نيازى كشك
09-06-2005, 12:34 PM
كان وحيدا لأمِّه , نشأ شقيا إلى أن صار شابا يافعا وكأن الشيطان قرينه , حاولت أمُّه مرات عديدة وبكل الوسائل أن تصلحه وتدعوه ليكف عن أعماله الشريرة وأن يعود لجادة الصواب , ولكن لا حياة لمن تنادي , فقد ذهبت كل محاولاتها أدراج الرياح . وفي يوم من الأيام قام هذا الشقي باغتصاب فتاة قاصر ومن ثم قتلها , ولما افتضح أمره , ألقي القبض عليه , وسيق للسجن يرسف بأغلاله لينتظر الحكم عليه ,, حزنت أمه حزنا شديا لعلمها بأن عقوبة هذه التهمة هي الإعدام شنقا لا محالة,, ففكرت وفكرت إلى أن قررت أن تذهب لملاقاة الملك .ذهبت للملك فأوقفها الحاجب وسألها عن سبب مجيئها فقالت له لي طلب عند الملك وأريد مقابلته .. فاستأذن الحاجب لها لدى الملك وأذن لها .. دخلت الأم على الملك وقالت له : سيدي لقد جئتك بخصوص إبني الذي اغتصب الفتاة وقتلها ..وقبل أن تكمل ما أرادت قوله, قاطعها الملك قائلا: لا تحدثيني بخصوصه , ولا بد له أن ينال عقابه الرادع , فربما السجنُ مدى الحياة , أو الاعدام شنقا ..وأنا كملكِ لا أستطيع أن أتدخل في القضاء وعلى القُضاةِ أن يروا فيه رأيهم..
فقالت المرأة : سيدي الملك ... لم آتكم طلبا في تخفيف الحكم على إبني, ولكني أتيتك لكي تعدني بألا تنفذوا فيه الحكم قبل أن أراه .. فقال لها الملك : هذا أمر هين ولكِ عليَّ عهدٌ بذلك ..
ومرت الأيام وحوكم الشقيُّ , وحكموا عليه بالإعدام شنقا في ساحة المدينة ..وفي صباح يوم تنفيذ الحكم تجمع الناس وأتى الملك ليشاهد القصاص , وإذ به يتذكر وعده الذي قطعه لإم المجرم ..فطلب من بعض حراسه أن يأتوه بها.. جاءت الأم يقودها من يدها أحد الحراس ولما نظر لها الملك فغر فاه مندهشا وقال لها .ما الذي جرى لعينيك ومن فقأهما ؟ فأجابته الأم ..أنا التي فقأتهما مولاي وقد وعدتني بألا يُنفذ الحكم في إبني قبل أن أراه بعينيّ..
بكى الملك , وحرسه والناس أجمعين من قلب هذه الأم الرؤوم , وعفا الملكُ عن ابنها , فخر الولد يقبل قدمي أمه مبديا الاسف والندم , والتوبة لله , وقد صلح حاله وصار رجلا صالحا بارًا بأمه وبمجتمعه .
فقالت المرأة : سيدي الملك ... لم آتكم طلبا في تخفيف الحكم على إبني, ولكني أتيتك لكي تعدني بألا تنفذوا فيه الحكم قبل أن أراه .. فقال لها الملك : هذا أمر هين ولكِ عليَّ عهدٌ بذلك ..
ومرت الأيام وحوكم الشقيُّ , وحكموا عليه بالإعدام شنقا في ساحة المدينة ..وفي صباح يوم تنفيذ الحكم تجمع الناس وأتى الملك ليشاهد القصاص , وإذ به يتذكر وعده الذي قطعه لإم المجرم ..فطلب من بعض حراسه أن يأتوه بها.. جاءت الأم يقودها من يدها أحد الحراس ولما نظر لها الملك فغر فاه مندهشا وقال لها .ما الذي جرى لعينيك ومن فقأهما ؟ فأجابته الأم ..أنا التي فقأتهما مولاي وقد وعدتني بألا يُنفذ الحكم في إبني قبل أن أراه بعينيّ..
بكى الملك , وحرسه والناس أجمعين من قلب هذه الأم الرؤوم , وعفا الملكُ عن ابنها , فخر الولد يقبل قدمي أمه مبديا الاسف والندم , والتوبة لله , وقد صلح حاله وصار رجلا صالحا بارًا بأمه وبمجتمعه .