نيازى كشك
13-04-2005, 11:12 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فإن الحديث عن النفس الإنسانية ـ وتزكيتها وتطهيرها من نزعات الشر والإثم وتنمية فطرة الخير فيها ــ حديث مهم لكل مسلم يبتغي مرضاة الله عز وجل ، والاستقامة على طاعته .
ولقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان وكرمه ؛ خلقه من قبضة الطين ونفخة الروح ، ليكون بجانبه الطيني منجذبا إلى الأرض التي هو جزء منها ، كي يعمرها بالعمل الصالح ويؤدي دوره فيها ، وليكون بجانبه الروحي متطلعا إلى إشراقة نفسه وغذائها بعبادته لربه عز وجل ، يستمد منه سبحانه المنهج الذي يلتزم بهداه ، ليسعد في دنياه وأخراه ، ويسعد به العالم من حوله .
ومن هنا تبرز أهمية الحديث عن تزكية النفوس وتطهيرها من أمراضها وآفاتها التي شوهت الصورة الحقيقية للإنسان ، وأحالته إلى مجموعة من العُقد والأمراض والأسقام .
وفي خضم الأمواج المتلاطمة من التيارات الفكرية والعقدية يقف ذلك الإنسان حائرا يبحث عن طريق للخلاص ومنفذ للنجاة ، يأنس إليه ويعيش في كنفه موفور الكرامة ، مستريح البال ، مطمئن النفس .. ويتساءل بلهفة : أين أجد الحياة الطيبة والسعادة الحقيقية ، ومن يدلني عليها ؟
ولو أنه أصغى لنداء فطرته لعرف بداية الطريق ، فالله سبحانه الذي خلق الإنسان وكرمه ، ولم يدعه يتخبط في هذه الحياة بلا منهج ولا دليل ، وإنما بين له طريق الهداية ليسير عليه ، وحذره من طريق الضلالة ليبتعد عنه ، وفي ذلك صلاح نفسه وسعادتها في الدنيا والآخرة .
وكلما ازداد تمسكا بطاعة الله سبحانه واستجابة لأمره كان تحققه بمعاني الإيمان أكبر حتى يترقى في الدرجات إلى مقام الإحسان الذي هو أعلى مقامات الدين ، والثمرة العظمى لمنهجه القويم في تزكية النفس ، والعلاج الناجح لما يعانيه الناس اليوم من تخبط وضلال .
ولقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية مقام الإحسان وعلو منزلته ، في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل وسأله عن الإسلام والإيمان ، ثم سأله عن الإحسان ، فقال صلى الله عليه وسلم (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) رواه مسلم .
وهذا يعني شعور العبد بالرقابة الإلهية ، وعدم غفلته عن ربه سبحانه ، مما يؤدي إلى صلاح ظاهره وباطنه ، وطهارة نفسه من أمراض الشبهات والشهوات المنحرفة ، وإقامة أمر الله تعالى في شؤون حياته كلها .
أخي الكريم : نفسك التي بين جنبيك أودع الله سبحانه فيها قابلية التوجه للخير أو الشر ، وهي ذات صفات وخصائص كثيرة ، فالنفس البشرية تتميز بخصائص وصفات تتجلى فيها بدائع قدرة الله سبحانه في خلقه ، فهي تلين وتقسو ، وتفرح وتأسى ، وتصبر وتجزع ، وترتدع وتكابر ، وتحس وتتبلد ، وتأمن وترهب ، ولها تقلبات وأحوال .
وإذا أمسك المرء بزمام نفسه ووجهها إلى طريق الخير ظفر بالسعادة ، وإذا اتبع نفسه هواها فقد خاب وخسر . وشجرة التزكية لا بد لها من حماية ووقاية ، لأن كثيرا من الأمراض التي قد تصيبها أو المعوقات التي تعترض سبيلها لا تكتفي بإيقاف نموها فحسب ، وإنما تحيلها إلى أغصان ذابلة ، وقد تقتلعها من جذورها ، فيكون خطرها وبيلا وشرها مستطيرا .
والقلب يشتد المرض فيه حتى يُغلف ويطمس ويُقفل ويُطبع عليه ، ويزيغ عن الحق ، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات لأنها تجعل الإنسان في عداد البهائم .
قال تعالى (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )) >> الأعراف : 179 <
وقال عز وجل (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) >> الحج : 46 << .
فالعمى الحقيقي ليس عمى البصر ، وإنما هو عمى القلب والبصيرة ، لأن أعمى البصر يستطيع السير في الطريق بالاستعانة بعصا أو دليل ، أما أعمى القلب فلا دليل يرشده ، فهو يتخبط في كل اتجاه ، ويقع في كل هاوية ، ويصطدم بكل ما يعترض طريقه ، لأنه في زيغ دائم وظلمات مستحكمة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فإن الحديث عن النفس الإنسانية ـ وتزكيتها وتطهيرها من نزعات الشر والإثم وتنمية فطرة الخير فيها ــ حديث مهم لكل مسلم يبتغي مرضاة الله عز وجل ، والاستقامة على طاعته .
ولقد خلق الله سبحانه وتعالى هذا الإنسان وكرمه ؛ خلقه من قبضة الطين ونفخة الروح ، ليكون بجانبه الطيني منجذبا إلى الأرض التي هو جزء منها ، كي يعمرها بالعمل الصالح ويؤدي دوره فيها ، وليكون بجانبه الروحي متطلعا إلى إشراقة نفسه وغذائها بعبادته لربه عز وجل ، يستمد منه سبحانه المنهج الذي يلتزم بهداه ، ليسعد في دنياه وأخراه ، ويسعد به العالم من حوله .
ومن هنا تبرز أهمية الحديث عن تزكية النفوس وتطهيرها من أمراضها وآفاتها التي شوهت الصورة الحقيقية للإنسان ، وأحالته إلى مجموعة من العُقد والأمراض والأسقام .
وفي خضم الأمواج المتلاطمة من التيارات الفكرية والعقدية يقف ذلك الإنسان حائرا يبحث عن طريق للخلاص ومنفذ للنجاة ، يأنس إليه ويعيش في كنفه موفور الكرامة ، مستريح البال ، مطمئن النفس .. ويتساءل بلهفة : أين أجد الحياة الطيبة والسعادة الحقيقية ، ومن يدلني عليها ؟
ولو أنه أصغى لنداء فطرته لعرف بداية الطريق ، فالله سبحانه الذي خلق الإنسان وكرمه ، ولم يدعه يتخبط في هذه الحياة بلا منهج ولا دليل ، وإنما بين له طريق الهداية ليسير عليه ، وحذره من طريق الضلالة ليبتعد عنه ، وفي ذلك صلاح نفسه وسعادتها في الدنيا والآخرة .
وكلما ازداد تمسكا بطاعة الله سبحانه واستجابة لأمره كان تحققه بمعاني الإيمان أكبر حتى يترقى في الدرجات إلى مقام الإحسان الذي هو أعلى مقامات الدين ، والثمرة العظمى لمنهجه القويم في تزكية النفس ، والعلاج الناجح لما يعانيه الناس اليوم من تخبط وضلال .
ولقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهمية مقام الإحسان وعلو منزلته ، في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل وسأله عن الإسلام والإيمان ، ثم سأله عن الإحسان ، فقال صلى الله عليه وسلم (( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) رواه مسلم .
وهذا يعني شعور العبد بالرقابة الإلهية ، وعدم غفلته عن ربه سبحانه ، مما يؤدي إلى صلاح ظاهره وباطنه ، وطهارة نفسه من أمراض الشبهات والشهوات المنحرفة ، وإقامة أمر الله تعالى في شؤون حياته كلها .
أخي الكريم : نفسك التي بين جنبيك أودع الله سبحانه فيها قابلية التوجه للخير أو الشر ، وهي ذات صفات وخصائص كثيرة ، فالنفس البشرية تتميز بخصائص وصفات تتجلى فيها بدائع قدرة الله سبحانه في خلقه ، فهي تلين وتقسو ، وتفرح وتأسى ، وتصبر وتجزع ، وترتدع وتكابر ، وتحس وتتبلد ، وتأمن وترهب ، ولها تقلبات وأحوال .
وإذا أمسك المرء بزمام نفسه ووجهها إلى طريق الخير ظفر بالسعادة ، وإذا اتبع نفسه هواها فقد خاب وخسر . وشجرة التزكية لا بد لها من حماية ووقاية ، لأن كثيرا من الأمراض التي قد تصيبها أو المعوقات التي تعترض سبيلها لا تكتفي بإيقاف نموها فحسب ، وإنما تحيلها إلى أغصان ذابلة ، وقد تقتلعها من جذورها ، فيكون خطرها وبيلا وشرها مستطيرا .
والقلب يشتد المرض فيه حتى يُغلف ويطمس ويُقفل ويُطبع عليه ، ويزيغ عن الحق ، وعندها تكون حالة موت القلب التي هي أسوأ الحالات لأنها تجعل الإنسان في عداد البهائم .
قال تعالى (( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )) >> الأعراف : 179 <
وقال عز وجل (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) >> الحج : 46 << .
فالعمى الحقيقي ليس عمى البصر ، وإنما هو عمى القلب والبصيرة ، لأن أعمى البصر يستطيع السير في الطريق بالاستعانة بعصا أو دليل ، أما أعمى القلب فلا دليل يرشده ، فهو يتخبط في كل اتجاه ، ويقع في كل هاوية ، ويصطدم بكل ما يعترض طريقه ، لأنه في زيغ دائم وظلمات مستحكمة .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم