الوفي
07-08-2005, 11:49 PM
الناس على دين ملوكهم
كان الناس إذا أصبحوا في زمن الحجاج يتساءلون إذا تلاقوا: من قُتل البارحة ومن صُلب ومن جُلد وكان الوليد بن عبد الملك صاحب ضياع ومصانع فكان الناس يتساءلون في زمانه عن البنيان والمصانع وشق الأنهار وغرس الأشجار ولما ولّي سليمان بن عبد الملك كان صاحب طعام وقيان وكان الناس يتحدثون ويتساءلون في الأطعمة الرفيعة وفي أخبار القيان والسراري ويعمر مجالسهم بذكرهن ولما ارتقى عمر بن عبد العزيز الخلافة كان الناس يتساءلون كم تحفظ من القرءان وكم وردك كل ليلة وكم يحفظ فلان وكم يصوم في الشهر.
ذلة السؤال
قال أبو بكر الحنفي حضرت مجلس جماعة بالكوفة وقد قام سائل يتكلم عند صلاة الظهر ثم صلاة العصر والمغرب فلم يُعط شيئاً، فقال : اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلم وواسع غير مكلف وأنت الذي لا يرزؤك نائل ولا يحفيك سائل ولا يبلغ مدحتك قائل أنت كما قال المثنون وفوق ما يقولون أسألك صبراً جميلاً وفرجاً قريباً ونصراً بالهدى وقرة عين فيما تحب وترضى. ثم ولى لينصرف فأبتدره الناس يعطونه فلم يأخذ شيئاً ثم مضى وهو يقول:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤالــه عوضاً ولو نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته رجح السؤال وخف كل نــوال
وشاية لم تتحقق
حكى ابن قتيبة: كان بين حاتم الطائي وبين أوس بن حارثة ألطف ما يكون بين اثنين فقال النعمان لبعض جلسائه لأفسدن بينهما فدخل على أوس وقال: إن حاتماً يزعم أنه أفضل منك، فقال: أبيت اللعن صدق لو كنت أنا وولدي وأهلي لحاتم لوهبنا في يوم واحد. وخرج ثم دخل عل حاتم وقال له مثل ذلك، فقال صدق وأين أقع من أوس وله عشرة ذكور أدناهم أفضل مني، فقال النعمان: ما رأيت أفضل منكما وكفيتم العرب فخراً.
شراب الحمير
دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده، فأنشده نتفاً من قصائده فلما انتهى قال: يا مولاي قد يبس حلقي فمُرْ من يسقيني. قال أسقوه ماء. فقال الأخطل: شراب الحمير وهو عندنا كثير. قال: اسقوه لبناً؟ . قال: عن اللبن فطمت، قال: فاسقوه عسلاً؟ قال: شراب المريض، قال: فتريد ماذا؟ قال: أريد خمراً يا أمير المؤمنين، قال: ويلك أعهدتني أسقي الخمر لا أم لك لولا حرمتك علينا لفعلت بك ما فعلت. فخرج فلقي فرّاشاً لعبد الملك فقال له: ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني وقد يبس حلقي، فاسقني شربة خمر، فسقاه رطلاً . فقال: أعد لي آخر فسقاه آخر. فقال: تركتهما يعتركان في بطني اسقني ثالثاً؟ فسقاه ، فقال: تركتني أمشي على ثلاث أعدل ميلي برابع فقال : قد عدلناك برابع وجعلناك تمشي على أربع فارجع إلى شراب الحمار خير لك. وكان الأخطل نصرانياً.
كف لسانك إلا من خير
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة، فقال أطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فقال الأعرابي لا أستطيع ذلك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم كف لسانك إلا بخير فإنك بذلك تتغلب على الأهواء.
أخوكم العابر الوفي :rolleyes:
كان الناس إذا أصبحوا في زمن الحجاج يتساءلون إذا تلاقوا: من قُتل البارحة ومن صُلب ومن جُلد وكان الوليد بن عبد الملك صاحب ضياع ومصانع فكان الناس يتساءلون في زمانه عن البنيان والمصانع وشق الأنهار وغرس الأشجار ولما ولّي سليمان بن عبد الملك كان صاحب طعام وقيان وكان الناس يتحدثون ويتساءلون في الأطعمة الرفيعة وفي أخبار القيان والسراري ويعمر مجالسهم بذكرهن ولما ارتقى عمر بن عبد العزيز الخلافة كان الناس يتساءلون كم تحفظ من القرءان وكم وردك كل ليلة وكم يحفظ فلان وكم يصوم في الشهر.
ذلة السؤال
قال أبو بكر الحنفي حضرت مجلس جماعة بالكوفة وقد قام سائل يتكلم عند صلاة الظهر ثم صلاة العصر والمغرب فلم يُعط شيئاً، فقال : اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلم وواسع غير مكلف وأنت الذي لا يرزؤك نائل ولا يحفيك سائل ولا يبلغ مدحتك قائل أنت كما قال المثنون وفوق ما يقولون أسألك صبراً جميلاً وفرجاً قريباً ونصراً بالهدى وقرة عين فيما تحب وترضى. ثم ولى لينصرف فأبتدره الناس يعطونه فلم يأخذ شيئاً ثم مضى وهو يقول:
ما اعتاض باذل وجهه بسؤالــه عوضاً ولو نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته رجح السؤال وخف كل نــوال
وشاية لم تتحقق
حكى ابن قتيبة: كان بين حاتم الطائي وبين أوس بن حارثة ألطف ما يكون بين اثنين فقال النعمان لبعض جلسائه لأفسدن بينهما فدخل على أوس وقال: إن حاتماً يزعم أنه أفضل منك، فقال: أبيت اللعن صدق لو كنت أنا وولدي وأهلي لحاتم لوهبنا في يوم واحد. وخرج ثم دخل عل حاتم وقال له مثل ذلك، فقال صدق وأين أقع من أوس وله عشرة ذكور أدناهم أفضل مني، فقال النعمان: ما رأيت أفضل منكما وكفيتم العرب فخراً.
شراب الحمير
دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده، فأنشده نتفاً من قصائده فلما انتهى قال: يا مولاي قد يبس حلقي فمُرْ من يسقيني. قال أسقوه ماء. فقال الأخطل: شراب الحمير وهو عندنا كثير. قال: اسقوه لبناً؟ . قال: عن اللبن فطمت، قال: فاسقوه عسلاً؟ قال: شراب المريض، قال: فتريد ماذا؟ قال: أريد خمراً يا أمير المؤمنين، قال: ويلك أعهدتني أسقي الخمر لا أم لك لولا حرمتك علينا لفعلت بك ما فعلت. فخرج فلقي فرّاشاً لعبد الملك فقال له: ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني وقد يبس حلقي، فاسقني شربة خمر، فسقاه رطلاً . فقال: أعد لي آخر فسقاه آخر. فقال: تركتهما يعتركان في بطني اسقني ثالثاً؟ فسقاه ، فقال: تركتني أمشي على ثلاث أعدل ميلي برابع فقال : قد عدلناك برابع وجعلناك تمشي على أربع فارجع إلى شراب الحمار خير لك. وكان الأخطل نصرانياً.
كف لسانك إلا من خير
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة، فقال أطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، فقال الأعرابي لا أستطيع ذلك، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم كف لسانك إلا بخير فإنك بذلك تتغلب على الأهواء.
أخوكم العابر الوفي :rolleyes: