مكتول مدنى
30-01-2006, 05:00 AM
شاركت:17يناير2006
نشرات: 91
المكان:ماليزيا
في ذلك المساء الجميل الممتزج الألوان ومع دغدغات نسماته السحرية حزمت أمري وقررت الذهاب لمشاهدة مول عفراء الأسطوري .. ذلك الحدث الجلل في عالم التسوق داخل ربوع بلادي الحبيبة ، ولكنني وأمام بوابة المول صرخت مستاءا " أخ نسيت جوازي" وبعد عبور تلك البوابة السحرية التي تكشف المعادن والسارس وانفلوانزا الطيور ، التفت إلى رجل الأمن سائلا " وين صالة المغادرة من فضلك " ولكنه جاوبني بصمت يشوبه شيء من الخطر فما كان مني إلا أن تراجعت وابتلعت سؤالي كابتلاع الحية لفريستها وعزيت أمر بوابة النجوم تلك إلى أن مدينة الخرطوم تتكون من ميليشيات وفصائل متناحرة تشكل خطرا على هذا المول وهذا كان جليا في يوم الإفتتاح أو ربما أن الحكومة قد فكرت أخيرا في افتتاح فرع لمطار الخرطوم داخل المول .. ورغم ذلك فإن الفكرتين لم تعجباني فأخذت خطوة إلى الخلف لأتأكد من اسم المول فربما كان اسمه (مول عفراء العسكري) ..
بعد أن فرغت من تحليلاتي التي راقت لي كثيرا وأهلتني للإلتحاق بكلية المختبرات الطبية دخلت إلى المول وداخل المول كان هناك جمع غفير من الحضور الذين أتو لمشاهدة المول فتيانا وفتيات كانوا في قمة الفرح والمرح وبدا ذلك جليا فيما حدث من افراط في حرية التعبير أو ربما هي بوابة النجوم تلك التي أوحت لهم بفكرة أنهم قد غادروا الوطن الحبيب إلى إحدى الدول الأوروبية – حتى هذه الفكرة كان لا بد لها أن تتقيد بقانون الخدمة الإلزامية قبل أن تمنحهمم هذا الإيحاء- فقد تشابكت الأيادي والأرجل أحيانا بين الخالطين والمخلوطين وكل يردد ( إيدو على ايدي الهنا مشينالو وحققنا احلامنا والعاشق عقبالو) أما اولئك الذين اتخذو الطابق العلوى مرتعا لهم وانزووا في الأطراف فقد كانوا يرددون المقولة المشهورة (ياي سحر عيونو ونظراتو أول ماتلائينا عيني بعينو) .. هذا جعلني انتبه لذلك السهم الذي يشير إلي باستمرار وقد كتب عليه عبارة (دبيب).
في الحلة كانت هناك قصة أخري فقد دارت معركة حامية الفطيس بيني وبين (بلة) صاحب الدكان ذي الأرفف الخالية إلا من بعض قطع الصابون المتسخ، فهو يريد أن يسمي دكانه (بلة مول)تماشيا مع الموضة وأنا أحاول أن اقنعه بأن كلمة مول ليست موضة ولا يجوز لك أن تطلقه على شيئك هذا واقترحت عليه أن يسميه (زاد الطين بلة ) فهو إسم جديد وجالب للمعجزات .
كنت أتمشى مع صديقي حين قلت له أن هذه البلاد مقبلة على عاصفة .. نظر إلي مستغربا وقال لي " عاصفة شنو " ..
لم أعرف ما أقول ولكنني أجبته شاردا:
"عاصفة الثقافة 2005 "
نشرات: 91
المكان:ماليزيا
في ذلك المساء الجميل الممتزج الألوان ومع دغدغات نسماته السحرية حزمت أمري وقررت الذهاب لمشاهدة مول عفراء الأسطوري .. ذلك الحدث الجلل في عالم التسوق داخل ربوع بلادي الحبيبة ، ولكنني وأمام بوابة المول صرخت مستاءا " أخ نسيت جوازي" وبعد عبور تلك البوابة السحرية التي تكشف المعادن والسارس وانفلوانزا الطيور ، التفت إلى رجل الأمن سائلا " وين صالة المغادرة من فضلك " ولكنه جاوبني بصمت يشوبه شيء من الخطر فما كان مني إلا أن تراجعت وابتلعت سؤالي كابتلاع الحية لفريستها وعزيت أمر بوابة النجوم تلك إلى أن مدينة الخرطوم تتكون من ميليشيات وفصائل متناحرة تشكل خطرا على هذا المول وهذا كان جليا في يوم الإفتتاح أو ربما أن الحكومة قد فكرت أخيرا في افتتاح فرع لمطار الخرطوم داخل المول .. ورغم ذلك فإن الفكرتين لم تعجباني فأخذت خطوة إلى الخلف لأتأكد من اسم المول فربما كان اسمه (مول عفراء العسكري) ..
بعد أن فرغت من تحليلاتي التي راقت لي كثيرا وأهلتني للإلتحاق بكلية المختبرات الطبية دخلت إلى المول وداخل المول كان هناك جمع غفير من الحضور الذين أتو لمشاهدة المول فتيانا وفتيات كانوا في قمة الفرح والمرح وبدا ذلك جليا فيما حدث من افراط في حرية التعبير أو ربما هي بوابة النجوم تلك التي أوحت لهم بفكرة أنهم قد غادروا الوطن الحبيب إلى إحدى الدول الأوروبية – حتى هذه الفكرة كان لا بد لها أن تتقيد بقانون الخدمة الإلزامية قبل أن تمنحهمم هذا الإيحاء- فقد تشابكت الأيادي والأرجل أحيانا بين الخالطين والمخلوطين وكل يردد ( إيدو على ايدي الهنا مشينالو وحققنا احلامنا والعاشق عقبالو) أما اولئك الذين اتخذو الطابق العلوى مرتعا لهم وانزووا في الأطراف فقد كانوا يرددون المقولة المشهورة (ياي سحر عيونو ونظراتو أول ماتلائينا عيني بعينو) .. هذا جعلني انتبه لذلك السهم الذي يشير إلي باستمرار وقد كتب عليه عبارة (دبيب).
في الحلة كانت هناك قصة أخري فقد دارت معركة حامية الفطيس بيني وبين (بلة) صاحب الدكان ذي الأرفف الخالية إلا من بعض قطع الصابون المتسخ، فهو يريد أن يسمي دكانه (بلة مول)تماشيا مع الموضة وأنا أحاول أن اقنعه بأن كلمة مول ليست موضة ولا يجوز لك أن تطلقه على شيئك هذا واقترحت عليه أن يسميه (زاد الطين بلة ) فهو إسم جديد وجالب للمعجزات .
كنت أتمشى مع صديقي حين قلت له أن هذه البلاد مقبلة على عاصفة .. نظر إلي مستغربا وقال لي " عاصفة شنو " ..
لم أعرف ما أقول ولكنني أجبته شاردا:
"عاصفة الثقافة 2005 "