admin
02-08-2005, 01:30 AM
42 قتيلا في أحداث الشغب بالخرطوم في أعقاب مقتل قرنق
آثار الدمار في أحد شوارع الخرطوم بعد أحداث الشغب
الخرطوم- رويترز
اعلنت مصادر طبية الثلاثاء 2-8-2005م ان 42 شخصا على الاقل قتلوا في اعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة السودانية الاثنين اثر الاعلان الرسمي عن مقتل النائب الاول للرئيس السوداني الزعيم الجنوبي جون قرنق في حادث مروحية.
وقال عقيل سوار الذهب مسؤول المشرحة في مستشفى الخرطوم العام "لقد تسلمنا 26 جثة" فيما قال طبيب في مستشفى تابع للشرطة قرب العاصمة ان المستشفى لديه 16 جثة في المشرحة.
وكان مسئول أمني رفع العدد قبل قليل إلى 36 قتيلا وقال إن هناك أكثر من 100 في المستشفيات يعالجون من جروح اصيبوا بها في الاضطرابات.
وقال سكان ان الهدوء عاد الى شوارع العاصمة السودانية اليوم وسط وجود امني مكثف.
وكانت أعمال الشغب التي اندلعت يوم أمس قد أسفرت حسب حصيلة سابقة عن مقتل 24 شخصا في الخرطوم غضبا لموت جون قرنق الذي قاد المتمردين الجنوبيين في السودان على مدى عقدين الى أن وقع اتفاق سلام وانضم للحكومة التي قاتلها.
وأصبح قرنق الذي برز كشخصية رئيسية في اتفاق سلام الجنوب المبرم في يناير/ كانون الثاني واعتبر قصة نجاح نادرة في افريقيا النائب الاول للرئيس السوداني في التاسع من يوليو/ تموز. ومات قرنق في مطلع الاسبوع بعد تحطم طائرة الرئاسة الاوغندية الهليكوبتر التي كان يستقلها وسط احوال جوية سيئة.
وتحركت الحركة الشعبية لتحرير السودان بسرعة لملء الفراغ بأن عينت مساء اليوم سالفا كير زعيما لها خلفا لقرنق وقالت انها تتوقع أن يؤدي اليمين نائبا أول لرئيس السودان خلال اسبوعين.
وقالت الولايات المتحدة ارسال اثنين من كبار دبلوماسييها لتشجيع انتقال سلس في القيادة الجنوبية وضمان مواصلة عملية السلام في السودان، وقال الرئيس الامريكي جورج بوش "الولايات المتحدة مصممة على مواصلة التزامنا بعملية السلام في السودان". وأشاد بوش بقرنق قائلا انه كان "زعيما ذا بصيرة وصانعا للسلام".
لكن ما أن تأكدت انباء وفاة قرنق حتى خرج الاف من الجنوبيين المؤيدين له الذين كانوا قد استقبلوه استقبال الابطال عندما أصبح نائبا أول للرئيس الى شوارع الخرطوم ملوحين بسكاكين وقضبان ونهبوا متاجر وأشعلوا حرائق واشتبكوا مع الشرطة.
وقال اثنان من ضباط الشرطة أمس في حصيلة أولى ان 24 شخصا بينهم رجال شرطة قتلوا في أحداث الشغب، وقال أحد سكان العاصمة قال في وقت سابق ان شخصين قتلا في الشارع الذي يقيم به.
واضاف الطالب سويد عبد الله قائلا لرويترز "انهم يضربون كل من يرون انه يشبه العرب".
وقال أحد شهود العيان لتلفزيون رويترز "الناس يجرون في الشوارع. رجال الشرطة يأخذون الناس من الشوارع. هناك ألسنة لهب ودخان".
وأعلنت حكومة الخرطوم حظر التجول بالعاصمة من الساعة السادسة مساء (15.00 بتوقيت غرينتش) حتى السادسة صباحا (03.00 بتوقيت غرينتش).
وأحداث الشغب التي شهدتها العاصمة من أسوأ الاضطرابات في السنوات القليلة الماضية. وفي مايو ايار هاجم نازحون جنوبيون مركزا للشرطة في مخيم على مشارف العاصمة وقتلوا 17 على الاقل من رجال الشرطة والاهالي في أحداث العنف.
وتعهدت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها قرنق وحكومة الخرطوم اللتان تقاتلتا على مدى 21 عاما بالحفاظ على اتفاق السلام الذي أسهم قرنق في التوصل اليه.
وقال مسؤولون سودانيون اليوم ان قرنق وستة من مرافقيه وطاقم الطائرة الهليكوبتر المؤلف من سبعة أفراد قتلوا في الحادث رغم ان عضوا بمجلس القيادة في جنوب السودان قال انه تم انتشال 17 جثة.
وصدمت وفاة قرنق المنطقة حيث وحد جيران السودان صفوفهم للمساعدة في انهاء أطول حرب أهلية تشهدها القارة. وقال لازاروس سومبييو كبير وسطاء كينيا في محادثات السلام التي تمخضت عن اتفاق سلام يناير/ كانون الثاني "انها صدمة.. فقد زعيم صاحب رؤية هو الذي صاغ الاتفاق مع علي عثمان طه (النائب الاول في ذلك الوقت). أصلي حتى يبقى السودانيون متزنين".
وعبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن ثقته في ان اتفاق السلام سيستمر رغم مقتل قرنق، وقال في بيان اذاعه التلفزيون "نحن واثقون" من ان اتفاق السلام سيمضي قدما كما هو مقرر له وان "يظل مستقبل السودان امانة في قلوبنا وفي قلوب اشقائنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان".
ومن جانبها أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ملتزمة برؤية زعيمها الراحل من اجل اقرار السلام، وقال الجنرال سالفا كير في مؤتمر صحفي في نيروبي فيما كان اعضاء الحركة يبكون حزنا "فقد السودان ابنه المحبوب الدكتور جون قرنق... نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان سنواصل رؤيته للسلام في السودان".
وأضاف قائلا "نريد أن نؤكد للجميع أن القيادة وجميع كوادر الجيش الشعبي لتحرير السودان ستحافظ على وحدتها وستجاهد لتطبق باخلاص اتفاق السلام الشامل".
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان دبلوماسيين امريكيين كبيرين هما كوني نيومان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الخارجية وروجر وينتر المبعوث الامريكي الخاص الى السودان سافرا الى السودان للاجتماع مع الزعماء في الجنوب وفي الخرطوم.
وسجي جثمان قرنق في نعش خشبي في حجرة خاوية لالقاء نظرة الوداع عليه. وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحداد لمدة خمسة ايام في جنوب السودان بدءا من اليوم الثلاثاء.
وكان قرنق قد غادر أوغندا بطائرة هليكوبتر في وقت متأخر من مساء السبت الماضي عائدا الى السودان بعد محادثات مع الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني. وقالت عدة مصادر في أوغندا والسودان انه يبدو أن الطائرة تعرضت لاحوال جوية سيئة وثارت تكهنات أيضا عن أن وقودها نفد.
وسقطت الطائرة بالقرب من المنطقة الحدودية الجبلية النائية وتضاربت الاراء بشأن على أي جانب من الحدود سقطت.
وقال دينج الور عضو مجلس القيادة بجنوب السودان لرويترز من نيو سايت انه تم انتشال 17 جثة من الموقع وهو رقم أعلى من الرقم الذي اعلنته الرئاسة السودانية لضحايا الحادث. واضاف قائلا "نحن لا نستبعد اي شيء. وطلبنا من هيئة الطيران الاوغندية ان تراجع سجلات الرحلة".
وكان اكثر من مليون سوداني قد خرجوا لاستقبال قرنق عند وصوله الخرطوم لاداء اليمين كنائب اول للرئيس في التاسع من يوليو/ تموز ووقع مع البشير عدوه السابق دستورا مؤقتا جديدا للبلاد.
واعتبر الدور الذي لعبه قرنق ضروريا لنجاح محادثات السلام الخاصة بالجنوب وكان كثيرون يأملون ان يلعب دورا لانهاء الصراع في دارفور بغرب السودان.
وبدأت الحرب الاهلية في الجنوب في عام 1983 عندما سعت الحكومة الاسلامية في الخرطوم لفرض الشريعة الاسلامية على الجنوب الذي تقطنه أغلبية غير مسلمة. وقتل مليونا شخص في الصراع أغلبهم بسبب الجوع والمرض.
واثبت قرنق انه محنك سياسيا بتحالفه مع الشيوعيين وخطبه ود الجماعات المسيحية الامريكية واستفادته من الصراع العشائري لاحكام قبضته على السلطة في وقت سادت فيه الصراعات الداخلية حركته.
المصدر العربية
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/02/15510.htm
آثار الدمار في أحد شوارع الخرطوم بعد أحداث الشغب
الخرطوم- رويترز
اعلنت مصادر طبية الثلاثاء 2-8-2005م ان 42 شخصا على الاقل قتلوا في اعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة السودانية الاثنين اثر الاعلان الرسمي عن مقتل النائب الاول للرئيس السوداني الزعيم الجنوبي جون قرنق في حادث مروحية.
وقال عقيل سوار الذهب مسؤول المشرحة في مستشفى الخرطوم العام "لقد تسلمنا 26 جثة" فيما قال طبيب في مستشفى تابع للشرطة قرب العاصمة ان المستشفى لديه 16 جثة في المشرحة.
وكان مسئول أمني رفع العدد قبل قليل إلى 36 قتيلا وقال إن هناك أكثر من 100 في المستشفيات يعالجون من جروح اصيبوا بها في الاضطرابات.
وقال سكان ان الهدوء عاد الى شوارع العاصمة السودانية اليوم وسط وجود امني مكثف.
وكانت أعمال الشغب التي اندلعت يوم أمس قد أسفرت حسب حصيلة سابقة عن مقتل 24 شخصا في الخرطوم غضبا لموت جون قرنق الذي قاد المتمردين الجنوبيين في السودان على مدى عقدين الى أن وقع اتفاق سلام وانضم للحكومة التي قاتلها.
وأصبح قرنق الذي برز كشخصية رئيسية في اتفاق سلام الجنوب المبرم في يناير/ كانون الثاني واعتبر قصة نجاح نادرة في افريقيا النائب الاول للرئيس السوداني في التاسع من يوليو/ تموز. ومات قرنق في مطلع الاسبوع بعد تحطم طائرة الرئاسة الاوغندية الهليكوبتر التي كان يستقلها وسط احوال جوية سيئة.
وتحركت الحركة الشعبية لتحرير السودان بسرعة لملء الفراغ بأن عينت مساء اليوم سالفا كير زعيما لها خلفا لقرنق وقالت انها تتوقع أن يؤدي اليمين نائبا أول لرئيس السودان خلال اسبوعين.
وقالت الولايات المتحدة ارسال اثنين من كبار دبلوماسييها لتشجيع انتقال سلس في القيادة الجنوبية وضمان مواصلة عملية السلام في السودان، وقال الرئيس الامريكي جورج بوش "الولايات المتحدة مصممة على مواصلة التزامنا بعملية السلام في السودان". وأشاد بوش بقرنق قائلا انه كان "زعيما ذا بصيرة وصانعا للسلام".
لكن ما أن تأكدت انباء وفاة قرنق حتى خرج الاف من الجنوبيين المؤيدين له الذين كانوا قد استقبلوه استقبال الابطال عندما أصبح نائبا أول للرئيس الى شوارع الخرطوم ملوحين بسكاكين وقضبان ونهبوا متاجر وأشعلوا حرائق واشتبكوا مع الشرطة.
وقال اثنان من ضباط الشرطة أمس في حصيلة أولى ان 24 شخصا بينهم رجال شرطة قتلوا في أحداث الشغب، وقال أحد سكان العاصمة قال في وقت سابق ان شخصين قتلا في الشارع الذي يقيم به.
واضاف الطالب سويد عبد الله قائلا لرويترز "انهم يضربون كل من يرون انه يشبه العرب".
وقال أحد شهود العيان لتلفزيون رويترز "الناس يجرون في الشوارع. رجال الشرطة يأخذون الناس من الشوارع. هناك ألسنة لهب ودخان".
وأعلنت حكومة الخرطوم حظر التجول بالعاصمة من الساعة السادسة مساء (15.00 بتوقيت غرينتش) حتى السادسة صباحا (03.00 بتوقيت غرينتش).
وأحداث الشغب التي شهدتها العاصمة من أسوأ الاضطرابات في السنوات القليلة الماضية. وفي مايو ايار هاجم نازحون جنوبيون مركزا للشرطة في مخيم على مشارف العاصمة وقتلوا 17 على الاقل من رجال الشرطة والاهالي في أحداث العنف.
وتعهدت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها قرنق وحكومة الخرطوم اللتان تقاتلتا على مدى 21 عاما بالحفاظ على اتفاق السلام الذي أسهم قرنق في التوصل اليه.
وقال مسؤولون سودانيون اليوم ان قرنق وستة من مرافقيه وطاقم الطائرة الهليكوبتر المؤلف من سبعة أفراد قتلوا في الحادث رغم ان عضوا بمجلس القيادة في جنوب السودان قال انه تم انتشال 17 جثة.
وصدمت وفاة قرنق المنطقة حيث وحد جيران السودان صفوفهم للمساعدة في انهاء أطول حرب أهلية تشهدها القارة. وقال لازاروس سومبييو كبير وسطاء كينيا في محادثات السلام التي تمخضت عن اتفاق سلام يناير/ كانون الثاني "انها صدمة.. فقد زعيم صاحب رؤية هو الذي صاغ الاتفاق مع علي عثمان طه (النائب الاول في ذلك الوقت). أصلي حتى يبقى السودانيون متزنين".
وعبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن ثقته في ان اتفاق السلام سيستمر رغم مقتل قرنق، وقال في بيان اذاعه التلفزيون "نحن واثقون" من ان اتفاق السلام سيمضي قدما كما هو مقرر له وان "يظل مستقبل السودان امانة في قلوبنا وفي قلوب اشقائنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان".
ومن جانبها أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ملتزمة برؤية زعيمها الراحل من اجل اقرار السلام، وقال الجنرال سالفا كير في مؤتمر صحفي في نيروبي فيما كان اعضاء الحركة يبكون حزنا "فقد السودان ابنه المحبوب الدكتور جون قرنق... نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان سنواصل رؤيته للسلام في السودان".
وأضاف قائلا "نريد أن نؤكد للجميع أن القيادة وجميع كوادر الجيش الشعبي لتحرير السودان ستحافظ على وحدتها وستجاهد لتطبق باخلاص اتفاق السلام الشامل".
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان دبلوماسيين امريكيين كبيرين هما كوني نيومان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الخارجية وروجر وينتر المبعوث الامريكي الخاص الى السودان سافرا الى السودان للاجتماع مع الزعماء في الجنوب وفي الخرطوم.
وسجي جثمان قرنق في نعش خشبي في حجرة خاوية لالقاء نظرة الوداع عليه. وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحداد لمدة خمسة ايام في جنوب السودان بدءا من اليوم الثلاثاء.
وكان قرنق قد غادر أوغندا بطائرة هليكوبتر في وقت متأخر من مساء السبت الماضي عائدا الى السودان بعد محادثات مع الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني. وقالت عدة مصادر في أوغندا والسودان انه يبدو أن الطائرة تعرضت لاحوال جوية سيئة وثارت تكهنات أيضا عن أن وقودها نفد.
وسقطت الطائرة بالقرب من المنطقة الحدودية الجبلية النائية وتضاربت الاراء بشأن على أي جانب من الحدود سقطت.
وقال دينج الور عضو مجلس القيادة بجنوب السودان لرويترز من نيو سايت انه تم انتشال 17 جثة من الموقع وهو رقم أعلى من الرقم الذي اعلنته الرئاسة السودانية لضحايا الحادث. واضاف قائلا "نحن لا نستبعد اي شيء. وطلبنا من هيئة الطيران الاوغندية ان تراجع سجلات الرحلة".
وكان اكثر من مليون سوداني قد خرجوا لاستقبال قرنق عند وصوله الخرطوم لاداء اليمين كنائب اول للرئيس في التاسع من يوليو/ تموز ووقع مع البشير عدوه السابق دستورا مؤقتا جديدا للبلاد.
واعتبر الدور الذي لعبه قرنق ضروريا لنجاح محادثات السلام الخاصة بالجنوب وكان كثيرون يأملون ان يلعب دورا لانهاء الصراع في دارفور بغرب السودان.
وبدأت الحرب الاهلية في الجنوب في عام 1983 عندما سعت الحكومة الاسلامية في الخرطوم لفرض الشريعة الاسلامية على الجنوب الذي تقطنه أغلبية غير مسلمة. وقتل مليونا شخص في الصراع أغلبهم بسبب الجوع والمرض.
واثبت قرنق انه محنك سياسيا بتحالفه مع الشيوعيين وخطبه ود الجماعات المسيحية الامريكية واستفادته من الصراع العشائري لاحكام قبضته على السلطة في وقت سادت فيه الصراعات الداخلية حركته.
المصدر العربية
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/02/15510.htm