتمال تباين الرأي قائم خلال محاوراته ، وأنه لا خطر في التباين إذا لم يكن ثَمّ انتصار للنفوس .
مع الله في حب أهل التقى :
يغبطهم على حكمة أوتوها ، ومزيد عمل وفقوا له ، فيشغفهم وداً، ويتملق لهم لما يرى كلمتهم مجتمعة ، وخطتهم واحدة ، عساهم يدخلونه الزمرة .
مع الله في كره من قد فجر :
يفاصلهم في استعلاء ، ويتميز بعزة ويتطهر عن تشبه ، ويستصغر كيداً ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن القدير .
فكذلك يكون حاله في كل حال ... مع الله
مع الله في سبحات الفكر = مع الله في لمحات البصر
مع الله حال احتدام الخطر = مع الله في الرهط والمؤتمر
مع الله في حب أهل التقى = مع الله في كره من قد فجر
** من روائع الشيخ محمد أحمد الراشد - كتاب العوائق **