konan_great
16-05-2005, 11:54 AM
فن تذوق الطعام أمر لا أجيده.. غير أني في زيارتي الأخيرة للجزيرة استمتعت بصورة غير معهودة بوجبة الغداء التي كان قوامها الكسرة ومفروكة البامية. كانت «طرقات» الكسرة دقيقة وشفافة بصورة غير معهودة.
وعندما سألت الله أن يجزي خيراً صانعة الكسرة- هتفت ابنة شقيقتي «وجيدة» أشكر كيس البلاستيك الذي اسهم في «تسيير» الصاج! فقلت لها وكيف ذلك، قالت إن النسوة في القرية يقطعن قطعة بلاستيك ويضعنها فوق الصاج الساخن «فتسوح» وتسير الصاج بدلاً من «الطايوق» هتفت صارخاً أنه الدايوكسين.. انتم تأكلون السرطان. وقررت أن أخرج بهذه الثقافة لصناع القرار حول المخاطر الجديدة لاكياس البلاستيك في بلد تحكمه جاهلية الاستهلاك ذلك اضافة الى المخاطر الكثيرة لأكياس البلاستيك الصحية منها المتعلقة بالانسان والحيوان اضافة لمضارها البيئية وغيرها. تعتبر اكياس البلاستيك مادة تغليف مهمة في العالم يتم تصنيعها من حبيبات البلاستيك قد أسهمت سهولة نقلها وتخزينها وماكينات تصنيعها في انتشارها على نطاق واسع خاصة في دول العالم الثالث. وفي ظل قانون الاستثمار ومع احتجاب رأس المال الغربي الفاعل الناجم عن الحصار الاقتصادي فقد شهدت البلاد قيام عدد من مصانع البلاستيك خاصة في ظل وجود قانون استثمار مشجع وقد بلغ عدد المصانع العاملة في مجال صناعة البلاستيك «85» مصنعاً بينها عدد من المصانع الأجنبية وقد بلغ رأس المال المستثمر في قطاع صناعة أكياس البلاستيك «110» مليون دولار ورغم ذلك لازالت البلاد تستورد مئات الآلاف من الكيلوجرامات في كل عام بقيمة نقدية تتجاوز المليون دولار في العام الواحد. ورغم أن قطاع صناعة البلاستيك يستوعب أكثر من «9» ألف من العاملين بالورش والمصانع الا أن المخاطر الناجمة عن استخدام أكياس البلاستيك تبقى السبب الرئيسي للتدهور البيئي وانتقال الامراض إضافة للعديد من الاضرار، اذ يقوم الكثير من المواطنين بحمل الطعام الساخن في أكياس البلاستيك كما أن حرق أكياس البلاستيك تنجم عنه ملوثات الهواء كالدايوكسين وقد أكدت البحوث العلمية وجود علاقة بين حمل الاطعمة الساخنة في أكياس البلاستيك وحرق الأكياس وأمراض سرطان الرئة والامعاء وغيرها. ويعتبر ارتفاع معدلات الوافدين على مستشفى الذرة وفقاً لرؤية دكتور أحمد السيد الوكيل مؤشراً يستفاد منه في دراسة المؤثرات البيئية والتقليل من التعرض لكل مادة أو عامل ثبت من الدراسات التجريبية والبيئية أنه مصاب بالسرطان. وبالنسبة للحيوان فإن كثرة استخدامات أكياس البلاستيك وصغر حجمها وخفة وزنها أدى لانتشار الأكياس ووصلت للمراعى لتلتهمها الماعز والأغنام وتشير الاحصائيات بالمحاجر الى أن 25% من الحيوانات النافقة التي يبلغ عددها (250) الف رأس في العام تموت بسبب ابتلاعها أكياس البلاستيك- أما الفاقد بالمراعي والأسواق وساحات التجمع حول المدن فيقدر بحوالي «655» الف رأس من الضان تبلغ قيمته «800» مليون دينار والنسبة في ازدياد بسبب زيادة إنتشار أكياس البلاستيك. وتمتد الآثار السالبة لأكياس البلاستيك لتعيق نفاذ الماء الى التربة وبذلك فإنها تمنع وصول الماء للنبات كما تمنع نمو جذوره وتمنع دخول الأوكسجين للتربة. ويقول دكتور محمد ابراهيم الحاج إن كيس البلاستيك هو أعظم ملوث في الدول النامية لأنه يقفل قنوات الصرف الصحي ويؤدي الى طفح مياه الصرف الصحي وكل مايصاحبها من أمراض واوبئة مطالباً بضرورة استصحاب توصيات اللجنة الفنية للقطاع الاقتصادي التي أوصت بضرورة تشجيع الصناعات البديلة مثل الكتان والسعف وتفعيل قانون حماية البيئة ووجود مساهمة صانعي ومستوردي أكياس البلاستيك في برامج تجميع نفايات أكياس البلاستيك والتخلص منها علماً أن طمرها له أثره على التربة وحرقها يعني توليد الدايوكسين وهنا ووفقاً لرؤية دكتورة سمية سيد- جمعية حماية البيئة فإن على الحكومة استصحاب سياسة بعض الدول مثل الولايات المتحدة الامريكية رسوماً عالية على الملوثات وقامت الاردن بتوزيع أكياس القماش واللوحات الاعلانية والمطبقات التي تحتوي على مخاطر الاستخدامات غير المرشدة لأكياس البلاستيك- وطالب كمال علي الشايقي- الجمعية السودانية لحماية المستهلك بضرورة تفعيل التشريعات والقوانين وذلك يتأتى من خلال إلمام المواطن بحقوقه الثمانية التي اقرتها المواثيق الدولية لحقوق المستهلك. مطالباً الجهات المختصة التشريعية منها والتنفيذية والقانونية بوضع الاستراتيجيات المثلى التي تحد من انتشار أكياس البلاستيك فيما طالب دكتور عزت ميرغني طه بضرورة التوجه لإعادة الاستخدام لحل جذري للمشكلة فإضافة لمنع انتشار أكياس البلاستيك فإن اعادة التشغيل يؤدي لانتاج المواد الشمعية التي يمكن إستخدامها في صناعة الورنيش والشحوم مشيراً لتجربة المركز القومي للبحوث في هذا المجال عبر مرحلة جمع الأكياس بواسطة الاطفال المشردين والطلاب واعضاء جمعية البيئيين والمرحلة الثانية بمركز البحوث والاستشارات الصناعية في عملية التحويل الحراري- الكيمائي للنفايات البلاستيكية لمواد شمعية- وقد تأكد جدوى تحويل أكياس البلاستيك لمواد شمعية كما يعتبر المشروع ذي جدوى إجتماعية لأنه يعمل على توظيف الشماسة. فهل يستصحب صناع القرار الرؤية العلمية في احتواء مخاطر الأكياس أم أن امبراطورية كيس البلاستيك قد أحكمت قبضتها علي إنسان السودان وبيئته؟
نقلا عن المجلة السودانية . الاستاذ بله على عمر
وعندما سألت الله أن يجزي خيراً صانعة الكسرة- هتفت ابنة شقيقتي «وجيدة» أشكر كيس البلاستيك الذي اسهم في «تسيير» الصاج! فقلت لها وكيف ذلك، قالت إن النسوة في القرية يقطعن قطعة بلاستيك ويضعنها فوق الصاج الساخن «فتسوح» وتسير الصاج بدلاً من «الطايوق» هتفت صارخاً أنه الدايوكسين.. انتم تأكلون السرطان. وقررت أن أخرج بهذه الثقافة لصناع القرار حول المخاطر الجديدة لاكياس البلاستيك في بلد تحكمه جاهلية الاستهلاك ذلك اضافة الى المخاطر الكثيرة لأكياس البلاستيك الصحية منها المتعلقة بالانسان والحيوان اضافة لمضارها البيئية وغيرها. تعتبر اكياس البلاستيك مادة تغليف مهمة في العالم يتم تصنيعها من حبيبات البلاستيك قد أسهمت سهولة نقلها وتخزينها وماكينات تصنيعها في انتشارها على نطاق واسع خاصة في دول العالم الثالث. وفي ظل قانون الاستثمار ومع احتجاب رأس المال الغربي الفاعل الناجم عن الحصار الاقتصادي فقد شهدت البلاد قيام عدد من مصانع البلاستيك خاصة في ظل وجود قانون استثمار مشجع وقد بلغ عدد المصانع العاملة في مجال صناعة البلاستيك «85» مصنعاً بينها عدد من المصانع الأجنبية وقد بلغ رأس المال المستثمر في قطاع صناعة أكياس البلاستيك «110» مليون دولار ورغم ذلك لازالت البلاد تستورد مئات الآلاف من الكيلوجرامات في كل عام بقيمة نقدية تتجاوز المليون دولار في العام الواحد. ورغم أن قطاع صناعة البلاستيك يستوعب أكثر من «9» ألف من العاملين بالورش والمصانع الا أن المخاطر الناجمة عن استخدام أكياس البلاستيك تبقى السبب الرئيسي للتدهور البيئي وانتقال الامراض إضافة للعديد من الاضرار، اذ يقوم الكثير من المواطنين بحمل الطعام الساخن في أكياس البلاستيك كما أن حرق أكياس البلاستيك تنجم عنه ملوثات الهواء كالدايوكسين وقد أكدت البحوث العلمية وجود علاقة بين حمل الاطعمة الساخنة في أكياس البلاستيك وحرق الأكياس وأمراض سرطان الرئة والامعاء وغيرها. ويعتبر ارتفاع معدلات الوافدين على مستشفى الذرة وفقاً لرؤية دكتور أحمد السيد الوكيل مؤشراً يستفاد منه في دراسة المؤثرات البيئية والتقليل من التعرض لكل مادة أو عامل ثبت من الدراسات التجريبية والبيئية أنه مصاب بالسرطان. وبالنسبة للحيوان فإن كثرة استخدامات أكياس البلاستيك وصغر حجمها وخفة وزنها أدى لانتشار الأكياس ووصلت للمراعى لتلتهمها الماعز والأغنام وتشير الاحصائيات بالمحاجر الى أن 25% من الحيوانات النافقة التي يبلغ عددها (250) الف رأس في العام تموت بسبب ابتلاعها أكياس البلاستيك- أما الفاقد بالمراعي والأسواق وساحات التجمع حول المدن فيقدر بحوالي «655» الف رأس من الضان تبلغ قيمته «800» مليون دينار والنسبة في ازدياد بسبب زيادة إنتشار أكياس البلاستيك. وتمتد الآثار السالبة لأكياس البلاستيك لتعيق نفاذ الماء الى التربة وبذلك فإنها تمنع وصول الماء للنبات كما تمنع نمو جذوره وتمنع دخول الأوكسجين للتربة. ويقول دكتور محمد ابراهيم الحاج إن كيس البلاستيك هو أعظم ملوث في الدول النامية لأنه يقفل قنوات الصرف الصحي ويؤدي الى طفح مياه الصرف الصحي وكل مايصاحبها من أمراض واوبئة مطالباً بضرورة استصحاب توصيات اللجنة الفنية للقطاع الاقتصادي التي أوصت بضرورة تشجيع الصناعات البديلة مثل الكتان والسعف وتفعيل قانون حماية البيئة ووجود مساهمة صانعي ومستوردي أكياس البلاستيك في برامج تجميع نفايات أكياس البلاستيك والتخلص منها علماً أن طمرها له أثره على التربة وحرقها يعني توليد الدايوكسين وهنا ووفقاً لرؤية دكتورة سمية سيد- جمعية حماية البيئة فإن على الحكومة استصحاب سياسة بعض الدول مثل الولايات المتحدة الامريكية رسوماً عالية على الملوثات وقامت الاردن بتوزيع أكياس القماش واللوحات الاعلانية والمطبقات التي تحتوي على مخاطر الاستخدامات غير المرشدة لأكياس البلاستيك- وطالب كمال علي الشايقي- الجمعية السودانية لحماية المستهلك بضرورة تفعيل التشريعات والقوانين وذلك يتأتى من خلال إلمام المواطن بحقوقه الثمانية التي اقرتها المواثيق الدولية لحقوق المستهلك. مطالباً الجهات المختصة التشريعية منها والتنفيذية والقانونية بوضع الاستراتيجيات المثلى التي تحد من انتشار أكياس البلاستيك فيما طالب دكتور عزت ميرغني طه بضرورة التوجه لإعادة الاستخدام لحل جذري للمشكلة فإضافة لمنع انتشار أكياس البلاستيك فإن اعادة التشغيل يؤدي لانتاج المواد الشمعية التي يمكن إستخدامها في صناعة الورنيش والشحوم مشيراً لتجربة المركز القومي للبحوث في هذا المجال عبر مرحلة جمع الأكياس بواسطة الاطفال المشردين والطلاب واعضاء جمعية البيئيين والمرحلة الثانية بمركز البحوث والاستشارات الصناعية في عملية التحويل الحراري- الكيمائي للنفايات البلاستيكية لمواد شمعية- وقد تأكد جدوى تحويل أكياس البلاستيك لمواد شمعية كما يعتبر المشروع ذي جدوى إجتماعية لأنه يعمل على توظيف الشماسة. فهل يستصحب صناع القرار الرؤية العلمية في احتواء مخاطر الأكياس أم أن امبراطورية كيس البلاستيك قد أحكمت قبضتها علي إنسان السودان وبيئته؟
نقلا عن المجلة السودانية . الاستاذ بله على عمر