al zeer
08-11-2005, 11:30 PM
من هنا نبدأ
عصر العلم و الارهاب والاعصار.. ودارفور!
«ربيكا» فى منصة اليونسكو الرئاسية
ينعقد المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو مرة كل عامين.. واليونسكو هى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة والإعلام.. فهي المنظمة
الوحيدة التى تبحث مواضيع ثقافة السلام، كما تبحث آثار العلوم الإجتماعية والبحث فى تقدم الانسانية او ما يسمى الآن بالتنمية الانسانية.
والإجتماع القادم لهذه المنظمة فى منتصف شهر اكتوبر سيضم اكثر من 150 دولة وهى بمثابة جمعية عمومية، كالجمعية العمومية التي انعقدت منذ اسبوعين فى نيويورك وبحثنا حصادها فى الاسبوع الماضى ولم يكن السودان ممثلاً فيها على مستوى القمة كما كنا نأمل وكما ادركنا ان رئيسنا وقد قدم بنفسه تقريراً عن اهداف التنمية للألفية الثالثة.
ان فقدنا لهذه الفرصة العالمية النادرة، حيث نعلن اتفاقية السلام الشاملة وتآخى عُروتى البلاد شمالها وجنوبها، قد يعوض عنه تمثيلنا القادم فى مؤتمر اليونسكو وقد جرت العادة ان يرأس وفدنا وزير التربية والتعليم وربما عدم الاتفاق على شخصه يفسر لنا ان وزير التربية السابق ما زال مكلفاً ولو أنه عين وزيراً للبيئة والتخطيط المعماري وربما يرأس وفدنا ايضاً هذه المرة لليونسكو المهم انه الى جانب رؤساء وفود اليونسكو، يحضر اجتماعات المؤتمر فى جلساته الافتتاحية الأولى ضيوف شرف من رؤساء الدول او الشخصيات العالمية البارزة كحملة جائزة نوبل وكبار العلماء والادباء.
ولئن فاتنا لاسباب مقدورة التمثيل الرئاسى فى مؤتمر قمة الأمم المتحدة فارجو الا يفوتنا التمثيل الرئاسى على قاعدة اليونسكو وهى قاعدة ثقافة السلام و التنمية الانسانية فهل يمكن ان نطلب من السيدة ربيكا زوجة الرئيس الراحل الافريقى السودانى جون قرنق ان تكون ممثلة شرف للسودان الواحد والذى حقق السلام بين شماله وجنوبيه ويكون هذا التمثيل هو الرد الايجابى على من ما زال أمر السلام فى دارفور قصية عندهم، هل يمكن ان تخاطبهم السيدة «ربيكا» ضاربة المثل، وممثلة لمنظمة الرئاسة بان السلام فى دارفور لا ريب فيه؟
عصر العلم
نذكر جيداً زيارة حامل جائزة نوبل للسودان العالم المصرى «زويل» والتى وان لم تكن طويلة فى المساحة الا ان اثارها كانت عميقة وخصوصاً فى التنمية الانسانية، والتى قاعدتها هى العلم.. وتطبيقاته المختلفة.
وقد اصدر هذا العالم المصرى العالمى كتابه الأخير عن «عصر العلم» يتحدث فيه عن خواطره وعن مبررات رأيه فى ان يكون عصرنا هو عصر النهضة، نهديه لكل وزير وكبير عندنا وعلى أول ما وصى به هذا العالم هو صدق واخلاص الارادة الانسانية ، ليس فقط عند القاعدة العليا وانما وخصوصاً فى بنيتنا التحتية،، اذ ماذا يفيد العلماء اذا لم تكن بنا حاجة إليهم وكما يقول المثل تستطيع ان تقود «الفرس» الى الماء ولكن لا تستطيع ان تملأ الفرس بالحياة التى هى أصل هذا الماء.. فلا بد من الارادة السياسية الخالصة.. والى جانب هذه الارادة السياسية التى تتمثل فى القاعدة والقمة معاً، يشير عصر العلم، الى ضرورة توفر الرؤية الصادقة.. لا يمكن ان ننهض واعناقنا متجهة الى الماضى دائماً، او حتى الحاضر وحده، نحن لا ننكر ضرورة هذه النظرة للتقييم والمقارنة ولكن لا بد من النظرة المستقبلية والتى قال عنها «زويل» انها على رأس قائمة الشرف الذى تحدث عنها «مهاتير محمد» وهو يفخر بأنه أقنع شعب ماليزيا ان يتجه للمستقبل هذا الافق الواسع الذى يجد كل فيه متسعا لانه اناء العلم يفيض بمضاعفته ولا يضيق بعدد اللاجئين إليه.
إن عصر العلم، لا يمكن ان يقوم بغير «معلوماتية» وقد بدأ مجلس الوزراء فى عهده الجديد بندوات علمية كان اولها «الاستغلال الامثل للمياه»، ثم عقب ذلك الحديث عن مستلزمات « الحكومة الالكترونية» وفى رعاية وقيادة وزير الدولة لمجلس الوزراء د. كمال عبد اللطيف اجتمع نفر كبير من رواد «المعلوماتية» فى هذه البلاد وتحدثوا عن مشروع قانون تنظيم الحكومة الالكترونية، وفى ورقتين مهمتين تحدثوا عن اول مستلزمات هذه الحكومة وهذا التوقيع الرقمى وتوثيقه والتزامه وعرض مجهودات الدول الأخرى ليس فقط المتقدمة ولكن المتنامية أيضاً، نأخذ منها العبر.
ان هذه الخطوة ، الى جانب البيانات الاساسية للمعلوماتية هى طريقنا الي حضور مؤتمر تقنية المعلومات الذى سيعقد فى تونس فى نوفمبر من هذا العام .. ان استراتيجيات تخطيطنا اقتصادياً او سياسياً او اجتماعياً لا يمكن ان تمثل سياسات كلية حادة ولا برامج ناجحة ان لم نحسن معلوماتنا ونملك بياناتها.
ثقافة الحكومة الوطنية الجديدة
لم يلفت نظرى كثيراً اختلاف الرأي حول تشكيل هذه الحكومة او شمولها فذلك أمر «السياسة» الذى لا اجيده ولكن لفتت نظرى ثلاث خواطر:
اولها: ان من اهم الوزارات هى وزارة العمل والتنمية البشرية، كان يمثل المؤتمر الوطنى جنوبى من المواطنين الخلصاء الفريق «منايا» وكان يمثل وزير الدولة من الحركة الشعبية الاستاذ الاكاديمي محمد يوسف الذى طالت غربته واعتقد ان هذه الوزارة من اهم الوزارات لأنها تعني «بالعمالة» وتكافح البطالة وهى تعني بالكفايات البشرية وتدريبها وهذه اوليتنا الأولى الآن.
ثانيها:
ان هذه الوزارة حوت وزيرى دولة احدهما فى التعليم العالى د. مبارك والأخر فى وزارة الخارجية «السمانى» وقد كانا من الوزراء الاتحاديين المهمين فى التعليم العالى والنقل اننى احىي وطنية هذين الرجل لأن المهم ليس الشكل ولكن المضمون.
والاناء بما فيه ينضح
اما الثالثة:
فهى تعبير البروفيسور «الزبير» ذلك العالم الاكاديمي ومدير جامعة الخرطوم سابقاً ووزير التقانة تعيينه على رأس جهاز الأمن فى وزارة الداخلية هذا العالم النفسانى..
هل معنى هذا وارجو ان يكون هو اننا نحاول ان نلجأ للبحث العلمى والتقانة فى شئوننا الأمنية؟
ان كلمة «بسط الأمن» لم تعد بسطاً رأسياً بالتغول فى حياة الناس الآمنة، ولكن البسط هنا بسط افقي لكل اجزاء البلاد والذى ستلعب فيه «ثقافة السلام» دورها الأول كما يلعب فيه التعليم عن بعد والتعليم المفتوح وتقنيات المعلومات الدور المعلى.
اننا نرحب بالبروفيسور «الزبير» الذى نعرف اصالته بانه سيعمل على أمن المواطن، وأمن الدولة، والأمن الثقافى الذى يحمينا من غوائل الأمن المظلم. انه الأمن المنير ..
مؤتمر الأرهاب فى ملتقى النيلين
ورغم ان بلادنا، وعلى غير ارادتنا، ليست فوق كل الشبهات فيما يختص «باشكالية» الارهاب الا انها استضافت الاسبوع الماضى، مؤتمراً افريقياً للارهاب هو الثانى من نوعه فى افريقيا.. وهذا عمل جليل.
والتف وزراء افريقيا، الذى لم يعد الارهاب عدوهم الأول كما هو الحال فى امريكا الشمالية أو غرب اوروبا أو حتى آسيا، ان الارهاب فى افريقيا آت من الخارج، لان النظم الافريقية نفسها لا تميل نفسياً الى هذا النوع من تصرفات البشر ولأن البنيات الاساسية غير قائمة، وفاقد الشئ لا يعطيه ولا يهدمه..
وقد تعرض رجال الأمن عندنا الى كثير من البحوث العلمية وفى توصيات هذا المؤتمر الذى افتتحه الرئيس، واختتمه النائب الأول كان التركيز على معالجة اصول الارهاب من فقر وقهر وعدم مساواة اكثر من اسلحته وشكلياته فان افريقيا بحمد الله لم تتهم حتى الآن بصناعة الاسلحة المدمرة ولم تعمل دولة افريقية واحدة على تخصيب اليورانيوم وحتى التطلع لاستخدام الذرة سلمياً مع اننا فى حاجة رغم شمسنا ونفاياتنا ومياهنا الي استخدامات ذرية سلمية ولأن بعض اطراف افريقيا لن يتوفر لها الماء العذب اذ لا بد من تحويل الماء المالح الى استخدامات زراعية او حتى صحية ايضاً.. ان قيام مثل هذه المؤتمرات التى تدعو لمقاومة الارهاب حتى بالطرق البوليسية البدائية وفيها استخدام الحيوانات هذه المؤتمرات تبعد عنا شبهات العمل على الارهاب ولكن عجز مؤتمرنا كالمؤتمرات الأخرى عن تعريف جامع مانع يفرق بين المقاومة وبين الارهاب ونحن لا زلنا نعتقد ان مقاومة المحتل ليست ارهاباً ولكنها الحق الشرعي لكل الشعوب ولكن الارهاب الذى نخشى غوائله هو ارهاب انتهاك حريات الانسان وحقوقه الشرعية ووسائل حكمه وفض النزاعات بالطرق السليمة.
الاعاصير
لم نشمت على اثار «كاترينا» و«ريتا» من قبلها وقد عربها البعض بالسيدة زينب والسيدة نفيسة!
ولكن العالم المصرى د. زغلول النجار تكلم كثيراً فى برنامج بلا حدود عن اسباب المشكلة وكيف يلعب الاحتباس الحرارى الدور الكبير فى مضاعفاتها، وقد طمن العالم المسلمين على «مكتهم» ولكنه حذر من البؤر البركانية حول المدينة.
وتنبأ بانفجارات بركانية فى الولايات المتحدة يمكن التنبؤ بها وان لا يمكن تفاديها.. ونحن بأثمان العجائز نؤمن بقدر الله أنى شاء حدوثه، ولكنا نحذر من عدم الا ستعداد ومن التفاؤل المفرط ومأساة محرقة بنى سويف فى شمال الوادى تعطينا الكثير من المحاذير ووجوب اللجوء الى انذارات مبكرة والاهتمام ببيئة العمل وتكثيف الجهود لاصلاحها خشية حادثات الدهر.. ان الاعاصير، وحوادث المرور والفيضانات والتكدس في المدن اشياء كلها فى وسعنا الآن فلنعد لها انفسنا.
ودارفور أخيراً..
وبرغم كل الجهود التى تبذلها الحكومة، وكذلك جهود الاتحاد الافريقى، الذى يمثل المجتمع الدولى ما زالت مشكلة دارفور قائمة، وما زالت الوفود الدولية تتسابق وتضع هذه المأساة فى مقدمة اهتماماتها، وما زلنا مهددين بشح الموارد التى اتفق عليها المجتمع الدولى فى «اسلو» وغيرها.. ولم تنفذ بعد بحجة السلام فى دارفور!
صحيح ان استخدامات البترول وارتفاع اسعاره العالمية، قد يجعلنا فى منطقة أمان مالي او يقربنا منها على اساس ان تكون مهمة ا لبترول الأولي هى الاستثمارات غير البترولية صناعية او زراعية او خدمية.
وكفى الامر المحير، اننا جميعاً نريد حلاً عادلاً لمشكلة دارفور ولا استبعد حركات التحرير لو كانت صادقة فى نواياها.
ولكن السؤال الذي يجب ان نجيب عليه لماذا لا يصل هذا الحل فى دارفور أهناك ارادة ناقصة أم عزيمة متوانية؟
عصر العلم و الارهاب والاعصار.. ودارفور!
«ربيكا» فى منصة اليونسكو الرئاسية
ينعقد المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو مرة كل عامين.. واليونسكو هى المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة والإعلام.. فهي المنظمة
الوحيدة التى تبحث مواضيع ثقافة السلام، كما تبحث آثار العلوم الإجتماعية والبحث فى تقدم الانسانية او ما يسمى الآن بالتنمية الانسانية.
والإجتماع القادم لهذه المنظمة فى منتصف شهر اكتوبر سيضم اكثر من 150 دولة وهى بمثابة جمعية عمومية، كالجمعية العمومية التي انعقدت منذ اسبوعين فى نيويورك وبحثنا حصادها فى الاسبوع الماضى ولم يكن السودان ممثلاً فيها على مستوى القمة كما كنا نأمل وكما ادركنا ان رئيسنا وقد قدم بنفسه تقريراً عن اهداف التنمية للألفية الثالثة.
ان فقدنا لهذه الفرصة العالمية النادرة، حيث نعلن اتفاقية السلام الشاملة وتآخى عُروتى البلاد شمالها وجنوبها، قد يعوض عنه تمثيلنا القادم فى مؤتمر اليونسكو وقد جرت العادة ان يرأس وفدنا وزير التربية والتعليم وربما عدم الاتفاق على شخصه يفسر لنا ان وزير التربية السابق ما زال مكلفاً ولو أنه عين وزيراً للبيئة والتخطيط المعماري وربما يرأس وفدنا ايضاً هذه المرة لليونسكو المهم انه الى جانب رؤساء وفود اليونسكو، يحضر اجتماعات المؤتمر فى جلساته الافتتاحية الأولى ضيوف شرف من رؤساء الدول او الشخصيات العالمية البارزة كحملة جائزة نوبل وكبار العلماء والادباء.
ولئن فاتنا لاسباب مقدورة التمثيل الرئاسى فى مؤتمر قمة الأمم المتحدة فارجو الا يفوتنا التمثيل الرئاسى على قاعدة اليونسكو وهى قاعدة ثقافة السلام و التنمية الانسانية فهل يمكن ان نطلب من السيدة ربيكا زوجة الرئيس الراحل الافريقى السودانى جون قرنق ان تكون ممثلة شرف للسودان الواحد والذى حقق السلام بين شماله وجنوبيه ويكون هذا التمثيل هو الرد الايجابى على من ما زال أمر السلام فى دارفور قصية عندهم، هل يمكن ان تخاطبهم السيدة «ربيكا» ضاربة المثل، وممثلة لمنظمة الرئاسة بان السلام فى دارفور لا ريب فيه؟
عصر العلم
نذكر جيداً زيارة حامل جائزة نوبل للسودان العالم المصرى «زويل» والتى وان لم تكن طويلة فى المساحة الا ان اثارها كانت عميقة وخصوصاً فى التنمية الانسانية، والتى قاعدتها هى العلم.. وتطبيقاته المختلفة.
وقد اصدر هذا العالم المصرى العالمى كتابه الأخير عن «عصر العلم» يتحدث فيه عن خواطره وعن مبررات رأيه فى ان يكون عصرنا هو عصر النهضة، نهديه لكل وزير وكبير عندنا وعلى أول ما وصى به هذا العالم هو صدق واخلاص الارادة الانسانية ، ليس فقط عند القاعدة العليا وانما وخصوصاً فى بنيتنا التحتية،، اذ ماذا يفيد العلماء اذا لم تكن بنا حاجة إليهم وكما يقول المثل تستطيع ان تقود «الفرس» الى الماء ولكن لا تستطيع ان تملأ الفرس بالحياة التى هى أصل هذا الماء.. فلا بد من الارادة السياسية الخالصة.. والى جانب هذه الارادة السياسية التى تتمثل فى القاعدة والقمة معاً، يشير عصر العلم، الى ضرورة توفر الرؤية الصادقة.. لا يمكن ان ننهض واعناقنا متجهة الى الماضى دائماً، او حتى الحاضر وحده، نحن لا ننكر ضرورة هذه النظرة للتقييم والمقارنة ولكن لا بد من النظرة المستقبلية والتى قال عنها «زويل» انها على رأس قائمة الشرف الذى تحدث عنها «مهاتير محمد» وهو يفخر بأنه أقنع شعب ماليزيا ان يتجه للمستقبل هذا الافق الواسع الذى يجد كل فيه متسعا لانه اناء العلم يفيض بمضاعفته ولا يضيق بعدد اللاجئين إليه.
إن عصر العلم، لا يمكن ان يقوم بغير «معلوماتية» وقد بدأ مجلس الوزراء فى عهده الجديد بندوات علمية كان اولها «الاستغلال الامثل للمياه»، ثم عقب ذلك الحديث عن مستلزمات « الحكومة الالكترونية» وفى رعاية وقيادة وزير الدولة لمجلس الوزراء د. كمال عبد اللطيف اجتمع نفر كبير من رواد «المعلوماتية» فى هذه البلاد وتحدثوا عن مشروع قانون تنظيم الحكومة الالكترونية، وفى ورقتين مهمتين تحدثوا عن اول مستلزمات هذه الحكومة وهذا التوقيع الرقمى وتوثيقه والتزامه وعرض مجهودات الدول الأخرى ليس فقط المتقدمة ولكن المتنامية أيضاً، نأخذ منها العبر.
ان هذه الخطوة ، الى جانب البيانات الاساسية للمعلوماتية هى طريقنا الي حضور مؤتمر تقنية المعلومات الذى سيعقد فى تونس فى نوفمبر من هذا العام .. ان استراتيجيات تخطيطنا اقتصادياً او سياسياً او اجتماعياً لا يمكن ان تمثل سياسات كلية حادة ولا برامج ناجحة ان لم نحسن معلوماتنا ونملك بياناتها.
ثقافة الحكومة الوطنية الجديدة
لم يلفت نظرى كثيراً اختلاف الرأي حول تشكيل هذه الحكومة او شمولها فذلك أمر «السياسة» الذى لا اجيده ولكن لفتت نظرى ثلاث خواطر:
اولها: ان من اهم الوزارات هى وزارة العمل والتنمية البشرية، كان يمثل المؤتمر الوطنى جنوبى من المواطنين الخلصاء الفريق «منايا» وكان يمثل وزير الدولة من الحركة الشعبية الاستاذ الاكاديمي محمد يوسف الذى طالت غربته واعتقد ان هذه الوزارة من اهم الوزارات لأنها تعني «بالعمالة» وتكافح البطالة وهى تعني بالكفايات البشرية وتدريبها وهذه اوليتنا الأولى الآن.
ثانيها:
ان هذه الوزارة حوت وزيرى دولة احدهما فى التعليم العالى د. مبارك والأخر فى وزارة الخارجية «السمانى» وقد كانا من الوزراء الاتحاديين المهمين فى التعليم العالى والنقل اننى احىي وطنية هذين الرجل لأن المهم ليس الشكل ولكن المضمون.
والاناء بما فيه ينضح
اما الثالثة:
فهى تعبير البروفيسور «الزبير» ذلك العالم الاكاديمي ومدير جامعة الخرطوم سابقاً ووزير التقانة تعيينه على رأس جهاز الأمن فى وزارة الداخلية هذا العالم النفسانى..
هل معنى هذا وارجو ان يكون هو اننا نحاول ان نلجأ للبحث العلمى والتقانة فى شئوننا الأمنية؟
ان كلمة «بسط الأمن» لم تعد بسطاً رأسياً بالتغول فى حياة الناس الآمنة، ولكن البسط هنا بسط افقي لكل اجزاء البلاد والذى ستلعب فيه «ثقافة السلام» دورها الأول كما يلعب فيه التعليم عن بعد والتعليم المفتوح وتقنيات المعلومات الدور المعلى.
اننا نرحب بالبروفيسور «الزبير» الذى نعرف اصالته بانه سيعمل على أمن المواطن، وأمن الدولة، والأمن الثقافى الذى يحمينا من غوائل الأمن المظلم. انه الأمن المنير ..
مؤتمر الأرهاب فى ملتقى النيلين
ورغم ان بلادنا، وعلى غير ارادتنا، ليست فوق كل الشبهات فيما يختص «باشكالية» الارهاب الا انها استضافت الاسبوع الماضى، مؤتمراً افريقياً للارهاب هو الثانى من نوعه فى افريقيا.. وهذا عمل جليل.
والتف وزراء افريقيا، الذى لم يعد الارهاب عدوهم الأول كما هو الحال فى امريكا الشمالية أو غرب اوروبا أو حتى آسيا، ان الارهاب فى افريقيا آت من الخارج، لان النظم الافريقية نفسها لا تميل نفسياً الى هذا النوع من تصرفات البشر ولأن البنيات الاساسية غير قائمة، وفاقد الشئ لا يعطيه ولا يهدمه..
وقد تعرض رجال الأمن عندنا الى كثير من البحوث العلمية وفى توصيات هذا المؤتمر الذى افتتحه الرئيس، واختتمه النائب الأول كان التركيز على معالجة اصول الارهاب من فقر وقهر وعدم مساواة اكثر من اسلحته وشكلياته فان افريقيا بحمد الله لم تتهم حتى الآن بصناعة الاسلحة المدمرة ولم تعمل دولة افريقية واحدة على تخصيب اليورانيوم وحتى التطلع لاستخدام الذرة سلمياً مع اننا فى حاجة رغم شمسنا ونفاياتنا ومياهنا الي استخدامات ذرية سلمية ولأن بعض اطراف افريقيا لن يتوفر لها الماء العذب اذ لا بد من تحويل الماء المالح الى استخدامات زراعية او حتى صحية ايضاً.. ان قيام مثل هذه المؤتمرات التى تدعو لمقاومة الارهاب حتى بالطرق البوليسية البدائية وفيها استخدام الحيوانات هذه المؤتمرات تبعد عنا شبهات العمل على الارهاب ولكن عجز مؤتمرنا كالمؤتمرات الأخرى عن تعريف جامع مانع يفرق بين المقاومة وبين الارهاب ونحن لا زلنا نعتقد ان مقاومة المحتل ليست ارهاباً ولكنها الحق الشرعي لكل الشعوب ولكن الارهاب الذى نخشى غوائله هو ارهاب انتهاك حريات الانسان وحقوقه الشرعية ووسائل حكمه وفض النزاعات بالطرق السليمة.
الاعاصير
لم نشمت على اثار «كاترينا» و«ريتا» من قبلها وقد عربها البعض بالسيدة زينب والسيدة نفيسة!
ولكن العالم المصرى د. زغلول النجار تكلم كثيراً فى برنامج بلا حدود عن اسباب المشكلة وكيف يلعب الاحتباس الحرارى الدور الكبير فى مضاعفاتها، وقد طمن العالم المسلمين على «مكتهم» ولكنه حذر من البؤر البركانية حول المدينة.
وتنبأ بانفجارات بركانية فى الولايات المتحدة يمكن التنبؤ بها وان لا يمكن تفاديها.. ونحن بأثمان العجائز نؤمن بقدر الله أنى شاء حدوثه، ولكنا نحذر من عدم الا ستعداد ومن التفاؤل المفرط ومأساة محرقة بنى سويف فى شمال الوادى تعطينا الكثير من المحاذير ووجوب اللجوء الى انذارات مبكرة والاهتمام ببيئة العمل وتكثيف الجهود لاصلاحها خشية حادثات الدهر.. ان الاعاصير، وحوادث المرور والفيضانات والتكدس في المدن اشياء كلها فى وسعنا الآن فلنعد لها انفسنا.
ودارفور أخيراً..
وبرغم كل الجهود التى تبذلها الحكومة، وكذلك جهود الاتحاد الافريقى، الذى يمثل المجتمع الدولى ما زالت مشكلة دارفور قائمة، وما زالت الوفود الدولية تتسابق وتضع هذه المأساة فى مقدمة اهتماماتها، وما زلنا مهددين بشح الموارد التى اتفق عليها المجتمع الدولى فى «اسلو» وغيرها.. ولم تنفذ بعد بحجة السلام فى دارفور!
صحيح ان استخدامات البترول وارتفاع اسعاره العالمية، قد يجعلنا فى منطقة أمان مالي او يقربنا منها على اساس ان تكون مهمة ا لبترول الأولي هى الاستثمارات غير البترولية صناعية او زراعية او خدمية.
وكفى الامر المحير، اننا جميعاً نريد حلاً عادلاً لمشكلة دارفور ولا استبعد حركات التحرير لو كانت صادقة فى نواياها.
ولكن السؤال الذي يجب ان نجيب عليه لماذا لا يصل هذا الحل فى دارفور أهناك ارادة ناقصة أم عزيمة متوانية؟