محمد صلاح
08-05-2005, 08:21 AM
--------------
" يوشكُ أن يكون خيرُ مالِ ابن آدمَ غنمٌ يتبعُ به شعف الجبال ، يفرّ بدينه من الفتنـة " .. إنها فتنة "الدهيماء" ، لا تدعُ أحداً إلا لطمته . هذا العالم ينفجرُ بطريقةٍ مأساوية . كتب بعضهم من الذين زاروا منطقة " فيزوف " عقب البركان الشهير الذي قضى على ساكنيها ، أنّ الصور الجنسية الفاضحة كانت تملأُ جدران تلك المدينة التي أصابتها الكارثة ، مما حدا بالكثيرين من الأخيار إلى القول بأنّ حدث " فيزوف " المأساوي كان لعنةً ظواهريّة ، أصابت الأرض و الساكنين كنتيجةٍ حتميّة لما أصاب القوم من انحلالٍ و تفسّخ ، و انحطاط .. كيف سيكونُ الحال الآن و نحنُ نقفُ على أطرافِ أصابعنا سامدين ، ذاهلين ، لا نكادُ ننطق بشقّ كلمةٍ ، و نحنُ نرى ما نراه الآن ؟!
كشف تقريرٌ حديثٌ لوكالة "www. N2H2.com " الأمريكية المتخصصة في مراقبة و " فلترة " الشبكة الاليكترونية أنّ هوس الجنس من خلال هذه الشبكة قد تجاوز أقصى الحدود المعقولة .. فهناك أكثر من 2,4 مليون موقع إليكتروني متخصص في الجنس ، بينما تتجاوز عدد الرسائل الجنسية التي يتم تبادلها بين مستخدمي الشبكة مليارين و نصف مليار رسالة جنسية يومياً ، في حين يتم تحميل "download " أكثر من مليار و نصف المليار مادة جنسية، بواقع تصفّح أكثر من 260 مليون صفحة يوميّاً ...
النصيبُ العربي ، كالمعتاد في مثل هذه المنافسات ، كان رائعاً و مطمّناً لدعاة الحفاظ على النسل و السلالـة ، فأكثر من 26 % من المستخدمين العرب يدمنون الزيارات الرسمية اليومية لحضائر الجنس ، في حين يواظبُ أكثر من 40% من مستخدمي النت العرب على الزيارة و التمتّع و التحلل من خلال مواقعهم في دوامهم الرسمي .. و كالمتوقّع ، لم تغفل السيدة العربيّة دورها الحضاري ، فقد كان حضورها في مواقع الجنس والدعارة مشرّفاً ، لنا ـ كساقطين ديوثين ، أوضار، و لدعاة المساواة و الانطلاق من القيود من أجلـ ها !
في حين انشغل الدعاةُ و المصلحون و التنويريون و التربويون و صانعو القرار في الحديث المطرّز بالطلاءات و الاستعارات و الكذب والنفاق ، بينما استغل النشء فضاءً مملوءً برائحة الهزيمة و الانكسار ، و العدميّة .. فدخل الصغار و الكبار و الذكور و الاناث من أبناء المسلمين إلى أدراج المواقع الجنسيّة ، و تحوّلت القلوب و العيون إلى مراتع و سلال آسنة سبخة قذرة ، لا تجدُ طعماً لقيمةٍ تربويّة أو تعليميّة ، إلا ما كان منها في الحدود الضيقة ، ما بين السرّة و الركبة .
إنه الطاعون يا سادة ..
ذات مرّة وقف المصطفى الكريم مع أصحابه ، فأنشأ يحدثّهم بحديثٍ عجب .. كان يقول : و ما ظهرت الفاحشةُ في قومٍ حتى أذاعوها و أعلنوا بها إلا أنزل الله عليهم أمراضاً لم تكن معروفةً في الأمم من قبلهم ! .. و يبدو أنّ أول ظهور علني لأول حالةِ " إيدز / سيدا /AIDS " في السبعينات لم يكُن هو الحدث الأكثر إثارة في هذا الشأن ، بقدر ما كانت النظرية التكوينية لفيروس الإيدز نفسه هي الأكثر إثارةً للعلماء دون غيرهم .. ذكر الدكتور " الجمل " المتخصص في البيولوجيا الجزئية في جامعة القاهرة أنّ الأسس التكوينية لفيروس الأيدز ، رغم بساطتها حيثُ يتألف الفيروس أو الجزيئ الفيروسي من حامض نووي ، و غلاف بروتيني ، إلا أنّ الأوساط الملائمة لتكوين أول حالة " فيروس " على هذه الهيئة لا يمكن توافرها على سطح هذه الأرض ، مما جعل البعض يشير إلى أنّ أصل هذا الفيروس رذاذٍ فضائي ، ربما جاء نتيجة سقوط نيزك أو جرم سماوي على الأرض ، في حين فشلت تلك النظريات التي تقول بأنّ أصل الفيروس حيوان ، كون الظروف البيئية المتطلّبة للتكوين الأولي لهذا الفيروس مستحيلة وجوديّاً ، و أنّ الحيوان هو الآخر عرضة لفيروس ابتدائي من مكانٍ ما ..كنتُ أقرأ هذا التحليل العلمي في كتاب للدكتور / الجمل عن " الهندسة الوراثية " و أنا أضربُ كفّاً بكف ، و أقسمُ أنّ ما يحدثُ إنما هو مصداقٌ لنبوءة الرسول الكريم ، تلك النبوءة التي لم يظهر منها على السطح إلارأس جبل الجليد ice berg ..فقـط !
إنه الطاعون !
من مشكلات هذه الحضارة سيادة القيمة الاستهلاكية الفرديّة ، حتى أصبحت محكّاً و ديناً و وجهةً لكل النظريات و الفلسفات و المشاريع التنموية و الاجتماعية ... كما أنّ هذا الدين / الملّة الاستهلاكية التي تسعى إلى تعظيم قيمة الفرد ، و إشباع رغائبه تزامل/تزاملت مع قضيةٍ مهمّة في النموذج الحضاري المعاش ، و هي التجزؤ الوظيفي ، و تفرّع التخصصات إلى تخصصات صغيرةٍ فأصغر ، مما خلق مساحاتٍ زمنيّةٍ و فراغات واسعة ، يجدُ فيها الكائن البشري ، كوحدةٍ عاملة في النموذج الحضاري ، نفسه أمام المحور الأوحد ، و هو اشباع الرغائب الذاتيّة .. و جهاً لوجه ، في ظلّ غياب القيمة المطلقة التي ينبغي أن تدور حولها كافة الجزئيات الحياتيّة ، و في إطارٍ من تغييب للفضيلة مقابل تأصيل حقائق المادية و الاستهلاكية و النفعيّة ..حتى تسرّبت حقائق الألوهية و اليوم الآخر و الجزاء من كافة الوجدانات ، بمن فيهم أولئك الذين تفحّمت قلوبهم في ترديد و تشرّب هذه المثل .. فانفجرت ظاهرة الهوس الجنسي منطلقةً من الكنيسة ، حيثُ تعجّ زواياها بخبايا الإجهاض السرّي ، و تتضمخ أستارها بروائح السوائل الجنسيّة ، يمسحها عليها القساوسة و العذراوات قبل أن تتجلى روح السيد المسيح و السيدة العذراء .. ثم مروراً بمراكز الدعارة الرسميّة ، فالجامعات و المدارس ، و صولاً إلى البيت الأبيض ، و منه بطريقةِ القرار الرئاسي إلى جميع الأزقة و الحانات ، حتى تخثّرت بيوت المسلمين بهذا الانحلال تباعاً .. فنحنُ أمةٌ انهزمت من قبل الميلاد ، و آنَ لنا أن نعبر عن وجودنا بشيئٍ من السوء .. و على سبيل " الناس على دين ملوكهم " ... في أبشع ظاهرةٍ حضاريّة ، تعلِكُ الأوقات و الضمائر والأخلاق .. حتى تفنّن أصحابُها في مهامهم , فلم يقفوا عند حدود الجنس عبر السبل الفطرية ، بل تطوّر الحال إلى زنا المحارم incest و السحاق lesbianism فالجنس مع الحيوان bestiality فالجنس مع الأجساد الميّتة necrophilia فالجنس مع الأطفالpederasty .. و تطوّر الحال أكثر ، حتى تحوّلت المرأة المستخدمة إلى مرحاضٍ يتبوّلُ فيه مجموعةٌ من الأمساخ البشريّة ، في انحلالٍ بشعٍ لمفهوم البشريّة السامي ، و قيمة الانسانيّة العليا ، و كأنّ ما يحدثُ أمام أعيننا إنما يجري على كوكبٍ آخر ، و ما تمعّر وجهٌ لـلـه .. و لا استحت تلك الوجوهُ من السيّد المسيح ، الذي يزعمون !
إنهُ الطاعون ..!
لن نستطيع أن نوقف هذه الكارثة بأمانيّنا ، إنها لعنة الحضارة ، و مقدّمة للانهيار الكوني الكبير ، فالذي صنعه قومُ لوطٍ حين استحقوا أن تقلب أرضهُم عاليها سافلها لا يساوي شيئاً حين نقارنه بهذا الوباء الحضاري . الطريقُ يوصلُ إلى نقطةٍ واحدةٍ لا نقيض لها ، و هي الاستحقاق الواقعي و الحتمي لغضب الله و نقمته ، و تالله لتشهدنّ قريباً كارثةً كونيّةً عظمى ، تهزّ ما بين المشرق و المغرب ، ولا أقسمُ قسمي هذا كممثلٍ لفصيل الدروايش ، بل لأنها سنّة الله في الذين خلوا من قبل ، و لن تجد لسنّة الله تحويلاً ، و لن تجدَ لسنّة الله تبديلا . كما أننا نحفظُ من الصحيحين قوله عليه الصلاة و السلام " بين يدي الساعة ثلاث خسوف ، خسفٌ بالمشرق و خسفٌ بالمغرب و خسفٌ في جزيرة العرب " .. إنّ أمامنا فرصة واحدة من أجل الاعذار إلى الله مما يصنعون ، أن نبرأ إلى الله ، ثم ينطلقَ كلّ منّا في إدراة شأنه و شأن أهلِه منطلقاً من حفاظٍ ذاتي على البقيّة الباقية من الإيمان بالله و الحق و الخير .. و لعلّ قول الله جل و علّا : "لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم " ينالنا نصيبٌ منه ، و لو أنْ نعضّ على جذعِ شجرةٍ قاصية ، فقط .. لنقيَ أنفسنا هذه الفتنة .
و لكي نكون واقعيين أكثر ، أنصحُ كل مسلمٍ و مسلمة أن " يحمّل " هذا البرنامج على جهازه الخاص به ، و أن ينطلق المحبون للفضيلة إلى مراكز الانترنت التجارية لتنزيله على الأجهزة التابعة لهذه المراكز ، على العنوان التالي :
www.we-blocker.com ..
سيطالبك البرنامج قبل أن يجري عملية التحميل النهائية "set up " بادخال اسم مشترك ، و كلمة مرور ، ننصحُ بأن يضع الأخ / الأخت كلمة مرور عشوائية يصعب حفظها ، لأنه بهذا سيكونُ قد حقق أمرين : الأول ، سيتم " فلترة " كل المواقع الجنسية ، و لن يسمح له بالدخول لأي موقعٍ مهما فعل ، و الأمر الثاني : أنّه في حال حاول أنْ يتخلّص من البرنامج فلن يكون بمقدوره ذلك إلا إذا أدخل كلمة السر التي نصحنا بأنْ تكون عشوائية .. ما لم ، سيبقى البرنامج على الجهاز حارساً و " مفلتراً ".. و بهذا يضمن المرء المسلم حماية نفسه بطريقة عملية ، لأنّ ادعاء الرهبانية و القديسيّة و " الثقة في النفس " أمرٌ هزلي و غير جاد ، و قديماً قال إخواننا المصريون " الشيطان شاطر " ...
و الله من وراء القصــد .
" يوشكُ أن يكون خيرُ مالِ ابن آدمَ غنمٌ يتبعُ به شعف الجبال ، يفرّ بدينه من الفتنـة " .. إنها فتنة "الدهيماء" ، لا تدعُ أحداً إلا لطمته . هذا العالم ينفجرُ بطريقةٍ مأساوية . كتب بعضهم من الذين زاروا منطقة " فيزوف " عقب البركان الشهير الذي قضى على ساكنيها ، أنّ الصور الجنسية الفاضحة كانت تملأُ جدران تلك المدينة التي أصابتها الكارثة ، مما حدا بالكثيرين من الأخيار إلى القول بأنّ حدث " فيزوف " المأساوي كان لعنةً ظواهريّة ، أصابت الأرض و الساكنين كنتيجةٍ حتميّة لما أصاب القوم من انحلالٍ و تفسّخ ، و انحطاط .. كيف سيكونُ الحال الآن و نحنُ نقفُ على أطرافِ أصابعنا سامدين ، ذاهلين ، لا نكادُ ننطق بشقّ كلمةٍ ، و نحنُ نرى ما نراه الآن ؟!
كشف تقريرٌ حديثٌ لوكالة "www. N2H2.com " الأمريكية المتخصصة في مراقبة و " فلترة " الشبكة الاليكترونية أنّ هوس الجنس من خلال هذه الشبكة قد تجاوز أقصى الحدود المعقولة .. فهناك أكثر من 2,4 مليون موقع إليكتروني متخصص في الجنس ، بينما تتجاوز عدد الرسائل الجنسية التي يتم تبادلها بين مستخدمي الشبكة مليارين و نصف مليار رسالة جنسية يومياً ، في حين يتم تحميل "download " أكثر من مليار و نصف المليار مادة جنسية، بواقع تصفّح أكثر من 260 مليون صفحة يوميّاً ...
النصيبُ العربي ، كالمعتاد في مثل هذه المنافسات ، كان رائعاً و مطمّناً لدعاة الحفاظ على النسل و السلالـة ، فأكثر من 26 % من المستخدمين العرب يدمنون الزيارات الرسمية اليومية لحضائر الجنس ، في حين يواظبُ أكثر من 40% من مستخدمي النت العرب على الزيارة و التمتّع و التحلل من خلال مواقعهم في دوامهم الرسمي .. و كالمتوقّع ، لم تغفل السيدة العربيّة دورها الحضاري ، فقد كان حضورها في مواقع الجنس والدعارة مشرّفاً ، لنا ـ كساقطين ديوثين ، أوضار، و لدعاة المساواة و الانطلاق من القيود من أجلـ ها !
في حين انشغل الدعاةُ و المصلحون و التنويريون و التربويون و صانعو القرار في الحديث المطرّز بالطلاءات و الاستعارات و الكذب والنفاق ، بينما استغل النشء فضاءً مملوءً برائحة الهزيمة و الانكسار ، و العدميّة .. فدخل الصغار و الكبار و الذكور و الاناث من أبناء المسلمين إلى أدراج المواقع الجنسيّة ، و تحوّلت القلوب و العيون إلى مراتع و سلال آسنة سبخة قذرة ، لا تجدُ طعماً لقيمةٍ تربويّة أو تعليميّة ، إلا ما كان منها في الحدود الضيقة ، ما بين السرّة و الركبة .
إنه الطاعون يا سادة ..
ذات مرّة وقف المصطفى الكريم مع أصحابه ، فأنشأ يحدثّهم بحديثٍ عجب .. كان يقول : و ما ظهرت الفاحشةُ في قومٍ حتى أذاعوها و أعلنوا بها إلا أنزل الله عليهم أمراضاً لم تكن معروفةً في الأمم من قبلهم ! .. و يبدو أنّ أول ظهور علني لأول حالةِ " إيدز / سيدا /AIDS " في السبعينات لم يكُن هو الحدث الأكثر إثارة في هذا الشأن ، بقدر ما كانت النظرية التكوينية لفيروس الإيدز نفسه هي الأكثر إثارةً للعلماء دون غيرهم .. ذكر الدكتور " الجمل " المتخصص في البيولوجيا الجزئية في جامعة القاهرة أنّ الأسس التكوينية لفيروس الأيدز ، رغم بساطتها حيثُ يتألف الفيروس أو الجزيئ الفيروسي من حامض نووي ، و غلاف بروتيني ، إلا أنّ الأوساط الملائمة لتكوين أول حالة " فيروس " على هذه الهيئة لا يمكن توافرها على سطح هذه الأرض ، مما جعل البعض يشير إلى أنّ أصل هذا الفيروس رذاذٍ فضائي ، ربما جاء نتيجة سقوط نيزك أو جرم سماوي على الأرض ، في حين فشلت تلك النظريات التي تقول بأنّ أصل الفيروس حيوان ، كون الظروف البيئية المتطلّبة للتكوين الأولي لهذا الفيروس مستحيلة وجوديّاً ، و أنّ الحيوان هو الآخر عرضة لفيروس ابتدائي من مكانٍ ما ..كنتُ أقرأ هذا التحليل العلمي في كتاب للدكتور / الجمل عن " الهندسة الوراثية " و أنا أضربُ كفّاً بكف ، و أقسمُ أنّ ما يحدثُ إنما هو مصداقٌ لنبوءة الرسول الكريم ، تلك النبوءة التي لم يظهر منها على السطح إلارأس جبل الجليد ice berg ..فقـط !
إنه الطاعون !
من مشكلات هذه الحضارة سيادة القيمة الاستهلاكية الفرديّة ، حتى أصبحت محكّاً و ديناً و وجهةً لكل النظريات و الفلسفات و المشاريع التنموية و الاجتماعية ... كما أنّ هذا الدين / الملّة الاستهلاكية التي تسعى إلى تعظيم قيمة الفرد ، و إشباع رغائبه تزامل/تزاملت مع قضيةٍ مهمّة في النموذج الحضاري المعاش ، و هي التجزؤ الوظيفي ، و تفرّع التخصصات إلى تخصصات صغيرةٍ فأصغر ، مما خلق مساحاتٍ زمنيّةٍ و فراغات واسعة ، يجدُ فيها الكائن البشري ، كوحدةٍ عاملة في النموذج الحضاري ، نفسه أمام المحور الأوحد ، و هو اشباع الرغائب الذاتيّة .. و جهاً لوجه ، في ظلّ غياب القيمة المطلقة التي ينبغي أن تدور حولها كافة الجزئيات الحياتيّة ، و في إطارٍ من تغييب للفضيلة مقابل تأصيل حقائق المادية و الاستهلاكية و النفعيّة ..حتى تسرّبت حقائق الألوهية و اليوم الآخر و الجزاء من كافة الوجدانات ، بمن فيهم أولئك الذين تفحّمت قلوبهم في ترديد و تشرّب هذه المثل .. فانفجرت ظاهرة الهوس الجنسي منطلقةً من الكنيسة ، حيثُ تعجّ زواياها بخبايا الإجهاض السرّي ، و تتضمخ أستارها بروائح السوائل الجنسيّة ، يمسحها عليها القساوسة و العذراوات قبل أن تتجلى روح السيد المسيح و السيدة العذراء .. ثم مروراً بمراكز الدعارة الرسميّة ، فالجامعات و المدارس ، و صولاً إلى البيت الأبيض ، و منه بطريقةِ القرار الرئاسي إلى جميع الأزقة و الحانات ، حتى تخثّرت بيوت المسلمين بهذا الانحلال تباعاً .. فنحنُ أمةٌ انهزمت من قبل الميلاد ، و آنَ لنا أن نعبر عن وجودنا بشيئٍ من السوء .. و على سبيل " الناس على دين ملوكهم " ... في أبشع ظاهرةٍ حضاريّة ، تعلِكُ الأوقات و الضمائر والأخلاق .. حتى تفنّن أصحابُها في مهامهم , فلم يقفوا عند حدود الجنس عبر السبل الفطرية ، بل تطوّر الحال إلى زنا المحارم incest و السحاق lesbianism فالجنس مع الحيوان bestiality فالجنس مع الأجساد الميّتة necrophilia فالجنس مع الأطفالpederasty .. و تطوّر الحال أكثر ، حتى تحوّلت المرأة المستخدمة إلى مرحاضٍ يتبوّلُ فيه مجموعةٌ من الأمساخ البشريّة ، في انحلالٍ بشعٍ لمفهوم البشريّة السامي ، و قيمة الانسانيّة العليا ، و كأنّ ما يحدثُ أمام أعيننا إنما يجري على كوكبٍ آخر ، و ما تمعّر وجهٌ لـلـه .. و لا استحت تلك الوجوهُ من السيّد المسيح ، الذي يزعمون !
إنهُ الطاعون ..!
لن نستطيع أن نوقف هذه الكارثة بأمانيّنا ، إنها لعنة الحضارة ، و مقدّمة للانهيار الكوني الكبير ، فالذي صنعه قومُ لوطٍ حين استحقوا أن تقلب أرضهُم عاليها سافلها لا يساوي شيئاً حين نقارنه بهذا الوباء الحضاري . الطريقُ يوصلُ إلى نقطةٍ واحدةٍ لا نقيض لها ، و هي الاستحقاق الواقعي و الحتمي لغضب الله و نقمته ، و تالله لتشهدنّ قريباً كارثةً كونيّةً عظمى ، تهزّ ما بين المشرق و المغرب ، ولا أقسمُ قسمي هذا كممثلٍ لفصيل الدروايش ، بل لأنها سنّة الله في الذين خلوا من قبل ، و لن تجد لسنّة الله تحويلاً ، و لن تجدَ لسنّة الله تبديلا . كما أننا نحفظُ من الصحيحين قوله عليه الصلاة و السلام " بين يدي الساعة ثلاث خسوف ، خسفٌ بالمشرق و خسفٌ بالمغرب و خسفٌ في جزيرة العرب " .. إنّ أمامنا فرصة واحدة من أجل الاعذار إلى الله مما يصنعون ، أن نبرأ إلى الله ، ثم ينطلقَ كلّ منّا في إدراة شأنه و شأن أهلِه منطلقاً من حفاظٍ ذاتي على البقيّة الباقية من الإيمان بالله و الحق و الخير .. و لعلّ قول الله جل و علّا : "لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم " ينالنا نصيبٌ منه ، و لو أنْ نعضّ على جذعِ شجرةٍ قاصية ، فقط .. لنقيَ أنفسنا هذه الفتنة .
و لكي نكون واقعيين أكثر ، أنصحُ كل مسلمٍ و مسلمة أن " يحمّل " هذا البرنامج على جهازه الخاص به ، و أن ينطلق المحبون للفضيلة إلى مراكز الانترنت التجارية لتنزيله على الأجهزة التابعة لهذه المراكز ، على العنوان التالي :
www.we-blocker.com ..
سيطالبك البرنامج قبل أن يجري عملية التحميل النهائية "set up " بادخال اسم مشترك ، و كلمة مرور ، ننصحُ بأن يضع الأخ / الأخت كلمة مرور عشوائية يصعب حفظها ، لأنه بهذا سيكونُ قد حقق أمرين : الأول ، سيتم " فلترة " كل المواقع الجنسية ، و لن يسمح له بالدخول لأي موقعٍ مهما فعل ، و الأمر الثاني : أنّه في حال حاول أنْ يتخلّص من البرنامج فلن يكون بمقدوره ذلك إلا إذا أدخل كلمة السر التي نصحنا بأنْ تكون عشوائية .. ما لم ، سيبقى البرنامج على الجهاز حارساً و " مفلتراً ".. و بهذا يضمن المرء المسلم حماية نفسه بطريقة عملية ، لأنّ ادعاء الرهبانية و القديسيّة و " الثقة في النفس " أمرٌ هزلي و غير جاد ، و قديماً قال إخواننا المصريون " الشيطان شاطر " ...
و الله من وراء القصــد .