حسن على
23-11-2005, 07:46 AM
مواقف طريفة
من مواقف الدراويش الطريفة وقف أحد الدراويش في موقف الحافلات ساعة الذروة فكلما جاءت حافلة تلقاها الناس ركضاً وحجزوا مقاعدها فتشحن وتنطلق والدرويش واقف يحمل سوطه وابريقه وسبحته وعليه جبته المرقعة ، فرآه أحد الواقفين ورأي الركاب يحجزون المقاعد بكتاب أو جريدة أو حقيبة أو كيس خضار وغيره ، فقال هذا المحسن للدرويش : يا ود الشيخ بالصورة دي لي بكرة ما بتلقي مقعد ، فإذا جاءت الحافلة احجز ليك مقعد بي إبريقك أو سوطك أو سبحتك ، فوجد الدرويش كلام الرجل معقولاً ، فما إن لاحت الحافلة حتى ركض نحوها ولم يجد اسهل من الإبريق فإتجه نحو إحدى النوافذ وأدخل الإبريق ليضعه على المقعد ، وكان بالحافلة مسطول ، رأسو معمر تمام وعيونو حُمر وهو دايخ ومدنقر فلما أحس بالحركة رفع رأسه فرأى الإبريق متجهاً نحوه فما كان منه إلا أن تنحنح بأعلى صوته ، ظن نفسه انه في الحمام ولما رأى الإبريق ظنه شخصا يقتحم عليه فكان ما كان
أيضاً من المواقف الطريفة كان عمنا الخليفة الهادي رحمه الله أحد الأصوات النادرة في أداء المديح النبوي يعرفه فقرا الشريف الهندي فكم شنف الآذان وأحيا الليالي بالسيرة النبوية ، قال خرج الشريف على الفقراء في جمع حاشد والذكر منتظم على نغمة واحدة له دوي يسد الأفق وكان الخليفة الهادي هو قائد مديح الذكر وكان عمنا الفكي يصول ويجول في الحلقة وسوطه في يده فسمع أعرابياً صوته أبح وأدؤاه نشاز افسد صفاء الذكر فأرهف السمع حتى عرف مكانه واقترب منه وفاجأه بضربه من سوطه فسكت الإعرابي سكوتا مطبقا ، وقال الخليفة فاقتربت من العربي وقلت له (ما تشيل الصلاة ! ) فقال لي مشيراً إلى الفكي الأمين (لا لا الفكي داك بزعل ) فهذه إحدى وظائف الدرة أو سوط الدراويش رحم الله الفكي الأمين أب سوط ، هذا وربما كان كثيرون من أمثاله يضطلعون بمثل هذه المهمة في بلاد السودان المترامية الأطراف ، فقد كان في الناس صفاء واخلاص نية وحسن مروءة وصدق توجه إلى الله ، ثم جاءت أجيالنا ومعها مكبرات الصوت فأغنت عن مثل تلك الجهود الطوعية ، ولكن مكبرات الصوت محقت النشاط وصغرته وكبرت جرعات النوم فاللهم أعنا على شكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين
روحي لي مشتهيه ود مدني
من مواقف الدراويش الطريفة وقف أحد الدراويش في موقف الحافلات ساعة الذروة فكلما جاءت حافلة تلقاها الناس ركضاً وحجزوا مقاعدها فتشحن وتنطلق والدرويش واقف يحمل سوطه وابريقه وسبحته وعليه جبته المرقعة ، فرآه أحد الواقفين ورأي الركاب يحجزون المقاعد بكتاب أو جريدة أو حقيبة أو كيس خضار وغيره ، فقال هذا المحسن للدرويش : يا ود الشيخ بالصورة دي لي بكرة ما بتلقي مقعد ، فإذا جاءت الحافلة احجز ليك مقعد بي إبريقك أو سوطك أو سبحتك ، فوجد الدرويش كلام الرجل معقولاً ، فما إن لاحت الحافلة حتى ركض نحوها ولم يجد اسهل من الإبريق فإتجه نحو إحدى النوافذ وأدخل الإبريق ليضعه على المقعد ، وكان بالحافلة مسطول ، رأسو معمر تمام وعيونو حُمر وهو دايخ ومدنقر فلما أحس بالحركة رفع رأسه فرأى الإبريق متجهاً نحوه فما كان منه إلا أن تنحنح بأعلى صوته ، ظن نفسه انه في الحمام ولما رأى الإبريق ظنه شخصا يقتحم عليه فكان ما كان
أيضاً من المواقف الطريفة كان عمنا الخليفة الهادي رحمه الله أحد الأصوات النادرة في أداء المديح النبوي يعرفه فقرا الشريف الهندي فكم شنف الآذان وأحيا الليالي بالسيرة النبوية ، قال خرج الشريف على الفقراء في جمع حاشد والذكر منتظم على نغمة واحدة له دوي يسد الأفق وكان الخليفة الهادي هو قائد مديح الذكر وكان عمنا الفكي يصول ويجول في الحلقة وسوطه في يده فسمع أعرابياً صوته أبح وأدؤاه نشاز افسد صفاء الذكر فأرهف السمع حتى عرف مكانه واقترب منه وفاجأه بضربه من سوطه فسكت الإعرابي سكوتا مطبقا ، وقال الخليفة فاقتربت من العربي وقلت له (ما تشيل الصلاة ! ) فقال لي مشيراً إلى الفكي الأمين (لا لا الفكي داك بزعل ) فهذه إحدى وظائف الدرة أو سوط الدراويش رحم الله الفكي الأمين أب سوط ، هذا وربما كان كثيرون من أمثاله يضطلعون بمثل هذه المهمة في بلاد السودان المترامية الأطراف ، فقد كان في الناس صفاء واخلاص نية وحسن مروءة وصدق توجه إلى الله ، ثم جاءت أجيالنا ومعها مكبرات الصوت فأغنت عن مثل تلك الجهود الطوعية ، ولكن مكبرات الصوت محقت النشاط وصغرته وكبرت جرعات النوم فاللهم أعنا على شكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين
روحي لي مشتهيه ود مدني