JOVIAL
02-06-2005, 07:23 AM
مازالت تنتظر !!!
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وأتى يوم آخر وكم
في العمر من يوم آخر
وأنا مازلت أنتظر
تجلس عائشة في شرفتها............تنتظر.......
إذ أنها لا تملك سوى الإنتظار......حزينة.......
كأرض قاحلة لم تمطر سمائها منذ زمن بعيد.
تجلس حزينة.....بالأمس ودعت آخر صديقاتها حياة
العنوسة........ودعت صحرائهاإلى حيث يمكن أن
تكون لهاحديقتهاالخاصة بورودها ورياحينها,
وعائشة مازالت تنتظر.........تترقب قدرها
بالأمس كانت تعد السنين...الشهور......ألأيام
واليوم حتى الثواني أمست عليها ثقيلة,تسحبها
إلى مرحلة حرجة حيث لا قطار ولا محطة’مرحلة
من الغروب المتواصل...حيث لا شمس ولاشروق
حيث تعدم الحياة.
عائشة أنهت ألعقد الثالث من عمرها منذ بضع
سنين’حصلت على حقوقها من الجمال كأي أنثى
أنهت ألدراسة الجامعية...ثم دفنت شهادتها
بين جدران غرفتها.
هي لم تكن قليلة الحظ كما قد يتبادر إلى
الذهن,فقد نالت نصيبها من طرقات الخطاب على
بابها’إلا أنهم ولسبب أو لأخر لم تتوفر فيهم
ألمواصفات..ألتي وضعها ألمجتمع...ألأسرة.....
وحتى في بعض الأحيان مواصفاتها الشخصية.....
والتي تخلت عنها فيما بعد.
أما المجتمع فقد استشرت فيه عادات دخيلة من
المظاهر الفارغةوالتي أصبحت فيما بعد قالبا
لايمكن لطالب الزواج والعفاف أن يكمل نصف
دينه إن لم تكن قياساته تتوافق والقوالب
ألموضوعة سلفا....فلم يعد يهم أن تبنى أسرة
قدر أهمية ألإلتزام بهذه العادات الدخيلة على
المجتمع وعلى ألإسلام.
فبنت القبيلة لايتزوجها إلا إبن القبيلة,وبنت
العم محكومة بإنتظار إبن عمها ألذي يملك حق
أن يتزوجها أو أن يصرف نظره عنها فيعطيها
بهذا شهادة إخلاء أو سمها ماشئت تجيز لغيره
أن يطلبها.
ثم تكاليف ألزواج ألباهضة والتي تؤدي إلى
لجوء ألكثيرين إلى ألبنوك للإقتراض ألذي عادة
ما يلازمهم سنين أخرى بعد الزواج,علما أن أغلب مصاريف الزواج تصرف في ليلة أو ليلتين من عمرألحفلة ألتي يجب أن يتحدث عنها ألقاصي والداني
وإلا يصبح الزواج مسبة ويصبح الزوجين بل والأسرة
علكة تلوكها ألألسن.
وفي هذه ألجزئية يشترك ألمجتمع بإختلاف
إنتماءاته ألثقافية,فلا فرق بين مثقف وعامي
ولا غني أو فقير.
أما ألأسرة وهي ألمكون ألأساسي لنسيج المجتمع
فقد تأثرت بأفكار غربية منها أن ألفتاة
لا يمكن حتى خطبتها لأنها صغيرة علما أنها في
ألعادة تكون قد تجاوزت ألثامنة عشرة أو لسبب
آخر كالتعذر بالدراسة ألجامعية’فتقضي ألفتاة
أحلى وأنظر سنوات عمرها دون أن تخطب علما
بأنه لا يوجد أي تعارض بين الزواج والدراسة.
وأما ألأب وهو ألراعي ألرئيسي للمؤسسة ألعائلية
فإنه نسي أن علا قته بإبنته كأب هي علاقة مسئولة
تهدف إلى تهيئة ألفتاة لتكون عنصرا فاعلا في
ألمجتمع,وتكون أما قادرة على أن تثري المجتمع
بأبناء صالحين يسهمون في تطوره ورفعته.
بدلا من ذلك,نرى متاجرة صريحة بأمالها وأحلامها
فيطلب مهرا بعجز به كل من يتقدم لهاأو حتى
كل من تسول له نفسه بذلك.
ويشترك في هذه ألمسئولية ألشباب ألذين لايكادون
يتوظفون إلا وتجدهم وقد إستدانو لشراء سيارة
فارهة تلبية للمظاهر.
وأخيرا تتحمل ألفتاة نفسها جزء من المسئولية
في أحيان كثيرة,إذ أن بعض الفتيات يخلطن بين
الواقع والأحلام فالعريس يجب أن يكون فارسا
على جواد أبيض,تتوفر فيه كل الوسامة...قادر
على أن يلبي طلباتها,وتحقيق أحلامها ألشخصية
لا ألأسرية,متناسية أن الحياة مشاركة لايمكن لها
أن تنجح وتستمر دون أن يشترك الطرفان في توفير
فرص النجاح لهاوالقيام كل بمسئوليته عن رغبة
صادقة دون أنانية أو تقاعس.
وهذه ألأسباب في النهاية قد أدت إلى عزوف الشباب
عن الزواج بإبنة بلدهم,فتجد اليوم الكثير منهم
وقد تأبط ذراع إمرأة غريبة الدين واليد واللسان
وتبقى عائشة تحمل في قلبها كل الأماني........
كل الأحلام,علها تجد طريقها يوما ما إلى الفارس
الذي إستعصت عليه فرسه.
إنصبغت حجرة عائشة بألوان من الدموع الحزينة
,بأشواق ورغبات تسمع نداء الطبيعة فلا تملك
ألإستجابة لها...لا تملك غير الصمت رفيقا لها.
ماذا تفعل عائشة.....أليست هي إنسانة......
كائن حي,لها إحتياجاتها ألأساسية..ألطبيعية
ألتي أوجدها الله سبحانه وتعالى في كل نفس
بشرية للحفاظ على النوع ألإنساني,والتي إن لم
تلبى وفقا لشرع الله قد تتسبب في تدمير هذا النوع
والسير به إلى طريق من الظلمة,سارت فيه بعض
الفتيات أللاتي لم يتحصن ضده فلم يملكن المقاومة
ألكافية فسقطن في أحظان رغباتهن ألتي لم يستمع
لها ألمجتمع.
عائشة عليها أن ترضى بقدرها فهي لا تملك غير
ذلك,عليها أن ترضي المجتمع ألذي وإن أرضته
لا ينفك ينهش لحمها بين الحين والأخر,فالعنوسة
عند البعض مرض معد...لا حالة إنسانية تستوجب
أن نقف عندها ونعمل على علاجها.
أما هي..فرضائها النفسي كإنسانة أولا وكإمراة
ثانيا لا يستأثر بكثير من الإهتمام..........
لا يقرأ إلا على هامش صفحات المجتمع.........
بالرغم من أنها تمثل نصف المجتمع.
إنتهت
عائشة ...إنسانة............إمرأة حزينة
تبحث ....عن أنثى..........في غرفة دفينة
تبحث ....عن أمل ..........في شجرة ضليلة
تبحث ....عن أم ...........في طفلة جميلة
عائشة.....إنسانة........... إمرأة حزينة
تحدق في الأيام...........والليال الرتيبة
في جدران عمر..............تشقق قبل حينه
لا حظن يواسيها...........ولا ثمر ولا حديقة
عائشة إنسانة................إمرأة وحيدة
أرجو أن تنال هذه ألمساهمة ماتستحقه
منكم ونرجو منكم إثرائها بأرائكم
ودمتم
jovial
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وأتى يوم آخر وكم
في العمر من يوم آخر
وأنا مازلت أنتظر
تجلس عائشة في شرفتها............تنتظر.......
إذ أنها لا تملك سوى الإنتظار......حزينة.......
كأرض قاحلة لم تمطر سمائها منذ زمن بعيد.
تجلس حزينة.....بالأمس ودعت آخر صديقاتها حياة
العنوسة........ودعت صحرائهاإلى حيث يمكن أن
تكون لهاحديقتهاالخاصة بورودها ورياحينها,
وعائشة مازالت تنتظر.........تترقب قدرها
بالأمس كانت تعد السنين...الشهور......ألأيام
واليوم حتى الثواني أمست عليها ثقيلة,تسحبها
إلى مرحلة حرجة حيث لا قطار ولا محطة’مرحلة
من الغروب المتواصل...حيث لا شمس ولاشروق
حيث تعدم الحياة.
عائشة أنهت ألعقد الثالث من عمرها منذ بضع
سنين’حصلت على حقوقها من الجمال كأي أنثى
أنهت ألدراسة الجامعية...ثم دفنت شهادتها
بين جدران غرفتها.
هي لم تكن قليلة الحظ كما قد يتبادر إلى
الذهن,فقد نالت نصيبها من طرقات الخطاب على
بابها’إلا أنهم ولسبب أو لأخر لم تتوفر فيهم
ألمواصفات..ألتي وضعها ألمجتمع...ألأسرة.....
وحتى في بعض الأحيان مواصفاتها الشخصية.....
والتي تخلت عنها فيما بعد.
أما المجتمع فقد استشرت فيه عادات دخيلة من
المظاهر الفارغةوالتي أصبحت فيما بعد قالبا
لايمكن لطالب الزواج والعفاف أن يكمل نصف
دينه إن لم تكن قياساته تتوافق والقوالب
ألموضوعة سلفا....فلم يعد يهم أن تبنى أسرة
قدر أهمية ألإلتزام بهذه العادات الدخيلة على
المجتمع وعلى ألإسلام.
فبنت القبيلة لايتزوجها إلا إبن القبيلة,وبنت
العم محكومة بإنتظار إبن عمها ألذي يملك حق
أن يتزوجها أو أن يصرف نظره عنها فيعطيها
بهذا شهادة إخلاء أو سمها ماشئت تجيز لغيره
أن يطلبها.
ثم تكاليف ألزواج ألباهضة والتي تؤدي إلى
لجوء ألكثيرين إلى ألبنوك للإقتراض ألذي عادة
ما يلازمهم سنين أخرى بعد الزواج,علما أن أغلب مصاريف الزواج تصرف في ليلة أو ليلتين من عمرألحفلة ألتي يجب أن يتحدث عنها ألقاصي والداني
وإلا يصبح الزواج مسبة ويصبح الزوجين بل والأسرة
علكة تلوكها ألألسن.
وفي هذه ألجزئية يشترك ألمجتمع بإختلاف
إنتماءاته ألثقافية,فلا فرق بين مثقف وعامي
ولا غني أو فقير.
أما ألأسرة وهي ألمكون ألأساسي لنسيج المجتمع
فقد تأثرت بأفكار غربية منها أن ألفتاة
لا يمكن حتى خطبتها لأنها صغيرة علما أنها في
ألعادة تكون قد تجاوزت ألثامنة عشرة أو لسبب
آخر كالتعذر بالدراسة ألجامعية’فتقضي ألفتاة
أحلى وأنظر سنوات عمرها دون أن تخطب علما
بأنه لا يوجد أي تعارض بين الزواج والدراسة.
وأما ألأب وهو ألراعي ألرئيسي للمؤسسة ألعائلية
فإنه نسي أن علا قته بإبنته كأب هي علاقة مسئولة
تهدف إلى تهيئة ألفتاة لتكون عنصرا فاعلا في
ألمجتمع,وتكون أما قادرة على أن تثري المجتمع
بأبناء صالحين يسهمون في تطوره ورفعته.
بدلا من ذلك,نرى متاجرة صريحة بأمالها وأحلامها
فيطلب مهرا بعجز به كل من يتقدم لهاأو حتى
كل من تسول له نفسه بذلك.
ويشترك في هذه ألمسئولية ألشباب ألذين لايكادون
يتوظفون إلا وتجدهم وقد إستدانو لشراء سيارة
فارهة تلبية للمظاهر.
وأخيرا تتحمل ألفتاة نفسها جزء من المسئولية
في أحيان كثيرة,إذ أن بعض الفتيات يخلطن بين
الواقع والأحلام فالعريس يجب أن يكون فارسا
على جواد أبيض,تتوفر فيه كل الوسامة...قادر
على أن يلبي طلباتها,وتحقيق أحلامها ألشخصية
لا ألأسرية,متناسية أن الحياة مشاركة لايمكن لها
أن تنجح وتستمر دون أن يشترك الطرفان في توفير
فرص النجاح لهاوالقيام كل بمسئوليته عن رغبة
صادقة دون أنانية أو تقاعس.
وهذه ألأسباب في النهاية قد أدت إلى عزوف الشباب
عن الزواج بإبنة بلدهم,فتجد اليوم الكثير منهم
وقد تأبط ذراع إمرأة غريبة الدين واليد واللسان
وتبقى عائشة تحمل في قلبها كل الأماني........
كل الأحلام,علها تجد طريقها يوما ما إلى الفارس
الذي إستعصت عليه فرسه.
إنصبغت حجرة عائشة بألوان من الدموع الحزينة
,بأشواق ورغبات تسمع نداء الطبيعة فلا تملك
ألإستجابة لها...لا تملك غير الصمت رفيقا لها.
ماذا تفعل عائشة.....أليست هي إنسانة......
كائن حي,لها إحتياجاتها ألأساسية..ألطبيعية
ألتي أوجدها الله سبحانه وتعالى في كل نفس
بشرية للحفاظ على النوع ألإنساني,والتي إن لم
تلبى وفقا لشرع الله قد تتسبب في تدمير هذا النوع
والسير به إلى طريق من الظلمة,سارت فيه بعض
الفتيات أللاتي لم يتحصن ضده فلم يملكن المقاومة
ألكافية فسقطن في أحظان رغباتهن ألتي لم يستمع
لها ألمجتمع.
عائشة عليها أن ترضى بقدرها فهي لا تملك غير
ذلك,عليها أن ترضي المجتمع ألذي وإن أرضته
لا ينفك ينهش لحمها بين الحين والأخر,فالعنوسة
عند البعض مرض معد...لا حالة إنسانية تستوجب
أن نقف عندها ونعمل على علاجها.
أما هي..فرضائها النفسي كإنسانة أولا وكإمراة
ثانيا لا يستأثر بكثير من الإهتمام..........
لا يقرأ إلا على هامش صفحات المجتمع.........
بالرغم من أنها تمثل نصف المجتمع.
إنتهت
عائشة ...إنسانة............إمرأة حزينة
تبحث ....عن أنثى..........في غرفة دفينة
تبحث ....عن أمل ..........في شجرة ضليلة
تبحث ....عن أم ...........في طفلة جميلة
عائشة.....إنسانة........... إمرأة حزينة
تحدق في الأيام...........والليال الرتيبة
في جدران عمر..............تشقق قبل حينه
لا حظن يواسيها...........ولا ثمر ولا حديقة
عائشة إنسانة................إمرأة وحيدة
أرجو أن تنال هذه ألمساهمة ماتستحقه
منكم ونرجو منكم إثرائها بأرائكم
ودمتم
jovial