المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعااااادة البسمه لمزارعي مشروووع الجزيره مبروووك



الزبير محمد عبدالفضيل
27-07-2005, 01:57 AM
أسسها إسماعيل العتباني عام 1945
صحيفة يومية .. سياسية .. مستقلة

الإعلانـات
الهيكل الإداري
الأرشيف
عن الرأي العام
الاثنين25يوليو2005



تحت الضوء

علي اسماعيل العتباني

Email: atabani@rayaam.net

كـــنّا مع الـرئيس في الجـزيــرة


--------------------------------------------------------------------------------

البـــشـــير يـعــيد البسمــة لمــزارعي الجــزيـرة





بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




... لم تخف على أحد الحركة التفقدية الواسعة التي قام بها الرئيس المشير عمر البشير إلى ولاية الجزيرة وصحب فيها وزير ماليته ووزير الزراعة ووزير الري ووزير الصحة ومستشاره للشئون الأمنية ولقد صحبهم في جولاتهم الأخ والي الجزيرة الفريق الهمام عبد الرحمن سر الختم وطاقم وزارته والمعتمدون وأمين أمانة المؤتمر في الولاية.

ولعل الأرض التي تشغلها ولاية الجزيرة تعد الجزء الجنوبي من إقليم وسط السودان الممتد من حيث الجغرافيا السياسية ليشمل ولايتي الخرطوم ونهر النيل . ولعل هناك إختلافاً في طبيعة الجنوب والشمال في إقليم وسط السودان. فبينما تتمثل نهر النيل اقليم زراع في منطقة وسطية إعتمدت على زراعة البقول والبستنة وقامت عليها حضارات السودان القديمة التي ما زالت شواهدها شاخصة في مملكة مروي وفي المصورات والنقعة والملكية واهرامات كبوشية .. ولعل الرقعة الزراعية في هذا الجزء من الاقليم محدودة ولقد كرمتها الإنقاذ بأن مدت إليها طريق التحدي والاتصالات السلكية واللاسلكية وافتتحت فيها البيارات ووابورات الري الضخمة وأحيت المشاريع الميتة ودعمت وسائل الفلاحة واحتياجاتها. كما ظفرت المنطقة بأكبر مشروع استراتيجي وحيوي في مجال الطاقة والتخزين المائي.

ولكننا نود هذه المرة التحدث عن زيارة الرئيس الأخرى للاقليم الشقيق الاوسط الجنوبي الذي تشغله ولاية الجزيرة وهو اقليم مهم احتضن حضارة قديمة وهي حضارة مملكة (علوة) التي كانت عاصمتها (سوبا) وكانت تمتد إلى مناطق سنار الحالية . وولاية الجزيرة كانت وإلى ما قبل الاستعمار الانجليزي منطقة رعاة وبعد قيام مشروع الجزيرة برز الجيل الأول للزراع في هذه المنطقة.. ولذلك تجد تكوين الانسان في هذه المنطقة غاية في التنوع. لأن إنسان منطقة الجزيرة يتميز بأنه خال تماماً من روائح العنصرية والجهوية ويتميز بقبوله للآخر وتعامله وتعايشه معه .. وربما لأن أهل هذه المنطقة كانوا رعاة لا يستقرون على حال ثم توطنوا بعد المشروع وزاد في ذلك لأنه بعد قيام مشروع الجزيرة وفدت إليه العمالة من غرب السودان وافريقيا ومن شمال السودان. وربما لأن هذا الجزء من الاقليم الاوسط كان ثرياً ويمثل (خليج) السودان تدافع إليه أهلنا الطيبون من كل صوب وحدب من مناطق الشايقية والبديرية والدناقلة ومن مناطق النيل الأوسط وكذلك من مناطق غرب وشرق وجنوب السودان.

وعلى هذا الجزء من الاقليم قامت النهضة الحديثة حيث اعتمد اقتصاد السودان على تصدير قطن مشروع الجزيرة الذي كان يغذي مصانع (لانكشير) وغيرها مما يعود على خزينة السودان بالعملات الصعبة التي تستخدم في التعليم والصحة والخدمات الأخرى.

ومن العجيب أن بعض الحركات الهدامة أخذت تتحدث عن تقويض المثلث الذهبي أي مشروع الجزيرة وتعتقد أن مظلومية السودان ترتكز على مشروع الجزيرة لأن فيه بعض الصناعات وبعض الخدمات وفيه التعليم ناسين أن النخب التي تخرجت من الجامعات الانجليزية سواء كانت من غرب السودان أو شرقه أو شماله وجنوبه إنما برزت وقامت بعرق وكد فلاح الجزيرة . وأن فلاح الجزيرة الذي كان ينتج القطن لم يصب منه إلا البلهارسيا ولم يصبه إلا الضنى.. ورغم ذلك نام فلاح الجزيرة قرير العين لأنه بتعبه وعرقه وكده برز مشروع السودان الحديث.

وكنا مع الرئيس في زيارته التفقدية إلى ولاية الجزيرة لأنه يعلم بأن منطقة الجزيرة هي منطقة الإشعاع الاقتصادي والثقافي في السودان ولأن الرئيس كذلك رغم إنه من حوش ود بانقا من جهة والدته إلا أنه من الجزيرة أيضاً من جهة أبيه فهو ابن (صراصر) وهو ابن مناطق الجزيرة المختلفة وملم بخبرها وحكايات إنسانها وبقصص الدمج القومي في الجزيرة الذي يعد من اعجب القصص لأن الشخص يأتي من غرب أفريقيا مجرد سالك لطريق الحج أو نازح فيصبح صاحب عقار وملك وصاحب حواشة حتى اصبحوا الآن مواطنين سودانيين ينتجون ويرفعون الرأس. وأهل الجزيرة ينظرون اليهم كأشقاء لا كمنافسين أو قادمين جدد أو كنازحين .. ولعل هذا درس مهم لبقية أهل السودان الذي أطلت فيه رياح الجهوية وعبثت به الرياح الهوجاء بالعرقية والعصبية التي قال عنها النبي صلوات الله عليه وسلم (دعوها فانها منتنة) .. ولذلك ينام الانسان في أرض الجزيرة أينما حل في تمبول أو رفاعة أو الحصاحيصا أو في طابت أو الحرقة أو المناقل أو غيرها وكأنه في بيته.

إذاً الجزيرة هي التي تمثل الشخصية السودانية كما تمثل الحضارة السودانية في طورها الحديث وهي التي تمثل العقل السوداني في شموخه وفي إرتفاعه عن الصغائر.. ولكن كذلك فقد كان لأهل الجزيرة مظالم وكانت لهم قضايا ولذلك لا عجب أن وقف الرئيس البشير في تمبول وفي الحرقة ونور الدين وغيرها وتحدث عن هداياه لأهل الجزيرة مقسماً بأن العمل سيبدأ في كبري رفاعة وستربط الطرق بين قرى الجزيرة وقرى البطانة وكبرى رفاعة مهم من الناحيتين الاستراتيجية والعمرانية لأنه سيربط البطانة . بالجزيرة وذلك يعني ربط المراعي بالأسواق من ناحية كما انه مهم من الناحية العمرانية لأننا نعلم أن مدينة رفاعة التي بدأ فيها تعليم المرأة وأطل منها الشيخ بابكر بدري وأطل منها جهابذة السودان أصبحت مدينة ميتة نسبة لأن السكك الحديدية تمر بغرب النيل وكذلك الطرق ونعلم في هذا الوقت أن الحصاحيصا رغم اكتظاظها السكاني أصبحت مدينة مختنقة فحدودها الشمالية ناطحت مصنع الغزل والنسيج والمحالج والنيل الأزرق يخنقها من الناحية الشرقية ويحاصرها مشروع الجزيرة من الناحيتين الجنوبية والغربية لذلك فإن المنفذ والمنقذ الوحيد الباقي هو أن تتمدد الحصاحيصا ناحية رفاعة حتى تنفك أزمة المواصلات وتفك أزمة السكن وتفك الاختناقات خصوصاً وأن ما يربط بين هاتين المدينتين الكبيرتين اللتين يتجاوز سكانهما ربع المليون هو فقط (بنطون) الحصاحيصا الذي يتوقف ليلاً وحينما تكون هنالك أمطار أو (دميرة) ينقطع التواصل والتداخل بين الحصاحيصا ورفاعة . ولذلك أقسم الرئيس البشير على قيام هذا الكوبري الذي حينما يكتمل ستنحل مشاكل الحصاحيصا وستصبح رفاعة فضاء إلى أهلها ليقيموا المصانع والمباني والامتدادات العمرانية الجديدة كما أن رفاعة ستصلها النهضة وسوق العمالة وسيعم هذا الخير كل منطقة البطانة بما فيها (تمبول) التي زارها الرئيس وافتتح فيها خدمات الكهرباء والمياه وخدمات التعليم والمستشفى وكلها خدمات يحتاج لها مواطن تمبول التي تعد اكبر سوق للجمال والماشية في أفريقيا خصوصاً وأن مناطق تربية الجمال التقليدية قد تضاءلت قيمتها فالصومال تدهورت فيها تجارة الجمال نتيجة للحرب الأهلية وتضاءلت قيمة الجمال في شمال افريقيا نتيجة للبترول والنهضة الصناعية وهجر الناس المراعي.. إذاً تمبول بعد الكهرباء والمياه والصحة والتعليم وبعد قيام الكوبرى ستشملها النهضة وستصبح عاصمة (للجمل) وسترد للجمل الذي يلقب بسفينة الصحراء والذي ربط بين الساحل والصحراء قيمته. من أبي دليق إلى تمبول إلى شرق السودان.

وكذلك أعادت زيارة الرئيس البسمة إلى المزارعين الذين ماتت مزارعهم واحترقت في الحرقة ونور الدين وغيرها مع تباشير الخريف وإطلالة السلام وأعاد الكهرباء الى المناقل وما جاورها وتم ربطها بالخط القومي. والأهم من ذلك كان الخطاب السياسي للرئيس البشير والذي كشف عن عقل استوعب المسألة السودانية وكشف عن سماحة وعن بصيرة .. فلقد دار مجمل خطاب الرئيس البشير حول ثلاث قضايا.. أن السودان في المرحلة المقبلة لا يمكن الا أن يبنى عن طريق وحدة الصف الوطني التي إن كانت تستحيل نظرياً فمن الناحية العملية يمكن أن تبرز عن طريق التكتلات والتحالفات أو عن طريق الاندماج. ولعلنا في مقالنا السابق أشرنا إلى أن هنالك فرصة لأن يندمج تيار الشباب والشيوخ من الاتحاديين مع المؤتمر الوطني في إطار خارطة سياسية جديدة . ومن يضيق بالدمج ولا يريد الإنصهار القومي الذي يمثل الاشواق وغاية المطالب فعليه أن يستمسك بحق التحالفات .. بل ان الرئيس البشير ذهب إلى أبعد من ذلك فخاطب من أبت نفسه كل ذلك فهناك متسع للمعارضة المستبصرة والمسؤولة والرشيدة. المعارضة التي تبني ولا تهدم وبهذه المقاييس كانت زيارة ناجحة وطيبة وكانت تتسم بروح الالفة والتناغم مع قضايا المناطق ووجد المواطن نفسه في حضرة الرئيس ووجد الرئيس نفسه في حضرة مواطني الجزيرة الذين بنوا السودان وهم رصيد السودان.

عيوب اساسية

* أما الموضوع الآخر فهو تداعيات تقرير لجنة الخمسة عشر لترسيم حدود (أبيي) .. وهو من أغرب التقارير فقد تم تدبيجه في أقل من ثلاثة أشهر كما أن تدبيج هذا التقرير استبعد أطراف الموضوع من أهلنا المسيرية ودينكا نقوك وهما الطرفان صاحبا القضية .. كما استبعد كل الوثائق والخرائط المقدمة وهي من صنع الانجليز وجيء بها من جامعتي (درم) و (اكسفورد) .. كما ان الأطراف التي تهمها القضية وتعيشها إكتوت وستكتوي بنيران القضية.

ولنأخذ مثلاً قضية واحدة فالتقرير أوصى بضم منطقة الميرم إلى منطقة (أبيي) ونحن نعلم أن منطقة الميرم هي حاضرة من حواضر المسيرية. وأنه حينما ضربت قوات التمرد في العام 1983م مواطني الدينكا الذين كانوا ينتمون إلى المرحوم علي الجاك في قطاع (أريات) و (أويل) فإن هؤلاء الدينكا المسلمين هاجروا إلى مدينة الميرم واستقبلتهم الميرم وجاءت الوفود من الخرطوم وطلبت من أهل الميرم بأن يستضيفوا اخوانهم من الجنوبيين المهجرين فإستضافوهم فاذا بالتقرير يقلب الاوضاع رأساً على عقب ويصبح أهل الميرم من المسيرية مجرد ضيوف في منطقتهم.

ونحن حينما نقول هذا إنما يمتد إلى هجليج وإلى كل المناطق التي شملها وإنتزعها إعتسافاً هذا التقرير ونقول ان التقرير إحتوى على عيوب اساسية كبرى أولاها أنه خرج وتجاوز دائرة إختصاصه والتكليف الذي كونت به اللجنة لأن الاختصاص والتكليف كان مطلوباً منه أن يرسم حدود مناطق عموديات الدينكا التسع في العام 1905م وقد فشل الخبراء في تحديد ذلك وضمنوا إعلان فشلهم هذا في ذات التقرير وكان المطلوب منهم أن يضعوا الاقلام ويسلموا الوثائق ويعتذروا عن أداء المهمة بعد أن أعلنوا فشلهم.. ولكنها جداول الأعمال الخاصة والأجندة الغربية حيث تمت عملية إختطاف وإلتفاف على التكليف ومضى الخبراء الأجانب بعد أن أعلنوا فشلهم في تحديد مناطق عموديات الدينكا عند العام 1905م. بل ان الكارثة أن التقرير رفض الشهادة الوحيدة وهي لرحالة وباحث إنجليزي زار المنطقة وكتب شهادته فاذا بالتقرير يقول إن ذلك الانجليزي أخطأ في تعيين الحدود التي كان ينزل اليها البقارة وانه لم يكن يقصد بحر العرب وإنما كان يقصد أحد الروافد الأخرى.

إذاً هذا التقرير لم يعتد فقط على المسيرية وإنما اعتدى كذلك على الافادات التاريخية والوثائق التاريخية وهذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فإننا لاحظنا أن كل اللجان سواء كانت اللجنة التي مثلت أهل المنطقة من المسيرية أو اللجنة التي مثلت الدينكا خلت من المؤرخين.. بينما اعتمد التقرير اعتماداً اساسياً على لغة المؤرخين والمفتشين والرحالة الانجليز. إذاً لماذا لم تطعم هذه اللجنة بالمؤرخ السوداني الذي يستطيع أن يقرأ ويستنبط من خلال قراءاته ما يكون مفيداً بدلاً من أن توكل هذه المهمة للاجانب والخواجات.

أما الأمر الثالث فإن أغرب ما رأينا في الخرط التي شملها التقرير أنها خرائط تتنزل عمودياً وأفقياً ولم نر أصلاً في التحركات السكانية تترسم حركة التعامل مع التحركات العمودية والافقية .. فخطوط الطول والعرض خطوط وهمية كذلك الخطوط العمودية بينما حركة الانسان حركة حقيقية ولا تعرف الخطوط الوهمية إذ يتحرك يمنة ويسرى أماماً وخلفاً جنوباً وشمالاً غرباً وشرقاً فكيف جاز لهم أن يرسموا خطوطاً وهمية عمودية لا تنثني لا هنا ولا هناك.

إذاً هذه المسألة كلها أعدت على عجل وليس بقصد اثراء المنطقة أو بقصد رعاية المظلومين من دينكا أبيي وإنصافهم وإنما المقصود منها فقط التمكين لشركات البترول الأمريكية والتمهيد لحركة البترول حسب المشروع الأمريكي الذي يريد أن ينقل كل بترول افريقيا في أنبوب واحد ثم يعبر به من جهة الكمرون إلى ميناء دوالا على المحيط الأطلسي عبوراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سبيل هذا الاعتبار الاستراتيجي تم تمزيق وحدة المسيرية ووحدة الدينكا ووحدة المنطقة وتم تمزيق ووحدة الطبيعة وتم تمزيق وحدة الموارد المائية..

بينما يعتذر التقرير في كل مرة على أنه لن يحد من حركة السكان طلباً للمياه هنا أو هناك أو طلباً للمراعي أو غيرها بينما يمضي التقرير ليفصل بين قوات أو دولتين متنافستين ولا يستصحب النوايا الحسنة ولم يتكلم عن جوار وتعايش وتثاقف بين قبيلتين إخوتين.

فلذلك يمكن رفض هذا التقرير خصوصاً ونحن كنا نعتقد أن وفد الحكومة كان له أن ينسحب منذ اليوم الأول حينما رأى أن لجنة الخبراء خرجت عن اختصاصها وما عادت لجنة إستشارية بل وأعلنت فشلها في ترسيم حدود عموديات الدينكا التسع. بل أصبحت لجنة تحكيم.. وبديهي أن هذا ليس تحكيماً دولياً وليس أمراً بين دولتين أو صراعاً بين قوميتين أو غيره.

فمنهج خاطيء

* أما الأمر الأخير الذي نريد أن نعالجه في هذا المقال فهي القرارات الرئاسية التي أصدرها النائب الأول لرئيس الجمهورية والقائد العام للجيش الشعبي الدكتور جون قرنق .. ونحن نعتقد أن د. جون قرنق هو رجل الجنوب الأول وهذه لا يتناطح فيها أثنان إذ شهد بها الاستقبال الذي قوبل به في الساحة الخضراء من ناحية.. كما أن جون قرنق هو الرجل الذي تدعمه الارادة الدولية والنظام الدولي الجديد وبرز ذلك في المندوبين الذين حضروا أداء مراسم القسم أو الذين رافقوه في طائرته أو الذين باركوا له بعد ذلك . كما أن د. جون قرنق هو رجل المرحلة الصعبة باعتبار أن القوى السياسية الشمالية كلها مجمعة على أن جون قرنق هو رجل الجنوب الأول.

ورغم ذلك نعتقد أن الدكتور جون قرنق في قراراته السياسية الاخيرة أراد ان يحل مشاكل السياسة في جنوب السودان دفعة واحدة .. بالطفرة وليس بالتدرج.. ونحن نعتقد أن هذا منهج خاطيء في التعامل مع القضايا بدليل أن هذه القرارات أغضبت منبر الجنوب الديمقراطي .. وفي السياسة ليس هناك مفهوم استنفد اغراضه.. فها هو البشير ما زال يتحاور ويتكلم مع الميرغني ومع السيد الصادق المهدي ولا يزال الترابي موجوداً ويتم التحاور معه .. فلذلك إذا كان الدكتور جون قرنق نفسه يتحاور مع السياسيين الشماليين فلماذا لايتحاور مع إخوانه من السياسيين الجنوبيين ويقدم لهم مطلوب التنازلات.

أما الأمر الثاني فهو رد الفعل الذي حدث من قوات دفاع السودان التي أعلنت أنها لن تسلم أياً من مواقعها لجون قرنق.. وسواء سلمت أم لم تسلم فهذا ليس المهم.. فالمهم أن النفوس أصبح فيها ما فيها وأن ذلك قد يتطور إلى صراع وإلى دم في جنوب مملوء الآن بالسلاح ومملوء بالنفوس الموتورة وما يحتاج إليه هو لغة الحوار والتعايش ولغة الأمن والاستقرار والسلام.

أما الأمر الثالث فبرز من داخل شوكة قرنق ومن قيادات جيشه الشعبي فهناك ما يفيد أن بعض ضباطه الكبار رافضون لهذه التصفيات ولهذه التغييرات وأنها كان يجب أن تتم بالتشاور وبالتدرج من مرحلة إلى مرحلة..

ومع ذلك طالما أن الاشارات التى جاءت من الجنوب تشير إلى أن رجال جون قرنق وقادته الميدانيين قد سيطروا على الوضع إلا أن هذا قد يكون لمجرد هذه اللحظة ولذلك على د. جون قرنق أن يبدأ الحوار مع رجاله ومع قادته وبالاقناع وأن يقدم التنازلات الممكنة والمطلوبة فطالما أنه جمع في يده السلطة السياسية والسلطة العسكرية والسلطة الدستورية فعليه أن يقدم كذلك لرجاله الذين خاضوا معه تلك الحرب الطويلة وقدموا التضحيات بمستقبلهم وبوظائفهم وباموالهم فلابد أن ينالوا شيئاً من الغنائم . خصوصاً وأن هيئة اركانه كلها كما يقال ليس فيها شخص خريج كلية حربية أو يفهم التقاليد العسكرية للجيوش النظامية وهذه أيضاً مسألة مهمة وحساسة لأنهم سيتعاملون في المرحلة المقبلة مع قادة الجيش السوداني الذي عرف بانضباطه وكان من اللازم أن يكون من هؤلاء من هو خريج للمدرسة العسكرية السودانية حتى يتم التناغم والتواؤم في مرحلة اعادة بناء القوات المسلحة السودانية وإعادة بناء الجيش السوداني الموحد.

ولكن رغم الاشارات السالبة التي ترد الآن عن وقع هذه التغييرات والتعديلات الا أننا نعتقد أن على الجنوبيين أن يعطوا الدكتور جون قرنق فرصة. لأنه في النهاية هو الذي يمثل الجنوب في هذه المرحلة التاريخية وأنه رمز الجنوب وأنه النائب الأول لرئيس الجمهورية كما أنه هو الشخص الذي حقق للجنوبيين من المكاسب ما لم يتحقق لهم منذ فجر الاستقلال. فنأمل أن يعطوه فرصة ونأمل كذلك أن يتمكن جون قرنق من إحتواء الحريق وإحتواء المرحلة وأن يستفيد من الدرس وأنه في ظروف السلام ليس هنالك إملاء ولا فرض وإنما حوار وتعايش وإقناع وقبول بالآخر فنحن في سنة أولى ديمقراطية.



منقووووووووووووووول من جريدة الراي العام

mustafa
15-02-2008, 06:53 AM
ومن العجيب أن بعض الحركات الهدامة أخذت تتحدث عن تقويض المثلث الذهبي أي مشروع الجزيرة وتعتقد أن مظلومية السودان ترتكز على مشروع الجزيرة لأن فيه بعض الصناعات وبعض الخدمات وفيه التعليم ناسين أن النخب التي تخرجت من الجامعات الانجليزية سواء كانت من غرب السودان أو شرقه أو شماله وجنوبه إنما برزت وقامت بعرق وكد فلاح الجزيرة . وأن فلاح الجزيرة الذي كان ينتج القطن لم يصب منه إلا البلهارسيا ولم يصبه إلا الضنى.. ورغم ذلك نام فلاح الجزيرة قرير العين لأنه بتعبه وعرقه وكده برز مشروع السودان الحديث.



امتلك مواطن الجزيرة هذه الافدنة الخمسة اوالعشرة وكان انتاجها يقسم بينه وبين الدولة قسمة ضيزى يذهب عائد الارض بما يعادل 78% للدوله وهوصابر محتسب وهو وابناءه عجلة الانتاج الاساسية فى هذا المشروع وثمن هذه الارض الذى ورثها المزارع كابر عن كابر لاتعادل ال 50 مليون وهناك الآن اصوات تنادى بنزع هذه الملكية 00بينما نجد اناس يمتلكون فى عواصم المدن اراض بمئات الملايين او المليارات ولا احد يسالهم000اللهم ارفع الظلم عن اهلنا المزارعين