عاشق الأثير
03-12-2005, 08:19 AM
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على سبعين عاماً .. وكانت تستثر الشفقة حين تشاهد وهي تدخل وتخرج وليس معها
من يساعدها من أهلها وذويها .. كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها .. كان منزلها هادئاً ليس فيه احد غيرها ولا يقرع
بابها احد.. وذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا.. فدهشت اشد الدهشة لما
رأت.. مع إنني لم اصنع شيئاً ذا بال .. ولكنها تعيش في مجتمع ليس فيه عمل خير .. ولا يعرف الرحمة والشفقة وعلاقة
الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح والمساء.. جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى
للأطفال وأحضرت معها بطاقة من البطاقات التي يقدمونها في المناسبات.. وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير
لما قدمناه نحوها .. وشجعتها على زيارة زوجتي فكانت تزورها بين الحين والأخر .. وخلال تردادها على بيتنا علمت أن
الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته وأهله .. يعمل من اجلهم ويبتاع لهم الطعام واللباس .. كما علمت مدى احترام المسلمين
للمرأة سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً وبشكل اخص عندما يتقدم سنها، حيث يتسابق ويتنافس أولادها وأبناء أولادها
في خدمتها وتقديرها.. ومن اعرض عن خدمة والديه كان منبوذاً عند الناس.
كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة: كيف يعامل الوالد أبناءه وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت..
وكيف تتفاني المرأة في خدمة زوجها.. وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه .. كانت تذكر أن لها أولاداً
وأحفاداً لا تعرف أين هم ؟ ولا يزورها منهم احد ؟ قد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون ولا قيمة لهذا الأمر عندهم،
أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدها طوال عمرها. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل
وابتياع حاجيات المنزل ، ثم أنهت حديثها قائلة أن المرأة في بلادكم ملكة ولولا أن الوقت متأخر جداً لتزوجت رجلاً مثل
زوجك ولعشت كما تعيشون .
اللهم لك الحمد أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام
التوقيع : د. عبد الله الخاطر (رحمة الله عليه) من كتابه ( فاعتبروا يا اولي الابصار )
من يساعدها من أهلها وذويها .. كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها .. كان منزلها هادئاً ليس فيه احد غيرها ولا يقرع
بابها احد.. وذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا.. فدهشت اشد الدهشة لما
رأت.. مع إنني لم اصنع شيئاً ذا بال .. ولكنها تعيش في مجتمع ليس فيه عمل خير .. ولا يعرف الرحمة والشفقة وعلاقة
الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح والمساء.. جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى
للأطفال وأحضرت معها بطاقة من البطاقات التي يقدمونها في المناسبات.. وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير
لما قدمناه نحوها .. وشجعتها على زيارة زوجتي فكانت تزورها بين الحين والأخر .. وخلال تردادها على بيتنا علمت أن
الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته وأهله .. يعمل من اجلهم ويبتاع لهم الطعام واللباس .. كما علمت مدى احترام المسلمين
للمرأة سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أماً وبشكل اخص عندما يتقدم سنها، حيث يتسابق ويتنافس أولادها وأبناء أولادها
في خدمتها وتقديرها.. ومن اعرض عن خدمة والديه كان منبوذاً عند الناس.
كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة: كيف يعامل الوالد أبناءه وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت..
وكيف تتفاني المرأة في خدمة زوجها.. وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه .. كانت تذكر أن لها أولاداً
وأحفاداً لا تعرف أين هم ؟ ولا يزورها منهم احد ؟ قد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون ولا قيمة لهذا الأمر عندهم،
أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدها طوال عمرها. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل
وابتياع حاجيات المنزل ، ثم أنهت حديثها قائلة أن المرأة في بلادكم ملكة ولولا أن الوقت متأخر جداً لتزوجت رجلاً مثل
زوجك ولعشت كما تعيشون .
اللهم لك الحمد أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام
التوقيع : د. عبد الله الخاطر (رحمة الله عليه) من كتابه ( فاعتبروا يا اولي الابصار )