saly
15-02-2006, 11:04 PM
استيقظت من نومي على خبر رحيل "جدتى " إلى دار البقاء
وهذه مجرد أحلام
"وضاع الحلم.. حلم عايشني طفولتي وصباي.. شبابي ومراهقتي.. قاسمني أيامي وليالي.. كلما أطفأت شمعة جديدة.. إلا وتأججت العاطفة بداخلي..
إلا وانكويت بنار البعاد.. إلا والتاع قلبي بقسوة الفراق..
كبر الحلم وترعرع بين عيني ويدي.. نما معي كأنه طفلي الذي لم ألده.. رافقني أدق تفاصيل حياتي.. حلمي لم يكن المال والجاه والسلطان والفارس
الجميل على حصانه الأبيض كباقي فتيات جيلي.. حلمي كان مجرد لقاءها.. أن أرتمي في حضنها فأنسى لوعة الفراق.. أن أقبل يديها.. فأنال الرضا
ودعوات الخير..
ثم توقظني رنة هاتف من حلمي الجميل.. تبدده.. تغتاله.. تحطم كل ذكرياته الجميلة.. لينقل لي خبر وفاتها.. خبر انتقالها إلى دار البقاء..
عندما تلقيت النبأ.. خفت.. ترددت.. ظننته كابوسا يريد تحطيم حلمي الجميل.. لكن هيهات.. لقد رحلت "حبوبتي".. رحلت جدتي لتترك طعنة في
القلب لا يمكن التآمها.. رحل الحضن الدافئ.. رحل القلب الحنون.. وبقيت بعض من ذكريات..
قدمت لنا التعازي من كل صوب ونحو.. رفعوا أيديهم للسماء قارئين الفاتحة على روحها الطاهرة.. سائلين العلي القدير أن يسكنها فسيح جناته.. وكم
رفعت يدي للسماء رغبة في مد عمرها حتى ألامس يديها وأنعم ولو لثوان بحضنها الدافئ الحنون.. الحضن الذي طالما دعاني ولم أستجب له..
حلم زيارة وطني السودان لم يكن أهم من رؤيتها.. واليوم يتحقق بعد سنين طوال.. اليوم بالذات سأغادر في اتجاهه.. لكن في حضن من وبين ذراعي
من سأرتمي..
هي مشيئة الله.. قضاء وقدر.. لكن جرحي الدفين استيقظ من جديد..
لكل المغتربين ولكل الطيور المهاجرة خارج أرض الوطن.. زوروا ذويكم بين الفينة والأخرى.. حلقوا في سماء وطنكم متى استطعتم.. أجنحة ذويكم لن
تجدوا أدفئ وأحن منها.. أما عصافيركم الصغيرة.. فحببوهم في أوطانهم.. وكونوا لهم القدوة حتى يحبوا أهلكم.. لكن حذار أن تحرموهم من نسمة
الوطن.. وحضن الوطن.. ودفئ الوطن..
وختاما أقول.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسكنك الله فسيح جناته ياحبوبتي الغالية.. وجعل مثواك الجنة مع الطيبين والصديقين.."
وهكذا أكون قد حرمت من دلع الحبوبة واهتمامها ورعايتها الخاصة جدا الرعاية التي طالما سمعت عنها من الكبار والصغار..
فأرى الأعمدة تتلاشى واحدا تلو الآخر.. وأرى في عيون شقيقاي وأحس بتلك الحرقة التي أحسستها في أحد الأيام.. كيف أن العائلة تنقرض ونحن لا
نعرف عنها سوى اسم بعض عناصرها وليس حتى كلهم.. لتستيقظ الآلام مجددا.. آلام البعد والفراق.. والرحيل..
أجدد ندائي إلى كل المغتربين لا تقطعوا الصلة ببلدكم.. ولا تحرموا أبنائكم من حضن الأهل والوطن.. رغم كل الظروف..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
وهذه مجرد أحلام
"وضاع الحلم.. حلم عايشني طفولتي وصباي.. شبابي ومراهقتي.. قاسمني أيامي وليالي.. كلما أطفأت شمعة جديدة.. إلا وتأججت العاطفة بداخلي..
إلا وانكويت بنار البعاد.. إلا والتاع قلبي بقسوة الفراق..
كبر الحلم وترعرع بين عيني ويدي.. نما معي كأنه طفلي الذي لم ألده.. رافقني أدق تفاصيل حياتي.. حلمي لم يكن المال والجاه والسلطان والفارس
الجميل على حصانه الأبيض كباقي فتيات جيلي.. حلمي كان مجرد لقاءها.. أن أرتمي في حضنها فأنسى لوعة الفراق.. أن أقبل يديها.. فأنال الرضا
ودعوات الخير..
ثم توقظني رنة هاتف من حلمي الجميل.. تبدده.. تغتاله.. تحطم كل ذكرياته الجميلة.. لينقل لي خبر وفاتها.. خبر انتقالها إلى دار البقاء..
عندما تلقيت النبأ.. خفت.. ترددت.. ظننته كابوسا يريد تحطيم حلمي الجميل.. لكن هيهات.. لقد رحلت "حبوبتي".. رحلت جدتي لتترك طعنة في
القلب لا يمكن التآمها.. رحل الحضن الدافئ.. رحل القلب الحنون.. وبقيت بعض من ذكريات..
قدمت لنا التعازي من كل صوب ونحو.. رفعوا أيديهم للسماء قارئين الفاتحة على روحها الطاهرة.. سائلين العلي القدير أن يسكنها فسيح جناته.. وكم
رفعت يدي للسماء رغبة في مد عمرها حتى ألامس يديها وأنعم ولو لثوان بحضنها الدافئ الحنون.. الحضن الذي طالما دعاني ولم أستجب له..
حلم زيارة وطني السودان لم يكن أهم من رؤيتها.. واليوم يتحقق بعد سنين طوال.. اليوم بالذات سأغادر في اتجاهه.. لكن في حضن من وبين ذراعي
من سأرتمي..
هي مشيئة الله.. قضاء وقدر.. لكن جرحي الدفين استيقظ من جديد..
لكل المغتربين ولكل الطيور المهاجرة خارج أرض الوطن.. زوروا ذويكم بين الفينة والأخرى.. حلقوا في سماء وطنكم متى استطعتم.. أجنحة ذويكم لن
تجدوا أدفئ وأحن منها.. أما عصافيركم الصغيرة.. فحببوهم في أوطانهم.. وكونوا لهم القدوة حتى يحبوا أهلكم.. لكن حذار أن تحرموهم من نسمة
الوطن.. وحضن الوطن.. ودفئ الوطن..
وختاما أقول.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. أسكنك الله فسيح جناته ياحبوبتي الغالية.. وجعل مثواك الجنة مع الطيبين والصديقين.."
وهكذا أكون قد حرمت من دلع الحبوبة واهتمامها ورعايتها الخاصة جدا الرعاية التي طالما سمعت عنها من الكبار والصغار..
فأرى الأعمدة تتلاشى واحدا تلو الآخر.. وأرى في عيون شقيقاي وأحس بتلك الحرقة التي أحسستها في أحد الأيام.. كيف أن العائلة تنقرض ونحن لا
نعرف عنها سوى اسم بعض عناصرها وليس حتى كلهم.. لتستيقظ الآلام مجددا.. آلام البعد والفراق.. والرحيل..
أجدد ندائي إلى كل المغتربين لا تقطعوا الصلة ببلدكم.. ولا تحرموا أبنائكم من حضن الأهل والوطن.. رغم كل الظروف..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..