قوقو
23-05-2004, 07:37 AM
امام الزعماء العرب، او من حضر منهم قمة تونس، اربعة تحديات رئيسية: المجازر الاسرائيلية في فلسطين المحتلة، والفوضي الدموية في ظل الاحتلال الامريكي للعراق، وقانون محاسبة سورية، والاصلاحات بشقيها المتعلقين بالاصلاح الداخلي، او اعادة تفعيل الجامعة العربية.
من الواضح جدا ان النظام الرسمي العربي الذي تمثله مؤسسة القمة، لا يريد التعاطي بفاعلية مع اي من هذه التحديات، ليس لانه لا يستطيع، وانما لانه يستمتع بالاختباء خلف عجزه المصطنع، لتبرير عدم الاقدام علي اي اجراءات عملية فاعلة في هذا الاطار.
اولا: من الواضح جدا، ومن خلال متابعة رد الفعل العربي الرسمي علي ما يجري في قطاع غزة من مجازر اسرائيلية، ان هناك اتفاقا غير معلن من قبل كل الزعماء العرب علي الصمت المطبق، وعدم الاقدام علي اي خطوة في مواجهة هذه المجازر بما في ذلك الاحتجاج الذي يشكل الحد الادني.
وليس صدفة ان شارون استبق القمة المؤجلة باغتيال الشيخ احمد ياســـين الزعيم الروحي لحركة حماس، ويستبق هذه القمة بقتل اكثر من خمسين فلسطينيا، وتدمير مئات المنازل، وتغيــــير الحدود وطبيعتها من طرف واحد مع مصر اكبر دولة عربية.
ثانيا: اعتراف مؤسسة القمة بمجلس الحكم العراقي المعين امريكيا، واعطاء مقعد العراق لاحد اعضائه، هو خنوع مطلق للادارة الامريكية، وتواطؤ موثق مع احتلالها للعراق. ولهذا من غير المتوقع ان يصدر عن هذه القمة اي قرار يصب في مصلحة المقاومة، وانما في مصلحة تكريس الاحتلال، مثل الموافقة علي ارسال قوات عربية الي العراق من خلال صيغة مضللة، مثل استصدار قرار عن مجلس الامن بتشكيل قوة متعددة الجنسيات بزعامة امريكية.
ثالثا: لا نعتقد ان الزعامات العربية ستقف الي جانب سورية في مواجهة قانون محاسبتها الذي اصدرته الادارة الامريكية ويعني فرض حصار اقتصادي عليها، لان اكثر ما تحرص عليه هذه الزعامات هو ارضاء واشنطن وتل ابيب، حرصا علي البقاء في الحكم، وتجنب ضغوط الاصلاح، والحملات الاعلامية الامريكية، مضافا الي ذلك ان سورية لم تعد تخيف الانظمة العربية، مثلما كان عليه الحال في الماضي عندما كانت تقود المعسكر الثوري العربي، وتنظوي تحت اجنحتها العديد من المنظمات الفدائية العربية والفلسطينية.
رابعا: الانظمة العربية لا تريد الاصلاح، سواء جاء من الداخل، او فرض عليها من الخارج، لسبب بسيط، وهو ان الغالبية الساحقة من هذه الانظمة فاسدة، ديكتاتورية، لا تحترم شعوبها، والاصلاح لا يعني فقط الاطاحة بها، وانما ايضا تقديم قادتها وانجالهم واحفادهم وحوارييهم الي المحاكم بتهم القمع والفساد ونهب المال العام.
الاصلاح هو الديمقراطية والتعددية السياسية، والقضاء المستقل والحريات العامة، والحفاظ علي حقوق الانسان، وهذه القيم مجتمعة تشكل فيروسات قاتلة للنظام الرسمي العربي الحالي، خاصة في ظل جسده الحالي المترهل، ومناعته الشعبية والايديولوجية المعدومة.
خامسا: اصلاح الجامعة العربية مستحيل، لانها تمثل انظمة متشبثة بالفساد، وتستعصي علي الاصلاح. وحتي نكون اكثر تحديدا نقول، ان هذه الجامعة مصرية الهوية والمقر والقيادة، وطالما ان اوضاع مصر متدهورة، وطالما ان قيادتها ترفض ان تقوم بأي دور ريادي قيادي للأمة في مواجهة التحديات الحالية، فان الجامعة ستظل مشلولة وفاسدة ومتكلسة، فهذه الجامعة لا تستطيع ان تكون نموذجية في ديمقراطيتها وابداعها وانجازاتها، في وسط عربي ومصري موبوء ومتعفن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
الجامعة العربية، وبعد ستين عاما لم تقدم لنا دراسة واحدة مثل الدراسة التي قدمتها لنا الامم المتحدة عن التنمية في الوطن العربي التي اشرفت عليها الدكتورة ريما خلف، رغم ان المشرفة علي هذه الدراسة والفريق المشارك في اعدادها هم عرب ليس بينهم اجنبي واحد.
نحن مع بقاء الجامعة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تمثل ما تبقي من العروبة والتضامن ولكننا لسنا مع بقائها في صورتها المزرية الحالية، مجرد هيئة توظيف، ومصدر رزق لابناء الوزراء وعلية القوم في الانظمة العربية.
النظام الرسمي العربي الحالي في حال من الغيبوبة، ويعيش ايامه الاخيرة، ونستطيع ان نقول انه في انتظار رصاصة الرحمة، والقمة الحالية قد تطيل عمره، او عمر بعض اعضائه اياما او اشهرا قليلة، ولكن الطوفان قادم.
نحن الان علي ابواب فراغ سياسي مرعب، قد تملؤه الفوضي الدموية، لان الشعوب العربية في حال من الغليان بسبب الاهانات المتواصلة التي تلحق بها في العراق وفلسطين، والجوع والفقر والقمع التي تواجهها علي ايدي حكامها.
القادة العرب في تونس ربما يحاولون كسب بعض الوقت فوق عروشهم بالتنازل لامريكا واسرائيل في فلسطين والعراق، مقابل تخفيف امريكا سيف اصلاحاتها المسلط علي رقابهم، مثل ادانة قتل الفلسطينيين للمدنيين الاسرائيليين وتبني خطط شارون ومجازره في قطاع غزة واسقاط حق العودة، ولكنها تنازلات لن تفيدهم ولن تفيد امريكا، لان مؤشرات التغيير العربي الدموي تظهر بوضوح من خلال المقاومتين العراقية والفلسطينية، وانحياز الغالبية الساحقة من الجيل العربي الشاب الي التطرف وجماعاته.
قمة ستؤكد نتائجها حال الهوان العربي الرسمي، وستقدم المزيد من التنازلات لشارون وبوش، ولكنها لن تقدم شيئا للشارع العربي، ولن تحقق ايا من طموحاته، ولهذا لا يكترث لها وبها احد. وتطاردها اللعنات من كل جانب.
من الواضح جدا ان النظام الرسمي العربي الذي تمثله مؤسسة القمة، لا يريد التعاطي بفاعلية مع اي من هذه التحديات، ليس لانه لا يستطيع، وانما لانه يستمتع بالاختباء خلف عجزه المصطنع، لتبرير عدم الاقدام علي اي اجراءات عملية فاعلة في هذا الاطار.
اولا: من الواضح جدا، ومن خلال متابعة رد الفعل العربي الرسمي علي ما يجري في قطاع غزة من مجازر اسرائيلية، ان هناك اتفاقا غير معلن من قبل كل الزعماء العرب علي الصمت المطبق، وعدم الاقدام علي اي خطوة في مواجهة هذه المجازر بما في ذلك الاحتجاج الذي يشكل الحد الادني.
وليس صدفة ان شارون استبق القمة المؤجلة باغتيال الشيخ احمد ياســـين الزعيم الروحي لحركة حماس، ويستبق هذه القمة بقتل اكثر من خمسين فلسطينيا، وتدمير مئات المنازل، وتغيــــير الحدود وطبيعتها من طرف واحد مع مصر اكبر دولة عربية.
ثانيا: اعتراف مؤسسة القمة بمجلس الحكم العراقي المعين امريكيا، واعطاء مقعد العراق لاحد اعضائه، هو خنوع مطلق للادارة الامريكية، وتواطؤ موثق مع احتلالها للعراق. ولهذا من غير المتوقع ان يصدر عن هذه القمة اي قرار يصب في مصلحة المقاومة، وانما في مصلحة تكريس الاحتلال، مثل الموافقة علي ارسال قوات عربية الي العراق من خلال صيغة مضللة، مثل استصدار قرار عن مجلس الامن بتشكيل قوة متعددة الجنسيات بزعامة امريكية.
ثالثا: لا نعتقد ان الزعامات العربية ستقف الي جانب سورية في مواجهة قانون محاسبتها الذي اصدرته الادارة الامريكية ويعني فرض حصار اقتصادي عليها، لان اكثر ما تحرص عليه هذه الزعامات هو ارضاء واشنطن وتل ابيب، حرصا علي البقاء في الحكم، وتجنب ضغوط الاصلاح، والحملات الاعلامية الامريكية، مضافا الي ذلك ان سورية لم تعد تخيف الانظمة العربية، مثلما كان عليه الحال في الماضي عندما كانت تقود المعسكر الثوري العربي، وتنظوي تحت اجنحتها العديد من المنظمات الفدائية العربية والفلسطينية.
رابعا: الانظمة العربية لا تريد الاصلاح، سواء جاء من الداخل، او فرض عليها من الخارج، لسبب بسيط، وهو ان الغالبية الساحقة من هذه الانظمة فاسدة، ديكتاتورية، لا تحترم شعوبها، والاصلاح لا يعني فقط الاطاحة بها، وانما ايضا تقديم قادتها وانجالهم واحفادهم وحوارييهم الي المحاكم بتهم القمع والفساد ونهب المال العام.
الاصلاح هو الديمقراطية والتعددية السياسية، والقضاء المستقل والحريات العامة، والحفاظ علي حقوق الانسان، وهذه القيم مجتمعة تشكل فيروسات قاتلة للنظام الرسمي العربي الحالي، خاصة في ظل جسده الحالي المترهل، ومناعته الشعبية والايديولوجية المعدومة.
خامسا: اصلاح الجامعة العربية مستحيل، لانها تمثل انظمة متشبثة بالفساد، وتستعصي علي الاصلاح. وحتي نكون اكثر تحديدا نقول، ان هذه الجامعة مصرية الهوية والمقر والقيادة، وطالما ان اوضاع مصر متدهورة، وطالما ان قيادتها ترفض ان تقوم بأي دور ريادي قيادي للأمة في مواجهة التحديات الحالية، فان الجامعة ستظل مشلولة وفاسدة ومتكلسة، فهذه الجامعة لا تستطيع ان تكون نموذجية في ديمقراطيتها وابداعها وانجازاتها، في وسط عربي ومصري موبوء ومتعفن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
الجامعة العربية، وبعد ستين عاما لم تقدم لنا دراسة واحدة مثل الدراسة التي قدمتها لنا الامم المتحدة عن التنمية في الوطن العربي التي اشرفت عليها الدكتورة ريما خلف، رغم ان المشرفة علي هذه الدراسة والفريق المشارك في اعدادها هم عرب ليس بينهم اجنبي واحد.
نحن مع بقاء الجامعة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تمثل ما تبقي من العروبة والتضامن ولكننا لسنا مع بقائها في صورتها المزرية الحالية، مجرد هيئة توظيف، ومصدر رزق لابناء الوزراء وعلية القوم في الانظمة العربية.
النظام الرسمي العربي الحالي في حال من الغيبوبة، ويعيش ايامه الاخيرة، ونستطيع ان نقول انه في انتظار رصاصة الرحمة، والقمة الحالية قد تطيل عمره، او عمر بعض اعضائه اياما او اشهرا قليلة، ولكن الطوفان قادم.
نحن الان علي ابواب فراغ سياسي مرعب، قد تملؤه الفوضي الدموية، لان الشعوب العربية في حال من الغليان بسبب الاهانات المتواصلة التي تلحق بها في العراق وفلسطين، والجوع والفقر والقمع التي تواجهها علي ايدي حكامها.
القادة العرب في تونس ربما يحاولون كسب بعض الوقت فوق عروشهم بالتنازل لامريكا واسرائيل في فلسطين والعراق، مقابل تخفيف امريكا سيف اصلاحاتها المسلط علي رقابهم، مثل ادانة قتل الفلسطينيين للمدنيين الاسرائيليين وتبني خطط شارون ومجازره في قطاع غزة واسقاط حق العودة، ولكنها تنازلات لن تفيدهم ولن تفيد امريكا، لان مؤشرات التغيير العربي الدموي تظهر بوضوح من خلال المقاومتين العراقية والفلسطينية، وانحياز الغالبية الساحقة من الجيل العربي الشاب الي التطرف وجماعاته.
قمة ستؤكد نتائجها حال الهوان العربي الرسمي، وستقدم المزيد من التنازلات لشارون وبوش، ولكنها لن تقدم شيئا للشارع العربي، ولن تحقق ايا من طموحاته، ولهذا لا يكترث لها وبها احد. وتطاردها اللعنات من كل جانب.