الزبير محمد عبدالفضيل
11-11-2005, 10:45 PM
green404@hotmail.com MSN Home | My MSN | Hotmail | People and Chat | Money | People & Chat
Web Search:
Hotmail
Today Mail Calendar Contacts
Options | Help
green404@hotmail.com Messenger: Offline
Free Newsletters
التعذيب الامريكي؟ 4
المعتقل جمعة الدوسري يروي رحلته القسرية من مطار قندهار إلى معتقل جوانتانامو
أول إضراب
ثم حدثت مشكلة أول إضراب في كوبا والتي كانت فاتحة للإضراب الشامل حيث كان عندنا في نفس العنبر الذي أنا فيه عنبر B أحد الإخوة المعتقلين واسمه محمد القرشي من السعودية ـ الطائف وكان يصلي الضحى ويلف حول وسطه المنشفة بسبب ضيق الملابس .فجاء رئيس الوردية أحد الرقباء وقال له انزع المنشفة وكان الأخ محمد يصلي فلم يرد عليه فأمر الرقيب أحد الجنود أن يدخل على الأخ محمد في القفص وانتظر حتى سجد محمد ثم دخل عليه الجندي فأراد نزع المنشفة بالقوة ثم دفع محمد على الأرض وقطع صلاته وأخذ المنشفة ثم اشتبك مع أخينا محمد فدخل الرقيب ودفع أخانا محمد ثم خرجوا فبدأنا نكبر جميعا وبدأت العنابر بالتكبير فارتج المكان كله بالتكبير وقد كان الجنود في نفس اليوم قد أهانوا القرآن الكريم في أحد العنابر ثم رمينا جميعنا أغراضنا من خلال شق الباب ولما بدأنا بالتكبير ارتج المكان كله: الله أكبر .. الله أكبر.. فأخذ الجنود يهربون في كل مكان وكان أحد الجنود يقود مدرعة خارج المعسكر فلما سمع التكبير انحرف بالمدرعة ونزل بها في جرف ثم خرج منها وأخذ يركض... فأغلقت الإدارة المعسكر وأحضرت أعدادا من قوات مكافحة الشغب والكلاب البوليسية فكانت الكلاب تنتفض لصوت تكبيرنا. وأحضروا كاميرات التصوير حيث إن الأمريكيين لا يعملون أي شيء دون إحضار كاميرا الفيديو ويصورون ثم توضع الأفلام في أرشيف سري كما أخبرنا المترجمون عن الأرشيف ـ ثم أضربنا عن الطعام قرابة الأسبوعين، ثم خفف الله عنا بسبب هذا الإضراب وأصدرت أوامر جديدة بعدم رمي القرآن الكريم وتفتيشه وبعدها حدثت أمور كثيرة جداً.. وأحضروا قيودا جديدة تمتد من قيد اليدين بسلسلة حول الخصر ومن قيد اليدين تنزل سلسلة وتتصل بقيد الأقدام تماماً مثل القيود التي قيدوا بها عمر المختار في فيلم عمر المختار وكانت هذه القيود صناعة بريطانية وحدثت اعتداءات: ضرب وإهانة المعتقلين وأمور أخرى أكتفي بما ذكرت ولعل معظمها خرج في الإعلام.
كان المحققون يهددوننا وأنا شخصيا كانوا يهددونني بإشهار الأسلحة علي وتوجيهها نحوي. وتهديدي بالقتل إذا رجعت إلى بلدي ولقد حدثت لي في تلك الفترة أمور كثيرة واعتداءات شبيهة بفترة قندهار ـ لا أرغب في ذكرها لبشاعتها ـ ولقد هددت في التحقيقات بالاعتداءات الجنسية وبالاعتداء على أهلي في السعودية وخطف ابنتي نورة وقتلي ـ اغتيالي ـ إذا رجعت إلى السعودية عن طريق جواسيسهم في الشرق الأوسط.
وهددت بتسليمي إلى أمريكا ، حيث السجون الأمريكية وهناك السجان الأمريكان ينتظرون الأشخاص أمثالي من المعتقلين .
أحد الإخوة من السعودية كانت بيده إصابة فتركوها حتى خرج منها الدود فكان الطبيب يفتح الجرح ويرى الدود يتساقط ويغلقه ويقول الآن أخذ الجرح في الشفاء.
ومثل هذه القصص كثيرة جداً وكانوا يضعون بعض أدوات التنظيف والمطهرات المركزة قوية الرائحة أمام أقفاصنا بغرض خنقنا وكثير منا الآن يعاني من مشاكل بالصدر بسببها وكانوا يعاقبون المعتقلين بالمنع من الطعام وكم من مرة يعاقبون عنبرا كاملا بمنعه من الطعام.
أما من ناحية قوات مكافحة الشغب فالحديث عنها يطول ويطول ولكن سوف أذكر بعض القصص العامة التي حدثت فقد كان هناك فرقة من الجنود علامتها وشعارها: تسعة على أربعة وكان هؤلاء الجنود أشد الجنود حقداً وسوءا في المعاملة ولقد أجرموا في حقنا فكانوا هم ومجموعة أخرى لها علامة " دائرة بها خط بمنتصفها" ونحن نسميها stop أو بيبسي وهم لا يقلون إجراماً عن المجموعة التي قبلهم.
كانوا يسيئون معاملتنا بشكل فظيع وغيرهم من المجموعات حيث كلهم في الحقد سواء: ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين). فكانوا يستخدمون قوات مكافحة الشغب في أتفه الأمور لكي تكون ذريعة للاعتداء علينا وتنفيسا لحقدهم الدفين، بمباركة رؤسائهم الضباط فكانوا إذا دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين لا بد أن يسيلوا دمه أو يكسروا له عظماً ونادراً ما كانوا يخرجون بدون إصابات في المعتقلين العزل ولعلي أذكر هنا بعض القصص التي رأيتها بنفسي فمنها: أنهم دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين ووضعوا رأسه في المرحاض ـ والمراحيض هنا في معسكر دلتا كلها مراحيض عربية حديدية ـ ثم سحبوا على رأسه "السيفون" حتى كاد الأخ أن يهلك ودخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وأخذوا يضربون رأسه في حافة المرحاض حتى فقد الوعي وفقد البصر أكثر من 10 ساعات وأصيب بتشنجات في وجهه وكذلك دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وكان يصلي المغرب فضربوه ضرباً مبرحاً وكان ذلك في انفرادي "I إنديا" وفي نفس اليوم دخلوا علي وضربوني. حيث كنا في ذلك الوقت غضبانين لأن رئيس الوردية الرقيب كان يسب ويضرب على أبواب زنازيننا ويقول:"ميري كريسماس" وكان ذلك في كريسماس عام 2002م.
ولقد تكررت محاولات كثيرة جداً منهم لفقء عيون الإخوة المعتقلين وضربهم في الأماكن الحساسة في العورة وضربهم للمرضى والمبتورين في أماكن الإصابة.
وكان أحد الإخوة المعتقلين واسمه أبو عبد العزيز المصري مريضاً ومنوماً في المستشفى فجاء أولئك الجنود وضربوه ضرباً شديداً أمام الممرضين والأطباء فأصيب بإصابات بالغة أدت إلى كسر في العمود الفقري وشلل نصفي وهم الآن يحاولون إجراء عملية جراحية له وهو يرفض خشية من أن يعبثوا في ظهره ويفسدوا ما يمكن إصلاحه ـ كما غالبا تكون عملياتهم الجراحية للمعتقلين ومثل هذه الأحداث كثيرة وكانوا يجعلون دخولهم على الإخوة المعتقلين كما ذكرت ذريعة لإحداث إصابات بالغة وتشويهات خطيرة وكسور.
وبما أنه لا يوجد أحد يراقبهم أو يتابعهم، بل بتوصيات من ضباطهم ومسؤوليهم فكانوا يمارسون تعذيب المعتقلين ـ باسم القانون ـ ولقد حدثت قصص كثيرة جداً أكثر من أن تحصى أو تعد ولعلي أكتفي بهذا القدر منها لأن كثيراً من هذه الأحداث خرجت في الإعلام. أعود لقصتي ولمعاناتي حيث إنهم كانوا يأخذونني للتحقيقات كثيراً جداً ولقد بلغ عدد التحقيقات معي حتى الآن أكثر من ستمئة مرة وكانوا يسلطون علي الجنود لمضايقتي ويدخلونني الانفرادي دون سبب. وكانوا ـ أي المحققين ـ يحاولون أيضاً الضغط علي نفسيا ولعلي أذكر بعض المواقف التي حدثت لي في غرف التحقيق أثناء فترة وجودي في معسكر دلتا. وسوف أضرب صفحا عن ذكر كثير من الأحداث التي حدثت لي حيث إنني لا أرغب في نشر كل ما حدث.
فمن المواقف التي حدثت في التحقيقات: التهديد بقتلي وتعذيبي وجلوسي طوال عمري في السجن في كوبا، وخطف ابنتي نورة والتعرض لعائلتي في السعودية وتهديدي بالاغتيال بعد خروجي من الأسر وتسهيري، ووضع مطهر قوي جداً في غرفة التحقيق وسكبه حولي حتى أكاد أختنق، ووضع مسجل استيريو بموسيقى صاخبة بصوت عال جدا جدا، ووضع كشافات أنوار عالية جداً أمام وجهي ووضعي في غرف باردة جدا جدا ، حيث تخفض درجات الحرارة إلى أقل درجة بالساعات الطويلة وعدم إحضار طعام وشراب وعدم السماح لي بالذهاب للحمام أو الوضوء للصلاة وغير هذه الأمور كثير جدا مثل تقييد يدي مع رجلي في الحلقة الموجودة في أرضية الغرفة حيث إن جميع غرف التحقيقات هنا موجودة في أرضيتها حلقة حديدية مثبتة بالأرض لكي تقيد فيها أرجل المعتقلين وأما من جهة الاعتداءات الجنسية فلقد حدثت لي أشياء كثيرة وسأذكر ما يتيسر لي منها فأسوأ حالة اعتداء حدثت لي كانت في شهر سبتمبر .
وبعده لا أذكر تماما التاريخ في عام 2002م أول سبتمبر بعد الأحداث كان FBI يأخذني كثيراً للتحقيق وفي أحد الأيام يوم سبت ولسبب تذكري لهذا اليوم قصة تأتي إن شاء الله أخذني الجنود في الليل إلى التحقيق وفي غرفة التحقيق قيدوني في تلك الحلقة الفولاذية ثم تركني الجنود وخرجوا وجلست وحدي فترة طويلة ثم بعد فترة فتح الباب بعنف ودخل أربعة جنود مقنعين بقناع أسود ثم دخلت محققة مدنية وأخذ الجنود يرهبونني برفع أصواتهم وكان بيد أحدهم كاميرا فيديو يصور بها ثم قالت تلك المحققة لي: والآن نريد منك أن تعترف أنك من القاعدة أو أن لك أي صلة بما حدث في الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة أو سوف نريك في هذه الليلة شيئاً أبدا لن تنساه طوال عمرك ـ وفعلا لن أنسى ما حدث طوال عمري .. فقلت لها إنه ليست لي أية علاقة بما تتحدثين عنه وكان معهم قيود إضافية يحركها الجنود بأيديهم بقصد إرهابي وتخويفي وبدأت بتهديدي عندها تيقنت أن هناك أمراً خطيراً سوف يحدث لي بدأت أصرخ وأصرخ لعل أحد الإخوة يسمع صراخي ولكن هيهات فإن كل غرف التحقيق فيها عوازل للصوت.
فقالت لي وهي تضحك وتقهقه: اليوم السبت إجازة ونحن في الليل ولا يوجد أي أحد من المسؤولين .. ثم بعد آخر محاولة منها في تهديدي أمرت الجنود بأن يبدأوا بما كانوا قد رتبوا له سابقاً، فجاء الجنود فأنزلوني من على الكرسي وكانت قدمي مقيدة في تلك الحلقة كما ذكرت سابقا ثم مددوني على ظهري ووضعوا القيود الإضافية الطويلة فوق قيد يدي وسحبوني منها بشدة ووحشية في اتجاه عكس اتجاه قدمي وأنا على ظهري ثم أشارت تلك المحققة لأحد الجنود والذي كان بحوزته مقص بأن يقص جميع ملابسي فبدأ الجندي بقص جميع ملابسي ثم سحبها ورماها في زاوية الغرفة ثم بدأت تلك المحققة بنزع ملابسها ـ والجندي يصور بالكاميرا كل شيء ـ ثم عند آخر قطعة من ملابسها الداخلية وقفت فوقي ولما نزعتها ـ وكانت تلبس حفائظ نسائية ـ نزل دم حيضها فوقي ثم بعد أن انتهت من هذا الاعتداء القذر وكنت أحاول وأقاوم هذه الجريمة القذرة لكن الجنود كانوا يمسكونني من القيود بقوة وغلظة التي كادت أن تقطع يدي فبصقت عليها وعلى وجهها فوضعت يدها في دم حيضها القذر الذي نزل على جسمي فمست به صدري وكانت تلك الفاجرة تلبس سلسلة فيها صليب والصليب فيه صنم رجل مصلوب: فقبلت الصليب بعد أن رفعته ونظرت إلي وقالت وهذه هدية الصليب لكم أيها المسلمون ولطخت يدها بدم الحيض ومسحت به وجهي ولحيتي ثم قامت وبدأت تنظف نفسها وتلبس ملابسها ثم خرجت من الغرفة ـ إلى سخط الله وغضبه إن شاء الله ـ ثم أخذ الجنود يدي وقيدوها مع قدمي في الأرض ثم خرج جميع الجنود بعد أن أخذوا ملابسي من زاوية الغرفة وتركوني على هذه الحالة مقيداً عرياناً ملطخاً بدم حيض تلك العاهرة وبعد عدة ساعات جاء جنود ـ لا أعلم يقينا هل هم نفس الجنود ونزعوا الأقنعة أم هم جنود آخرون ـ وأخذوني عرياناً إلى الحمام حيث غسلت نفسي ثم أحضروا لي ملابس أخرى وكأنهم لا يعلمون بما حدث من هذه الانتهاكات الخطيرة.
وكأن شيئاً لم يكن.. أرجعوني إلى العنبر قرب الفجر وأنا في حالة هستيرية في حالة سيئة جداً أكاد أجن مما حدث وكيف حدث ولماذا حدث.. كم يؤلمني تذكر وكتابة هذه المآسي التي يندى لها الجبين.. ولولا أن هذه الحقائق يجب أن تخرج موثقة للعالم لكي يعلموا ماذا يحدث في المعتقلات الأمريكية لما كتبتها.. وإنها حقاً مأساة تعتصر قلبي حزناً وألماً يكاد قلبي ينفطر عند تذكرها لقد هزتني من الصميم هزت كياني ووجداني.
منقوووووووول
Web Search:
Hotmail
Today Mail Calendar Contacts
Options | Help
green404@hotmail.com Messenger: Offline
Free Newsletters
التعذيب الامريكي؟ 4
المعتقل جمعة الدوسري يروي رحلته القسرية من مطار قندهار إلى معتقل جوانتانامو
أول إضراب
ثم حدثت مشكلة أول إضراب في كوبا والتي كانت فاتحة للإضراب الشامل حيث كان عندنا في نفس العنبر الذي أنا فيه عنبر B أحد الإخوة المعتقلين واسمه محمد القرشي من السعودية ـ الطائف وكان يصلي الضحى ويلف حول وسطه المنشفة بسبب ضيق الملابس .فجاء رئيس الوردية أحد الرقباء وقال له انزع المنشفة وكان الأخ محمد يصلي فلم يرد عليه فأمر الرقيب أحد الجنود أن يدخل على الأخ محمد في القفص وانتظر حتى سجد محمد ثم دخل عليه الجندي فأراد نزع المنشفة بالقوة ثم دفع محمد على الأرض وقطع صلاته وأخذ المنشفة ثم اشتبك مع أخينا محمد فدخل الرقيب ودفع أخانا محمد ثم خرجوا فبدأنا نكبر جميعا وبدأت العنابر بالتكبير فارتج المكان كله بالتكبير وقد كان الجنود في نفس اليوم قد أهانوا القرآن الكريم في أحد العنابر ثم رمينا جميعنا أغراضنا من خلال شق الباب ولما بدأنا بالتكبير ارتج المكان كله: الله أكبر .. الله أكبر.. فأخذ الجنود يهربون في كل مكان وكان أحد الجنود يقود مدرعة خارج المعسكر فلما سمع التكبير انحرف بالمدرعة ونزل بها في جرف ثم خرج منها وأخذ يركض... فأغلقت الإدارة المعسكر وأحضرت أعدادا من قوات مكافحة الشغب والكلاب البوليسية فكانت الكلاب تنتفض لصوت تكبيرنا. وأحضروا كاميرات التصوير حيث إن الأمريكيين لا يعملون أي شيء دون إحضار كاميرا الفيديو ويصورون ثم توضع الأفلام في أرشيف سري كما أخبرنا المترجمون عن الأرشيف ـ ثم أضربنا عن الطعام قرابة الأسبوعين، ثم خفف الله عنا بسبب هذا الإضراب وأصدرت أوامر جديدة بعدم رمي القرآن الكريم وتفتيشه وبعدها حدثت أمور كثيرة جداً.. وأحضروا قيودا جديدة تمتد من قيد اليدين بسلسلة حول الخصر ومن قيد اليدين تنزل سلسلة وتتصل بقيد الأقدام تماماً مثل القيود التي قيدوا بها عمر المختار في فيلم عمر المختار وكانت هذه القيود صناعة بريطانية وحدثت اعتداءات: ضرب وإهانة المعتقلين وأمور أخرى أكتفي بما ذكرت ولعل معظمها خرج في الإعلام.
كان المحققون يهددوننا وأنا شخصيا كانوا يهددونني بإشهار الأسلحة علي وتوجيهها نحوي. وتهديدي بالقتل إذا رجعت إلى بلدي ولقد حدثت لي في تلك الفترة أمور كثيرة واعتداءات شبيهة بفترة قندهار ـ لا أرغب في ذكرها لبشاعتها ـ ولقد هددت في التحقيقات بالاعتداءات الجنسية وبالاعتداء على أهلي في السعودية وخطف ابنتي نورة وقتلي ـ اغتيالي ـ إذا رجعت إلى السعودية عن طريق جواسيسهم في الشرق الأوسط.
وهددت بتسليمي إلى أمريكا ، حيث السجون الأمريكية وهناك السجان الأمريكان ينتظرون الأشخاص أمثالي من المعتقلين .
أحد الإخوة من السعودية كانت بيده إصابة فتركوها حتى خرج منها الدود فكان الطبيب يفتح الجرح ويرى الدود يتساقط ويغلقه ويقول الآن أخذ الجرح في الشفاء.
ومثل هذه القصص كثيرة جداً وكانوا يضعون بعض أدوات التنظيف والمطهرات المركزة قوية الرائحة أمام أقفاصنا بغرض خنقنا وكثير منا الآن يعاني من مشاكل بالصدر بسببها وكانوا يعاقبون المعتقلين بالمنع من الطعام وكم من مرة يعاقبون عنبرا كاملا بمنعه من الطعام.
أما من ناحية قوات مكافحة الشغب فالحديث عنها يطول ويطول ولكن سوف أذكر بعض القصص العامة التي حدثت فقد كان هناك فرقة من الجنود علامتها وشعارها: تسعة على أربعة وكان هؤلاء الجنود أشد الجنود حقداً وسوءا في المعاملة ولقد أجرموا في حقنا فكانوا هم ومجموعة أخرى لها علامة " دائرة بها خط بمنتصفها" ونحن نسميها stop أو بيبسي وهم لا يقلون إجراماً عن المجموعة التي قبلهم.
كانوا يسيئون معاملتنا بشكل فظيع وغيرهم من المجموعات حيث كلهم في الحقد سواء: ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين). فكانوا يستخدمون قوات مكافحة الشغب في أتفه الأمور لكي تكون ذريعة للاعتداء علينا وتنفيسا لحقدهم الدفين، بمباركة رؤسائهم الضباط فكانوا إذا دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين لا بد أن يسيلوا دمه أو يكسروا له عظماً ونادراً ما كانوا يخرجون بدون إصابات في المعتقلين العزل ولعلي أذكر هنا بعض القصص التي رأيتها بنفسي فمنها: أنهم دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين ووضعوا رأسه في المرحاض ـ والمراحيض هنا في معسكر دلتا كلها مراحيض عربية حديدية ـ ثم سحبوا على رأسه "السيفون" حتى كاد الأخ أن يهلك ودخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وأخذوا يضربون رأسه في حافة المرحاض حتى فقد الوعي وفقد البصر أكثر من 10 ساعات وأصيب بتشنجات في وجهه وكذلك دخلوا على أحد الإخوة المعتقلين وكان يصلي المغرب فضربوه ضرباً مبرحاً وكان ذلك في انفرادي "I إنديا" وفي نفس اليوم دخلوا علي وضربوني. حيث كنا في ذلك الوقت غضبانين لأن رئيس الوردية الرقيب كان يسب ويضرب على أبواب زنازيننا ويقول:"ميري كريسماس" وكان ذلك في كريسماس عام 2002م.
ولقد تكررت محاولات كثيرة جداً منهم لفقء عيون الإخوة المعتقلين وضربهم في الأماكن الحساسة في العورة وضربهم للمرضى والمبتورين في أماكن الإصابة.
وكان أحد الإخوة المعتقلين واسمه أبو عبد العزيز المصري مريضاً ومنوماً في المستشفى فجاء أولئك الجنود وضربوه ضرباً شديداً أمام الممرضين والأطباء فأصيب بإصابات بالغة أدت إلى كسر في العمود الفقري وشلل نصفي وهم الآن يحاولون إجراء عملية جراحية له وهو يرفض خشية من أن يعبثوا في ظهره ويفسدوا ما يمكن إصلاحه ـ كما غالبا تكون عملياتهم الجراحية للمعتقلين ومثل هذه الأحداث كثيرة وكانوا يجعلون دخولهم على الإخوة المعتقلين كما ذكرت ذريعة لإحداث إصابات بالغة وتشويهات خطيرة وكسور.
وبما أنه لا يوجد أحد يراقبهم أو يتابعهم، بل بتوصيات من ضباطهم ومسؤوليهم فكانوا يمارسون تعذيب المعتقلين ـ باسم القانون ـ ولقد حدثت قصص كثيرة جداً أكثر من أن تحصى أو تعد ولعلي أكتفي بهذا القدر منها لأن كثيراً من هذه الأحداث خرجت في الإعلام. أعود لقصتي ولمعاناتي حيث إنهم كانوا يأخذونني للتحقيقات كثيراً جداً ولقد بلغ عدد التحقيقات معي حتى الآن أكثر من ستمئة مرة وكانوا يسلطون علي الجنود لمضايقتي ويدخلونني الانفرادي دون سبب. وكانوا ـ أي المحققين ـ يحاولون أيضاً الضغط علي نفسيا ولعلي أذكر بعض المواقف التي حدثت لي في غرف التحقيق أثناء فترة وجودي في معسكر دلتا. وسوف أضرب صفحا عن ذكر كثير من الأحداث التي حدثت لي حيث إنني لا أرغب في نشر كل ما حدث.
فمن المواقف التي حدثت في التحقيقات: التهديد بقتلي وتعذيبي وجلوسي طوال عمري في السجن في كوبا، وخطف ابنتي نورة والتعرض لعائلتي في السعودية وتهديدي بالاغتيال بعد خروجي من الأسر وتسهيري، ووضع مطهر قوي جداً في غرفة التحقيق وسكبه حولي حتى أكاد أختنق، ووضع مسجل استيريو بموسيقى صاخبة بصوت عال جدا جدا، ووضع كشافات أنوار عالية جداً أمام وجهي ووضعي في غرف باردة جدا جدا ، حيث تخفض درجات الحرارة إلى أقل درجة بالساعات الطويلة وعدم إحضار طعام وشراب وعدم السماح لي بالذهاب للحمام أو الوضوء للصلاة وغير هذه الأمور كثير جدا مثل تقييد يدي مع رجلي في الحلقة الموجودة في أرضية الغرفة حيث إن جميع غرف التحقيقات هنا موجودة في أرضيتها حلقة حديدية مثبتة بالأرض لكي تقيد فيها أرجل المعتقلين وأما من جهة الاعتداءات الجنسية فلقد حدثت لي أشياء كثيرة وسأذكر ما يتيسر لي منها فأسوأ حالة اعتداء حدثت لي كانت في شهر سبتمبر .
وبعده لا أذكر تماما التاريخ في عام 2002م أول سبتمبر بعد الأحداث كان FBI يأخذني كثيراً للتحقيق وفي أحد الأيام يوم سبت ولسبب تذكري لهذا اليوم قصة تأتي إن شاء الله أخذني الجنود في الليل إلى التحقيق وفي غرفة التحقيق قيدوني في تلك الحلقة الفولاذية ثم تركني الجنود وخرجوا وجلست وحدي فترة طويلة ثم بعد فترة فتح الباب بعنف ودخل أربعة جنود مقنعين بقناع أسود ثم دخلت محققة مدنية وأخذ الجنود يرهبونني برفع أصواتهم وكان بيد أحدهم كاميرا فيديو يصور بها ثم قالت تلك المحققة لي: والآن نريد منك أن تعترف أنك من القاعدة أو أن لك أي صلة بما حدث في الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة أو سوف نريك في هذه الليلة شيئاً أبدا لن تنساه طوال عمرك ـ وفعلا لن أنسى ما حدث طوال عمري .. فقلت لها إنه ليست لي أية علاقة بما تتحدثين عنه وكان معهم قيود إضافية يحركها الجنود بأيديهم بقصد إرهابي وتخويفي وبدأت بتهديدي عندها تيقنت أن هناك أمراً خطيراً سوف يحدث لي بدأت أصرخ وأصرخ لعل أحد الإخوة يسمع صراخي ولكن هيهات فإن كل غرف التحقيق فيها عوازل للصوت.
فقالت لي وهي تضحك وتقهقه: اليوم السبت إجازة ونحن في الليل ولا يوجد أي أحد من المسؤولين .. ثم بعد آخر محاولة منها في تهديدي أمرت الجنود بأن يبدأوا بما كانوا قد رتبوا له سابقاً، فجاء الجنود فأنزلوني من على الكرسي وكانت قدمي مقيدة في تلك الحلقة كما ذكرت سابقا ثم مددوني على ظهري ووضعوا القيود الإضافية الطويلة فوق قيد يدي وسحبوني منها بشدة ووحشية في اتجاه عكس اتجاه قدمي وأنا على ظهري ثم أشارت تلك المحققة لأحد الجنود والذي كان بحوزته مقص بأن يقص جميع ملابسي فبدأ الجندي بقص جميع ملابسي ثم سحبها ورماها في زاوية الغرفة ثم بدأت تلك المحققة بنزع ملابسها ـ والجندي يصور بالكاميرا كل شيء ـ ثم عند آخر قطعة من ملابسها الداخلية وقفت فوقي ولما نزعتها ـ وكانت تلبس حفائظ نسائية ـ نزل دم حيضها فوقي ثم بعد أن انتهت من هذا الاعتداء القذر وكنت أحاول وأقاوم هذه الجريمة القذرة لكن الجنود كانوا يمسكونني من القيود بقوة وغلظة التي كادت أن تقطع يدي فبصقت عليها وعلى وجهها فوضعت يدها في دم حيضها القذر الذي نزل على جسمي فمست به صدري وكانت تلك الفاجرة تلبس سلسلة فيها صليب والصليب فيه صنم رجل مصلوب: فقبلت الصليب بعد أن رفعته ونظرت إلي وقالت وهذه هدية الصليب لكم أيها المسلمون ولطخت يدها بدم الحيض ومسحت به وجهي ولحيتي ثم قامت وبدأت تنظف نفسها وتلبس ملابسها ثم خرجت من الغرفة ـ إلى سخط الله وغضبه إن شاء الله ـ ثم أخذ الجنود يدي وقيدوها مع قدمي في الأرض ثم خرج جميع الجنود بعد أن أخذوا ملابسي من زاوية الغرفة وتركوني على هذه الحالة مقيداً عرياناً ملطخاً بدم حيض تلك العاهرة وبعد عدة ساعات جاء جنود ـ لا أعلم يقينا هل هم نفس الجنود ونزعوا الأقنعة أم هم جنود آخرون ـ وأخذوني عرياناً إلى الحمام حيث غسلت نفسي ثم أحضروا لي ملابس أخرى وكأنهم لا يعلمون بما حدث من هذه الانتهاكات الخطيرة.
وكأن شيئاً لم يكن.. أرجعوني إلى العنبر قرب الفجر وأنا في حالة هستيرية في حالة سيئة جداً أكاد أجن مما حدث وكيف حدث ولماذا حدث.. كم يؤلمني تذكر وكتابة هذه المآسي التي يندى لها الجبين.. ولولا أن هذه الحقائق يجب أن تخرج موثقة للعالم لكي يعلموا ماذا يحدث في المعتقلات الأمريكية لما كتبتها.. وإنها حقاً مأساة تعتصر قلبي حزناً وألماً يكاد قلبي ينفطر عند تذكرها لقد هزتني من الصميم هزت كياني ووجداني.
منقوووووووول